ببلوغ النهائي أمام كوريا الجنوبية.. الأردنـــي يتطلـــع لإنجـــــاز تاريخـــي
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
يتطلع المنتخب الأردني للتأهل للمباراة النهائية في كأس آسيا عندما يواجه نظيره الكوري الجنوبي اليوم الثلاثاء على ملعب أحمد بن علي ضمن الدور نصف النهائي للبطولة.
ويأمل الأردن في مواصلة كتابة التاريخ خلال هذه النسخة من البطولة التي تعتبر الأفضل له، بعد تأهله للدور نصف النهائي لأول مرة في تاريخه، بفوزه على طاجيكستان بهدف دون رد يوم الجمعة الماضي على ملعب أحمد بن علي، وقبل ذلك نجح في تخطي عقبة نظيره العراقي بثلاثة أهداف مقابل هدفين في الدور ثمن النهائي على ملعب خليفة الدولي.
وضرب المنتخبان موعدا جديدا بينهما، بعدما التقيا في دور المجموعات ضمن الجولة الثانية على ملعب الثمامة، وانتهت المواجهة بالتعادل بهدفين لكل منهما، ويتوقع أن تأتي المباراة القادمة قوية بين الطرفين بعد وصولهما لهذه المرحلة المتقدمة من البطولة، ويتطلع كل منتخب لتقديم أفضل ما لديه لتحقيق حلم الوصول للمباراة النهائية المقررة على ملعب لوسيل يوم السبت القادم.
والتقى المنتخبان في 6 مواجهات سابقة بجميع البطولات، فازت كوريا في ثلاث، وتعادلا في مثلهما ولم يحقق الأردن الفوز في أي مباراة جمعت بينهما، حيث تقابلا للمرة الأولى في نهائيات كأس آسيا التي أقيمت في الصين 2004، وانتهى اللقاء بالتعادل دون أهداف.
ويعول المغربي حسين عموتة مدرب الأردن على مجموعة من الأسماء أبرزها، يزن النعيمات وموسى التعمري ومحمود مرضي، حيث سجل كل واحد منهم هدفين في البطولة حتى الآن، ليساهموا بشكل كبير في الوصول لهذه المرحلة المتقدمة من البطولة، ويفقد المنتخب جهود لاعبه علي علوان بسبب تراكم البطاقات، ويستعيد في نفس الوقت لاعبه نزار الرشدان الذي غاب عن الدور ربع النهائي لذات السبب.
في المقابل يراهن الألماني يورغن كلينسمان على الجماعية في الأداء ويعول على القائد سون هيونغ مين لاعب توتنهام الإنجليزي الذي يعتبر القلب النابض للمنتخب الكوري الجنوبي، إضافة إلى كينغ إن لي لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي حيث سجل كل واحد منهما ثلاثة أهداف في البطولة حتى الآن.
حسين عموتة: نتطلع لكتابة التاريخ
شدد المغربي حسين عموتة مدرب المنتخب الأردني على صعوبة المواجهة التي تنتظرهم أمام كوريا الجنوبية، مؤكدا أن المنتخب الكوري الجنوبي يعتبر من المرشحين للفوز باللقب قبل بداية البطولة، وتواجه المنتخبان في دور المجموعات وانتهت المباراة بالتعادل هدفين لكل منهما، معتبرا مباراة اليوم بالمختلفة من جميع النواحي، في ظل دوافع كل طرف لتحقيق حلمه بالوصول لنهائي البطولة وتحقيق إنجاز تاريخي.
وأشار المدرب إلى أن هذه المواجهات لا تحتاج للكثير من التحفيز المعنوي للاعبين الذين يدركون أهمية المرحلة، كما أنهم يتطلعون لكتابة التاريخ والمجد لبلادهم وأنفسهم بعد الوصول للدور نصف النهائي، ويبقى الهدف هو مواصلة المشوار بنجاح في النهائيات القارية مع تبقي هذه الخطوة التي اعتبرها مهمة للغاية وتحتاج لأعلى درجات التركيز طوال وقت المواجهة.
