بوليتكس توداي: هكذا تتعامل دول الخليج مع الأزمة اليمنية
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
نشر موقع "بوليتكس توداي" تقريرًا سلط الضوء على النهج الذي تتبعه دول الخليج في التعامل مع أزمة اليمن، مشيرًا إلى تطورات الوضع السياسي والعسكري في اليمن؛ حيث إن دول الخليج تستخدم قنوات دبلوماسية وسياسية للتأثير على الأزمة والعمل على دعم المبادرات السياسية والجهود الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي للنزاع في اليمن.
وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21، إن العملية التي بدأت في البحر الأحمر عندما استهدف الحوثيون السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل، سرعان ما توسعت وتحولت إلى صراع ساخن. ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، وصل عدد الهجمات إلى ما يقرب من 30 هجومًا، فيما بدأت الهجمات تشمل دولًا غربية، مثل الولايات المتحدة، بالإضافة إلى إسرائيل، وفي هذا السياق، أطلقت الولايات المتحدة في 18 كانون الأول/ديسمبر 2023 عملية "حارس الازدهار".
في 22 كانون الثاني/يناير، توسع التحالف ونفذ غارات جوية على بعض المواقع العسكرية للحوثيين في اليمن، وقد كان لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر والغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد الحوثيين تأثير مباشر على توازن القوى الإقليمي والعالمي، وفي هذا المناخ الجيوسياسي الجديد، تبنت دول الخليج سياسة حذرة.
سياسة التوازن السعودية
وأكد الموقع أن نشاط الحوثيين في البحر الأحمر لم يتوقف رغم الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية، بل أظهر الحوثيون قدرتهم على تهديد التجارة البحرية من خلال استهداف سفينة أمريكية في 18 كانون الثاني/يناير، وهو تطور أثار قلق اللاعبين الإقليميين، وخاصة السعودية، ورغم أن الولايات المتحدة دعمت عملية عاصفة الحزم التي قادتها السعودية ضد الحوثيين في عام 2015، إلا أن الرياض تبنت موقفًا حذرًا تجاه الهجوم الأمريكي البريطاني في اليمن؛ حيث أعلن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، أن السعودية تشعر بالقلق إزاء الوضع في اليمن، وقال الوزير السعودي إن المنطقة تمر بمرحلة خطيرة وصعبة للغاية، ودعا إلى خفض التوترات الإقليمية.
وتزامنت تصريحات السعودية مع محاولاتها لتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه الدخول في مفاوضات دبلوماسية مع إيران والحوثيين، وتجري السعودية مفاوضات مع الحوثيين تحت رعاية الأمم المتحدة منذ نيسان/أبريل 2022، كما قامت بتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إيران برعاية الصين، لأن التعبير عن الدعم المباشر للضربات الأمريكية والبريطانية ضد الحوثيين من شأنه أن يعرض المفاوضات الدبلوماسية المذكورة أعلاه للخطر، فقد فضلت السعودية سياسة التوازن الحذر، بمعنى آخر، بينما تعمل السعودية على تعزيز علاقاتها الأمنية مع الولايات المتحدة، فإنها لا تريد تدمير العمليات الدبلوماسية التي تجريها مع الحوثيين وإيران.
وأشار الموقع إلى أن مناخ الصراع على الحدود الجنوبية قد يكون ضارًا بالتحول والنمو الاقتصادي الذي تعطيه السعودية الأولوية كجزء من رؤيتهم لعام 2030، ولهذا تحاول الحكومة في الرياض الابتعاد عن الصراع والأزمة بين الحوثيين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وتعمل على تطوير خطاب لتهدئة التوترات، ومع ذلك، فإن عدم مشاركة السعودية مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة يشكل مخاطر أمنية.
إن الابتعاد عن العملية العسكرية ضد الحوثيين، الذين هاجموا منشآت النفط التابعة لشركة أرامكو السعودية في عامي 2019 و2022، يمكن أن يخلق تحديات جديدة للسعودية. ومن المرجح أن تلجأ حكومة الرياض إلى خيار التفعيل العسكري في سيناريو يصبح فيه الحوثيون أقوى بعد الهجمات ويهددون المجلس الرئاسي المدعوم من المملكة.
