من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة قتال شرس بين قوات الدعم السريع وحركات المسلحة التي ترفض الانتهاكات التي تعرض لها المواطنين في إقليم دارفور جزء من ولايات السودان.

تقرير: التغيير

تشهد مواقف حركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاق سلام جوبا مع الحكومة السودانية تباين في مواقفها حول الحرب التي انطلقت شرارتها بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل من العام الماضي.

حيث أعلنت حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان بقيادة مصطفى تمبور تخليها عن الحياد وانحيازها للقوات المسلحة والقتال إلى جانبه.

فيما تمسكت حركة تجمع قوى تحرير السودان برئاسة الطاهر حجر وحركة جيش تحرير السودان المجلس الإنتقالي برئاسة الهادي إدريس، وحركة جيش تحرير السودان التحالف السوداني بقيادة حافظ عبد النبي، بالحياد وعدم الانحياز لأي طرف من الأطراف، إلا أن البعض يتهم تلك الحركات بعدم الحياد ويرون  أن موقفها أقرب إلى الدعم السريع من الجيش.

معركة مصيرية

من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة قتال شرس بين قوات الدعم السريع وحركات المسلحة التي ترفض الانتهاكات التي تعرض لها المواطنين في إقليم دارفور جزء من ولايات السودان.

وقالت مصادر عسكرية لـ (التغيير) إن الحركات المسلحة الموجودة في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غرب البلاد، ستدخل في مواجهة عنيفة مع الدعم السريع في الأيام القادمة. وأضافت: “أن الطرفي يحشد وقواته لهذه المواجهة المصيرية”.

وتابعت المصادر، أن السريع يواصل الحشد والتدريب في أكثر من موقع في دارفور، والحركات المسلحة تواصل التدريب والحشد في معسكرات للتدريب شرق البلاد مع الحدود الاتريترية.

محاصرة الفاشر

وشنت قوات الدعم السريع الخميس، هجوما على مدينة الفاشر وقع على أثره ضحايا من المدنيين، تصدت له حركات الكفاح المسلح بمعاونة طيران الجيش السوداني.

وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر من كل الاتجاهات بعد فرض سيطرتها على جميع الحاميات العسكرية التابعة لجيش السوداني، بعد سقوط الفرقة 16 نيالا بولاية جنوب دارفور، والتي تعد الحامية الأكبر لجيش السوداني في غرب البلاد، حيث استمر فيها القتال لأكثر من 7 أشهر انسحب على أثرها الجيش بعد انتهاء الإمداد العسكري.

تحذير أممي

وقالت  منظمة اليونيسيف إن تجدد القتال العنيف في الفاشر، خلال اليومين الماضيين أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين، وإلحاق أضرار بالبنية التحتية ونزوح واسع النطاق.

وأشارت إلى أن تصعيد النزاع سيكون كارثياً بالنسبة لـ 100.000 من النازحين الذين لجأوا إلى المدينة.

وذكرت أنها تلقت  تقارير عن تجنيد واسع النطاق للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 17 عامًا في صفوف الأطراف المتحاربة والجماعات المسلحة الأخرى في المدينة يعد تجنيد الأطفال واستخدامهم من قبل القوات المسلحة انتهاكًا خطيرًا لحقوق الطفل والقانون الإنساني الدولي.

وسبق أن حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من هجوم وشيك وواسع النطاق على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور من قبل قوات الدعم السريع.

وأبدت الخارجية الأميركية في بيان سابق من قلقها من الهجوم على حياة المواطنين وسلامتهم.

منذ أبريل، أودت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بحياة أكثر من 9000 شخص وأدت إلى نزوح أكثر من 5,6 ملايين.

حماية المواطنين

وأعلنت بعض الحركات المسلحة الدفاع عن مدينة الفاشر لحماية المواطنين، ويقول الناطق الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان بقيادة مناوي، الرائد أحمد حسين مصطفى، لـ (التغيير) إن حركات الكفاح المسلح أعلنت موقفا واضحا في بداية الصراع وهو موقف الحياد وعمل بكل قوة على حماية المدنيين وممتلكاتهم وذلك نسبة للفراغ الأمني الكبير الذي تركت الحرب وانتشار الجريمة والمجرمين بصورة كبيرة.

