لن تدخل اثيوبيا في حرب مع الصومال الشقيق !
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
ايوب قدي رئيس تحرير صحيفة العلم الاثيوبية
نجحت إثيوبيا في تنفيذ العديد من الأنشطة الدبلوماسية الثنائية والمتعددة الأطراف بشأن مختلف القضايا المتعلقة بالاهتمامات الدولية والإقليمية و يعتبر التاريخ الدبلوماسي الطويل لاثيوبيا في جميع أنحاء العالم هو السبب الرئيسي للإنجازات الدبلوماسية الأخيرة للأمة.
مما لا ريب فيه إن دبلوماسية البلاد تتمحور حول مصلحتها الوطنية.
ان اثيوبيا تعتبر من الدول الرئيسة والمهمة في منطقة القرن الافريقي و لها علاقات وثيقة مع دول الجوار مثل جيبوتي والصومال و جنوب السودان وكينيا والسودان وليس هذا فحسب بل لاثيوبيا تجارب سواء كان في الجوانب الاقتصادية والسياسية وتعتبر الدولة الرائدة في المنطقة في اعطاء المشورة لهذه الدول والمساعدة في اطار العلاقات المشتركة الاقتصادية والسياسية وغيرها من اجل فائدة كل المنطقة .
و ان هناك الكثير من الاتفاقيات التي تمت بين اثيوبيا ودولة جنوب السودان و جيبوتي وكينيا والصومال واليوم مع ارض الصومال مما يؤدي الى استقرار المنطقة والتعاون المشترك بين الدول وتؤدي الى فائدة الشعوب جميعها في المنطقة.
مما لا شك فيه ان اثيوبيا أصبحت تصدر الكهرباء الي الدول المجاورة التي تحتاج للكهرباء لأن الكهرباء من العوامل الأساسية في نظر تلك الدول حيث عملت كل من كينيا وجيبوتي والسودان وتنزانيا على التوقيع مع اثيوبيا من اجل استيراد الكهرباء منها ،تمثل بالنسبة لهذه الدول أهمية أساسية ويمكن ان تعزز التعاون المشترك بينها ويؤدي إلى تحسين العلاقات الاقتصادية والسياسية.
وعلى المستوى الدولي، عززت العديد من القوى الدولية من تواجدها في المنطقة، واشتد التنافس فيما بينها على تكريس نفوذها ووجودها المباشر عند مضيق باب المندب الذي يعتبر أحد أهم الممرات المائية. ويجري ذلك من خلال بناء القواعد العسكرية المتمركزة في الدول المشاطئة للبحر الأحمر. من ذلك القواعد العسكرية الأمريكية والفرنسية والصينية واليابانية في دولة جيبوتي، إلى جانب القاعدة العسكرية التركية في الصومال، والقاعدة الإماراتية في ميناء عصب بإريتريا وميناء بربرة في أرض الصومال –قبل أن تنهي الحكومة المركزية بالصومال التعاقد بين الإمارات وأرض الصومال- فضلًا عن توقع دخول قوى دولية أخرى إلى ساحة التنافس مثل روسيا الساعية إلى تعزيز حضورها هي الأخرى في منطقة القرن الأفريقي.حسب الخبراء
هذه البيئة الإقليمية توفر فرصة كبيرة لإثيوبيا للعب دور مهم في المعادلات والتوازنات الإقليمية، نتيجة لعوامل عدة، ما يجعلها إحدى الدول المحورية في شرق القارة والتي تستطيع ان تحافظ علي امن وسلامة البحر الاحمر من الفوضي العارة التي نشاهده اليوم بالتعاون مع الصومال الشقيق وارض الصومال معا .
