بوابة الوفد:
2024-11-17@19:25:11 GMT

لم يتخيله السودان

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

لا أظن أن المحنة التى يتعرض لها السودان هذه الأيام قد سبقتها محنة مماثلة أو حتى شبيهة فى تاريخه منذ الاستقلال. 
وقد مرت المحنة بمراحل عدة منذ أن اشتعلت الحرب فى الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣، بين قوات الدعم السريع التى يقودها محمد حمدان دقلو، الشهير بحميدتي، وبين قوات الجيش التى يقودها الفريق عبد الفتاح البرهان.

 
مرت المحنة بمراحل متعددة، وكانت كل مرحلة منها أفدح من الأخرى، وتابعنا فى إحدى مراحلها كيف أن قوات الدعم السريع قد أفرجت عن أسرى عندها للجيش!، وهل هناك ما هو أفدح من أن يأسر مواطن سودانى يعمل لدى قوات الدعم السريع مواطنًا سودانيًا مثله يخدم فى الجيش؟. كنا نتصور وقت الإفراج عن أسرى الجيش أن هذا هو ذروة المأساة، فإذا بنا أمام ذروة أخرى لم تكن على بالنا. 
هذه الذروة تستطيع أن تراها مُتجلية فى تصريح أطلقه مالك عقار، نائب الفريق البرهان، فى السادس والعشرين من يناير! قال مالك عقار إنه طلب من قواته، أى قوات الجيش، تحرير مدينة ود مدنى عاصمة ولاية الجزيرة الواقعة فى وسط البلاد، وهى مدينة مهمة من حيث موقعها، ويعتبرها السودانيون: صُرة السودان! 
تحرير ود مدنى ممن؟ إن التصريح يوحى للوهلة الأولى وكأن عدوًا قد غزا المدينة فاستولى عليها، وأصبح على جيش البلاد أن يحررها من الاحتلال!.. أو كأن قوات معادية قد أغارت على ود مدنى فعسكرت فيها واحتلتها! 
لم يحدث هذا ولا ذاك طبعًا، وكل ما فى الأمر أن دقلو دخلها بقواته واستولى عليها، ثم طرد منها قوات الجيش، فلم يجد أهلها مفرًا من الخروج والنزوح إلى مدينة سودانية أخرى لا تكون قد وقعت فى قبضة "الاحتلال" بعد! 
ليس هذا وفقط، ولكن سودانيين مدنيين كانوا قد نزحوا إليها من مناطق الحرب، فلما دخلتها قوات الدعم السريع كان عليهم أن ينزحوا للمرة الثانية، وأن يفروا إلى أى مكان آخر، وأن يكونوا والحال هكذا كالمستجير من الرمضاء بالنار. 
بقى أن نقول إن تحرير ود مدنى لن يكون من قوات غازية، ولكنه تحرير لها من قوات سودانية، وإن السودان قد جاء عليه وقت وقعت فيه مدن بكاملها فى قبضة سودانيين لا محتلين أجانب، وإن الجيش قد وجد نفسه مضطرًا إلى أن يخوض حرب تحرير من نوع لم يعرفه السودان من قبل، ولا كان يتخيل أنه سيعرفه! 
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سليمان جودة خط أحمر المحنة السودان محمد حمدان قوات الجيش قوات الدعم السریع ود مدنى

إقرأ أيضاً:

تجدد الإشتباكات بين الجيش والدعم السريع في العاصمة الخرطوم

 

تجددت المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم اليوم الجمعة، حيث استهدفت قوات الجيش مواقع تابعة للدعم السريع في شمال بحري ومنطقة المقرن، مع تصاعد دوي القصف والانفجارات، كما استهدفت طائرات الجيش السوداني مواقع تابعة للدعم السريع جنوب الخرطوم.

الخرطوم ــ التغيير

وفي ولاية الجزيرة، أصدرت «مؤتمر الجزيرة» بيانًا اليوم الجمعة، أعلن فيه عن هجوم نفذته قوات الدعم السريع على قرية التومسة جنوب الولاية، ما أسفر عن مقتل 14 شخصًا، بينهم طفل في الثالثة من عمره، إضافة إلى إصابة 16 آخرين، بينهم العديد من المدنيين.

وفي جنوب دارفور، أكدت وزارة الصحة تسجيل 293 حالة وفاة بين الأطفال بسبب سوء التغذية خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2024. وقد استقبلت مراكز العلاج 42,202 طفلًا، وجرى علاج 21,715 منهم، ما يعكس تغطية بنسبة 82%، مع تسجيل نسبة وفيات بلغت 7% حسب معايير منظمة الصحة العالمية.

الوسوماشتباكات الجيش الخرطوم الدعم السريع

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع جيش وطني لا جنيدي ولا عطوي
  • حركة تحرير الجزيرة السودانية تتوعد بالانتقام من الدعم السريع
  • وسائل إعلام تكشف علاقة قوات الدعم السريع بالكيان الصهيوني
  • السودان: قوات الدعم السريع تغتال المدرب واللاعب الدولي السابق ياسر الحاج
  • اتهامات جديدة لـالدعم السريع بقتل مدنيين في الجزيرة السودانية
  • تجدد الإشتباكات بين الجيش والدعم السريع في العاصمة الخرطوم
  • باحث علاقات دولية: إسرائيل تمد قوات الدعم السريع بأسلحة ومعدات التجسس
  • إطلاق سراح شباب من أبيي بعد دفع فدية لقوات الدعم السريع
  • عقب اجتياحها بواسطة قوات الدعم السريع وفرض الحصار عليها .. تعرف على مدينة الهلالية
  • سفير السودان بالدوحة يعرض انتهاكات الدعم السريع ويشيد بقطر