القُبلة الفرنسية الأولى.. لأبوشامة!
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
جذبنى بشدة أحدث مؤلَّف للأديب والكاتب الكبير محمد مصطفى أبوشامة «أول قُبلة فرنسية.. قواعد القراءة السعيدة».. ما يقرب من ساعتين متواصلتين لم أستطع خلالهما أن أترك الكتاب من يدى ولو للحظة.
العبارات المتدفقة بأسلوب رشيق، والعفوية الطاغية فى طرح العناوين وتسلسل الحكايات التى اختارها أبوشامة، كلها كانت عوامل لم تدعنى أترك الكتاب.
ولكن.. وآه من ولكن..!
أتصور، مازحاً، أن محمد مصطفى أبوشامة بخل علينا بباقى تفاصيل ما وراء أول قبلة فرنسية، التى أتحفنا بروايتها بأسلوب أدبى راقٍ كشف عن البعد الرومانسى العميق الذى يعشش بين جنبات أبوشامة، فبعد أن مهّد لنا أبوشامة لعلاقة غرام متوهجة بين القهوة التركى والشيكولاتة الفرنسية، أجّجها دخان سيجارة «بنكهة الكزبرة» من ماركة «كابتن بلاك»، وقال إنه مع هذه العلاقة تتوه المشاعر وتغيب، ثم تتابع السرد سريعاً دونما مزيد من التفاصيل التى نحتاج سماعها فى زمن اختفت فيه الحواديت الرومانسية!
وأزعم، مازحاً أيضاً، أن أبوشامة تعمّد أن يُخفى مزيداً من التفاصيل، وأسرع فى روايته لينتهى بنا سريعاً ليعلن حصوله على أول قبلة فرنسية يحصل عليها أو يجنيها!
أكثر من هذا أظن، مازحاً كذلك، أن أبوشامة تعمّد فى آخر سطور قصة القبلة الفرنسية الأولى أن يشكك فى أن يكون هو بطل القصة من الأساس!
وأهمس فى أذن أبوشامة وأقول: يا صديقى، إذا كنت تخشى من سرد تفاصيل إضافية لهذه الحدوتة على الملأ، أرسلها لى على الخاص!
على أى حال.. عبارة «أول قبلة فرنسية» كانت هى الشطر الأول من عنوان أحدث إصدارات المبدع محمد مصطفى أبوشامة، أما عبارة «قواعد القراءة السعيدة» فكانت هى الشطر الثانى من عنوان الكتاب الذى تم طرحه بمعرض الكتاب فى دورته الأخيرة التى انتهت قبل أيام.
الحقيقة.. إن قواعد القراءة السعيدة التى استخلصها أبوشامة ودوّنها فى هذا الكتاب، أتفق جداً معه فى كونها نصائح مهمة، بل وغاية فى الأهمية، لكل راغب فى مداومة القراءة والاطلاع.. وأنوه إلى أنى وجدت أنه يتعين علىّ أن أعيد نشر نصائح أبوشامة للقراءة السعيدة، خاصة أنها جاءت فى عبارات محددة وقصيرة بل ومباشرة وصادقة.. قال أبوشامة فيما أراد أن ينصح به من يرغب فى القراءة السعيدة التالى:
اقرأ لتستمتع لا لتتباهى/ اقرأ ما تيسّر لك لا ما تتمناه/ لا تشترِ كتباً كثيرة عند كل زيارة للمكتبة.. يكفى عدد محدود اختره بعناية بعد تفكير، ولا تشترِ غيره إلا بعد أن تقرأه/ احرص على بناء مكتبة من الكتب التى قرأتها ولا تبنِها من كتب تنوى قراءتها/ من أمتع القراءات إعادة قراءة كتاب أثر فيك وأحببته، فالكتاب القديم مثل الصديق القديم عطاؤه أكثر تأثيراً/ اقرأ كل يوم ولو دقائق قليلة/تحدّث واكتب عن أهم ما قرأت، لأن الحكى يزيد من عمق التفاعل مع ما تقرأ/ احرص على التنوع فى مجالات القراءة/ اخلق طقوسك الخاصة لتقرأ فى سعادة، اختيار المكان والإضاءة ومشروبك المفضل، عوامل تحفز عينيك لتلتهم الكتاب/ اقرأ بقلبك كعاشق وبعقلك كمفكر كبير.
