أعلنت مؤسسة دبي للمستقبل بالشراكة مع دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، عن إطلاق “برنامج مسرعات مستقبل العمل الحكومي” والذي يهدف إلى تصميم منهجية مستقبلية ومبتكرة تدعم الجهات الحكومية في دبي في ابتكار أساليب إبداعية في ممارسة العمل الحكومي، ومواكبة التحولات الحالية والمستقبلية بما يسهم بتعزيز ريادة دبي وجاهزيتها للمستقبل.

وعقد البرنامج الذي تشرف عليه “مسرعات دبي للمستقبل” اجتماعه الأول بمشاركة 13 جهة حكومية وذلك بهدف تبادل الخبرات والممارسات الناجحة بين فرق العمل الحكومية، والتعريف بأبرز التحديات الحالية والفرص المستقبلية، وتحديد أهم الأولويات التي يجب التركيز عليها خلال العمل على تطوير الأفكار والمشاريع ضمن مشاركتها في البرنامج.

– 3 محاور رئيسية.

ويركز “برنامج مسرعات مستقبل العمل الحكومي” على 3 محاور رئيسية تتمثل في توحيد الرؤى والجهود لدعم وتمكين المواهب في القطاع الحكومي، وفهم التحديات والتغيرات التي تؤثر بشكل رئيسي على أسلوب العمل الحكومي، واستشراف أهم التحديات المستقبلية في مجال إعداد الكفاءات الحكومية وطبيعة العمل.

ويتماشى إطلاق هذا البرنامج مع مستهدفات “أجندة دبي الاجتماعية 33” التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وخاصة في مجالات تعزيز منظومة الرفاه المجتمعي للعاملين في القطاع الحكومي، والتوازن بين العمل والحياة، والتماسك الأسري والمجتمعي.

وأكد سعادة عبد الله علي بن زايد الفلاسي مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، حرص الدائرة على استشراف مستقبل العمل الحكومي، والاستعداد للتعامل مع المتغيرات، ومواجهة التحديات بمرونة وسرعة وكفاءة ضمن أنظمة ونماذج عمل تتميز بالرشاقة المؤسسية، تماشياً مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، إذ يقول سموه: “رفع كفاءة الأداء في منظومة العمل الحكومي وتعزيز مستويات الجاهزية وتحويل التحديات إلى فرص يمثل منهجية راسخة في توجهات دولة الإمارات”.

وقال الفلاسي إن دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي تعمل على تعزيز التفكير المستقبلي والابتكار ورفع قدرات الموارد البشرية وإعادة تأهيلها لشغل وظائف المستقبل، وقيادة العمل الحكومي المستقبلي بكفاءة، بالاعتماد على الأتمتة، والرقمنة، والاستفادة من مهارات القرن الحادي والعشرين.

وأكد أن الدائرة تتعاون مع الجهات الحكومية في دبي لتطوير إستراتيجيات وخطط عمل متكاملة لمواكبة المتغيرات المستقبلية، وتمكين العاملين في القطاع الحكومي بمهارات المستقبل، ودفع عجلة التميز الحكومي، وتعزيز مكانة دبي الرائدة كواحدة من أكثر مدن العالم استعداداً للمستقبل.

من جهته أكد سعادة خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن إطلاق هذا البرنامج يسهم بشكل رئيسي في تسريع تطوير العمل الحكومي بإمارة دبي تنفيذاً لتوجيهات القيادة بأن تكون دبي الأفضل عالمياً في تبني ممارسات مبتكرة في قطاعها الحكومي تتماشى مع التسارع الهائل في مختلف مناحي الحياة وبما ينعكس على جودة الخدمات والأداء الحكومي بشكل عام.

وقال : “ستسهم مخرجات برنامج مسرعات مستقبل العمل الحكومي في تطوير استراتيجية مستقبلية شاملة ستحدد ملامح طبيعة وأسلوب العمل الحكومي خلال السنوات والعقود القادمة، وستشكل مرحلة جديدة في منظومة الاستشراف والتخطيط لمستقبل للقطاع الحكومي تركز في المقام الأول على مواكبة التحديات والتغيرات”.

– مجالات متنوعة.

وستنظم “مسرعات دبي للمستقبل” خلال الفترة المقبلة ورش عمل متخصصة واجتماعات لفرق العمل الحكومية المشاركة في “برنامج مسرعات مستقبل العمل الحكومي” للعمل بشكل مشترك على تحديد أهم التحديات والفرص في مجموعة متنوعة من المجالات بما في ذلك الأتمتة، والمواهب، والرقمنة، والتوازن بين الحياة والعمل، ومهارات القرن الحادي والعشرين، والأمن الوظيفي، وتطبيقات العمل عن بعد، ومستقبل التوظيف، والتشريعات، وغيرها.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: دائرة الموارد البشریة دبی للمستقبل

إقرأ أيضاً:

التحديات والفرص في تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي بالقطاعات الحكومية

