نوهوا بأهمية الجائزة.. خبراء لـ «العرب»: جائزة «التميز» ترفع كفاءة القطاع الحكومي

د. محمد سيف الكواري: تطور الخدمات الحكومية واقع نلمسه 
 د. إبراهيم الخليفي: تعزيز الجودة وبناء القدرات أمر ضروري
خالد صالح اليافعي: تعزيز فعالية الأداء بمختلف الجهات 
 

أجمع خبراء على أهمية «جائزة التميز الحكومي» في تحفيز روح المنافسة بين الإدارات والجهات الحكومية المختلفة، بما يساهم في الارتقاء بمسيرة الأداء الحكومي ودفعه إلى مواكبة التطورات التي تشهدها البلاد في مختلف المجالات.

ونوهوا لـ «العرب» بأهمية تعزيز ثقافة التميز في المؤسسات الوطنية وتشجيع الموظفين على العمل الجماعي والمؤسسي وترسيخ ثقافة فرق العمل في تنفيذ المهام الوظيفية، لإحداث تغيير إيجابي مستدام داخل تلك الجهات لمواكبة رؤية قطر الوطنية 2030 بما فيها تنمية العمل المؤسسي والعنصر البشري الذي يشكل ركيزة هذه الرؤية. 

وأشاروا إلى أن جائزة قطر للتميّز الحكومي تهدف إلى زيادة كفاءة وفعالية القطاع الحكومي والخدمات الحكومية المقدمة للمتعاملين عبر خدمات متوائمة واحتياجات المجتمع القطري، لبناء قطاع حكومي يتميز بالمرونة مع المحافظة على جودة الأداء، وتأهيل كوادر بشرية تلبي احتياجات المستقبل وتتمتع بالمهارات والقدرات الملائمة. كما يهدف لأن تكون إدارة البيانات والتكنولوجيا من الممكنات الرئيسية لرحلة التميّز المؤسسي، ولدعم الابتكار وجعل الخدمات الذكية من الركائز الأساسية لتطور العمل الحكومي واستشراف المستقبل. 
ودعا الخبراء كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية لوضع الجائزة على أجندتها السنوية من خلال مراجعة خدماتها المقدمة والعمل على تطويرها بصفة مستمرة عبر التقييم المستمر لمستوى الخدمات ومؤشرات قياس الأداء المؤسسي والوظيفي، وصولا لتقديم أفضل الخدمات الممكنة لخدمة أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.

سهولة المعاملات
وأكد الدكتور محمد سيف الكواري، خبير بيئي وناشط حقوقي، أهمية الجائزة في تطوير الخدمات الحكومية نحو الأفضل، مؤكدا أن هذا التطور في تقديم الخدمات أصبح واقعا يلمسه المواطنون من حيث سرعة وسهولة إنجاز المعاملات في كثير من القطاعات.
وأشار الكواري أن سبب هذا التميز هو لجوء العديد من الجهات الحكومية نحو الخدمات الرقمية لتقديم حلول أبسط وأسرع، لافتا إلى أن التكنولوجيا فتحت للجهات الحكومية أبوابا جديدة للتواصل مع الجمهور وعالم الأعمال لتلبية احتياجاتهم، فضلاً عن توفير الأدوات التي يحتاجها موظفو الحكومة لتقديم خدمة متميزة ذات مستوى عالٍ تتسم بالسهولة والفعالية، ودعا الجهات الحكومية إلى توسعة الخدمات الإلكترونية عبر المنصات الرقمية التي تقدمها للمواطنين، لتسهيل الإجراءات وتحقيق المرونة في سرعة إنجاز المعاملات وتوفير الجهد والوقت الذي يتطلبه الجمهور والمُستثمرون ورجال الأعمال. وشدد على أن استحداث جائزة التميز الحكومي يرفع مستوى جودة الخدمات الحكومية، فعندما تقوم الحكومة بتلك الخطوة، يجب أن نضع نصب أعيننا أن هذه الحكومة لديها من الشغف الكبير لتقديم أفضل الخدمات وبجودة عالية لكل مواطن ومقيم وزائر، فهي ترى أن جودة الخدمات عصب رئيسي لتقديم أفضل أداء لديها، وبالتالي قامت بإنشاء جائزة للتميز الحكومي كدليل على أن حكومة دولة قطر قطعت شوطاً كبيراً جداً للارتقاء بجودة خدماتها.