ويضيف: “بعد مرور سبعة أشهر أعلنت أغلبية حركات الكفاح المسلح فك الحياد وذلك نتيجة للإنتهاكات الخطيرة التي حدثت في بعض المدن في إقليم دارفور (نيالا، زالنجي والجنينة) من قبل مليشيات الدعم السريع وأيضا محاولة الهجوم على مدينة الفاشر”.

وتابع مصطفى، “مدينة الفاشر أصبح مركزا لإيواء النازحين والفارين من الحرب وهي الرئة التي يتنفس عليها شعب إقليم دارفور فكل السلعة والمواد الغذائية والمحروقات البترولية والأدوية تأتي عبر مدينة الفاشر وأي محاولة للهجوم عليها بمثابة الحكم بالإعدام على شعب إقليم دارفور”.

وأكد وجود إستهداف عرقي حدث عندما هاجم الدعم السريع على مدينة الجنينة ودفن الناس أحياء. ونبه إلى أن هذه الجرائم لم تحدث حتى في عهد الجاهلية الأولى وكلها موثقة ومشاهدة، وأيضا إستهداف بعض الأحياء في مدينة نيالا دون غيرها “.

ولفت الناطق العسكري إلى أن هذه الجرائم تدحض كل الشعارات التي يرفعها الدعم السريع، (التحول المدني والديقراطية)، وقال إنهم يتخبأون خلف هذه الشعارات لتمرير أجنداتهم،” على حد قوله “.

وأشار إلى أن انحيازهم للقتال بجانب الجيش وفك الحياد من أجل حماية المواطنين من حرب الوجودية”.

وقال: “نحن على إستعداد تام للتعاون مع الشيطان من أجل حماية المواطنين السودانيين في كل مدن وأرياف السودان”.

وقف الحرب

بدورها أعلنت الحركات الموقعة على الاتفاق الإطاري تمسكها بموقف الحياد وعد الانحياز لأي طرف من أطراف الحرب، ونادوا ضرورة إيقاف الحرب والقتال والتشريد، والجلوس في طاولة حوار يشمل جميع السودانيين عدا انصار النظام البائد.

وقلل عضو مجلس السيادة السوداني المقال الهادي إدريس يحيى من تصريحات بعض أطراف السلام التي أعلنت انخراطها في القتال إلى جانب الجيش ضد قوات الدعم السريع. وأكد إدريس لـ  (التغيير) التزام القيادات العسكرية في القوة المشتركة بالحياد.

واتفق الأمين العام لحركة العدل والمساواة أحمد تقد لسان ، مع إدريس وقال إنهم لم يدخلوا الحرب ولم يقاتلوا مع أي طرف من الأطراف.

والذي من ناحيته أكد لـ (التغيير) التزامهم القاطع باتفاق سلام جوبا، ووقف إطلاق النار.

وأوضح أنهم يسعون مع آخرين للوصول إلى حلول سلمية، ولعب دورا إيجابيا مع طرفي الصراع لوضع نهاية للماسأة الجارية الآن.

الاتفاق الإطاري

وبدوره يرى المختص في شؤون دارفور محمد تورشين، أن موقف الحركات المسلحة مرتبط ارتباطا وثيق بالاتقاف الاطاري.

وقال تورشين لـ (التغيير) إن الحركات الموقعة على الاتفاق كحركة تجمع تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر، والمجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس، والتحالف السوداني صنيعة الدعم السريع من الوهلة الأولى، والمؤتمر الذي تم من خلاله اختيار منصور أرباب رئيس، ومنصور لم يتفق مع الدعم السريع وتم عزله والاتيان بخميس أبكر.

وأن هذه الحركات بحسب ما ذكر من البداية كان موقفها واضحا، بأنها في تحالف مع الدعم السريع بشكل أو آخر ومتفقون حول الاتفاق الإطاري.

