من الانزلاق الغضروفي إلى السرطان .. ما الذي يعنيه موقع ألم ظهرك بالفعل؟
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
تعد آلام الظهر حالة شائعة تصيب الكثيرين حول العالم، وغالبا ما تتحسن في غضون بضعة أسابيع، لكن مكان حدوثها قد يشير أحيانا إلى مشكلة أكثر خطورة تتطلب الاهتمام.
ويمكن أن يشير موقع ألم ظهرك إلى أنك تعاني من أي شيء، بدءا من مشاكل الأعضاء وحتى الأعصاب المضغوطة والانزلاق الغضروفي وغيرها.
إقرأ المزيدوقال عباس كناني، الخبير الصيدلاني في Online Pharmacy Chemist Click، إن هناك طرقا محددة لعلاج كل نوع من أنواع آلام الظهر، وبعضها قد يحتاج إلى اهتمام عاجل.
مشددا على ضرورة زيارة الطبيب في حال كان ألم الظهر مصحوبا بارتفاع في درجة الحرارة أو إذا فقدت وزنك دون محاولة ذلك. كما يجب أيضا استشارة الطبيب إذا كان هناك كتلة أو تورم في ظهرك أو إذا تغير شكل ظهرك.
وأضاف: "إذا لم يتحسن الألم بعد الراحة أو كان أسوأ في الليل، ويزداد الألم سوءا عند العطس أو السعال أو التبرز، فيجب عليك أيضا زيارة الطبيب. اطلب موعدا عاجلا إذا كان الألم يأتي من أعلى ظهرك - بين كتفيك - وليس من أسفل ظهرك".
ويقدم عدد من الخبراء ما الذي يعنيه مكان ألم الظهر فعليا:
في الجانبين
إن وجود ألم في جانبي ظهرك قد يشير إلى أنك تعاني من مشاكل في أعضائك. ويمكن أن تشمل هذه المشكلات مشاكل في الكلى أو البنكرياس أو الأمعاء أو الرحم.
وقالت نادية أليبهاي، وهي طبيبة عظام شهيرة، إن مشاكل الكلى يمكن أن تسبب الألم على جانبي العمود الفقري بالقرب من القفص الصدري.
وأوضحت: "تقع الكليتان في منطقة منتصف الظهر إلى أسفله مباشرة تحت القفص الصدري، لذلك إذا كان شخص ما يعاني من مشاكل في الكلى أو مشاكل في المسالك البولية، فإنه عادة ما يعاني من الألم تحت القفص الصدري على كل جانب من العمود الفقري".
وقال كناني: "إن مشاكل البنكرياس، مثل التهاب البنكرياس الحاد، تميل إلى التسبب في ألم شديد مفاجئ في وسط البطن".
إقرأ المزيدوأضاف: "الالتهاب في أجزاء من الأمعاء الغليظة القريبة من الظهر يمكن أن يسبب أيضا آلام أسفل الظهر على الجانبين. الضغط في المستقيم أو القولون الناتج عن انسداد، مثل البراز الجاف، يمكن أن يسبب ألما ينتشر في الظهر أو البطن".
العمود الفقري
الألم في العمود الفقري نفسه يمكن أن يشير إلى مجموعة من الحالات الطبية، بما في ذلك تضيق العمود الفقري.
وقال كناني: "يحدث تضيق العمود الفقري عندما تضيق القناة الشوكية في الجزء السفلي من ظهرك. إنه يضغط على الحبل الشوكي أو الأعصاب المؤدية من الحبل الشوكي إلى عضلاتك ما يسبب الألم".
ويمكن أن يحدث تضيق العمود الفقري في أي مكان في العمود الفقري ولكنه أكثر شيوعا في أسفل الظهر. وهو أمر شائع إلى حد ما، حيث تؤثر التغيرات التنكسية في العمود الفقري على ما يصل إلى 95% من الأشخاص بحلول سن الخمسين.
وقد يكون داء القرص التنكسي (وهو ليس مرضا انما هو مصطلح توصف به التغيرات الطبيعية لأقراص العمود الفقري مثل جفاف الأقراص وتآكلها) سببا كامنا وراء الألم في العمود الفقري.
ويمكن أن يسبب التهاب المفاصل أيضا الألم والتصلب في العمود الفقري. وهو أكثر شيوعا في أسفل الظهر والرقبة، ولكن يمكن الشعور بالتصلب أو الألم في ظهرك إذا كنت مصابا بالتهاب المفاصل الشوكي.
أسفل الظهر
يعد ألم أسفل الظهر أحد أكثر المناطق شيوعا التي نشعر فيها بالألم مع تقدمنا في العمر، ويمكن أن يكون علامة على شد العضلات أو الانزلاق الغضروفي.