وأوضح الموقع أن سبب فشل السعوديين في اتخاذ موقف مؤيد للغرب ضد هجمات الحوثيين هو الرؤية السعودية للعلاقات مع واشنطن؛ حيث تعمل المملكة على تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة وترسل رسالة إلى الجهات الفاعلة الأخرى، ومع ذلك، وعلى الرغم من تعاونها الدفاعي المكثف مع الولايات المتحدة، تحاول السعودية أيضًا إظهار أنها ليست في تحالف مع البيت الأبيض، نظرًا للعداء الذي يتبناه الحوثيون تجاه واشنطن.
لكن من الصعب على السعودية تحدي الولايات المتحدة بشكل مباشر؛ حيث قدمت الولايات المتحدة حوالي 80 بالمائة من الأسلحة التقليدية التي استخدمتها السعودية في اليمن بين عامي 2016 و2020، واحتمال أن يحل موردون مثل الصين أو روسيا محل الولايات المتحدة أمر بعيد المنال بالنسبة للرياض، وأخيًرا، تحاول السعودية، من خلال إيقاف صواريخ الحوثيين ضد إسرائيل في مجالها الجوي، إثبات نفسها على صعيد إرساء السيادة والأمن، ويظهر الوضع أيضًا علامات على حدوث تحول في سياسة الأمن القومي السعودية في ظل القيادة الفعلية لمحمد بن سلمان.
السياسات الحذرة للإمارات وعمان وقطر والكويت
وأفاد الموقع أن عُمان، الجارة الشرقية لليمن، تبنت موقفُا مماثلًا لموقف السعودية؛ حيث أشار وزير الخارجية بدر البوسعيدي إلى أن الهجمات الأمريكية والبريطانية تم تنفيذها ضد توصيات عُمان، وأنها ستزيد من تأجيج الأجواء الخطيرة في المنطقة، وأدانت عُمان الضربات الجوية التي شنتها دول صديقة على اليمن، في إشارة إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وتُعرف بأنها جهة فاعلة استباقية في محادثات السلام في اليمن، ومثل عمان، أعربت الإمارات والكويت عن قلقهما بشأن التوترات المتزايدة في باب المندب والبحر الأحمر، وامتنعت وزارة الخارجية القطرية عن الإدلاء ببيان رسمي بشأن هذه العملية.
وبشكل عام، يمكن القول إن هناك إجماع بين معظم دول الخليج على أن عمليات الحوثيين في البحر الأحمر والهجمات التي تقودها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد الحوثيين في اليمن ستؤدي إلى زيادة التوترات الإقليمية وتفاقم عدم الاستقرار.
استثناء البحرين
وذكر الموقع أن البحرين اختلفت عن دول الخليج الأخرى من خلال الدعم المباشر للهجمات التي تقودها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة؛ وتتأثر سياسة البحرين النشطة بثلاثة عوامل على الأقل، الأول يرتبط بعلاقات البحرين مع الولايات المتحدة، فقد وقعت المنامة، التي تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي، اتفاقية دفاعية شاملة مع الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة، وتفيد زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للبحرين مرتين بينما تستمر الحرب الإسرائيلية على غزة، أن واشنطن ترى المنامة لاعبًا مهمًا في المعادلة الدبلوماسية والأمنية الإقليمية، وتختلف البحرين، التي تتعرض لضغوط مباشرة من الولايات المتحدة، عن دول الخليج الأخرى في اعتمادها على المظلة الأمنية لواشنطن أكثر من الجهات الفاعلة الأخرى في الخليج، وهذا الاعتماد يقود المنامة إلى اتباع سياسة أمنية وخارجية مرضية للولايات المتحدة.