وأكد المدرب أن اللاعب موسى التعمري سيكون جاهزا لخوض المواجهة بعدما حصل على راحة من التدريبات التي أعقبت المباراة الماضية أمام طاجيكستان بسبب الإصابة البسيطة التي لحقت به، ومن المنتظر أن يتواجد اللاعب ضمن قائمة المنتخب في مباراة اليوم، كما أن بقية العناصر ستكون في حالة جاهزية لخوض المواجهة. وتحدث حسين عموتة عن طبيعة المواجهة المنتظرة في الدور نصف النهائي، مشيرا إلى أنها تحتاج لمجهود بدني كبير والتزام تكتيكي من قبل اللاعبين، وسيكون الجانب البدني مهما للغاية، وشدد على أن المنتخب الكوري يتمتع بقوة بدنية جعلته يلعب لمدة 120 دقيقة في مباراتين بالمرحلتين السابقتين من البطولة أمام السعودية وأستراليا.
وطالب المدرب لاعبيه بالحفاظ على التركيز في مثل هذه المباريات مؤكدا ضرورة الاهتمام بكل التفاصيل سواء كانت صغيرة أو كبيرة، حتى يستطيع الأردن الخروج بالنتيجة التي يتطلع لها، مشيرا إلى أن الوصول لهذه المرحلة يحملهم مسؤولية كبيرة جدا.
ونوه مدرب الأردن بأهمية الحضور الجماهيري، الذي اعتبره يمثل دافعا كبيرا للاعبين ويدفعهم لتقديم أفضل ما لديهم، وهو ما حدث في المباريات السابقة التي لعبت فيها الجماهير دورا مهما في تحفيز عناصر المنتخب لتحقيق الفوز.
إبراهيم سعادة: جاهزون للشمشون
أعرب إبراهيم سعادة لاعب المنتخب الأردني عن أمله في تحقيق الفوز أمام كوريا الجنوبية اليوم، وبلوغ المباراة النهائية في بطولة كأس آسيا، مشيرا لجاهزيتهم لخوض المواجهة.
وقال اللاعب، إنهم سيدخلون المباراة بدرجة عالية من التركيز، لتحقيق الهدف المطلوب، مؤكدا أن الجهاز الفني قام بدوره من خلال مراجعة المباريات السابقة، حيث تعرفوا على الأخطاء التي يسعون لتجنبها والتركيز على الجوانب الإيجابية واستغلالها بالشكل الأمثل.
وأشارسعادة إلى أن المنتخب الكوري الجنوبي قوي في الجوانب البدنية، مشيدا بمستوى لاعبه هيونغ سون ومؤكدا قدرتهم على الحد من خطورته أمام المرمى.
بسبب تراكم الإنذارات: غياب علوان والعجالين عن اللقاء
يفتقد المنتخب الأردني في مباراته ضد الكوري الجنوبي اليوم في نصف نهائي كأس آسيا، للاعبيه علي علوان وسالم العجالين بسبب تراكم الإنذارات، وقد يعوض محمود مرضين مكان علوان، على أن يسد أبو حشيش غياب العجالين، وثمة احتمالية كذلك بإمكانية اللعب بأنس العوضات لا سيما أن الأخير قادر على أن يكون عنصر المفاجأة في المباراة في حال كان في قمة جاهزيته الفنية والبدنية والذهنية.
وستشهد المباراة عودة اللاعب نزار الرشدان بعدما غاب عن لقاء طاجيكستان بسبب تراكم الإنذارات.
أما المنتخب الكوري فيعاني من غياب مؤثر في المباراة حيث سيفتقد لخدمات مدافعه العملاق كيم مين جاي لاعب بايرن ميونخ بسبب تراكم الانذارات.
بـ 10 أهداف.. عموتة يصنع النسخة الأفضل للأردن
عانى منتخب الأردن في جميع مشاركاته السابقة بعدم قدرته على تسجيل أكثر من 5 أهداف للنسخة الواحدة بينما استطاع في المسابقة الحالية، مع مدربه المغربي الحسين عموتة، الوصول إلى 10 أهداف بوصوله إلى نصف النهائي أمام كوريا الجنوبية، وبدأ الأردن مشواره في كأس آسيا الحالية بفوز سهل على ماليزيا، 4 – صفر، تلاه تعادل مع كوريا الجنوبية، 2-2، قبل الخسارة من البحرين 1 - صفر، ليواصل أهدافه بهزيمة العراق 3 – 2 في مباراة دراماتيكية وصولا إلى تجاوز طاجيكستان بهدف دون رد، وسجل الأردن في مشاركته الأولى بعام 2004 ثلاثة أهداف وفي 2011 خمسة أهداف والعدد نفسه في نسخة 2015 والتي كانت في مواجهة فلسطين، و4 في النسخة الماضية.
ويعد عموتة المدرب الأول بتاريخ الأردن الذي يقوده إلى نصف النهائي ويجمعه بمن أوصل «النشامى» إلى ربع نهائي البطولة سابقا أنهم جميعهم مدربون عرب، ففي 2004، قاد المصري الراحل محمود الجوهري منتخب الأردن في مشاركته الأولى تاريخيا إلى ربع النهائي بعد التعادل مع كوريا الجنوبية والإمارات والفوز على الكويت لتفرض التعادل على اليابان وصولا إلى ركلات الترجيح التي كسبها الفريق الشرق آسيوي.
وكرر العراقي عدنان حمد إنجاز الجوهري في نسخة 2011، بعدما تعادل مع اليابان وفاز على السعودية وسوريا ليخسر في دور الثمانية من أوزبكستان بهدفين لهدف، وتوج عموتة في مسيرته ببطولتي كأس العرش المغربي وكأس الاتحاد الإفريقي في 2010 مع نادي الفتح الرباطي والدوري القطري 2012-2013 وكأس أمير قطر لعامي 2014 و2015 بشعار نادي السد، ودوري أبطال إفريقيا والدوري المغربي 2017 مع الوداد.
كلينسمان: ثقتنا كبيرة
أكد الألماني يورغن كلينسمان مدرب منتخب كوريا الجنوبية، أن لاعبيه سيبذلون أقصى جهد للفوز والعبور إلى المباراة النهائية.
واكد على ثقته في قدرة اللاعبين على الظهور بمستوى جيد وتقديم أفضل ما لديهم لتحقيق الفوز والعبور إلى النهائي، والاقتراب خطوة أخرى من اللقب القاري.
وأكد كلينسمان أن لاعبيه لديهم الخبرات الكبيرة والثقة العالية والدافع للوصول إلى المباراة النهائية، ويعرفون ما الذي ينبغي عليهم القيام به في مثل هذه المباريات، مشيرا إلى قدرتهم على التعامل مع الضغط.
وأعرب: عن سعادته بالمردود الذي قدمه لاعبو المنتخب الكوري في مواجهة أستراليا بالدور ربع النهائي، بعدما قلبوا التأخر بهدف لفوز بهدفين مقرونا بأداء رائع على أرضية ملعب الجنوب، مشيرا إلى أنهم يسعون للمواصلة بنفس الروح في المباراة اليوم التي وصفها بالصعبة على ضوء ما قدمه المنتخبان في المواجهات السابقة من البطولة.
وطالب كلينسمان لاعبيه بالتحلي بأعلى درجات التركيز والهدوء في المباراة من البداية وحتى النهاية لتحقيق النتيجة التي يتطلعون لها، مؤكدا أنهم متحمسون لخوض المواجهة وأنهم يستمتعون بالمشاركة في كأس آسيا.
هوانغ إن بيوم: سنقدم كل ما لدينا
أبدى هوانغ إن بيوم لاعب كوريا الجنوبية ثقته في قدرة منتخب بلاده على تحقيق الفوز أمام الأردن اليوم والعبور لنهائي البطولة، مشيرا إلى جاهزيتهم لخوض المواجهة.
وقال إنهم يسعون لإظهار شخصيتهم في الملعب وتقديم أفضل ما لديهم للوصول إلى المباراة النهائية لإسعاد الجماهير الكورية التي تنتظرهم لتحقيق هذا الحلم بالبطولة.
وأشار هوانغ إلى أن الضغط يعتبر جزءا من كرة القدم لكنهم يعرفون كيف يتعاملون معه ومع كل انتصار تزداد الثقة وسط صفوف المنتخب الكوري الجنوبي.
وعن سبب استقبال الأهداف في كل مباراة أكد اللاعب أنهم أيضا يسجلون الأهداف في مرمى المنافسين بكل مواجهة وبالتالي يحققون الفوز وهذا هو الأهم بالنسبة لهم.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر كأس آسيا كوريا الجنوبية المنتخب الأردني أمام کوریا الجنوبیة المباراة النهائیة المنتخب الأردنی المنتخب الکوری الکوری الجنوبی منتخب الأردن نصف النهائی فی المباراة بسبب تراکم حسین عموتة من البطولة الأردن فی مشیرا إلى کأس آسیا على ملعب أفضل ما إلى أن
إقرأ أيضاً:
مسجد سول المركزي منارة الإسلام في كوريا الجنوبية
ليس الإسلام غريبا على كوريا الجنوبية لكن انتشاره محدود جدا، إذ تغلب البوذية والمسيحية على هذا البلد الآسيوي الذي يتميز سكانه بالرهبة من تجربة أي شيء غريب أو جديد عليهم.
ويقدّر عدد المسلمين الكوريين بنحو 5 آلاف، لكن هذا العدد يرتفع إلى نحو 300 ألف إذا جمعنا معهم المسلمين المقيمين في كوريا من الجنسيات الأخرى، ويقيم نحو نصف هؤلاء جميعا في العاصمة سول.
ورغم أن عددهم هذا لا يكاد يكون ملموسا قياسا إلى عدد سكان البلاد الذي يزيد على 51 مليون نسمة فإن تأثيرهم يتزايد يوما بعد يوم.
مسجد سول المركزيدخل الإسلام إلى كوريا سنة 1955 مع الجنود الأتراك الذين شاركوا في الحرب الكورية دعما لكوريا الجنوبية، وفي سنة 1976 تأسس أول مسجد في البلاد -وهو مسجد سول المركزي- على أرض تبرعت بها الحكومة الكورية وتبلغ مساحتها 1500 متر مربع، وساهمت دول إسلامية في تمويل بنائه.
يتميز المسجد بتصميمه الإسلامي التقليدي، مع مئذنتين وقبة كبيرة، ولا يعتبر مكانا للصلاة فقط، لكنه أيضا مركز ثقافي واجتماعي يجمع المسلمين من مختلف الجنسيات، وتقام فيه صلاة الجمعة التي يحضرها المئات من المسلمين، كما يتم تنظيم فعاليات ودروس دينية بشكل منتظم.
ويقع المسجد في حي إتابغو بمنطقة إيتايوون التي تعد واحدة من أبرز المناطق التي يتجمع فيها المسلمون، إذ تضم العديد من المطاعم الحلال والمتاجر التي تلبي احتياجات المسلمين، إلى جانب مطاعم الحلال الأخرى العديدة المنتشرة في أنحاء سول، خاصة في المناطق القريبة من الجامعات والمؤسسات التعليمية حيث يدرس العديد من الطلاب المسلمين.
إعلانوبهذا الصدد، يقول عبد الرحمن لي رئيس اتحاد المسلمين الكوريين إمام المسجد للجزيرة نت إن المسجد المركزي في سول هو أكثر من مجرد مكان للعبادة، فهو مركز ديني وثقافي يخدم الجالية المسلمة في كوريا الجنوبية ويُعرّف غير المسلمين بالإسلام، وتقام فيه الصلوات اليومية وخطب الجمعة بـ3 لغات، إضافة إلى صلاة التراويح والإفطارات الجماعية في رمضان، مما يجعله نقطة تجمّع مهمة للمسلمين.
