الملايين يعشقون صلصة الصويا.. ماذا تعرف عن مزاياها وعيوبها؟
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
قليل من الأطعمة تلك التي يمكن أن تضاهي صلصة الصويا في سحر طعمها، حيث تقول اختصاصية التغذية كارولين سوزي لموقع صحيفة "يو إس إيه توداي" إن "صلصة الصويا تجمع بين المذاق المالح والأومامي ولمسة من الحلاوة، مما يجعلها تتماشى بشكل جيد مع العديد من الأطعمة".
وتعرف "الأومامي" بأنها نكهة قوية ولذيذة، ليست حلوة ولا حامضة أو مالحة أو مُرة، بل تعرف باسم "الطعم الخامس"، حيث توجد 5 مذاقات أساسية، هي: المالح، والحلو، والمر، والحامض، والأومامي.
وتتميز صلصة الصويا بتعدد استخداماتها، فإلى جانب تمتعها بشعبية خاصة في أطباق صينية ويابانية مثل الأرز والمعكرونة والسوشي تضاف أيضا على نطاق واسع إلى الأطباق الأميركية والإسبانية والمتوسطية والإيطالية، كما تستخدم في الطبخ والمخللات وبديلا للملح أو تقدم للتغميس.
ولعل هذا يفسر كيف بلغ حجم سوق صلصة الصويا العالمي في العام 2022 ما يزيد على 48 مليار دولار "ومن المتوقع أن يصل إلى 84 مليارا بحلول عام 2032″، وفقا لبعض التقديرات.
ما هي صلصة الصويا؟صلصة الصويا عبارة عن بهار سائل مصنوع من 4 عناصر أساسية هي: فول الصويا، والقمح، والخميرة، والملح، تم استخدامه لأول مرة في الصين منذ أكثر من 2200 عام لحفظ الأطعمة وإكسابها نكهة خاصة "وهي نفس أغراض استخدامه حتى يومنا هذا"، كما تقول تارا شميدت اختصاصية التغذية الرئيسية المعتمدة لدى "مايو كلينك".
يتم تصنيعه تقليديا عبر الجمع بين حبوب القمح المطبوخة وفول الصويا في شكل معجون، ثم إضافة الملح والماء والخميرة، وترك هذا الخليط بعدها في خزان مخصص للتخمير عدة أشهر، لتقوم الإنزيمات بتفكيك بروتينات الصويا والقمح إلى أحماض أمينية، ثم تحويل النشويات إلى سكريات بسيطة.
أما المرحلة النهائية فتؤدي إلى "مزيج معقد يتكون من أكثر من 300 مادة تساهم في رائحة ونكهة ولون صلصة الصويا"، وبسترة الصلصة للقضاء على أي بكتيريا، حسب موقع "هيلث لاين".
وتوضح شميدت أن هناك أنواعا عدة من صلصة الصويا في مناطق مختلفة من العالم "تشمل الصلصة الخفيفة، والداكنة، والمتبلة، والمخمرة أكثر، والمحلاة، والمنخفضة الصوديوم".
لكن شميدت تحذر من أن صلصة الصويا المنتجة كيميائيا من خلال إضافة ألوان ونكهات صناعية "ليست صحية، وقد تحتوي على مواد مسرطنة".
ووفقا لموقع"هيلث لاين"، فإن ملعقة كبيرة من صلصة الصويا المخمرة تقليديا تحتوي على:
8 سعرات حرارية. غرام واحد كربوهيدرات. 0 غرام من الدهون. غرام واحد من البروتين. حوالي 900 مليغرام من الصوديوم.مع ملاحظة أنه "رغم أن صلصة الصويا تحتوي على كمية عالية نسبيا من البروتين والكربوهيدرات من حيث الحجم فإنها ليست مصدرا يعتمد عليه للحصول على تلك العناصر الغذائية".
صلصة الصويا كبديل للملحيقول مؤلف كتاب "الحقيقة حول قصور الغدة الدرقية" الدكتور جوش ريد "يمكن أن تكون صلصة الصويا بديلا رائعا للملح بالنسبة لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم، والذين يحتاجون إلى التقليل من الصوديوم".
فعلى الرغم من أن صلصة الصويا تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم فإنها تبقى أقل بكثير من نسبة الصوديوم في الملح (حوالي 900 مليغرام من الصوديوم في ملعقة كبيرة واحدة من صلصة الصويا مقابل 6976 مليغراما من الصوديوم في الكمية نفسها من الملح)، ولهذا السبب يستخدم بعض الناس صلصة الصويا بديلا للملح.
كما ترشح كارولين سوزي "صلصة الصويا منخفضة الصوديوم لمن يجدون أن صلصة الصويا العادية تشكل ضررا عليهم"، مؤكدة أنها "توفر نكهة ممتازة" وتحتوي على ملح أقل بنسبة تصل إلى 50% من المنتجات الأصلية.
لكن سوزي تنبه إلى الحساسية تجاه الهيستامين، والتي تمثل عقبة شائعة يجب على بعض الأشخاص أخذها في الحسبان قبل تناول صلصة الصويا.
وهو ما يوضحه الدكتور ريد قائلا "إن الأطعمة المخمرة مثل صلصة الصويا يمكن أن تحتوي على نسبة عالية من الهستامين، مما قد يؤدي إلى ظهور أعراض لدى الأشخاص الذين لديهم حساسية للهستامين، لهذا ينصح هؤلاء الأشخاص بالتقليل من الملح بدلا من الاستعاضة عنه بصلصة الصويا".
تقول شميدت إنه "في حين أن مجموعة متنوعة من الصويا توفر لنا بعض الفوائد الصحية فإن الجزء المثير للقلق في صلصة الصويا هو تركيزاتها العالية من الصوديوم".
وهو ما تؤكده كارولين سوزي قائلة إن "ملعقة كبيرة من صلصة الصويا تحتوي على حوالي 900 مليغرام من الصوديوم، أي ما يعادل حوالي 40% من الكمية الموصى بها يوميا، والتي تبلغ 2300 مليغرام"، مذكرة بأن "الكثير من الملح في النظام الغذائي يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية".
وفي الوقت نفسه، لا بد أن يتوخى الحذر من يعانون من "أمراض المناعة الذاتية أو الحالات الصحية المزمنة" عند تناول كميات كبيرة من صلصة الصويا "بسبب محتواها من القمح"، حيث يقول الدكتور ريد "وجدنا أن معظم مرضى المناعة الذاتية يعانون من عدم تحمل الغلوتين"، وهو ما يوجب عليهم "اختيار البدائل الخالية من الغلوتين أو صلصة الصويا".
فوائد ضئيلةوتوضح شميدت أن "الفائدة الأساسية لصلصة الصويا في المقام الأول هي الاستمتاع بالطعم أو استخدامها بديلا للملح"، أما قيمتها الغذائية فتعتبر ضئيلة نسبيا، حيث تحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، ولها بعض الخصائص المضادة للميكروبات"، ومع كثرة الاستهلاك بانتظام قد يكون لها أيضا "تأثير مضاد للالتهابات".
أما كارولين سوزي فتقول إنه "يمكن الاستمتاع بمذاق ونكهة صلصة الصويا باعتدال، ويمكن أن تكون جزءا من نظام غذائي صحي شامل".
وبشكل عام، على الرغم من محتواها العالي من الصوديوم فإنه لا يزال من الممكن الاستمتاع بصلصة الصويا "خاصة مع الحد من الأطعمة المصنعة، وتناول الأطعمة الطازجة الكاملة مع الكثير من الفواكه والخضروات"، حسب موقع "هيلث لاين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الصویا فی تحتوی على یمکن أن
إقرأ أيضاً:
برنامج الأغذية العالمي: الملايين بمنطقة الساحل معرضون لخطر المجاعة
قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن نحو 3 ملايين بمنطقة الساحل يعتمدون على المساعدات الغذائية المنقذة للحياة سيعانون من توقفها في حالة عدم وجود تمويل عاجل.