ويتعلق العامل الثاني بحقيقة أن البحرين هي إحدى الدول التي تشعر بالتهديد الأكبر من قبل إيران ووكلاء إيران في الخليج؛ حيث تشعر البحرين، التي تضم عددًا كبيرًا من السكان الشيعة، بالانزعاج من سيطرة الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران على اليمن، وقد شكّل النشطاء الشيعة مثل عبد الهادي الخواجة تهديدًا مباشرًا للنظام البحريني خلال احتجاجات عام 2011، وتم سجنهم لاحقًا، كما أعلنت البحرين في عام 2021 أن الجماعات الإرهابية المرتبطة بإيران تخطط لانقلاب ضد الحكومة، وبالتالي، فمن خلال انحيازها إلى الولايات المتحدة، تأمل المنامة في تحقيق توازن مع إيران، التي تعتبرها تهديدًا جيوسياسيًا، أما العامل الثالث والأخير فيتعلق بتطبيع البحرين مع إسرائيل عام 2020 والذي أثر أيضًا على هذه العملية، حيث يمكن القول إن البحرين اتخذت موقفًا مؤيدًا لإسرائيل بعد إقامة علاقات دبلوماسية مع تل أبيب.
التداعيات الإقليمية والعالمية
وأوضح الموقع أن التوترات في البحر الأحمر وباب المندب تأتي بالتوازي مع أكثر من نقطة على صعيد السياسة العالمية والإقليمية؛ حيث يعد البحر الأحمر وباب المندب من نقاط التفتيش الحاسمة للتجارة البحرية العالمية، مما يجعل أي اضطراب أو تصعيد للتوترات في هذه المنطقة مؤثرًا بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي.
وتتمتع منطقة البحر الأحمر بأهمية استراتيجية بالنسبة للقوى العالمية والإقليمية الكبرى، كما تملك دول مختلفة، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وروسيا والجهات الفاعلة الإقليمية مثل السعودية وإيران مصالح في الحفاظ على الاستقرار والنفوذ في هذه المنطقة، وتتعلق النقطة الأولى بإعادة تأسيس قوة الردع الأميركية والبريطانية، وعلى الرغم من تنفيذ عمليات عسكرية رمزية، فإن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ترغبان في تعزيز ردعهما وصورتهما من خلال مهاجمة الحوثيين.
ثانيًا، لم تخلق الضربات في اليمن توازنًا للقوى ضد الحوثيين، ووفقاً للعديد من المحللين، فإن الضربات التي تقودها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قد تؤدي في الواقع إلى تقوية الحوثيين في جنوب اليمن.
ثالثًا، قد تؤدي الهجمات ضد الحوثيين إلى زيادة المشاعر المعادية للولايات المتحدة بين المعارضين للتدخل الأجنبي في الشرق الأوسط، ويمكن لهذه العملية أيضًا أن توفر "الشرعية" للحوثيين، الذين يستخدمون سردية القتال ضد الولايات المتحدة.
رابعًا، يستطيع الحوثيون إدارة مشكلة الحكم والأزمة الإنسانية في اليمن من خلال سردية أنهم يقاتلون الولايات المتحدة ومؤيديها، بمعنى آخر، يحاول الحوثيون التغطية على حكمهم الفاشل في اليمن والأزمة الإنسانية التي تتفاقم من خلال خطاب محاربة "العدو الخارجي".
خامسًا، توفر هجمات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للحوثيين فرصة لتجنيد وتعبئة المقاتلين من خلال رواية "العدو الخارجي"، وبهذا المعنى، تفيد التقارير بأن الحوثيين قاموا بتجنيد العديد من المقاتلين الجدد.
وأخيرا، فإن الهجمات ضد الحوثيين وإعادة إدراج الحوثيين على قائمة الإرهاب الأمريكية ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن وتتسبب في نزوح العديد من المدنيين الأبرياء، إن الهجمات ضد الحوثيين لن تساهم في عملية السلام في اليمن.