بناء القدرات
وقال الدكتور إبراهيم بن صالح الخليفي، رائد أعمال مختص في المبيعات الدولية والتخطيط وإدارة الخدمات اللوجستية إن جائزة قطر للتميز الحكومي تساهم في تعزيز ثقافة الجودة وبناء القدرات الممكنة للارتقاء بعمل الأجهزة والمؤسسات من خلال إرساء معايير التميز في العمل الحكومي.
وهنأ الدكتور الخليفي الفائزين مؤكداً أنهم نموذج يحتذى في تحقيق التميز، مؤكدا أن وصولهم لنيل الجائزة خير حافز للمؤسسات الحكومية الأخرى للارتقاء بمعاييرها في جودة الأداء بما يساهم في نشر ثقافة التميز والابتكار في العمل بين الجهات الحكومية لتتوسع رقعة التميز في مختلف القطاعات بما يصب في تقديم خدمات ذات جودة عالية.
ونوه بأن استحداث هذه الجائزة يساهم في تحفيز روح المنافسة بين الإدارات والجهات الحكومية المختلفة، منوها بدورها في الارتقاء بمسيرة الأداء الحكومي وتبني أفضل الممارسات.
تأثير إيجابي
من جهته، قال السيد خالد صالح اليافعي، خبير التنمية البشرية، إن جائزة التميز الحكومي تساهم في ترسيخ مفاهيم التميز الحديثة التي تعتمد على رؤية وطنية طموحة، لرفع أداء الجهات الحكومية من خلال خلق الدوافع لديها للتطوير وتكامل القدرات الداخلية، المبنية على التطوير المستدام. 
وأكد اليافعي في تصريحات لـ العرب أن تطوير أداء الأجهزة الحكومية يدعم رؤية قطر الوطنية 2030 في تحقيق التنمية الشاملة بما فيها تنمية العنصر البشري الذي يعد أحد الركائز المهمة في رؤية قطر الوطنية 2030، بما يحقق المنافع المرجوة لجميع المعنيين في مختلف جهات العمل الحكومي واستدامة النتائج والمخرجات ذات التأثير الإيجابي على المجتمع. 
وأشار إلى أن استحداث مثل هذه الجوائز الرفيعة يعكس حرص الدولة على التطوير المستمر للمؤسسات الحكومية، ومواكبة أحدث المستجدات في علوم الإدارة، لتحقيق مزيد من الإنجازات والابتكارات، لافتا إلى أن أهمية الجائزة تكمن في قيمتها الاعتبارية أولا وكذلك دورها في تعزيز التنافس بين مختلف المؤسسات لتطوير الأداء وتطبيق أفضل الممارسات والأساليب الإدارية الناجحة.
وهنأ اليافعي الفائزين بجائزة قطر للتميز الحكومي في نسختها الأولى معربا عن أمله أن يكون الفوز دافعا لهذه المؤسسات للتقدم والعطاء والابتكار والعمل على تقديم مشروعات تساهم في تقديم خدمات ذات جودة للوطن والمواطنين بشكل عام.

تحفيز الكوادر
وأشاد حسن اليافعي – موظف حكومي – بقرار إنشاء جائزة التميز الحكومي للمساعدة في ترسيخ المنافسة بين موظفي الجهات الحكومية وتغيير الصورة النمطية عن الأداء الوظيفي بتلك الجهات مبينا أهمية تحفيز الكوادر البشرية العاملة في القطاع الحكومي سواء من خلال الدورات التدريبية وبرامج التطوير أو من خلال الجوائز وشهادات التقدير، مشيرا إلى أن هذه العناصر والأدوات تساهم في إيجاد بيئة أعمال إيجابية ومحفزة داخل العمل الحكومي وتعزز القدرة التنافسية وزيادة التعاون البناء على مستوى الموظفين أنفسهم أو على مستوى الجهات الحكومية.
واعتبر أن أهداف الجائزة التي نصَّ عليها القرار والمعنية بالارتقاء بمُستوى جودة الأداء الحكومي تدفع كافة الوزارات للبحث عن الموظفين المتميزين لديها ودعوتهم للمشاركة الفاعلة، داعيا كافة الموظفين والموظفات لوضع الفوز بهذه الجائزة نصب أعينهم من خلال تحسين أدائهم الوظيفي وزيادة إنتاجهم وتقديم المقترحات والمبادرات التي تخدم أهداف جهات عملهم أينما كانت وفي مختلف القطاعات. 

زيادة الشفافية والمساءلة داخل الجهات الحكومية

تم إنشاء جائزة قطر للتميز الحكومي بقرار أميري بهدف الارتقاء بمستوى جودة الأداء الحكومي، وتشجيع الجهات الحكومية والموظفين على التنافس في تطبيق الجودة والتطوير والتميّز في الأداء، من خلال تكريم الإنجازات والجهود المتميزة لجميع الفئات المساهمة في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
وبناء على القرار أنشئت في ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي «لجنة أمناء جائزة قطر للتميّز الحكومي»، برئاسة رئيس الديوان سعادة عبدالعزيز بن ناصر بن مبارك آل خليفة وممثلين عن كل من ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، وزارة المالية، وزارة البيئة والتغير المناخي، وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ديوان المحاسبة، الأمانة العامة لمجلس الوزراء، جهاز التخطيط والإحصاء، هيئة الرقابة الإدارية والشفافية، مكتب الاتصال الحكومي، مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار.
وتساهم جائزة قطر للتميّز الحكومي في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، وتعزيز الميزة التنافسية، والامتثال التنظيمي الأفضل. كما تساعد الجهات الحكومية في تحسين جودة الخدمات، وتحسين الكفاءة والفعالية، وزيادة الشفافية والمساءلة، وتحسين التعاون، وتحسين عملية صنع القرار، وإدارة أفضل للمخاطر، والتخطيط الإستراتيجي المعزّز وتطوير الشراكات. كما توفر الجائزة دعمًا لرأس المال البشري لجهة زيادة مشاركة الموظفين وتحفيزهم وتركيز جهودهم في اتجاه أكثر وضوحًا. وعلى صعيد المتعاملين، تضمن الجائزة تعزيز رضاهم وتعزيز ثقة الجمهور وتحسين جودة الخدمات. 
وأطلقت جائزة قطر للتميّز الحكومي بهدف الارتقاء بمستوى جودة الأداء الحكومي، وتشجيع الجهات الحكومية على التنافس في تطبيق الجودة والتطوير والتميز في الأداء،
يُبنى التقييم في جائزة قطر للتميز الحكومي على:
التقييم الذاتي
 تأهيل وتدريب الجهات الحكومية 
 التقارير التعقيبية 
الزيارات المدنية
ويتكوّن نموذج قطر للتميّز الحكومي من 4 محاور أساسية وهي التوجه الريادي، والقيمة النوعية، والموارد المؤسسية، والنتائج والأثر، ويكون التقييم بناءً على 10 معايير رئيسية و38 معيارًا فرعيًا.

المصدر: العرب القطرية