الموقع بوست:
2024-10-05@05:09:37 GMT

هل تؤثر توترات البحر الأحمر في اقتصاد المغرب؟

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

هل تؤثر توترات البحر الأحمر في اقتصاد المغرب؟

مخاوف بالمغرب من ارتفاع التضخم حال استمرار أزمة البحر الأحمر (الجزيرة)

يدور جدل في المغرب حول وجود تداعيات لأزمة البحر الأحمر على اقتصاد البلاد من عدمه، في وقت تعاني المملكة من تحديات اقتصادية مرتبطة بالجفاف وتباطؤ الاقتصاد العالمي.

 

ومنذ منتصف نوفمبر/تشرين ثاني 2023، تواجه منطقة جنوب البحر الأحمر، وبالتحديد مضيق باب المندب، هجمات تشنها جماعة الحوثي على سفن مرتبطة بإسرائيل، توسعت لاحقا لتشمل السفن الأميركية والبريطانية، وذلك نصرة لفلسطين.

 

ويتخوف أرباب الشركات والمهنيون في المغرب من تداعيات محتملة لتوترات البحر الأحمر على أسعار الطاقة في البلاد، وانعكاسها على الأسعار بشكل عام، خاصة أن البلاد تستورد أكثر من 90% من حاجياتها من الطاقة.

 

عودة التضخم

 

ويتخوف المغرب على غرار العديد من الدول من عودة التضخم للارتفاع مجددا في حال طال أمد الأزمة، خاصة أن العديد من السفن بدأت تتخذ طريق رأس الرجاء الصالح الواقع جنوب دولة جنوب أفريقيا، ممرا بديلا عن مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

 

يأتي هذا التخوف بعدما أثارت برلمانية مغربية قضية توقيف شركة مختصة في توريد المحروقات وتوزيعها وبيعها، يربطها عقد مع المغرب لمدة 12 عاما، جميع شحناتها عبر البحر الأحمر إلى أجل غير مسمى.

 

أزمة مفاجئة

 

يقول الخبير الاقتصادي المغربي عمر الكتاني إن توترات البحر الأحمر ستؤثر في اقتصاد بلاده على المدى القصير، مما يتطلب من المملكة البحث عن بدائل لتفادي استمرار هذا التأثير.

 

وفي تصريح للأناضول أشار الكتاني -وهو أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط (حكومية)- إلى أن التأثير سيكون على مستوى ارتفاع أسعار شحنات السفن.

 

وأوضح أن البلاد مطالبة بالبحث عن بدائل من أجل تأمين حاجياتها من السلع بأسعار مناسبة، انطلاقا من ممرات أخرى، خاصة أن البلاد تستورد كثيرا من المنتجات من الصين التي تمر عبر هذا الممر.

 

وتعدّ الصين مصدرا رئيسا للسلع المباعة في الأسواق المغربية، إلى جانب مشتقات الطاقة القادمة من دول في الشرق الأوسط، وجميعها تمر عبر البحر الأحمر.

 

وبخصوص واردات المغرب من الطاقة، أوضح الخبير أن بلاده مطالبة بالاستمرار في تقوية الطاقات المتجددة، بالنظر إلى صعوبة التحكم فيما يجري على المستوى الدولي في هذا القطاع.

 

ويرى الكتاني أنه لا يمكن للبلاد التحكم فيما يجري بالبحر الأحمر، مما يجعلها مطالبة بوضع برنامج يتضمن توقع للأخطار المحتملة خلال 10 أو 15 عاما قادما، وتبني على أساسها البدائل والإستراتيجيات.

 

ودعا بلاده إلى تنويع شركائها التجاريين، وقال إنه "من الضرورة بمكان تشييد مواني بسواحل المغرب على المحيط الأطلسي، خاصة جنوب البلاد، مع تقوية شراكات البلاد مع الدول الأفريقية، لتكون محطة استقبال أو مرور السفن.

 

بدورها، حذّرت البرلمانية المغربية، فاطمة الزهراء باتا، حكومة بلادها من تأثر قطاع الطاقة في البلاد بسبب التوتر بالبحر الأحمر.

 

جاء ذلك، حسب سؤال وجهته البرلمانية عن الكتلة النيابية لحزب بمجلس النواب، إلى وزيرة الانتقال الطاقي، ليلى بنعلي.

 

وجذبت البرلمانية الانتباه إلى توقيف شركة مختصة في توريد المحروقات وتوزيعها وبيعها (لم تحددها)، جميع شحناتها عبر البحر الأحمر إلى أجل غير مسمى.

 

وعدّت أن هذه الشركة يربطها عقد مع المغرب لمدة 12 عاما؛ بينما يعني القرار أن الشركة ستتخذ طريق رأس الرجاء الصالح للوصول إلى وجهاتها النهائية، ما يترتب عليها زيادة تكلفة التوريد.

