الجزيرة:
2025-03-17@15:09:36 GMT

هل تؤثر توترات البحر الأحمر في اقتصاد المغرب؟

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

هل تؤثر توترات البحر الأحمر في اقتصاد المغرب؟

يدور جدل في المغرب حول وجود تداعيات لأزمة البحر الأحمر على اقتصاد البلاد من عدمه، في وقت تعاني المملكة من تحديات اقتصادية مرتبطة بالجفاف وتباطؤ الاقتصاد العالمي.

ومنذ منتصف نوفمبر/تشرين ثاني 2023، تواجه منطقة جنوب البحر الأحمر، وبالتحديد مضيق باب المندب، هجمات تشنها جماعة الحوثي على سفن مرتبطة بإسرائيل، توسعت لاحقا لتشمل السفن الأميركية والبريطانية، وذلك نصرة لفلسطين.

ويتخوف أرباب الشركات والمهنيون في المغرب من تداعيات محتملة لتوترات البحر الأحمر على أسعار الطاقة في البلاد، وانعكاسها على الأسعار بشكل عام، خاصة أن البلاد تستورد أكثر من 90% من حاجياتها من الطاقة.

عودة التضخم

ويتخوف المغرب على غرار العديد من الدول من عودة التضخم للارتفاع مجددا في حال طال أمد الأزمة، خاصة أن العديد من السفن بدأت تتخذ طريق رأس الرجاء الصالح الواقع جنوب دولة جنوب أفريقيا، ممرا بديلا عن مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

يأتي هذا التخوف بعدما أثارت برلمانية مغربية قضية توقيف شركة مختصة في توريد المحروقات وتوزيعها وبيعها، يربطها عقد مع المغرب لمدة 12 عاما، جميع شحناتها عبر البحر الأحمر إلى أجل غير مسمى.

أزمة مفاجئة

يقول الخبير الاقتصادي المغربي عمر الكتاني إن توترات البحر الأحمر ستؤثر في اقتصاد بلاده على المدى القصير، مما يتطلب من المملكة البحث عن بدائل لتفادي استمرار هذا التأثير.

الحوثيون يستهدون سفن شحن تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل (الفرنسية)

وفي تصريح للأناضول أشار الكتاني -وهو أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط (حكومية)- إلى أن التأثير سيكون على مستوى ارتفاع أسعار شحنات السفن.

وأوضح أن البلاد مطالبة بالبحث عن بدائل من أجل تأمين حاجياتها من السلع بأسعار مناسبة، انطلاقا من ممرات أخرى، خاصة أن البلاد تستورد كثيرا من المنتجات من الصين التي تمر عبر هذا الممر.

وتعدّ الصين مصدرا رئيسا للسلع المباعة في الأسواق المغربية، إلى جانب مشتقات الطاقة القادمة من دول في الشرق الأوسط، وجميعها تمر عبر البحر الأحمر.

وبخصوص واردات المغرب من الطاقة، أوضح الخبير أن بلاده مطالبة بالاستمرار في تقوية الطاقات المتجددة، بالنظر إلى صعوبة التحكم فيما يجري على المستوى الدولي في هذا القطاع.

ويرى الكتاني أنه لا يمكن للبلاد التحكم فيما يجري بالبحر الأحمر، مما يجعلها مطالبة بوضع برنامج يتضمن توقع للأخطار المحتملة خلال 10 أو 15 عاما قادما، وتبني على أساسها البدائل والإستراتيجيات.

ودعا بلاده إلى تنويع شركائها التجاريين، وقال إنه "من الضرورة بمكان تشييد مواني بسواحل المغرب على المحيط الأطلسي، خاصة جنوب البلاد، مع تقوية شراكات البلاد مع الدول الأفريقية، لتكون محطة استقبال أو مرور السفن.

بدورها، حذّرت البرلمانية المغربية، فاطمة الزهراء باتا، حكومة بلادها من تأثر قطاع الطاقة في البلاد بسبب التوتر بالبحر الأحمر.