ويضيف لي أن المسجد يقدم أيضا برامج تعليمية تشمل دروس الفقه والعقيدة والتفسير، وحلقات لتحفيظ القرآن الكريم، ومحاضرات تعريفية بالإسلام للكوريين، مما يعزز دوره في نشر المعرفة الدينية.
وإلى جانب دوره الديني ينظم المسجد فعاليات اجتماعية وثقافية تهدف إلى تعزيز التفاهم بين المسلمين والمجتمع الكوري، ويقدم خدمات مثل دعم المسلمين الجدد، وتقديم المساعدات الإنسانية، وتنظيم حملات التبرع بالدم.
كما يشارك المسجد -بحسب ما أخبرنا الإمام- في الحوار بين الأديان عبر استقبال الزوار والسياح لتعريفهم بالإسلام، مما يجعله رمزا للتعايش والتواصل الثقافي في كوريا الجنوبية.
طموحات رغم الصعوباتويقول عبد الرحمن لي إن المسجد يعتمد بالأساس على إمكانيات المسلمين الكوريين رغم تواضعها، لكن بفضل مساعدة بعض الدول الإسلامية تمكنوا من إنشاء مقبرة للمسلمين في عام 2005، كما أنشئ معهد تطوير الحلال العام الماضي، والذي يتولى منح تراخيص "الحلال" للشركات والمطاعم.
ويضيف لي أنهم هذا العام يعملون على ترميم المسجد لأول مرة منذ عام 1981، كما سيحتاجون إلى ترميم المساجد الواقعة تحت رعايتهم وعددها 21 مسجدا في مختلف أنحاء كوريا الجنوبية.
ويطمح رئيس اتحاد المسلمين الكوريين إلى بناء مدرسة لتعليم أطفال المسلمين، إضافة إلى وضع برنامج لابتعاث الشباب الكوريين المسلمين لدراسة الإسلام في الدول العربية، لتشكيل نخبة من الأئمة والدعاة الذين يجمعون بين فهم الثقافة الكورية والقدرة على التواصل الفعال مع الإنسان الكوري، إلى جانب الفهم الجيد لتعاليم الإسلام السمحة، على حد تعبيره.
إعلان قلة العلماء والدعاةكما تحدثت الجزيرة نت مع الداعية المسلم كرم كيم الذي فضل التواصل معنا عبر الهاتف، فأوضح أن عدد المسلمين الكوريين المواظبين على ممارسة الشعائر يقدّر بـ5 آلاف "لكنهم في ازدياد".
وأكد كيم أنهم يحاولون زيادة عدد المسلمين بوسائل متعددة رغم ضعف الناتج حتى الآن، مشيرا إلى أن الزواج أصبح مؤخرا هو أهم سبب لإسلام الكوريين.
وأشار الداعية الكوري إلى أن في كوريا حرية تامة لنشر الإسلام ودعوة الكوريين إليه، لكن المشكلة تكمن في قلة العلماء والدعاة وطلاب العلم.
وأضاف كيم أن عدد الكوريين الذين تخرجوا في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة منذ تأسيسها بلغ 5 كوريين فقط، حسب قوله، وكان هو "خامس خريجي هذه الجامعة المباركة"، لكنه قال إن 3 من هؤلاء الخمسة يشتغلون في ما لا يتعلق بالدعوة نهائيا، في حين أن الاثنين الآخرين هما هو وعبد الرحمن لي "لذلك يعد الدعاة على أصابع اليد حرفيا".
وأشار إلى أن سبب قلة الدعاة في كوريا هو ضغط الحياة، إذ يعجز الشاب المسلم الكوري عن التفرغ لطلب العلم والنشاط في الدعوة، لأنه مضطر للعمل ساعات طويلة، فيسلم الكثير من الشباب لكنهم يغرقون في غمار الحياة ولا يشاهَدون في المسجد إلا نادرا، بحسب كلامه.
وعن قصة إسلامه، يقول كيم إنه تعلم اللغة العربية في كوريا، مما جعله يفكر في زيارة بلدان مسلمة، فسافر إلى تركيا، وهناك تأثر بحسن أخلاق المسلمين الأتراك رغم أنه كان يعتبر نفسه "طيب الأخلاق"، لكنه يقول إنه أدرك عندما قابل المسلمين في تركيا أن معياره للأخلاق ليس الأعلى كما كان يظن.