و جدد رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد، ، عدم رغبة بلاده في الصراع مع الصومال، مؤكدا أن إثيوبيا تسعى دائما إلى التنمية المشتركة من خلال التعاون.وقال -في خطابه لأعضاء البرلمان- يوم الثلاثاء الماضي ، إن إثيوبيا قدمت تضحيات بآلاف الجنود من أجل تحقيق السلام في الصومال، مؤكدًا أن ذلك يعود إلى اعتبارها أمن واستقرار الصومال جزءًا لا يتجزأ من أمن واستقرار إثيوبيا.
وأضاف رئيس الوزراء أنه لا توجد حكومة عملت على توحيد الصومال كما فعلت حكومته، وأكد أن إثيوبيا ستكون أول السعداء إذا تم التوصل إلى اتفاق بين الصومال وأرض الصومال.
وكشف رئيس الوزراء الإثيوبي أن إثيوبيا قامت في الأشهر القليلة الماضية، بعد إثارة مسألة الوصول إلى البحر الأحمر، بتدريب الآلاف من الجنود الصوماليين، مما يشير إلى عدم نية إثيوبيا في إلحاق أي ضرر بالصومال.
وأنه لا يعتقد أن ترغب حكومة الصومال في الصراع مع إثيوبيا، لكنه تحدث عن وجود رغبة لدى بعض الجهات في إستخدام الصومال كوكلاء للحرب، مؤكدا أن إثيوبيا لن تنجر إلى هذه المحاولات ويرى الخبراء بان هذه الدولة هي مصر رئيس كيان الجامعة العربية .
“إن سعينا هو الوصول إلى البحر على أساس المنفعة المتبادلة. وهذا مفيد ليس فقط لإثيوبيا ولكن أيضًا للتعاون الإقليمي.
واخيرا كان قد أشاد سفير جمهورية الصومال الفيدرالية الجديد لدى إثيوبيا عبدالله محمد ورفا بتفاني والتزام حكومة إثيوبيا في القضاء على حركة الشباب.جاء ذلك في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة الأنباء الإثيوبية في اكتوبر الماضي حيث أكد السفير خلالها أن الحكومة الإثيوبية حشدت قواتها لمكافحة الإرهاب والوقوف إلى جانب الصومال في الحرب ضد الإرهابيين الذين يحاولون زعزعة استقرار المنطقة وليس هذا فحسب بل أن التعاون القائم بين الحكومتين الصومالية والإثيوبية في مختلف المجالات بما في ذلك الاقتصاد والتعليم.
العلاقات الإستراتيجية بين إثيوبيا والصومال تتمثل في تعزيز التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب في القرن الأفريقي وتمتد تلك العلاقات التاريخية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
القواسم المتشركة بين الصومال واثيوبيا ...
في ديسمبر الماضي وقع وزيرا دفاع الصومال وإثيوبيا مذكرة تفاهم جديدة لتعزيز تعاونهما الدفاعي وجهودهما المشتركة لتعزيز السلام والأمن في القرن الأفريقي. وتعد مذكرة التفاهم، التي تم توقيعها في أديس أبابا ، بمثابة تجديد للاتفاقية السابقة التي تم توقيعها في فبراير 2014، والتي تغطي مجالات مثل التدريب العسكري وتبادل المعلومات الاستخبارية ومكافحة الإرهاب والأمن البحري والمساعدة الإنسانية.
وأشاد الوزيران باتفاقية الدفاع التي تم تجديدها باعتبارها شهادة على الشراكة القوية والاستراتيجية بين الصومال وإثيوبيا، وخطوة حيوية نحو تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة.
وليس هذا فحسب بل الصومال كان يدعم اثيوبيا في المحافل الدولية والإقليمية، كما حدث في اجتماع سابق بالجامعة العربية ناقش تداعيات سد النهضة على مصر وكان الصومال بجانب اثيوبيا .
"وكان موقف الصومال واضحا و صريح و تجاه ملف مياه النيل، وهو أن تستغل دول حوض النيل مياهه بطريقة منصفة وسلمية"
هناك قاسم متشرك بين الصومال واثيوبيا حيث أن الصومال يمر به نهران ينبعان من إثيوبيا (شبيلي وجوبا)،ولم تحدث اي خلافات بين البلدين الشقيقين .