 

وطالبت الحكومة بالكشف عن مدى تأثير التوتر بالبحر الأحمر، في سوق المحروقات المحلية، وعلى سلاسل التوريد والتوزيع وأسعار البيع بالمغرب.

 

ولم يصدر أي تعقيب عن الحكومة المغربية حول تداعيات التوترات على الاقتصاد، حتى صباح اليوم الثلاثاء.

 

الأزمة محدودة

 

من جهته، يرى مديح وادي، وهو اقتصادي مغربي، أن توترات البحر الأحمر ليس لها تداعيات على البلاد حاليا على مستوى ارتفاع الأسعار.

 

وفي تصريح للأناضول، قال وادي -وهو أيضا رئيس الجمعية المغربية لحماية المستهلك (غير حكومية)- إن المؤشرات الحالية تظهر عدم تأثر ارتفاع الأسعار بتزايد تكاليف النقل البحري، بسبب توترات البحر الأحمر.

 

وأوضح أن هذه التطورات لا تؤثر حاليا في المستهلك في بلاده، خاصة على مستوى المواد الأساسية. وتراجعت أسعار الوقود خلال يناير/كانون الثاني الماضي، وتواصل التراجع في فبراير/شباط الجاري.

 

ونبّه إلى أن ارتفاع أسعار بعض المنتجات الاستهلاكية في بلاده، لا يرجع إلى توترات البحر الأحمر، بل إلى أسباب أخرى؛ مثل: المضاربين والوسطاء.

 

وتابع "قد يكون هناك تأثير صعودي على الأسعار، إذا استمر التوتر لشهور أخرى في منطقة البحر الأحمر، خاصة بالنسبة للواردات القادمة من مضيق باب المندب".

 

والأسبوع الماضي، قال البنك الدولي إن فرضية استمرار التوترات في البحر الأحمر خلال مارس/آذار، وأبريل/نيسان المقبلين، قد تسبب أزمة في سلاسل الإمداد، مثلما وقع خلال فترة جائحة كورونا.

 

وأضاف البنك "أسعار الشحن من آسيا إلى أوروبا ارتفعت بمقدار 3 أضعاف إلى قرابة 3000 دولار لكل حاوية سعة 40 قدما، عن أدنى معدل سُجّل في 2023".

 

ودخلت التوترات في البحر الأحمر مرحلة تصعيد ملحوة منذ استهداف الحوثيين في 9 يناير/كانون الثاني الماضي سفينة أميركية بشكل مباشر، بعد أن كانوا يستهدفون في إطار التضامن مع قطاع غزة سفن شحن تملكها، أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.

 

وفي يناير/كانون الأول الماضي، أعلن البيت الأبيض، في بيان مشترك لـ10 دول، أنه ردا على هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، نفّذت القوات المسلحة الأميركية والبريطانية هجمات مشتركة ضد أهداف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

 

وتضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أميركي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن بالبحر الأحمر تملكها، أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل، توسعت لاحقا لاستهداف سفن أمريكية وبريطانية.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن المغرب البحر الأحمر اقتصاد الملاحة الدولية توترات البحر الأحمر بالبحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

رويترز تنقل تفاصيل مثيرة: اليمن يطبق قرار حظر السفن في البحار .. برسالة.!!!

وكشفت وكالة “رويترز” في تقرير لها اليوم الخميس، إطلاق القوات المسلحة اليمنية، تحذير لشركات شحن دولية عبر رسائل إيميلات بشأن استهداف سفنها التي خالفت قرار الحظر اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية أو التعامل مع “إسرائيل”

وبحسب تقرير رويترز فإنه و “في ليلة ربيعية دافئة في أثينا، وقبل منتصف الليل بقليل، لاحظ أحد كبار المديرين التنفيذيين في شركة شحن يونانية وصول رسالة إلكترونية غير عادية إلى صندوق الوارد الخاص به.

وحذرت الرسالة، التي أُرسلت أيضًا إلى عنوان البريد الإلكتروني التجاري للمدير، من أن إحدى سفن الشركة المسافرة عبر البحر الأحمر معرضة لخطر الهجوم من قبل القوات المسلحة اليمنية.

ووفقا للوكالة فإنه “جاء في الرسالة المكتوبة باللغة الإنجليزية والتي اطلعت عليها رويترز أن السفينة التي تديرها اليونان انتهكت حظر العبور الذي فرضه “اليمنيون” بالرسو في ميناء إسرائيلي وسوف “تستهدفها القوات المسلحة اليمنية بشكل مباشر في أي منطقة تراها مناسبة”.

وتضيف الوكالة “وجاء في الرسالة الإلكترونية الموقعة من قبل مركز تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن، وهو هيئة أنشئت في فبراير/شباط للتواصل بين قوات “اليمنية” وشركات الشحن التجاري، “أنتم تتحملون المسؤولية والعواقب المترتبة على إدراج السفينة في قائمة الحظر”.

وتابعت رويترز بأنه “وحذرت الرسالة الإلكترونية، التي وردت في نهاية شهر مايو/أيار، من “عقوبات” على أسطول الشركة بأكمله إذا استمرت السفينة “في انتهاك معايير الحظر والدخول إلى موانئ الكيان الإسرائيلي المغتصب”.

مشيرة إلى رفض المسؤول التنفيذي والشركة الكشف عن هويتهما لأسباب أمنية.” ولفتت إلى أن “رسالة التحذير هي الأولى من بين أكثر من اثنتي عشرة رسالة إلكترونية تهديدية متزايدة أُرسلت إلى ست شركات شحن يونانية على الأقل منذ مايو/أيار وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وفقًا لستة مصادر في الصناعة لديهم معرفة مباشرة بالرسائل الإلكترونية واثنين لديهم معرفة غير مباشرة.”

وذكرت أن العمليات العسكرية اليمنية ضد السفن التابعة لـ”إسرائيل” أو سفن الشركات العالمية المرتبطة بها والتي تم تحذير تلك الشركات باستهداف جميع سفنها لخرقها قرار الحظر اليمني، وهذا دفع “العديد من الشحنات إلى اتخاذ مسار أطول بكثير حول أفريقيا.

وأظهرت بيانات لويدز ليست إنتليجنس أن حركة المرور عبر قناة السويس انخفضت من حوالي 2000 عملية عبور شهريًا قبل نوفمبر 2023 إلى حوالي 800 في أغسطس.”

وتشير رويترز إلى أن التحذيرات التي ترسلها القوات المسلحة اليمنية لشركات الشحن لتحذيرها أثار الذعر لدى بعض الشركات مضيفة “أن تكاليف التأمين لأصحاب السفن الغربيين قفزت بالفعل بسبب هجمات “اليمنيين”، مع تعليق بعض شركات التأمين للتغطية بالكامل.”

وأوضحت : ” أوقفت شركة كونبولك شيب مانجمنت كوربوريشن اليونانية رحلاتها في البحر الأحمر بعد أن تعرضت سفينتها “إم في جروتون” لهجوم مرتين في أغسطس/آب.

وقال ديميتريس دالاكوراس الرئيس التنفيذي لشركة كونبولك لإدارة السفن في مؤتمر كابيتال لينك للشحن في لندن في العاشر من سبتمبر أيلول “لا توجد أي سفينة (كونبولك) تعمل في البحر الأحمر.

الأمر يتعلق بشكل أساسي بسلامة الطاقم. وبمجرد تعرض الطاقم للخطر تتوقف كل المناقشات.”

ونقلت الوكالة عن “توربن كولن المدير الإداري لمجموعة ليوناردت آند بلومبرج الألمانية للشحن قوله ” إن البحر الأحمر وخليج عدن على نطاق أوسع منطقة “محظورة” على أسطولهم.

وذكرت : “تستطيع أغلب السفن الصينية والروسية – والتي لا يرونها تابعة لـ”إسرائيل” – الإبحار دون عوائق وبتكاليف تأمين أقل. وبحسب تسجيل صوتي لرسالة حوثية تم بثها إلى السفن في البحر الأحمر في سبتمبر/أيلول، اطلعت عليها رويترز، “نطمئن السفن التابعة لشركات ليس لها صلة بالعدو الإسرائيلي بأنها آمنة ولديها حرية (الحركة) و(ضرورة) إبقاء أجهزة AIS قيد التشغيل طوال الوقت”.

مقالات مشابهة

  • "البنتاغون" يُخصص 1.2 مليار دولار لصيانة السفن العسكرية المنتشرة في البحر الأحمر
  • ضغوط جديدة على سلاسل التوريد العالمية.. كيف تؤثر على التضخم؟
  • الحوثيون يوجهون رسائل تهديد لأصحاب السفن عبر البريد الإلكتروني
  • مجلة هندية: القوات المسلحة اليمنية تشكل مساراً مرعباً للشحن في البحر الأحمر
  • الحوثيون يبعثون رسائل تهديد لأصحاب السفن عبر البريد الإلكتروني
  • رويترز تنقل تفاصيل مثيرة: اليمن يطبق قرار حظر السفن في البحار .. برسالة.!!!
  • الحوثيون يوجهون رسالة عبر البريد الإلكتروني للسفن بالبحر الأحمر: استعدوا للهجوم مع أطيب التحيات (ترجمة خاصة)
  • صحيفة أوتلوك الهندية: قوات صنعاء أنشأت مسار مرعب على البحر الأحمر
  • ميليشيا الحوثي تهدد أصحاب السفن عبر البريد الإلكتروني
  • صحيفة هندية: قوات صنعاء أنشأت مسار مرعب على البحر الأحمر