وخلص الموقع إلى أنه وفقًا لجميع الاعتبارات المذكورة أعلاه؛ توصلت أكثر دول الخليج إلى إجماع على أن الهجمات التي تقودها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد الحوثيين ليست الخطوة الصحيحة لحل الأزمة اليمنية، واعتمدت سياسة توازن حذر مع هذه العملية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية اليمن الحوثيون السعودية الإمارات البحرين السعودية اليمن الإمارات البحرين الحوثي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع الولایات المتحدة فی البحر الأحمر الحوثیین فی هذه العملیة ضد الحوثیین دول الخلیج الموقع أن فی الیمن توازن ا من خلال موقف ا
إقرأ أيضاً:
السعودية والبحرين.. «العيار الثقيل» في «كأس الخليج»
الكويت (د ب أ)
تفتتح يوم الأحد منافسات المجموعة الثانية ببطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم «خليجي 26» المقامة بالكويت من 21 ديسمبر الجاري إلى 3 يناير المقبل، حينما يلتقي المنتخب العراقي مع نظيره اليمني، والسعودي مع نظيره البحريني.
ويأمل المنتخب العراقي في الحفاظ على لقب كأس الخليج العربي، وذلك بعدما تُوج بالنسخة السابقة التي أقيمت في بلاده في عام 2023.
وعلى مدار عام مضى قدم المنتخب العراقي أداء متبايناً في كافة البطولات والمسابقات التي خاضها، حيث تُوج بلقب كأس الخليج 25 على أرضه في يناير 2023، قبل أن يخرج من دور الـ 16 أمام الأردن في كأس أمم آسيا في قطر أوائل العام الجاري، وأهدر الكثير من النقاط في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026، لكنه يحتل المركز الثاني في المجموعة الثانية بالتصفيات خلف كوريا الجنوبية برصيد 11 نقطة.
ويتسلح المنتخب العراقي، الذي يقوده المدرب الإسباني خيسوس كاساس، صاحب إنجاز الفوز باللقب في النسخة الماضية، بخبرة مهاجمه أيمن حسين لاعب الخور القطري، بالإضافة إلى زيدان إقبال، لاعب وسط أوتريخت الهولندي، والذي يقدم موسماً جيداً توجه تألق فريقه باحتلال المركز الثالث حتى الآن في ترتيب الدوري. ويهدف المنتخب العراقي إلى الفوز في مباراته الأولى بالبطولة لتوجيه إنذاراً شديد اللهجة لبقية المنافسين، بأنه لن يتخلى عن لقبه بسهولة.
وربما تكون الفرصة متاحة لمنتخب العراق لتوجيه رسالته، لاسيما وأنه يستهل مشواره بالبطولة بمواجهة اليمن، الذي شارك في 11 نسخة من البطولة، ولكنه لم يتمكن من عبور دور المجموعات.
ورغم أن المنتخب اليمني لم يحقق أي انتصار في أي مباراة بالبطولة على مدار مشاركاته السابقة، لكنه يسعى بكل قوته لإحراج حامل اللقب، وربما انتزاع أول انتصار له في البطولة.
ولعب منتخب اليمن 33 مباراة، تعادل في 6 مباريات منها، وخسر 27 مباراة. ويتولى الجزائري نور الدين ولد علي، مهمة تدريب اليمن منذ بداية العام الجاري، وسبق له قيادة فلسطين والجزائر لأقل من 23 عاماً، ويعد منتخب اليمن هو ثالث فريق يتولى فيه مسؤولية الرجل الأول، بعدما سبق له العمل مساعداً في منتخب البحرين وفريق مولودية الجزائر.
ويهدف ولد علي إلى تبديل الواقع اليمني في البطولة الخليجية، ويأمل في أن ينجح في تحقيق أول انتصار في تاريخ البطولة، ومع وجود قائد الفريق عبد الواسع المطري، لاعب سترة البحريني، قد يبدو الأمل قريباً في ظل الخبرة التي يتمتع بها اللاعب، لكن المهمة أصعب وأعمق من مجرد الفوز في المسابقة.