انتهت نصائح أبوشامة للقراءة السعيدة.. ولكنى أضيف إليها نصيحة أخرى أراها لازمة ومهمة، وهى: أنصح بقراءة أحدث إبداعات الكاتب والأديب الكبير محمد مصطفى أبوشامة «أول قبلة فرنسية.. قواعد القراءة السعيدة»، فقد نجح أبوشامة، فى كتاب لم تتجاوز صفحاته 120 صفحة من القطع الصغير، فى حشد ملخص رائع ووافٍ لمحتوى أكثر من عشرين كتاباً، لم يقدمها تحت عنوان أنه يلخص تلك الكتب أو يروِّج لقراءتها، بل قدَّمها ضمن رؤى تحليلية خاصة به للكثير من القضايا والموضوعات التى تضمنتها تلك الكتب، وبدا كتاب أبوشامة فى فصوله المختلفة ساحة رحبة لنقاش فكرى ممتع حول رؤوس موضوعات وعناوين مثيرة للعقل والوجدان.
ليس هذا فحسب، بل نجح أبوشامة كذلك فى تذكيرنا بأسماء رموز فى مجالات متعددة وبإسهامات فكرية فى موضوعات شتى.
مرة أخرى.. أنصح بقراءة أحدث مؤلفات الأديب والكاتب الكبير محمد مصطفى أبوشامة «أول قبلة فرنسية.. قواعد القراءة السعيدة».
محمد صلاح الزهار – الوطن نيوز
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: محمد مصطفى أبوشامة
إقرأ أيضاً:
هيئة الكتاب تصدر «الخيال عند ابن عربي» لـ سليمان العطار
أصدرت وزارة الثقافة، متمثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «الخيال عند ابن عربي» النظرية والمجالات، للدكتور سليمان العطار، ومن تحرير وتقديم قحطان الفرج الله.
العطار في هذا الكتاب لم ينظر لابن عربي بعده شاعرًا، وهو ليس كذلك، غهو فيلسوف غزير الإنتاج عميق الفكر، وهو في مقدمة فلاسفة الإسلام الذين تركوا أثرًا واضحًا ما زال يتفاعل حتى يومنا هذا في محافل الدرس الأكاديمي وخارجه.
مدخل العطار لطرح نظريته في الخلق الإبداعي ينطلق من تسليط مجهر البحث العلمي نحو أدوات الخلق التي تجعل من النص المتولد من الخيال خلقًا منفصلًا قابلًا لحالات الموت والولادة والتطور والتجديد غير قابل للفناء أو العدم.
وناقش العطار في هذا الكتاب الفريد، حضرة الخيال التي لا يعتريها وهم الوهم، سواء كان عند الإنسان بمفهومه الضيق وهو الآدمي أو بمفهومه الواسع وهو العالم، فإن خياله يخلو من الوهم ويعلو على التقليد في النظر إلى الأشياء.. فالعقل يخطئ أي يقع في الوهم، ويخيل له الخيال دون أن يدري أن هذا حق، لأن الخيال لا يخطئ، وهذا هو التخييل، الوهم قوة من قوى النفس يرمز لها ابن عربي بالشيطان.
ويقول العطار في تقديمه للكتاب: «علينا أن نوقظ الوعي بالنهضة حتى تتجاوز طور التشبث بالبقاء إلى طور صنع المستقبل، وهذه اليقظة لبناتها الأولى هي إحياء الفكر الخالد الذي تجاوزنا به العصور الوسيطة على درب النهضة والحداثة قبل أن تعرفهما أوروبا، ومن الطريف أن معظم هذا الفكر كان نابعًا من الأندلس، هذا البرزخ الذي أطل علينا دائما، كما أطل بنا على الجهة الأخرى على الغرب، ويبدو أن الأندلس كانت القاع الذي يترسب فيه الناتج الأخير لكل تفاعل كيماوي عربي، هذه الملاحظة المثيرة، تستحق الاهتمام من الدارسين لخط سير الحضارة والفنون والأدب في تاريخ العرب في طوره الإسلامي الوسيط».