ارتفعت أسعار جميع السلع الغذائية في مصر بشكل جنوني خلال الفترة الحالية، وأثار هذا جدلا بين المواطنين، لأن ارتفاع سعر المواد الغذائية، يفوق القدرة الشرائية لديهم، ومن ضمن المنتجات، التي زادت أسعارها بشكل كبير الألبان وجميع أنواع الجبن التي تعتبر مصدر البروتين الحالي، الذي يعتمد عليه البعض بعد ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن.

والآن أصبح الجميع يتساءل عن أسباب ارتفاع أسعار الألبان، بعد أن وصل سعر أحد أنواعها إلى 42 جنيها للكيلو.

وفي هذا الصدد تواصلت «الأسبوع» مع رؤساء وأعضاء شعبة الألبان بالغرفة التجارية، لتوضيح أسباب ارتفاع أسعار الألبان ومنتجاتها من الجبن والزبادي.

بدايةً أكد عبد المنعم قتيلو، رئيس شعبة الألبان باتحاد الغرف التجارية بدمياط أن أسعار الألبان ومنتجاتها من الجبن والزبادي زادت بنسبة 25% وأرجع الأسباب الرئيسية لهذا الارتفاع أن هناك فجوة غذائية التي يتم تغطيتها من خلال استيراد 35% من الألبان ومنتجاتها من الخارج، لأن من المواد الخام، التي تستخدم في صناعة الألبان، هي اللبن البودرة، لا يمكن الاستغناء عنه، لأنه جزء أساسي في صناعة منتجات الألبان، ويبلغ طن اللبن البودرة الآن نحو 3000 دولار، ولذلك تكون تكلفة كيلو "اللبن الفرز المسترجع"، الذي يتم تحويله إلى لبن خام حوالي 21 جنيه بدون دهون، وعند إضافة الدهون يصبح سعره 27 جنيه، وذلك يختلف عن سعر كيلو اللبن البلدي الطبيعي، الذي يصل سعره الآن نحو 19 جنيه عن البديل المستورد، الذي يبلغ سعره نحو 27 جنيه.

ومن ثم فإن ارتفاع سعر الدولار، أدى إلى زيادة سعر اللبن البودرة الذي يتم استيراده من الخارج، وهذا أثر على اللبن الخام، بسبب زيادة الطلب عليه، لأنه الأرخص.

وقال رئيس شعبة الألبان باتحاد الغرف التجارية، إن سعر اللبن الخام وصل نحو 17جنيه، وهذا لم يحقق ربيحيه للمربي بل يجلب خسائر للفلاح، وينتج ذلك بسبب تدمير جزء كبير من الثروة الحيوانية، الذي أدى لوجود عجز، وزيادة الطلب على الألبان، لأن جزء منه، تم بيعه في شكل لحوم.

وأوضح عبد المنعم قتيلة أن استيراد الأبقار من الخارج مرتفع، و المزارع الكبيرة تعتمد في تغذية الماشية على الأعلاف من الذرة الصفراء والفول الصويا، التي يتم استيرادها، والآن لا نستطيع تغطية تكلفة غذاء الأبقار في المزارع، وأدى ذلك إلى أزمة في أكل الإنسان والماشية، ولذلك من المتوقع حدوث ارتفاعات أكثر في أسعار الجبن خلال الفترة القادمة، لأن تكلفة الجبن من الدرجة الأولى لبن فقط.

وتابع رئيس شعبة الألبان بأن هناك الكثير من الحلول لأزمة ارتفاع أسعار الألبان ومنتجاتها، وهي عمل مشروع قومي عبر اتحاد أكثر من 4 وزارات مع وزارة الزراعة، لأن الزراعة ليست لديها آليات لحل هذه المشكلة، لأن الحل الجذري لحل مشكلة الألبان هي توفير غذاء الماشية، وتغير سلالات البقر لسلالات أكثر إنتاجا للبن، لأن السلالة البلدي الموجودة حالياً تعطي 7 كيلو لبن في اليوم على عكس السلالات البقر المستورد، الذي يعطي 30 كيلو لبن في اليوم، بالإضافة إلى أن البقر يجب أن يناسب طبيعة المناخ والبيئة لدى مصر.

وأشار رئيس الشعبة الألبان إلى أنه تم تقديم استيراتيجية، لتطوير صناعة الألبان في مصر تتكون من 6 محاور، وهي كالأتي " إنتاجية ونظافة اللبن في مراكز التجميع، توعية الفلاح عن كيفية إنتاج اللبن، توفير غذاء جيد للماشية، وعرض المشاكل التي تخص صناعة اللبن على اكاديمية البحث العلمي لوجود حلول".

ولفت عبد المنعم قتيلو إلى أنه تم عمل منتدى هذا العام لحل هذه الأزمة من خلال وجود شريك صناعة مع وزارة الزراعة وعن طريق شركتنا يتم عمل مشروع، لحل أزمة صناعة الألبان في مصر من خلال عمل 11 كتاب، يتم العمل عليه الآن، بالإضافة إلى إنشاء معمل وطني لإنتاج الألبان ومنتجاتها، ولكن هذه اجتهادات فردية.

وأوضح إيهاب شرابية، رئيس لجنة الألبان في الغرفة التجارية بالإسكندرية أن هناك ارتفاع غير مسبوق في أسعار الألبان والجبن، وهذا يرجع لعدة أسباب، من بينها زيادة سعر الأعلاف، الذي أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الخام، التي تدخل في الصناعة، وانخفاض الإنتاج، وتسبب هذا في زيادة سعر اللبن والجبنة بنسبة تتراوح ما بين 30% إلى 35% في الفترة الأخيرة.

وقال رئيس لجنة الألبان في الغرفة التجارية إن أسباب ارتفاع أسعار الأجبان، هو ارتفاع أسعار الخامات، التي يتم استيرادها من الخارج، ومن بينها الزيوت النباتية مثل زيت النخيل، الذي زاد سعره في شهر يناير الماضي بنسبة 45%، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الدولار.

وأكد شرابية أن اللبن البقري، لم يحدث به أي زيادة، ولكن مع دخول شهر رمضان من المتوقع حدوث ارتفاعات أكثر في سعر الألبان، بالإضافة إلى زيادة أسعار الجبن المصنعة من الزيوت النباتية، ويرجع ذلك لزيادة الطلب عليها.

فيما أشارت شعبة المواد الغذائية بغرفة الإسكندرية التجارية في تصريحات سابقة إلى أن سعر كيلو اللبن الجاموسي الطبيعي، ارتفع في الأسواق خلال شهر يناير بنحو 6 جنيهات في الكيلو، لأن هو النوع، الذي يستخدم للشرب، أما اللبن البقري يستخدم لصناعة الجبن والزبادي.

وطرحت شعبة المواد الغذائية حلاً لهذه الأزمة، وهو تشجيع الصناعات، التي تدعم المكون المحلي، لأن مكونات المدخل محلي لعلبة الجنبة البيضاء من 60 ل 65% من مكوناتها مستوردة، بالإضافة إلى الاهتمام بالمزارع وصناعة الألبان.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدولار الألبان المواد الخام ارتفاع أسعار الألبان ارتفاع أسعار الألبان الألبان ومنتجاتها صناعة الألبان بالإضافة إلى شعبة الألبان الألبان فی من الخارج إلى أن

إقرأ أيضاً:

تبديل العملة يتسبب في ارتفاع المواد الاستهلاكية بالسودان

منحت الحكومة السودانية مهلة جديدة تستمر أسبوعًا لتبديل العملات القديمة من فئتي (500-1000) جنيه، تنتهي بنهاية العام.

بورتسودان: التغيير

قال مواطنون في عدد من الولايات السودانية إن أسعار المواد الاستهلاكية سجلت ارتفاعًا كبيرًا بسبب انتهاء مواعيد تبديل العملة السودانية.

وكانت الحكومة السودانية قد أعلنت الشهر الماضي عن تبديل العملة بسبب عمليات النهب التي طالت البنوك السودانية أثناء الحرب، إلى جانب انتشار عملات مزورة.