وفي المباراة الثانية، يلتقي المنتخب السعودي مع نظيره البحريني في مباراة خارج التوقعات تجمع بين بطلين سابقين للبطولة.
وتُوج المنتخب السعودي بالقب البطولة ثلاث مرات سابقة في 1994 و2002 و2003، فيما تُوج البحريني باللقب مرة واحدة في 2019.
ويدخل المنتخب السعودي «خليجي 26» بأهداف استراتيجية تحت قيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد الذي عاد لتولي المسؤولية مجدداً، بعد الاستغناء عن الإيطالي روبرتو مانشيني.
ويستهدف رينارد من «خليجي 26» تجهيز أكبر عدد ممكن من اللاعبين وضخ دماء جديدة في «الأخضر» تساعده في استكمال مشواره بالتصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026 والاستعداد أيضاً لاستضافة كأس أمم آسيا 2027.
واستعان المدرب الفرنسي بعدد من الوجوه الشابة في قائمة البطولة، في ظل اعتماد الأندية السعودية مؤخراً على كوكبة من النجوم القادمين من قارة أوروبا خلال العامين الأخيرين.
ويأمل مسؤولو اتحاد الكرة في السعودية أيضاً في استغلال «خليجي 26» في بناء فريق قوي ينافس على اللقب الآسيوي، عندما تستضيف السعودية البطولة القارية بعد عامين، واستعادة البريق مجدداً بعد الخروج من الدور الأول مرتين، بخلاف الخروج من دور الـ 16 مرتين أيضاً في آخر أربع نسخ من بطولة كأس الأمم الآسيوية.
كما تبقى «خليجي 26» فرصة ثمينة للمدرب الفرنسي للاستعداد القوي للارتقاء بمستوى الفريق فنياً وبدنياً وذهنياً، سعياً لتحسين النتائج في تصفيات كأس العالم 2026 التي ساءت كثيراً في أول 6 جولات تحت قيادة مانشيني.
ولا يراهن المنتخب السعودي على بناء وإنقاذ مستقبله فقط في «خليجي 26»، بل يراهن أيضاً على تميمة الحظ، حيث سبق له التتويج على الأراضي الكويتية بآخر ألقابه الخليجية في عام 2004، وفاز بكأس العرب في عام 2002 بالكويت أيضاً. وتحظى المباراة بطابع ثأري بالنسبة للمنتخب السعودي، حيث كانت آخر مواجهة جمعته بالمنتخب البحريني في بطولة خليجي انتهت بفوز البحرين 2- صفر في نهائي نسخة 2019، والتي على إثرها توج المنتخب البحريني بأول ألقابه.
ويسعى المنتخب البحريني لتكرار الفوز على السعودية مرة أخرى، للتأكيد على أنه أحد المنتخبات المرشحة للمنافسة على لقب البطولة، خاصة في ظل الفترة الأخيرة التي شهدت تحسناً فنياً كبيراً للمنتخب «الأحمر»، ولعل المباراة الأخيرة التي جمعت السعودية والبحرين في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، والتي حسمها التعادل السلبي في جدة، تؤكد التحسن الفني الكبير في أداء المنتخب البحريني. يقود المنتخب البحريني المدير الفني الكرواتي دراجان تالايتش، والذي يعرف جيداً الكرة السعودية، وتحديداً الدوري السعودي، حينما عمل مدرباً لاتحاد جدة عام 2004، وتمكن من قيادة الفريق للتتويج بدوري أبطال آسيا 2004، إضافة لمواجهته الأخضر السعودي سابقاً قبل هيرفي رينارد، حينما قاده المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني في التصفيات الآسيوية.
ويرتكز المنتخب البحريني على عدد من الأعمدة، أبرزها الحارس إسماعيل محمد جعفر، لاعب المحرق البحريني، والذي يحمل شارة قيادة الفريق، متسلحاً بخبرات 135 مباراة دولية، كما يبرز أيضاً الثلاثي عبد الله يوسف هلال، وسالم عادل حسن، وعلي مدن.