مع تسارع تطويرات أنظمة الذكاء الاصطناعي تتسارع دائرة انتشار تطبيقاتها فـي حياتنا الخاصة والعامة والمهنية، وصار من اليسير على كل فرد منا أن يجعل من تطبيقات الذكاء الاصطناعي جزءا مهما من حياته، ولعلّ أقرب مثال استعمال معظم الناس لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل «شات جي بي تي» لأغراض متعددة تشمل أبسط المهام مثل البحث الذي سيقوّض من شعبية محركات بحث كبيرة مثل «جوجل»، وتبرز فـي هذا الشأن الفرص الرقمية الجديدة الناشئة والتحديات التي ستواجه منظومات رقمية أخرى مثل شركة «جوجل» فـي البحث عن سبل البقاء فـي بيئة رقمية منافسة لم تعد «جوجل» تملك فـيها صدارة التقدّم التقني، وهذا ما يوجهنا إلى أن نرى الأمور بمنظور أكثر شمولية يجمع بين البحث عن الفرص وبين مواجهة التحديات بوجود عنصر الحذر. رغم ما يعتري كبرى شركات التقنية مثل «جوجل» من تحديات، ولكنها تبذل جهدا موازيا لمواجهة كل التحديات التي تفرضها الثورة الرقمية وانفتاح فرصها للجميع، وهذا ما ينبغي أن ندركه نحن كذلك فـي محيط منظومتنا الحكومية التي تمثّل توجهاتنا الوطنية الرامية إلى تحقيق أفضل مستويات المعيشة والاستدامة.

سيجد بعضنا أن لا علاقة بين التنافس المحتدم فـي ثورة الذكاء الاصطناعي -خصوصا فـي نطاقه التجاري- وبين مطالبتنا لتوسيع دائرة تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي فـي القطاعات الحكومية، ولكن ثمّة علاقة تتصل بمفهوم الفرص والتحديات؛ فنحن أيضا نخوض منافسة إقليمية ودولية لا نعفـي أنفسنا منها وفق قواعد التنافس النزيه المتعلق بقطاع البحث العلمي والتنمية الاقتصادية والتطبيقات الرقمية، ويأتي الذكاء الاصطناعي -فـي حاضرنا الرقمي- باعتباره أحد أهم عناصر هذا التنافس الذي نرى فـيه الفرص الكثيرة وفـي الوقت نفسه نلحظ التحديات الكثيرة. بات من السهل أن نلمح فرص الاندماج مع تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحديد تطبيقاتها ومواضع استعمالاتها فـي قطاعاتنا الوطنية، ولكن بعين راصدة أخرى لا ينبغي أن نغفل عن التحديات المصاحبة لهذه الفرص؛ لنتجنب معضلات تمس الجانب الأمني والاستثماري -المالي-؛ فمجاراتنا لتطويرات الذكاء الاصطناعي حاجة ملحة لا مناص من خوض غمارها حال أننا قبلنا بأن نكون جزءا من هذا العالم الرقمي وبلوغ مستويات التقدّم العلمي والاقتصادي الذي تؤكد الدراسات أنه منوط بنجاح الدول فـي الجانب التقني والرقمي، وهذا ما يشمل التفوّق العسكري؛ فما تزال مقولة الرئيس الروسي «بوتين» تتردد حين قال إن الذكاء الاصطناعي ومن يملكه ويتقن استعماله سيكون معيار القوة للدول، ويعبّر هذا التصريح عن واقع لا ينبغي أن نغفله أبدا.