جاء ذلك، حسب سؤال وجهته البرلمانية عن الكتلة النيابية لحزب بمجلس النواب، إلى وزيرة الانتقال الطاقي، ليلى بنعلي.

وجذبت البرلمانية الانتباه إلى توقيف شركة مختصة في توريد المحروقات وتوزيعها وبيعها (لم تحددها)، جميع شحناتها عبر البحر الأحمر إلى أجل غير مسمى.

وعدّت أن هذه الشركة يربطها عقد مع المغرب لمدة 12 عاما؛ بينما يعني القرار أن الشركة ستتخذ طريق رأس الرجاء الصالح للوصول إلى وجهاتها النهائية، ما يترتب عليها زيادة تكلفة التوريد.

وطالبت الحكومة بالكشف عن مدى تأثير التوتر بالبحر الأحمر، في سوق المحروقات المحلية، وعلى سلاسل التوريد والتوزيع وأسعار البيع بالمغرب.

ولم يصدر أي تعقيب عن الحكومة المغربية حول تداعيات التوترات على الاقتصاد، حتى صباح اليوم الثلاثاء.

الأزمة محدودة

من جهته، يرى مديح وادي، وهو اقتصادي مغربي، أن توترات البحر الأحمر ليس لها تداعيات على البلاد حاليا على مستوى ارتفاع الأسعار.

وفي تصريح للأناضول، قال وادي -وهو أيضا رئيس الجمعية المغربية لحماية المستهلك (غير حكومية)- إن المؤشرات الحالية تظهر عدم تأثر ارتفاع الأسعار بتزايد تكاليف النقل البحري، بسبب توترات البحر الأحمر.

وأوضح أن هذه التطورات لا تؤثر حاليا في المستهلك في بلاده، خاصة على مستوى المواد الأساسية. وتراجعت أسعار الوقود خلال يناير/كانون الثاني الماضي، وتواصل التراجع في فبراير/شباط الجاري.

ونبّه إلى أن ارتفاع أسعار بعض المنتجات الاستهلاكية في بلاده، لا يرجع إلى توترات البحر الأحمر، بل إلى أسباب أخرى؛ مثل: المضاربين والوسطاء.

وتابع "قد يكون هناك تأثير صعودي على الأسعار، إذا استمر التوتر لشهور أخرى في منطقة البحر الأحمر، خاصة بالنسبة للواردات القادمة من مضيق باب المندب".

والأسبوع الماضي، قال البنك الدولي إن فرضية استمرار التوترات في البحر الأحمر خلال مارس/آذار، وأبريل/نيسان المقبلين، قد تسبب أزمة في سلاسل الإمداد، مثلما وقع خلال فترة جائحة كورونا.

القوات المسلحة الأميركية والبريطانية قامتا بتنفيذ هجمات مشتركة ضد أهداف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. (رويترز)

وأضاف البنك "أسعار الشحن من آسيا إلى أوروبا ارتفعت بمقدار 3 أضعاف إلى قرابة 3000 دولار لكل حاوية سعة 40 قدما، عن أدنى معدل سُجّل في 2023".

ودخلت التوترات في البحر الأحمر مرحلة تصعيد ملحوة منذ استهداف الحوثيين في 9 يناير/كانون الثاني الماضي سفينة أميركية بشكل مباشر، بعد أن كانوا يستهدفون في إطار التضامن مع قطاع غزة سفن شحن تملكها، أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.

وفي يناير/كانون الأول الماضي، أعلن البيت الأبيض، في بيان مشترك لـ10 دول، أنه ردا على هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، نفّذت القوات المسلحة الأميركية والبريطانية هجمات مشتركة ضد أهداف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

وتضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أميركي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن بالبحر الأحمر تملكها، أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل، توسعت لاحقا لاستهداف سفن أمريكية وبريطانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: توترات البحر الأحمر بالبحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

ترامب يهدد إيران ويعلن بدء ضربات "حاسمة" ضد الحوثيين

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، عن اتخاذ إجراءات عسكرية قوية ضد الحوثيين في اليمن، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قد أصدرت أوامر للجيش الأمريكي بشن ضربات حاسمة ضد المليشيا المدعومة من إيران.

