يربط أهالي منطقة عسير في جنوب المملكة، أوقات زراعة محاصيلهم، بحركة ومطالع النجوم، إذ اشتهر مزارعوها منذ القدم سواءً في المرتفعات الجبلية أو في السهول التهامية، بالاعتماد على النجوم، من أجل اختيار المكان والزمان المناسبين لزراعة محاصيلهم الشتوية، وفق تكيف تلك المحاصيل مع ظروف الطقس والمناخ المتباينة في فصل الشتاء، للحصول على الجودة والوفرة.


وبحكم أن منطقة عسير، تتميز بتنوع ووفرة محاصيلها الزراعية الموسمية، في ظل ما حباها الله من تضاريس متباينة ومتميزة، عرفت هذه النجوم واشتهرت بمسميات مختلفة لديهم حتى اليوم، خاصة في فصل الشتاء البارد في المرتفعات والمعتدل في السهول.اعتماد القرانات لاختيار أوقات الزراعةوأوضح الباحث والمهتم بالتقويم الزراعي في منطقة عسير، الدكتور عبدالله علي الموسى قائلًا: "أن مزارعي المنطقة يعتمدون على القرانات "اقتران الثريا بالقمر" في اختيار الأوقات المناسبة للزراعة، بدءًا من قران سابع عشرة حتى قران ثالث، بحيث تشمل فصل الخريف المسمى في عرفهم "فصل الشتاء" مرورًا بفصل الشتاء المسمى في عرفهم "فصل الربيع"، حتى منتصف فصل الربيع المسمى في عرفهم "فصل الصيف"، حيث يعتمدون في زراعتهم وأوقاتهم الفلكية على هذه القرانات".نجوم فصل الشتاء وحسابها لدى المزارعينوفيما يتعلق بنجوم فصل الشتاء وخصائصها وحسابها لدى المزارعين في منطقة عسير، أكد الموسى أن اقتران الثريا بالقمر في الثالث عشرة من الشهر الهجري "قران الثالث عشرة"، يبدأ في السابع من ديسمبر من كل عام، وله من النجوم الإكليل والقلب، ومدته 26 يومًا، وبهذا الاقتران تبدأ المربعانية، بداية زراعة القمح وتعد لياليها أطول ليالي السنة.
أخبار متعلقة هل المخالفات المرورية تمنع السفر عبر جسر الملك فهد؟.. إليك التفاصيلأهم 8 خدمات مدشنة حديثًا بمنصة أبشر أعمالوتابع يقول: "أما قران حادي عشر، فهو اقتران الثريا بالهلال ليلة 11 من الشهر الهجري، ويبدأ في 2 يناير من كل شهر ميلادي، وله من النجوم نجما الشولة والنعائم، وعدد أيامه 26 يومًا، وهو أشد أشهر الشتاء برودة، وفيه تبدأ الأشجار اللوزية "الفركس، المشمش، اللوز، البخارة" بالإزهار، ويتم تقليمها قبل دخوله، وفيه تقلم أيضاً الأشجار متساقطة الأوراق، كالتين والعنب والرمان".
وتابع: "وفي قران تاسع تقترن الثريا بالقمر في اليوم التاسع الهجري، ويبدأ في 28 يناير، وله من النجوم نجما البلدة وسعد الذابح، وفي قران سابع يقترن الهلال بنجوم الثريا في اليوم السابع من الشهر الهجري، ويبدأ في 23 فبراير من كل شهر ميلادي، وعدد أيامه 26 يومًا، وله من الأنواء سعد بلع وسعد السعود، وفيه يبدأ ظهور الأوراق في الأشجار، وتبدأ كروم العنب في الطلع".تتبع حركة النجوم في زراعة المحاصيل الموسميةوخلال جولة في عددٍ من مزارع محافظات منطقة عسير، أكد المزارع حسين القحطاني من أهالي محافظة الحرجة جنوب المنطقة، اعتمادهم وبشكل كبير على تتبع حركة النجوم في زراعة محاصيلهم الموسمية، مشيراً إلى أن كل محافظة أو مركز أو قرية اشتهرت بعددٍ من الخبراء من كبار السن في هذا المجال، ممن تشربوا خبراتهم ومعلوماتهم ممن سبقوهم ومن خلال التجربة.
على الرغم من التطور الكبير في علم الزراعة والفلك واستخدام التقنيات والأجهزة الحديثة والمتطورة، إلا أنها لم تغنهم عن ممارسة هوايتهم في تتبع النجوم في كل فصول السنة.
أما في السهول التهامية في محافظة بارق، فأوضح المزارع محمد البارقي أن أشهر محاصيلهم الشتوية حبوب السمسم "الجلجلان ", وقال: إن اغلب المزارعين يحرصون على زراعته لفوائده الصحية والاقتصادية.
وللأهمية الغذائية منذ القدم، يتربع محصولا "البُر" و"الشعير" على قائمة المحاصيل الزراعية التي يحرص المزارعون على اختيار التوقيت المناسب لبذر حبوب هذه المحاصيل، تزامناً مع سقوط أمطار "الوسمي"، بحسب ما ذكره المزارع مفرح الوادعي، الذي يؤكد أن "الوسمي" يعد أفضل أيام زراعة البر والشعير، وفيها يكون المحصول جيداً، لأنه لا يتعرض للبرد القارس، مستذكراً في هذا الإطار أحد الأمثال الشعبية التي يتداولها المزارعون "من قدم البُر في أيام الذراعين ما ندم".