وبعد ذلك يقول كيم إنه قرر دراسة الإسلام، فرجع إلى كوريا وزار المسجد المركزي في سول ليتعلم المزيد، وهنا يقول "قرأت كتبا عن الإسلام لمدة 3 أشهر حتى جاءني اليقين بأن هذا الدين هو الدين الحق، فأسلمت لله رب العالمين سنة 2004، والحمد لله الذي هداني".
إعلانتزوج كيم لاحقا معلمة لغة عربية مغربية، وبدأ دراسة الشريعة في المدينة المنورة في 2007 وحصل منها على البكالوريوس ثم الماجستير، وهو الآن يحضّر لشهادة الدكتوراه في الدراسات القرآنية.
وعن عائلته، يقول الداعية إن والديه وأقاربه جميعا حاربوه، ونهره أبوه قائلا "اترك هذا الدين الغريب وإلا فلست ابني"، فخرج كيم من البيت، ومنذ ذلك اليوم إلى الآن يمتنع والده عن التواصل معه، لكنه يتواصل مع والدته سرا، بحسب قوله.
ويدعو كيم لوالديه "اللهم اهدهما، اللهم أرهما الحق حقا وارزقهما اتباعه يا رب العالمين".
كما كان للجزيرة نت لقاء صغير مع مديرة معهد تطوير الحلال في كوريا صفية كانغ التي أوضحت لنا أن مسجد سول المركزي تولى منذ عام 1994 إصدار تراخيص الحلال من خلال لجنة شرعية أشرف عليها الدكتور عبد الرحمن لي، لكن مع تنامي صادرات المنتجات الغذائية الكورية إلى الدول المسلمة زاد طلب الشركات الكورية على تراخيص الحلال، مما قاد إلى إنشاء هذا المعهد.
وعن طبيعة عملهم، تقول كانغ -التي بدأت العمل في لجنة الحلال منذ عام 2015- إن المعهد يتولى وضع آليات دقيقة لترخيص المنتجات الحلال، ويقوم بعمل لقاءات ومحاضرات مع الشركات الكورية لشرح مفهوم الحلال، ويساعد تلك الشركات في وضع المعايير اللازمة لتصنيع المنتجات الحلال، كما يتولى المعهد مراقبة احترام الشركات الشروط والمعايير.
وأضافت أنهم أصدروا حتى الآن نحو 400 ترخيص للحلال، معظمها لشركات الصناعات الغذائية والمطاعم، وتقول إن أهم منتج هو "شعيرية الرامين الكورية التي تجد إقبالا كبيرا في البلدان الإسلامية، خاصة إندونيسيا".
ويدير المعهد إلى جانب صفية كانغ شابان كوريان آخران متخصصان في الصناعات الغذائية، وهما مصطفى سو وشريف لي.
ولحسن حظنا صادفنا في المسجد أميركيا كان قادما لرؤية الإمام ليستفسر منه عن أمر، وعندما سألناه قال إنه يدعى جوناثان، وهو جندي أميركي مقيم في كوريا.
إعلانوبشكل موجز أخبرنا جوناثان أنه أسلم بفضل زوجته الفلبينية المسلمة، ويزور مسجد سول دوريا للصلاة ولقاء المسلمين.
وعن إسلامه، يقول جوناثان "أشعر هنا بالانتماء والدفء الاجتماعي، فالجميع يسلّم على الجميع كأننا عائلة كبيرة".
وختاما، فإنه على الرغم من صغر حجم الجالية المسلمة في كوريا مقارنة بأتباع الديانات الأخرى فإنها تزداد قوة وتنظيما مع مرور الوقت، ومع تزايد عدد المسلمين في البلاد -سواء من الوافدين أو الكوريين المعتنقين للإسلام- فإن الإسلام بدأ يترك بصمته على المجتمع الكوري.