الامل ...
وقال الصحفي أحمد جيسود هنالك عوامل مشتركة بين البلدين سواء كان عامل الحدود الطويل والذي يتطلب التعاون بما فيه مصلحة كلا الطرفين ضد الجماعات المتطرفة ومحاربة التهريب ومكافحة المخدرات وان هنالك عوامل مشتركة تتمثل في القبائل المشتركة بين الدولتين والتي تقطن في إقليم صومال إثيوبيا ودولة الصومال وكل هذه تمثل عوامل مشتركة تتطلب التعاون الذي يحقق المصالح المشتركة.
مباحثات إثيوبية صومالية في التعاون التجاري والاقتصادي وتوقيع اتفاقيات للمساهمة في تسريع الأهداف المشتركة ولتعزيز التعاون الاقتصادي بالإضافة إلى العلاقات السياسية والاجتماعية القائمة.
تأتي هذه التعزيزات التجارية لتقليل التحديات التي تشكل ﻋﻘﺒة كبيرة لقيام تجارة حرة بين البلدين واتفاقية تجارية رسمية بين إثيوبيا والصومال بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين.
اما فيما يتعلق بالملف الإقتصادي ذكر الصحفي جيسود بانه كانت هنالك زيارة لوزير التجارة الصومالي وأجرى لقاء على هامش القمة الإفريقية مع وزير المالية الإثيوبي أحمد شيدي وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تتضمن إزالة العوائق والتحديات لتسهيل مرور البضائع والتُجار ولفت جيسود أن إثيوبيا في السنوات الأخيرة منحت الشعب الصومالي تأشيرات الدخول عند الوصول الى مطار بولي الدولي وهذا يعد من التفاهمات التي توصلتا اليها الدولتين، بالإضافة إلى تسهيل حركة رجال الأعمال الصوماليين مما أدى الى فتح بصيرة المسؤولين الصوماليون للتعاون المشترك وخفض التوترات السياسية .
واضاف ان إثيوبيا تمتلك كثافة سكانية كبيرة وهذا يعتبر سوق محلي كبير وهذا يعطي فرصة للتجار الصوماليين من الإستفادة من هذا السوق وفي المقابل إثيوبيا بإستطاعتها الإستفادة من الموانئ الصومالية ومن الموارد البحرية ،وفي الآونة الأخيرة في عهد الرئيس السابق فرماجو قد بدأت مبادرة تبادل الأسماك وانها وجدت إشادة من الشارع الصومالي وفتحت سوق لتجار الأسماك الصوماليين. وان الصومال تطمع في الإستفادة من كهرباء سد النهضة الإثيوبي لان كهرباء الصومال تعد من أغلى الفواتير فلذا لابد من التعاون المشترك الذي يتمثل في المجال الإقتصادي والإجتماعي.
نعم .. إثيوبيا والصومال تبذلان جهودا كبيرة لمحاربة الجماعات الإرهابية وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة وأن البلدان يعملان معا لمحاربة الإرهاب ومواصلة تعزيز تعاونهما من أجل ضمان المنفعة المتبادلة للشعبين.
ومما لا شك فيه ان مساهمة إثيوبيا وتضحياتها الكبيرة في مكافحة الإرهاب وصون السلام والأمن في منطقة القرن الأفريقي. والتضحية الكبيرة التي تبذلها البلاد في إطار عمليات السلام في الصومال ضد جماعة الشباب الصومالية ، والتي مكنت من إجراء انتخابات ناجحة في الصومال اشادت بها دول العالم قاطبة .