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: واس أبها منطقة عسير منطقة عسیر فصل الشتاء وله من

إقرأ أيضاً:

حريق بطاطا يلتهم أزيد من 8000 نخلة ويلحق خسائر فادحة في المحاصيل وهيئة تطالب بفتح تحقيق

 عبّر منتدى أفوس للديمقراطية وحقوق الإنسان عن تضامنه الكامل مع الساكنة والفلاحين المتضررين من الحريق الذي اندلع الخميس الماضي بواحة “إيمي أوكادير” بجماعة فم الحصن التابعة لإقليم طاطا، جهة سوس ماسة، والذي تسبب في خسائر فادحة في الممتلكات الفلاحية والغطاء النباتي، وفق ما أفادت به مصادر محلية.

حيث أتت النيران على مساحة تجاوزت 10 هكتارات، وأحرقت أكثر من 8000 نخلة، إلى جانب تدمير أكثر من 500 كومة من التبن، وكمية تزيد عن طنين من الحبوب، إضافة إلى زريبتين للماشية، وعدد من الأشجار المثمرة كالرمان والتين والبرتقال، فضلاً عن خسائر في المحاصيل الزراعية الموسمية.

وواجهت فرق التدخل والإنقاذ صعوبات كبيرة في السيطرة على الحريق، أبرزها غياب نقط الماء، وضعف صبيب ساقية إيمي أوكادير التي تبعد عن موقع الحادث بأكثر من كيلومترين، إلى جانب غياب المسالك المؤدية إلى موقع الحريق، وهو ما أعاق وصول آليات الوقاية المدنية، في وقت ساهمت فيه سرعة الرياح في تعقيد عملية الإخماد.

ودعا المنتدى إلى فتح تحقيق جدي تحت إشراف النيابة العامة لتحديد أسباب هذه الحرائق المتكررة التي تعرفها بعض واحات الإقليم، خاصة في منطقتي فم الحصن وتمنارت، كما طالب بإحصاء دقيق للخسائر، وإحداث آلية لتعويض الفلاحين ودعمهم في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الموسم الفلاحي الحالي.

كما شدد المنتدى على ضرورة تسريع إجراءات تنفيذ الاتفاقية الخاصة بحماية الواحات، والاعتماد على التشاور مع مختلف الفاعلين من أجل وضع خطة شاملة للاستجابة لمثل هذه الكوارث، بما في ذلك إنشاء ممرات وقائية داخل الواحات، وتنظيف الحقول المهجورة، وتعزيز الحراسة.

وفي جانب الوقاية، طالب المنتدى بتكوين مستمر للشباب المحلي في مجال التدخل خلال الطوارئ، مع توفير الوسائل اللوجستية اللازمة، ودعا إلى تعزيز إمكانيات الوقاية المدنية عبر دعم العنصر البشري وتجهيز المراكز بإقليم طاطا، إلى جانب إحداث وحدات متنقلة خاصة في مناطق تمنارت وتسينت.

ودعا المنتدى إلى تعبئة شاملة تشارك فيها السلطات المحلية، الجمعيات، الجماعات الترابية، والغرف الفلاحية، من أجل بلورة رؤية جماعية واستباقية للتصدي لظاهرة الحرائق التي تهدد استقرار وأمن واحات الجنوب المغربي.

مقالات مشابهة

  • أوقات العُمرة المُستحبة خلال العام .. تعرف عليها
  • وعد فأوفى.. نشأت الديهي يعلق على حضور الرئيس السيسي لعقد قران ابنة الشهيد مالك مهران
  • الرئيس السيسي الإنسان.. يفي بوعده ويحضر عقد قران ابنة الشهيد العميد مالك مهران | صور
  • الرئيس السيسي حضر عقد قران نجلته.. من هو الشهيد مالك مهران ؟
  • حريق بطاطا يلتهم أزيد من 8000 نخلة ويلحق خسائر فادحة في المحاصيل وهيئة تطالب بفتح تحقيق
  • الجوية الجزائرية تُطلق خطوط مباشرة جديدة خلال الشتاء المقبل
  • حالة طارئة من التقلبات الجوية.. أهم 10 نصائح للمزارعين لتجنب ضرر المحاصيل
  • العراق ثامن أكبر مستوردي المحاصيل الزراعية المصرية
  • أمير عسير يشيد ببطولة طالب أنقذ والدته
  • لري المحاصيل الشتوية في حمص وطرطوس… إطلاق المياه من سد تلحوش