وحذر برنامج الأمم المتحدة، في تقريره الصادر الجمعة، من تعرض الملايين من الأشخاص في غربي أفريقيا إلى الجوع الحاد بحلول يونيو/حزيران القادم.
وتزامنت التحذيرات المتعلقة بالمجاعة مع توقعات وصول موسوم الجفاف في مرحلة مبكرة من هذه السنة بسبب نقص الأمطار والمحاصيل الزراعية في العام الماضي.
وأكد البرنامج أن نقص التمويل يجبره على تعليق المساعدات الغذائية لحوالي مليوني شخص، ضمنهم اللاجئون السودانيون في تشاد واللاجئون الماليون في موريتانيا، الذين تعتمد حياتهم على دعم برنامج الغذاء العالمي.
ومع حلول فترة الصيف القادم، سيعاني آلاف النازحين والمشردين ومئات الأسر الضعيفة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو من خطر المجاعة الحاد.
ويحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 620 مليون دولار أميركي على وجه السرعة لضمان استمرار الدعم للأشخاص المتضررين من الأزمات في منطقة الساحل ونيجيريا على مدى الأشهر الستة القادمة.
وحذرت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي في غرب أفريقيا مارغوت فان دير فيلدن من عدم سرعة الاستجابة للتمويل، قائلة إن تراجع المساعدات الخارجية يمثل تهديدا كبيرا لاستمرار عمليات الدعم والإنقاذ في غربي أفريقيا.
وأضافت المديرة الإقليمية أن منطقة غربي أفريقيا عانت من الإهمال وعدم التمويل، وقد حان الوقت لتجد نقلة نوعية تخفف من تأثير الجوع على الأطفال والأمهات الحوامل.
إعلانوفي أحدث تحليل للأمن الغذائي، فإن حوالي 52 مليون امرأة ورجل وطفل سيعانون من الجوع الحاد بين شهر يونيو/حزيران وأغسطس/آب 2025، من ضمنهم 3.4 ملايين مهددون بانعدام الغذاء الطارئ في منطقة الساحل، و2600 شخص سيعانون من درجة الجوع الكارثي (المرحلة الأكثر خطورة) في شمال مالي.
الأزمات الأمنيةوتقول الأمم المتحدة إن أسباب انتشار الجوع في منطقة غرب أفريقيا تعود إلى الصراع المسلح والنزوح والصدمات الاقتصادية والفيضانات المدمرة في عام 2024، التي أثرت بشكل مباشر على أكثر من 6 ملايين في المنطقة.
وتعد التوترات الأمنية من العوامل التي ساهمت بشكل رئيسي في انتشار المجاعة في منطقة الساحل، حيث بات النازحون والفارون من الحرب في السودان يشكلون ضغطا على الموارد المحدودة في دولة تشاد التي زادت فيها المجاعة بنسبة 200% في الفترة الواقعة بين 2020 و2025.
وفي موريتانيا التي أصبحت مركزا لاستقطاب المهاجرين من دول أفريقيا، فإن النازحين الذين يسكنون في مخيم أمبره في ولاية الحوض الشرقي على الحدود مع مالي سيعانون من المجاعة، حسب برنامج الغذاء العالمي.
وسابقا، طلب الرئيس الموريتاني من الشركاء والمانحين الدوليين التدخل من أجل تعبئة الموارد لصالح اللاجئين الذين يشكلون خطرا على الأمن الموريتاني.
وفي العام 2023 حذر برنامج الغذاء العالمي من ضغط النازحين من دولة مالي على السكان في موريتانيا ومضايقتهم في الموارد ووسائل الوصول إلى العيش الكريم.