سبق أن تحدثنا عن الفرص الممكنة لأنظمة الذكاء الاصطناعي واستعمالاتها فـي قطاعاتنا الوطنية، وسبق أن رصدنا مسارنا الرقمي فـي تبنّي سلطنة عُمان لكثير من هذه الفرص منها ما يمكن تصنيفه بأنه من التطبيقات المتقدمة مثل تفعيل دور الذكاء الاصطناعي ليكون أحد أهم المشغلات فـي القمر الصناعي العُماني الذي أطلقته سلطنة عُمان بداية شهر نوفمبر الجاري، وما زلنا نرصد الكثير من الإنجازات الرقمية فـي المسار الرقمي العُماني الذي يأتي فـي صوره التدريبية والتطبيقية، ولكن يظل سؤال -فـي عقلي- ملازما مفاده: أفعلا أننا فـي مسار جيد نقتنص فـيه الفرص الرقمية ونعمل بكفاءة عالية فـي عملية تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي فـي كل قطاعاتنا، وأننا على وعي عالٍ بالتحديات المتوازية لهذه الفرص؟ ولكي أكون أكثر موضوعيا فـي الجواب مع احتفاظي بإعجابي بمسارنا الرقمي الحالي؛ فأجيب أننا نبذل جهودا كبيرة نشكر القائمين عليها، ولكن فـي ظل المنافسة الإقليمية والدولية سنحتاج أن نتخلّص من التواضع الرقمي وعدم الاكتفاء بهذه المستويات؛ فنحن أمام تحديات كثيرة، وستزيد مع كل صعود وتيرة التطويرات الرقمية والتنافس الذي يحصل بين الدول على الصعيد العلمي والتجاري والعسكري، وسنحتاج إلى مضاعفة دائرة التفعيل للذكاء الاصطناعي على صعيد واسع ووفق معايير وطنية محضة؛ فنحتاج أولا إلى توسيع رقعة البرامج الرقمية وخصوصا الذكاء الاصطناعي لتبدأ من الناحية المعرفـية عبر مناهجنا المدرسية بشكل عميق دون أن تقل درجة عن بقيّة العلوم الرئيسة، وكذلك فـي البرامج الجامعية -هذه إحدى التوصيات الرئيسة التي أفرزها المؤتمر الدولي الرابع «الاتصال والإعلام وثورة الذكاء الاصطناعي: الحاضر والمستقبل» الذي اختتمت أعماله الأسبوع المنصرم فـي جامعة السلطان قابوس-، وينبغي أن ندفع بالمؤسسات الوطنية الرقمية الناشئة -الصغيرة والمتوسطة- لتكون ضمن عملية هذا التحول الرقمي الشامل والتفعيل الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي؛ لتكون هذه دعوة لدعم هذه المؤسسات العُمانية ودعمها ومشاركتها مشروعات التحول الرقمي بشكل أكبر عبر منحهم فرص المساهمة المباشرة فـي تشغيل الأنظمة الرقمية، وذلك لعدة أسباب أولها وأهمها ضمان أمن البيانات؛ فأهل البيت أحرص من غيرهم على حفظ خصوصية البيت وحمايته من الأخطار، وتحقيق أهداف اقتصادية تضمن الحركة المالية فـي النطاق الداخلي، وتعزيز الخبرات الوطنية التي بوجود البرامج التعليمية الرقمية والممارسة العملية لتشغيل الأنظمة التقنية المتقدمة سنتمكن من صناعة جيل قادم لا يواجه تحديات تراجع الفرص الوظيفـية لصالح الذكاء الاصطناعي الذي سيأخذ فرصا مهنية من الإنسان -بدأنا نلحظه فـي حاضرنا- مثل الترجمة والتنسيق والتحليل بما فـيه تحليل الفحوصات الطبية والأشعة والبرمجة وتصميم البرامج ومواقع الإنترنت والمراقبات الأمنية والصناعية، وفـي مستقبل أبعد -فـي حدود لا يقل عن 20 عاما- ستختفـي وظائف -لصالح الذكاء الاصطناعي- مثل قيادة السيارات والحافلات والطائرات والسفن والمناصب الإدارية الكبرى بما فـيها الإدارات التنفـيذية. تتعدد الفرص فـي حاضرنا وعلينا أن نسابق الزمن فـي تعلمها وتعليمها وتأسيس جيل قادر على التفاعل معها ومواجهة تحديات تخص أمن البيانات، وحوكمة الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته، والتأقلم مع فرص مهنية أخرى مناسبة للإنسان تعيد تموضعه فـي سوق العمل دون أيّ تراجع فـي مواكبة الزحف الرقمي ودون أن يفقد الإنسان دوره المتجدد فـي الحياة. لا أجد أفضل من القطاعات الحكومية فـي توجيه هذه الرسالة للمسارعة فـي فهم هذه المتغيرات وضرورة تحديد الفرص الرقمية وصناعتها والأهم الوعي بالتحديات -التي ذكرناها آنفا- والاستعداد لمواجهتها؛ فنحن مع نهضتنا المتجددة نملك الإرادة والمقومات البشرية والمادية، وسننجح فـي عملية التفعيل الشامل للتحول الرقمي بإذن الله.

مقالات مشابهة

  • الجريسي.. شريكك الموثوق لحلول الموارد البشرية
  • المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنتي “سعسع” و “ميرون” بصليات صاروخية
  • بنك بوبيان يرعى ويُشارك في مؤتمر وحفل توزيع جوائز التميز في الموارد البشرية 2024
  • “اللغة والهوية” أداة اقتصادية لا تقل قوة وتأثيرًا عن الموارد الطبيعية.. المملكة “أنموذجًا”
  • المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات يختتم “برنامج التعليم التنفيذي في الاتصال الحكومي”
  • التحديات والفرص في تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي بالقطاعات الحكومية
  • “جمارك أبوظبي” ونظيرتها البرازيلية تطلقان المرحلة التجريبية لمشروع الممر التجاري الرقمي
  • «الموارد البشرية» تطلق حملة وطنية لتطوير المهارات.. مليون فرصة تدريبية بانتظار السعوديين
  • دائرة التمكين الحكومي – أبوظبي ودائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي تستضيفان «منتدى المشتريات» ضمن أسبوع أبوظبي للأعمال
  • “أون بلان” تنظم ورشة عمل لخريجي برنامج دبي للوسيط العقاري