استهدفهم أحياء وأموات.. الاحتلال يدمر نُصب الشهداء الفلسطينيين
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
نابلس- وكأن الاحتلال الإسرائيلي بقتله الزميلة شيرين أبو عاقلة لم يشبع حقده الدفين ولم يشف غرائزه الانتقامية، فاستهدف مكان استشهادها بمخيم جنين شمال الضفة الغربية وصرحا أقيم لها بالمكان، بعد أن أضحى مزارا يقصده الناس من كل حدب وصوب، ليعاينوا عن قرب جريمة الاحتلال وبطشه، الذي طال أيضا نُصُب الشهداء ومعالمهم في كل مدن الضفة ومخيماتها وقراها.
وبعد استهدافه البشر والشجر والحجر في اقتحامه للمناطق الفلسطينية، باتت النصب التذكارية التي يشيدها الفلسطينيون لتخليد ذكرى شهدائهم وتمجيد بطولاتهم ضمن بنك أهداف الاحتلال وفوهة جرافاته العسكرية، التي أتت على العشرات منها، في انتهاك كشف حقدا دفينا يضمره الاحتلال لكل ما هو فلسطيني.
واستهدف الاحتلال نصب شيرين المقام عند المدخل الشمالي الغربي لمخيم جنين مرتين، أولاهما في يوليو/تموز الماضي حيث هدم أجزاء منه، ثم عاد بعد أسابيع قليلة وهدمه بشكل كامل، لا سيما الحائط الذي رسمت عليه جدارية لها، وشجرة الخروب التي حملت اسمها، ومعلقات الزوَّار وتذكاراتهم التي خطوها بأيديهم، في رسالة عكست "كمية الحقد والكره داخل جنود الاحتلال الذين اغتالوا شيرين في المكان" حسب وصف طوني أبو عاقلة شقيق شيرين.
ويقول أبو عاقلة للجزيرة نت إن "ذلك يدل أيضا على سياسة ممنهجة، وإرهاب من الاحتلال لطمس الحقائق، وخوفهم من اسم شيرين حتى بعد استشهادها، أو ما يذكرهم بها"، ويقرن أبو عاقلة بين هدم نُصُب شيرين ودمار كبير أحدثه الاحتلال في مخيم جنين لأكثر من ألفي بيت، بـ"عدم محاسبة إسرائيل وجيشها الإرهابي"، ويقول إن "غياب المحاسبة سيوقع الشعب تحت دمار أكبر".
"لا يمكن للاحتلال محو شيرين من الذاكرة" يقول شقيقها، "وهي راسخة كأيقونة فلسطينية في عقول الأجيال المقبلة، وكذلك مكان استشهادها، فهو باق في قلوب كثيرين، مهما حطَّم الاحتلال وكسَّر"، وقال إنهم سيعيدون بناءه "بما يليق بشيرين، ومدينة جنين ومخيمها الصامد".
ويقول الصحفي علي سمودي للجزيرة نت، وهو الذي كان زميل شيرين ورفيقها وقت الحدث إن "المكان الذي أضحى مزارا ارتبط كله باستشهاد شيرين، وسمي الشارع باسمها، وسيرتها يتداولها الناس باستمرار"، وأكد أن الاحتلال لن يستطيع محو ما جرى مع شيرين من ذاكرته، وأن جريمته لن تنتهي عند هدم الصرح الذي سبق أن تعرض له مرات عدة بإطلاق النار.
حرب لا تبقيوفي مخيم جنين أيضا، هدم الاحتلال عشرات النصب التذكارية، وأبرزها قوس النصر (بوابة المخيم)، وصرح العودة الذي يحمل أسماء القرى المهجرة، و"حصان جنين" الذي بني من حديد وبقايا منازل أهالي المخيم ومركباتهم وسيارات الإسعاف التي حطمها الاحتلال خلال اجتياحه المخيم عام 2002.
وبضربه لكل المعالم الوطنية داخل المخيم وفي محيطه، التي تعبر عن حالته النضالية، يقول رئيس لجنة خدمات مخيم جنين محمد صباغ إن "الاحتلال يبعث برسائل مفادها طمس الوعي، وإخراج حالة المقاومة من إدراك الناس، إضافة لحربه الشاملة على الفلسطينيين، وعلى مخيم جنين دون أي محاذير وقيود".
ويقول صباغ للجزيرة نت إن "إسرائيل تشن حربا على كل ما يعتز ويفتخر به الفلسطيني، ولا سيما المقاومة، التي تريد إسرائيل أن تجعل منها نقمة عليه، عبر عقاب جماعي عليهم، ولكنها لن تنجح، كون الفلسطيني ونضاله المستمر من 76 عاما أعمق وأكبر من أن يرتبط بموقع وبجغرافيا، أو بمعلم يحكي تاريخ مقاومته".
ويضيف صباغ "لا يوجد بيت في مخيم جنين غير مكلوم، ولم يدفع الثمن بفقد شهيدين أو أسيرين أو جريحين على الأقل، إضافة لتدمير البنية التحتية بالكامل ومنازل المواطنين، وهو ما يعكس فشل الاحتلال وإفلاسه في محاربة البشر ليحارب نصب الشهداء وصروحهم".