إقرأ المزيدوقالت أليبهاي: "إذا كان شخص ما يعاني من آلام أسفل الظهر، فمن الممكن أن يكون ذلك نتيجة لانزلاق غضروفي. وفي كثير من الأحيان عندما ينفتق القرص، فإن ما سيفعله بعد ذلك هو الضغط على العصب، ما قد يسبب ألما في أسفل الظهر".
وأضاف كناني: "يمكن أن تسبب عضلة الظهر المنسحبة آلاما في أسفل الظهر. وهذا يميل إلى التسبب في الألم عند حركات معينة مثل الوقوف أو الانحناء. يمكن أن يكون شديدا وحادا وغالبا ما يكون نتيجة لحادث أو عندما يكون ممتدا أو ممزقا".
وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون آلام أسفل الظهر أيضا علامة على الإصابة ببعض أنواع السرطان، بما في ذلك أورام العمود الفقري، وسرطان الرئة، وسرطان الثدي، وسرطانات الجهاز الهضمي، وسرطانات الدم".
أعلى الظهر
الألم في أعلى ظهرك قد يشير إلى أن لديك عصبا منضغطا. ويحدث ذلك عندما يتم تطبيق ضغط كبير جدا على العصب من خلال الأنسجة المحيطة، مثل العظام أو الغضاريف أو العضلات أو الأوتار.
الظهر أو الرقبة
يمكن أن يكون سبب آلام الرقبة هو ترتيب أجزاء من عمودك الفقري بشكل غير صحيح.
وقال كناني: "يمكن أن تكون آلام الظهر ناجمة عن اختلالات الجسم وقلة المرونة والحركة في مناطق أخرى من الجسم. ويمكن أن يؤثر هذا على طريقة مشيتك، ما قد يؤدي بدوره إلى الضغط على جميع أجزاء ظهرك ورقبتك. وقد تلاحظ ألما خفيفا أو إحساسا حادا بالطعن. وغالبا ما يكون سببه سوء الوضعية والجلوس أو الوقوف لفترات طويلة".
المصدر: ذي صن
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة الطب امراض دراسات علمية طب مرض السرطان معلومات علمية فی العمود الفقری فی أسفل الظهر آلام الظهر الألم فی مشاکل فی ویمکن أن أن یکون یمکن أن إذا کان ألم فی
إقرأ أيضاً:
أسرى الألم.. جرحى غزة محرومون من بهجة رمضان والعلاج
غزة- تجلس الطفلة الجريحة منة عقل على سرير في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، مثقلة بآلامها، والكثير من الذكريات التي بقيت لها، بعدما فقدت جميع أفراد أسرتها في غارة جوية إسرائيلية على منزلها في مخيم البريج للاجئين وسط القطاع.
منة (8 أعوام) هي الناجية الوحيدة من هذه الغارة الغادرة التي هوت بالمنزل فوق رؤوس أسرتها (5 أفراد)، وخطفت أرواح والديها وإخوتها، فيما كانت هي الناجية الوحيدة مع جروح صعبة في ساقيها، تستدعي سفرها للعلاج في الخارج.
وقعت هذه الغارة ليلة 16 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، بينما كانت هذه الأسرة الصغيرة نائمة، وتقول منة للجزيرة نت "استيقظت ووجدت نفسي في المستشفى وأعاني من ألم شديد في أنحاء جسدي وجروح وكسور في الساقين".
لم يتبق لهذه الطفلة سوى جدّيها، وقد تلقت خلال الحرب صدمات قاسية، جراء غارات أودت بحياة غالبية أفراد عائلتها من أعمامها وعماتها وأسرهم. وبكلمات مثقلة بالحزن تتحدث منة عن شعورها بالوحدة، واشتياقها لوالديها وإخوتها الشهداء.
ما ذكرياتك مع أسرتك في رمضان؟، سألتها الجزيرة نت، وببراءة طفولية تجيب وهي تمسك بفانونس صغير بين يديها "أكل ماما الزاكي، وبابا كان يشتري لي فانوس رمضان، وألعب به مع صديقاتي في الحارة، في ليلة رمضان كان أبي يذهب للسوق ويشتري لنا كل حاجة بنحبها، ويحضر زينة رمضان، وكنت أساعد ماما في تزيين البيت". وتساءلت بعد لحظة صمت "راح البيت وراحوا أهلي وبقيت لوحدي، ليش قصفونا وقتلوهم؟".
ومثل منة خلفت الحرب غير المسبوقة التي شنتها دولة الاحتلال على القطاع عقب عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، آلاف الأطفال الأيتام ممن فقدوا والديهم أو أحدهما، وبينهم ناجون وحيدون من غارات مسحت أسرهم كليا من السجل المدني.
إعلانوتقول جدة منة، عفاف السلول، للجزيرة نت "لم يتبق لها سوانا.. أنا وجدها المريض، وقد استشهدت أسرتها، وعدد كبير من أعمامها وعماتها وأسرهم في الغارة نفسها وفي غارات أخرى خلال الحرب".
خضعت منة لعدة عمليات جراحية من أجل إنقاذها وإبقائها على قيد الحياة، واضطر الأطباء لقص واستئصال جزء من عظام الساقين. وبحسب الجدة عفاف (60 عاما)، فإنها بحاجة ماسة للسفر والعلاج بالخارج، والخضوع لعمليات زراعة عظم، لتتمكن من السير على قدميها والعودة التدريجية لحياتها.
وتراهن الجدة على الزمن من أجل تعافي ذاكرة حفيدتها التي لا تستوعب حتى اللحظة أنها ستواجه العالم وحيدة لبقية حياتها بعد استشهاد جميع أفراد أسرتها، وتقول إن حلول شهر رمضان لأول مرة عليها بدونهم ضاعف من حزنها ومن آلام جروحها وكسورها.
وتخشى السلول على مصير منة بعدما استنفد الأطباء في غزة كل ما في وسعهم، ولم يعد بالإمكان استكمال علاجها في المستشفيات المحلية التي تعاني ضعفا شديدا في الإمكانيات البشرية والمادية، جراء ما تعرضت له من استهداف ممنهج طوال الحرب، وقيود إسرائيلية مشددة على دخول الوفود الطبية المتخصصة، والأجهزة والأدوية والمعدات الطبية.
هذه الطفلة واحدة من بين زهاء 16 ألف جريح ومريض على قوائم الانتظار، يترقبون بلهفة فرصتهم للسفر من خلال معبر رفح البري مع مصر بغية العلاج بالخارج.
ويقول مسؤول ملف إجلاء المرضى في وزارة الصحة الدكتور محمد أبو سلمية -للجزيرة نت- إن الاحتلال يتلاعب بمصير جرحى ومرضى غزة، ويخرق ما تم التوافق عليه في البروتوكول الإنساني ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
ووفقا للمسؤول الطبي، فإن الاحتلال لم يلتزم بالاتفاق سواء من حيث أعداد المرضى والجرحى والمحدد بـ150 يوميا يسمح لهم بالسفر، ولم يسمح بأفضل الأحوال بسفر أكثر من 50، أو من حيث أولوية السفر بناء على خطورة الحالة، حيث يتعمد التلاعب بالاحتياجات والأولويات.
من بين هؤلاء الذين يتعلق مصيرهم بالسفر عبر معبر رفح، وهو المنفذ الوحيد للغزيين على العالم الخارجي من خلال الأراضي المصرية، الجريح أيمن داوود الذي يقبع في مجمع ناصر الطبي "أسيرا" لجروحه وآلامه، وبدا حزينا لعدم تمكنه من السفر للعلاج، ويخشى أن تطول فترة الألم والانتظار، وينهار الاتفاق بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال، الذي انتهت مرحلته الأولى منتصف ليلة الثاني من مارس/آذار الجاري.
إعلانللشهر الخامس وأيمن (22 عاما) يرقد في سرير بالمستشفى، منذ أن تسببت له غارة جوية إسرائيلية بشلل نصفي، استدعت خضوعه لعدة عمليات جراحية.
ويفتح شهر رمضان بابا من الذكريات المؤلمة عليه، حيث لم تكن إصابته بالعمود الفقري وشلله كل ما ناله من الحرب الإسرائيلية التي حرمته من والده شهيدا، وكان منزل أسرته من بين غالبية منازل مدينة رفح جنوبي القطاع، التي تعرضت لدمار تقدره بلديتها بأكثر من 80% خلال العملية العسكرية الإسرائيلية والاجتياح البري لها في 6 مايو/أيار الماضي.
ناظرًا إلى ساقيه بحزن وألم، يقول داوود "الحرب أخذت مني الكثير، أبي ومنزلنا، لا أريد أن أقضي بقية حياتي مشلولا وليس لي أمنية أو حلم الآن سوى بالسفر والعلاج".
ويتساءل وقد بدت الكلمات تخرج منه بصعوبة "لمتى سأبقى أسير المستشفى ولا أستطيع الحركة عن هذا السرير؟، جاء رمضان وحرمتني الإصابة من الصوم وصلاة التراويح. أنا لا أشعر برمضان ولا ألمس بهجته، وأفتقد كل شيء اعتدته في هذا الشهر الجميل منذ الطفولة".
وتقدم داوود بطلب للحصول على تحويلة طبية للعلاج بالخارج بعد نحو أسبوعين من إصابته، ولم يتلق أي اتصال حتى اللحظة. وبعيون يملؤها الرجاء وبلسان يرتجف يقول هذا الشاب الجريح "أتمنى أن يأتي الرد وأسافر وأتعالج قبل فوات الأوان".