وأضاف تورشين: “هذا الأمر جعلها تعلن انها محايدة في ظاهر الأمر لكن في الحقيقة، عناصر تلك الحركات ظلت تقاتل مع الدعم السريع في كثير من المعارك؛ الأمر الآخر الحركات التي رفضت الاتفاق الاطاري كانت تقف مع الجيش السوداني كحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وحركة جيش تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي، وحركة مصطفى تمبور، بالإضافة لبعض فصائل تمازج باعتبار أن الفصائل الأخرى هي تقاتل مع الدعم السريع”.

إحداث توازن

وقال تورشين، إن الأمر أحدث شيء من التوازن، باعتبار أن الحركات إن لم تنحز للجيش لسيطر الدعم السريع على الفاشر.

ولفت إلى أن انحياز الحركات جعل الدعم السريع يعيد النظر على خطته لدخول للفاشر باعتبار أن ذلك سيسهم بشكل أو آخر في دخول الحركات المسلحة في مواجهات مباشرة معه، وهذه المسألة تداعياتها ستكون معقدة جدا باعتبار أن هنالك تارات وإشكاليات تاريخية فيما يتعلق بقبول الآخر.

وذلك وفقاً لما ذكر تورشين لأن الحركات المسلحة حواضنها كانت متهمة اتهام وثيق بدعمها لحركات الكفاح المسلح وهذه المسألة جعلت الحكومة تستخدم قوات الدعم السريع ومكونات رئيسة من الدعم السريع في مواجهة المدنيين، فهذه المسألة ما زالت عالقة في النفوس، لذلك من الأفضل عدم محاولة الهجوم على الفاشر.

وقال تورشين: “الدعم السريع من خلال خطاباته ظل يتبنى فكرة الحركات المسلحة وهي الدعوة إلى تغيير جذري، والدخول معها في مواجهات عسكرية سيخصم من الخطاب ويجعل الدعم السريع غير متسق مع خطاباته التي يتبناها لفكرة التهميش وإقامة دولة المواطنة، وهذه المسألة تجعل الدعم السريع يحاول البحث عن طوق لنجاة لأن الدعم السريع مرتكب جرائم عدة على مر التاريخ، وهذه الجرائم يسعى لتخلص منها بشكل أو آخر، والتنصل منها من خلال محاباة المشاريع الثورية المطلوبة أو محاباة القوى السياسية التي تحاول أن تجعله يتنصل ويتبران من كل الجرائم التي ارتكبها في الماضي وإبان هذه الحرب.

وتوقع تورشين أن يكون الدعم السريع حذر في التعاطي مع مسألة الحرب والدخول فيها بشكل مباشر لا سيما في الفاشر، وانحياز الحركات المسلحة أسهم في أمن مناطق الفاشر وما حولها استقرار نسبي وأمان فقدته الولايات الأخرى من الإقليم”.

عوامل داخلية وخارجية

فيما ذهب المحلل السياسي عبد الباسط الحاج، إلى أن الاصطفاف الذي حدث والتباين من قبل مجموعة اتفاق جوبا كان متوقعا وهذا مرتبطا بعوامل داخلية وعلاقات قادة الحركات بطرفي الحرب كما هنالك عوامل خارجية منها الدول المتورطة في دعم أحد طرفي النزاع في السودان.

ويقول الحاج لـ (التغيير)، رغم ذلك أجد مبررا لبعض الحركات التي أعلنت عدم حياديتها في مقاومة استهداف المدنيين وتدمير الممتلكات العامة والخاصة في دارفور وبالتحديد حدث ذلك بعد سيطر الدعم السريع على كل ولايات دارفور باستثناء الفاشر.

ويضيف: “عندما اتخذت هذه الحركات هذا الموقف المعلن وله مبرراته لأن كل المدن التي سيطر عليها الدعم السريع يقوم باستباحتها بالكامل ويمارس فيها انتهاكات صارخة ضد المدنيين ويدمر فيها المؤسسات بشكل متعمد مما يخالف قواعد وقوانين الحرب”.

وتابع: “من المسؤولية الأخلاقية لهذه الحركات أن تغادر موقع الحياد عندما يكون المدنيون مستهدفين وعندما تكون الأعيان المدنية مستباحة”.

ولفت الحاج إلى أن الحلقة الوحيدة التي تربط إقليم دارفور ببقية السودان الآن هي مدينة الفاشر والحفاظ عليها مهم للغاية بالمقارنة مع النموذج الذي سجلته قوات الدعم السريع عندما سيطرت على بقية المدن”.

وأوضح أن الفاشر تربط دولة ليبيا وتشاد بالسودان كمان أن سقوطها يعني الاضطراب الأمني سوف يصل إلى تلك المناطق بكل تأكيد وستكون دارفور بؤرة للإرهاب والإجرام المنظم بالكامل مع وجود البيئة التي توفرها قوات الدعم السريع.

الوسوماتفاق جوبا اقليم دارفور حرب الجيش والدعم السريع حركات الكفاح المسلح

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: اتفاق جوبا اقليم دارفور حرب الجيش والدعم السريع حركات الكفاح المسلح حرکات الکفاح المسلح قوات الدعم السریع جیش تحریر السودان الحرکات المسلحة حمایة المواطنین الدعم السریع فی مع الدعم السریع الجیش السودانی مدینة الفاشر إقلیم دارفور على مدینة من قبل إلى أن

إقرأ أيضاً:

قوات الدعم السريع السودانية تتفق مع حلفائها على تشكيل حكومة عبر ميثاق جديد

قال السياسيان السودانيان، الهادي إدريس، وإبراهيم الميرغني، إنّ: "قوات الدعم السريع ستوقع ميثاقا مع جماعات سياسية ومسلّحة متحالفة معها، مساء اليوم السبت"، مبرزين أنهم من بين الموقعين على الميثاق.

وأوضح السياسيان، لوكالة "رويترز" أنّ الميثاق يأتي من أجل: "تأسيس حكومة سلام ووحدة في الأراضي التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية".

وقال إدريس إنّ: "من بين الموقعين على الميثاق والدستور التأسيسي، عبد العزيز الحلو الذي يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي ولديه قوات في ولاية جنوب كردفان. ويطالب الحلو منذ فترة طويلة بأن يعتنق السودان العلمانية".

تجدر الإشارة إلى أن كينيا، قد استضافت المحادثات، خلال الأسبوع الماضي، مما أثار جُملة تنديدات من السودان وانتقادات داخلية في كينيا للرئيس وليام روتو، بسبب ما وصفه بـ"إدخال البلاد في صراع دبلوماسي".

وفي حرب مستمرة منذ ما يقرب من عامين، تسيطر قوات الدعم السريع على معظم منطقة دارفور بغرب البلاد، وعلى مساحات شاسعة من منطقة كردفان؛ فيما يتصدى لها الجيش السوداني في وسط البلاد، مندّدا في الوقت ذاته بتشكيل حكومة موازية.

وبحسب عدد من التقارير الإعلامية، فإنه: "من غير المتوقع أن تحظى مثل هذه الحكومة، والتي أثارت قلق الأمم المتحدة، باعتراف واسع النطاق. إذ يقول مقربون من الحكومة إن تشكيلها سوف يُعلن من داخل البلاد".

وفي السياق نفسه، كانت الولايات المتحدة، قد فرضت في وقت سابق من هذا العام، عقوبات على محمد حمدان دقلو المعروف بلقب "حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق، بما في ذلك الإبادة الجماعية.

إلى ذلك، اندلعت الحرب في السودان، عقب خلافات بين قوات الدعم السريع والجيش بخصوص ما يرتبط باندماجهما خلال مرحلة انتقالية، كانت تهدف للتحول إلى الحكم الديمقراطي، وهو ما تسبّب في تدمير مساحات شاسعة من البلاد ودفعت نصف السكان إلى أزمة معيشية صعبة، جرّاء المجاعة.

كذلك، تعيش السودان أزمة صحية طارئة، إذ أعلنت شبكة أطباء السودان، السبت، عن تسجيل 1197 إصابة بوباء الكوليرا، بينها 83 حالة وفاة في ولاية النيل الأبيض، المتواجدة في جنوبي السودان، وذلك خلال اليومين الماضيين.


وأوضحت الشبكة الطبية (غير حكومية)، عبر بيان لها: "تسبب الانتشار الواسع لمرض الكوليرا بولاية النيل الأبيض في وفاة 83 شخصا، فيما أصيب 1197 شخصا، تعافى منهم 259 شخصا حتى مساء أمس الجمعة، وغادروا مستشفى كوستي (حكومي) بولاية النيل الأبيض".

وأشار البيان نفسه إلى أن "الوضع الصحي بولاية النيل الأبيض كارثي بسبب تفشي الوباء"؛ فيما دعت شبكة أطباء السودان، السلطات الصحية في البلاد، لفتح عدد من المراكز بسبب ضيق المستشفيات.

وفي سياق متصل، كانت السلطات السودانية، قد أعلنت الأربعاء الماضي، عن مقتل 6 أشخاص من أسرة واحدة، وإصابة 3 آخرين، وذلك بقصف مدفعي نفّذته قوات الدعم السريع على مدينة أم درمان، المتواجدة غربي العاصمة الخرطوم.

وأوضحت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، في بيان، أن: "قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة جديدة في حق المدنيين باستهدافها الممنهج والمستمر للمواطنين المدنيين بمنطقة كرري بمدينة أم درمان غربي الخرطوم".

وبحسب البيان نفسه فإن: "القصف المدفعي الذي شنته اليوم أدى إلى وقوع مجزرة باستشهاد 6 أشخاص من أسرة واحدة، وإصابة 3 آخرين جراء وقوع القذائف داخل منزل الأسرة في حي الثورة بمنطقة كرري".

وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" منذ أيام، لصالح الجيش، بكل من ولايتي الوسط (الخرطوم والجزيرة) وولايتي الجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان) المتاخمة غربا لإقليم دارفور (5 ولايات).


إلى ذلك، تسيطر "الدعم السريع" على 4 ولايات فيه، بينما لم تمتد الحرب لشمال البلاد وشرقها. وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش السوداني يسيطر على 90 في المئة من "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و60 في المئة من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي وكذا المطار الدولي.

وقبل أيام قليلة، أفاد سكان وعاملون في القطاع الطبي بأن قوات الدعم السريع السودانية قد شنّت هجمات على مخيم زمزم للنازحين، الذي يعاني من أزمة مجاعة حادة، وذلك في إطار محاولات القوات العسكرية تعزيز سيطرتها على معقلها في دارفور، بينما تتكبد خسائر أمام الجيش في العاصمة الخرطوم.

ومنذ نيسان/ أبريل من عام 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حربا، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وذلك بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

مقالات مشابهة

  • السودان.. هل تستطيع قوات الصياد تجاوز كردفان ودق أبواب دارفور ؟
  • قوات الدعم السريع السودانية تتفق مع حلفائها على تشكيل حكومة عبر ميثاق جديد
  • القوى السياسية والمدنية السودانية خلال اجتماع أديس أبابا: ندين الجرائم التي ارتكبتها ميلشيا الدعم السريع
  • إتحاد عام جبال النوبة يؤكد دعمه ومساندته للقوات المسلح ويستنكر تحالف الحركة الشعبية مع مليشيا الدعم السريع
  • الدعم السريع ترقص في احتفال على الجماجم والأشلاء
  • هل تخلى الحلو عن مشروعه السياسي أم وجد ضالته في مشروع تقسيم البلاد
  • بالصور.. البرهان يستلم أسلحة وآليات عسكرية ومركبات قتالية ضخمة استولى عليها الجيش من الدعم السريع
  • محمد ناجي الأصم: حكومة الدعم السريع القادمة بلا مشروع
  • هل تسعى الدعم السريع لتقسيم البلاد؟
  • الأمم المتحدة تعلق على خطوة تشكيل الدعم السريع حكومة موازية وتحذر