ومنحت الحكومة السودانية مهلة جديدة تستمر أسبوعًا لتبديل العملات القديمة من فئتي (500-1000) جنيه، تنتهي بنهاية العام، مع استثناء ولاية الخرطوم ومحليات الدويم والقطينة وتندلتي.

وأكدت وزارة الثقافة والإعلام السودانية أن هذا التمديد يأتي في إطار التزام الحكومة بتلبية احتياجات المواطنين وضمان تسهيل الإجراءات المالية في البلاد.

وأضافت أن هذا التمديد يوفر فرصة أكبر للمواطنين لتبديل العملات القديمة بالعملات الجديدة، مما يعزز الثقة في النظام المالي ويضمن استقرار المعاملات الاقتصادية.

وبحسب جولة لـ (التغيير)، ارتفع سعر كيلو اللحمة الضأن من 22 ألف جنيه إلى 34 ألفًا في ولايتي كسلا والقضارف.

كما وصل سعر جركانة الزيت الكبيرة إلى 110 آلاف جنيه بدلًا من 95 ألفًا، وجوال السكر زنة 50 كيلو إلى 110 آلاف بدلًا من 100 ألف جنيه، وجوال البصل إلى 115 ألفًا بدلًا من 90 ألفًا.

وأرجع تجار أسباب الارتفاع في أسعار المواد الاستهلاكية إلى شح العملات الجديدة في السوق، فيما شكا مواطنون من نقص العملات الجديدة، مشيرين إلى تأثر حركة التجارة بسبب رفض التجار تداول العملات الجديدة فيما بينهم نظرًا لعدم انتشارها بشكل واسع.

وشهدت البنوك في الولايات المستهدفة، مثل الشمالية، نهر النيل، البحر الأحمر، كسلا، والقضارف، ازدحامًا كثيفًا، مما اضطر البنك المركزي إلى تمديد ساعات العمل.

كما كشف المواطنون عن ظهور تعاملات ربوية من بعض السماسرة، حيث يجري تبديل العملة القديمة خارج الأسواق بسعر أقل، مثل تبديل 100 ألف جنيه قديمة بـ80 ألفًا جديدة.

وأوضح الخبير المصرفي عبد الماجد أحمد طه، لـ (التغيير)، أن الهدف من العمليات الجارية حاليًا هو إدخال الكتلة النقدية في النظام المصرفي، وتطويق العملة المزورة والمشبوهة.

وشدد طه على أهمية تمكين بنك السودان من التطبيقات البنكية لتسهيل عمليات السحب والإيداع، حفاظًا على استمرارية حركة البيع والشراء التي أوشكت على التوقف. كما أشاد بقرار تفعيل التحويل المصرفي عبر التطبيقات البنكية.

ووصف طه ما يحدث في السوق من ارتفاع بالأسعار بالمبالغ فيه، مشيرًا إلى أنه ارتفاع غير حقيقي وسيزول بزوال الأسباب المؤدية إليه.

الوسومآثار الحرب في السودان استبدال العملة السلع الاستهلاكية

مقالات مشابهة

  • 0.5% ارتفاعًا في التضخم السنوي خلال نوفمبر.. وأسعار الخضراوات تقفز 11%
  • الذهب يتراجع مع ارتفاع الدولار وسندات الخزانة الأميركية
  • ارتفاع تكلفة احتفالات رأس السنة 63% في تركيا
  • مؤشر الدولار يرتفع إلى أعلى مستوياته.. ما السبب؟
  • تبديل العملة يتسبب في ارتفاع المواد الاستهلاكية بالسودان
  • 0.5 % ارتفاعًا بالتضخم السنوي خلال نوفمبر.. ومحافظة مسندم تسجل أعلى ارتفاع بالأسعار
  • أسعار النفط ترتفع مدعومة بآمال دعم السياسة النقدية للنمو الاقتصادي
  • ارتفاع أسعار الذهب وسط تداولات ضعيفة
  • الصناعة العُمانية في مهب تحديات المنافسة ونقص المواد الخام
  • ارتفاع أسعار الذهب مع تراجع الدولار