واعتبر عبر منصة "تروث سوشال"، أن الهجمات التي شنها الحوثيون على السفن الأمريكية والطائرات والطائرات بدون طيار تهدد التجارة العالمية وحرية الملاحة في الممرات البحرية الهامة مثل البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وانتقد ترامب بشدة إدارة الرئيس السابق جو بايدن، حيث وصف رد الفعل الأمريكي في فترة ولاية بايدن بـ "الضعيف"، مما سمح للحوثيين بمواصلة الهجمات بشكل غير محدود.
وأكد الرئيس الأمريكي أنه منذ أكثر من عام لم تعبر سفينة تجارية أمريكية قناة السويس أو البحر الأحمر أو خليج عدن بأمان بسبب الهجمات الحوثية المستمرة، مشيرًا إلى أن آخر سفينة حربية أمريكية عبرت البحر الأحمر تعرضت للهجوم من قبل الحوثيين أكثر من 12 مرة.

ميليشيا الحوثي تعلن استئناف مهاجمة السفن الإسرائيلية - موقع 24قال الحوثيون في اليمن أمس الثلاثاء، إنهم سيستأنفون مهاجمة السفن الإسرائيلية التي تعبر البحر الأحمر أو بحر العرب أو مضيق باب المندب أو خليج عدن، لتنتهي بذلك فترة من الهدوء النسبي بدأت في يناير (كانون الثاني) مع وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأشار ترامب إلى أن الهجمات الحوثية أضرت بشكل كبير بالاقتصاد العالمي وأسفرت عن خسائر ضخمة في التجارة، مهددًا الحوثيين بالانتقام القاسي في حال استمرار الهجمات.
وقال: "لن نسمح للحوثيين بوقف السفن التجارية أو الحربية الأمريكية من الإبحار بحرية في الممرات المائية العالمية".
كما أضاف ترامب أنه تم تنفيذ ضربات جوية على مواقع الحوثيين، بما في ذلك قواعدهم، قادتهم، ومنشآت الدفاع الصاروخي، بهدف حماية السفن والطائرات الأمريكية واستعادة حرية الملاحة في هذه الممرات الحيوية.
وفي تهديد واضح لطهران، قال: "يجب أن يتوقف دعم طهران للحوثيين فورًا. إذا استمروا في تهديد أمريكا أو تهديد الملاحة الدولية، سنحاسبهم بشكل قاسي".
ترامب شدد في ختام بيانه على أنه إذا لم يتوقف الحوثيون عن هجماتهم، "سيواجهون جحيماً لم يروا مثله من قبل".

مقالات مشابهة

  • 3 رسائل وجهها ترامب من خلال قصف مواقع للحوثيين باليمن
  • البنتاجون: العمليات العسكرية ضد الحوثيين ستستمر
  • أمريكا تضع شرطاً على الحوثيين لوقف القصف
  • أستاذ اقتصاد: التصعيد العسكري في اليمن لن ينجح
  • الحوثيون: الضربات الأمريكية لن تمنعنا من استهداف السفن الإسرائيلية
  • البيت الأبيض: حان الوقت لإنهاء تهديدات الحوثيين للأمن الاقتصادي
  • تحذير بريطاني عاجل للسفن في البحر الأحمر بعد حدوث هذا الأمر
  • ترامب يهدد إيران ويعلن بدء ضربات "حاسمة" ضد الحوثيين
  • معهد أمريكي يُحذّر من الأثر البيئي لحملة الحوثيين ضد الشحن بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • كيف تحدد أزمة حظر السفن في البحر الأحمر مصير الاستقلال الأوروبي؟