ومثل مخيم جنين، عاشت مخيمات مدينة طولكرم ونابلس الهدم ذاته، وكذلك الحال في مواقع مختلفة في قرى ومدن الضفة الغربية، لدرجة أن هذه الصروح أضحت هدفا بحد ذاتها.
رمزية كبرىورغم أن عهد النُصُب التذكارية قديم في حياة الفلسطينيين، فإنها ظهرت بشكل أكثر في العامين الأخيرين، مع تصاعد حالة المقاومة وبروز كتائب مقاومين في الضفة الغربية، فاتخذت بعض هذه النُصُب طابعا فرديا، بينما حملت أخرى أسماء مجموعة من الشهداء وصورهم.
ويقول الناشط في مخيم نور شمس إبراهيم النمر إن "الاحتلال يتقصد هدم هذه النُّصُب، قديمها وجديدها، لا سيما شهداء كتيبة المخيم الذين رسخوا في عقول وقلوب هذه الأجيال الشابة، كالشهيد سيف أبو لبدة مؤسس الكتيبة، فهم لا يريدون استذكار الشهيد اسما فقط، بل يخلدون حكايته ونضاله".
وإضافة إلى سردية تخليد واستذكار الشهيد، عززت هذه النصب تاريخه المشرف وعمله المقاوم، فعادة ما تقام هذه النُّصُب مكان الاستشهاد، وتعرض معلومات عن الشهيد وعن الحدث وكيفية الاستشهاد، وبالتالي فإن "الاحتلال يهدم رمزا وطنيا فلسطينيا وليس مجرد صرح"، حسب وصف الناشط النمر.
وعزا النمر هدم نُصب وصروح الشهداء إلى سياسة العقاب الجماعي التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد كل ما هو فلسطيني، ويقول إن ذلك "لا يقل عن هجوم الاحتلال على العَلم الفلسطيني ورواتب الأسرى والشهداء، وتدمير البنى التحتية للمناطق التي يقتحمها بالكامل، لا سيما المخيمات".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أبو عاقلة مخیم جنین هذه الن لا سیما فی مخیم
إقرأ أيضاً:
مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: إننا نحذر كل الأطراف التي تحاول المساس بالاتفاق الذي أكد على ضرورة ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، ومدينة السويداء على وجه الخصوص
2025-05-02SAMERسابق مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: فوجئنا اليوم بمهاجمة مجموعات عسكرية لبعض حواجزنا الأمنية المنتشرة بمحيط مدينة السويداء، ضاربين عرض الحائط بالاتفاق الموقع مع مشايخ العقل أمسالتالي مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: تؤكد وزارة الداخلية ممثلةً بالقوى الأمنية المنتشرة في محافظة السويداء أنها ستسعى لترسيخ الأمن والاستقرار وتأمين المدينة، تنفيذاً للاتفاق المبرم، وأنها لن تتهاون مع من يحاول زعزعة الاستقرار انظر ايضاً الرئيس الشرع يستقبل وليد جنبلاط
دمشق-سانا استقبل رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع ووزير الخارجية السيد أسعد حسن الشيباني في قصر …
آخر الأخبار 2025-05-02الرئيس الشرع يستقبل وليد جنبلاط 2025-05-02مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: فوجئنا اليوم بمهاجمة مجموعات عسكرية لبعض حواجزنا الأمنية المنتشرة بمحيط مدينة السويداء، ضاربين عرض الحائط بالاتفاق الموقع مع مشايخ العقل أمس 2025-05-02مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: بعد الاتفاق أمس بين مشايخ العقل في السويداء ووفد عن الحكومة السورية، والذي أكد على ضرورة تفعيل دور الأمن العام في المحافظة، بدأنا بنشر حواجز أمنية بمحيط المدينة لتأمينها وإعادة فتح أوتستراد السويداء – دمشق. 2025-05-02رابطة العالم الإسلامي تدين الغارة الإسرائيلية على محيط القصر الرئاسي بدمشق وتؤكد تضامنها مع سوريا 2025-05-02استشهاد 4 مواطنين جراء غارة للاحتلال الإسرائيلي على كناكر جنوب غرب السويداء 2025-05-02مديرية الحج والعمرة تنهي إجراءات تثبيت أوراق وتسديد تكلفة الحج داخل وخارج سوريا 2025-05-02مباحثات سورية إماراتية لتعزيز التعاون المالي والمصرفي والتجاري 2025-05-02مجلس التعاون الخليجي: الغارة الإسرائيلية على محيط القصر الرئاسي بدمشق انتهاك خطير يزعزع أمن واستقرار المنطقة 2025-05-02”المستجيب الأول”… برنامج تدريبي لتعزيز قدرات الدفاع المدني في الاستجابة للطوارئ والكوارث 2025-05-02السيد الرئيس أحمد الشرع يستقبل الدكتور كمال غريبي
صور من سورية منوعات تطبيق موبايل يوصل صوت الصم للحصول على خدمات الإسعاف 2025-04-27 صفائح لعضلة القلب من الخلايا الجذعية… خطوة نحو العلاج الأول من نوعه في العالم 2025-04-17فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |