كارثة سكب الزيت في مياه الخليج العربي كانت نتيجة جرائم صدام حسين، رئيس العراق السابق. وقد تسببت هذه الكارثة في تلويث الأجيال المستقبلية من أسماك الخليج، وقد أكد علماء البيئة ذلك، حتى وإن لم يقدموا تقارير رسمية بذلك. لذلك، تمت محاولات لتنظيف المياه الملوَّثة بالزيت سواء كانت بعيدة أو قريبة، وتم فرض حظر على الصيد في نطاق واسع، ممّا دفع الصيادين للبحث عن بدائل لكسب رزقهم.
وبعد ذلك، شاركت في ندوة عن البيئة والإعلام نظمتها وكالة الأنباء الكويتية (كونا). وفي إطار الندوة، قدم أحد المشاركين عينة من الماء الملوَّث زاعمًا أنها من أيام الكارثة. ولكنني اعترضت عليه بأن الماء الملوث قديم ويعود تاريخه إلى قبل عام، وبالتالي فإنه لا يمكن وجوده الآن. انتهى النقاش عند هذا الحد. في صباح اليوم التالي، هطلت أمطار غزيرة في وقت غير مناسب، ولكن الله يقول: “فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر”.
وإذا سألنا عن أثر التلوث البحري، سواء بالزيت النفطي بصفة خاصة، جاءنا الجواب من علماء البيئة أن الثديات هي أكثر عرضة للتلوث وهي عروس البحر وتعيش في مناطق مياه عذبة وتتكاثر فيها. وبعد ذلك، تتلوث بقية الأسماك التي يتناولها الإنسان. ومع الأسف، لا توجد إحصائية عن العدد التقريبي لهذه الأسماك مثل الشعور والجمبري. ولكن ما يطمئن الناس هو أن أسماك الخليج العربي نظيفة. وفي المقابل، لا يمكننا تجاهل تلوث أسماك البحر الأحمر الذي تعرض لتسرب الزيت قبل عدة سنوات.
نعم، هناك العديد من التقارير العلمية التي توثق تأثير تلوث الزيت على الأجيال المستقبلية من أسماك الخليج. تلك التقارير تستند على الدراسات البيئية والبحوث الميدانية التي تحلل تأثيرات تسرب الزيت على النظم البيئية البحرية والحياة البحرية.
تشير هذه التقارير إلى أن الزيت النفطي يمكن أن يتسبب في تلف الخلايا والأنسجة للأسماك والكائنات البحرية الأخرى، وقد يؤدي إلى مشاكل صحية متنوعة مثل تلف الجهاز التنفسي والجهاز العصبي والتأثير الهرموني. كما يمكن أن يتسبب في تعطيل تكاثر الأسماك وتأثيره على نمو الأجنة وتطورها.
ومن المهم أن نلاحظ أن الآثار الدقيقة لتلوث الزيت على الأجيال المستقبلية من الأسماك، قد تختلف بناءً على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الزيت الملوث وكميته ومدة التعرُّض ،ونوع الكائنات الحية المتأثرة والظروف البيئية المحيطة.
تلك التقارير العلمية التي تساهم في فهمنا الأفضل لتأثير تلوث الزيت على البيئة البحرية والحياة البحرية، وتوجه جهود الحفاظ على البيئة والتدابير الوقائية للحدّ من تسرب الزيت والتلوُّث النفطي في المستقبل.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الزیت على
إقرأ أيضاً:
انخفاض أسعار الزيت قريبًا | والاستعداد لـ حزمة اجتماعية جديدة .. بشرى للمواطنين بمناسبة رمضان
يشهد العالم في الفترة الأخيرة ، انخفاضًا ملحوظًا في أسعار العديد من السلع الأساسية، الأمر الذي يثير تساؤلات حول مدى انعكاس هذا التراجع على الأسعار داخل السوق المصرية.
تراجع في أسعار الزيوتفي ظل التغيرات الاقتصادية العالمية وتأثيرها المباشر على الأسواق المحلية، شهدت أسعار الزيوت العالمية انخفاضًا بنسبة 20%، ما أثار تساؤلات حول مدى انعكاس هذا التراجع على السوق المصري. ومع انخفاض أسعار بعض السلع الأساسية مثل السكر والأرز مقارنة بالعام الماضي، يبقى السؤال: هل ستشهد أسعار الزيت في مصر انخفاضًا قريبًا؟
ومن جانبه، أكد حازم المنوفي، عضو شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية، أن أسعار الزيوت في الأسواق العالمية انخفضت 20%، متمنيًا أن تنعكس هذه التغيرات على الأسعار في مصر خلال الفترة المقبلة. وأوضح المنوفي أن السوق المصري شهد انخفاضًا في أسعار بعض السلع مقارنة بالعام الماضي، ومن أبرزها:
السكر: حيث كان سعره في العام الماضي يصل إلى 50 جنيهًا للكيلوجرام، بينما يتراوح حاليًا بين 30 إلى 35 جنيهًا.الأرز: بلغ سعر الأرز العام الماضي نحو 40 جنيهًا للكيلوغرام، لكنه يتراوح حاليًا بين 27 إلى 35 جنيهًا.وأشار المنوفي، خلال تصريحات تليفزيونية، إلى أن الحكومة المصرية تتدخل لضبط الأسواق والحد من ارتفاع الأسعار من خلال استيراد السلع الأساسية عند الحاجة، حيث قامت الدولة العام الماضي باستيراد مليون طن من السكر للقضاء على أزمة ارتفاع الأسعار، كما تدخلت عندما شهدت أسعار البيض ارتفاعًا كبيرًا من خلال استيراد البيض التركي.
لماذا لم تنخفض أسعار الزيوت في مصر حتى الآن؟رغم انخفاض الأسعار عالميًا، أوضح المنوفي أن الزيوت في السوق المحلي لم تشهد انخفاضًا حتى الآن، مرجعًا ذلك إلى أن التجار قاموا بشراء كميات كبيرة من الزيوت بأسعار مرتفعة خلال الفترة الماضية. وبالتالي، فإن الأسعار لن تنخفض محليًا إلا بعد تصريف المخزون الحالي من الزيوت التي تم شراؤها سابقًا بأسعار مرتفعة.
ويرى الخبراء أن تأثير الانخفاض العالمي، لن يتأخر في الوصول إلى الأسواق المحلية، لا سيما مع توجه الدولة لدعم المواطنين بحزمة اجتماعية جديدة تهدف إلى تخفيف الأعباء الاقتصادية، خاصة مع اقتراب شهر رمضان.
النائب خالد عيشانخفاض أسعار الزيوت وحزمة اجتماعية جديدةوفي هذا السياق، قال النائب خالد عيش، ممثل عمال مصر بمجلس الشيوخ ورئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية، إن هناك حزمة اجتماعية جديدة سيتم الإعلان عنها قريبًا من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو ما سيساهم بشكل كبير في تخفيف الأعباء المعيشية على المواطنين، متوقعًا أن يرافقها انخفاض في الأسعار خلال الفترة المقبلة.
وأضاف عيش في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن أسعار الزيوت في الأسواق المحلية ستشهد انخفاضًا قريبًا، خاصة بعد التراجع الذي شهدته الأسعار عالميًا، مشيرًا إلى أن السوق المصري سوق حر، حيث تتحدد الأسعار بناءً على آليات العرض والطلب.
وأوضح أن أي تراجع في تكاليف التصنيع يؤدي بالضرورة إلى انخفاض أسعار المنتج النهائي، مما يجعل انخفاض أسعار الزيوت في مصر أمرًا مؤكدًا خلال الفترة المقبلة بإذن الله.
ويبقى السوق المصري متأثرًا بالتغيرات العالمية، ولكن هناك عوامل داخلية تلعب دورًا في تحديد الأسعار محليًا، مثل سياسات الاستيراد والمخزون التجاري.
وبينما تتدخل الدولة لضبط الأسواق عبر استيراد بعض السلع الأساسية، يظل المستهلكون في انتظار انعكاس انخفاض الأسعار العالمية على المنتجات المحلية، خاصة في قطاع الزيوت.