ومما لا شك فيه أن هذا النجاح يمكن تفسيره على أنه اعتراف غير مباشر بمكانة إثيوبيا باعتبارها قوة جيوسياسية مهمة وقوة إقليمية لا غنى عنها في منطقة البحر الأحمر وعليه يجب ان لاتنجر الصومال للمؤامرات التي تقوم بها بعض الدول لجرجرت الشعبيين الي الحرب بالوكالة من اجل مصالح ضيقة لا تفيد الصومال واثيوبيا لان مستقبل العلاقات بين البلدين مشرق اذا استثمر بطريقة تحفظ مصالح المنطقة ككل !!.
eyobgidey900@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القرن الأفریقی بین الصومال بین البلدین إثیوبیا فی فی المنطقة فی الصومال أن إثیوبیا الصومال ا فی منطقة التی تم مما لا
إقرأ أيضاً:
المغرب: سنكون من أوائل الدول التي ترخص للعملات المشفرة
أعلن محافظ بنك المغرب (البنك المركزي المغربي) عبد اللطيف الجواهري، أمس الثلاثاء، أن بلاده ستكون من بين أوائل دول العالم التي ترخص العملات المشفرة.
وقال الجواهري خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الرباط: "تم الانتهاء من إعداد الإطار القانوني المتعلق بالترخيص للعملات المشفرة"، لافتا إلى أن مشروع القانون الذي ينظم التعامل بهذه العملات "أصبح جاهزا".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أداء الليرة السورية من الثورة إلى سقوط نظام الأسدlist 2 of 2مصرف سوريا المركزي يعتمد سعر صرف 12500 ليرة للدولارend of listوأضاف: "سنكون من أوائل الدول التي ستنظم التعامل بالعملات المشفرة، وتوفر إطارا واضحا ودقيقا للمستخدمين والمستثمرين"، من دون أن يحدد موعدا رسميا لتقديم المشروع إلى البرلمان لبدء عمليه مناقشته والتصويت عليه.
وكان المغرب أعلن يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 أن التعامل بالعملات الرقمية مخالف للقانون، إذ حذر مكتب الصرف المغربي (حكومي) من مخاطر هذه العملات، قائلا في بيان آنذاك إن "النقود الافتراضية لا تتبناها الجهات الرسمية، وتشكل خطرا على المتعاملين بها نظرا لعدم معرفة هوية أصحابها".
وأوضح الجواهري أن إعداد الإطار القانوني الجديد تم بمساعدة تقنية من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، مشيرا إلى أن التشريع المقترح يتماشى مع أهداف وتوصيات مجموعة العشرين، التي دعت إلى معالجة نقص البيانات المتعلقة بالأصول المشفرة.
الجواهري: سنمنح بعض المرونة للوصول إلى العملات المشفرة (رويترز)وقال: "سنمنح بعض المرونة للوصول إلى العملات المشفرة، لكننا سنحدد بوضوح المخاطر المحتملة، وسنقر تدابير صارمة لمكافحة استخدامها في عمليات غسل الأموال أو أي أنشطة غير مشروعة".
إعلانويخشى المغرب من تأثير العملات الافتراضية على اقتصاده، خاصة في ما يتعلق بخروج النقد الأجنبي من البلاد عبر التجارة بالعملات الرقمية، وهو ما قد يؤثر سلبا على معروض النقد الأجنبي ويدفع إلى تراجع قيمة العملة المحلية.
وتأتي تصريحات الجواهري بعد يوم مع ارتفاع قياسي في أسعار العملة الرقمية بيتكوين، إذ سجلت العملة المشفرة الكبرى عالميًا 106.5 آلاف دولار، مدفوعة بدعم دونالد ترامب للأصول الرقمية، مع وعود بخلق بيئة تنظيمية أكثر مرونة في الولايات المتحدة.
ولا تخضع العملات المشفرة لسيطرة الحكومات أو البنوك المركزية كالعملات التقليدية، بل يتم التعامل بها عبر شبكة الإنترنت دون أي وجود فيزيائي، وهو ما يثير مخاوف عديد من الدول حول العالم بشأن تأثيرها الاقتصادي.