قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين على مشارف الصدور... والمستشار القانوني للكنيسة القبطية لـ"البوابة" :نضع اللمسات الأخيرة
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
تمر الأعوام ومازال المتضررين ومنكوبي الأحوال الشخصية من أقباط مصر في انتظار إقرار قانون جديد عادل للأسرة المسيحية؛ ليكون لهم طوق نجاة ويخلصهم من أزماتهم بعيداً عن الأبواب الخلفية للتحايل على القانون، او الطرق الملتوية التي يصحبها الكثير من الأزمات الدينية والأخلاقية.
وتفاقمت أزمة قانون الأحوال الشخصية خلال العقد الأخير؛ فعلى مدار العام نرى حالات لا تُعد ولا تحصى من المتضررين من قانون الأحوال يظهرون على مواقع التواصل الاجتماعي يشتكون من أوضاعهم معبرين عن أوجاعهم، وقلة حيلتهم غير الألاف من الحالات المنتظرين على أبواب المجلس الملي؛ لتصبح الصداع المزمن في رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ومن المنتظر أن ينهي القانون أزمة الطلاق والزواج الثاني للأقباط وذلك بعد مناقشات ومباحثات واجتماعات دامت لما يقرب من 10 سنوات، خاصة بعد التوجيهات المكثفة من قبل الدولة بإصدار قانون جديد للأحوال الشخصية يشمل الجميع يهدف إلى الحافظ على الأسرة المصرية المسيحية والإسلامية منها، ليضمن حقوق وواجبات جميع الأطراف؛ فيقول الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، في عيد الأم من العام الماضي، أن هدف قانون الأحوال الشخصية هو حماية الأسرة والأبناء، متابعاً أن كل صاحب قضية سيكون له وجهة نظر مختلفة ويدافع عنها بشدة، منوها إلى أنه لا أحد له مصلحة في أن يكون الصوت ضد الموضوعية والتوزان.
وبشكل عام كل طائفة في المجتمع لها قانونها الخاص وذلك عملاً بالمادة الثالثة من الدستور المصري التي تنص على (مبادئ شرائع المصريين من المسيحيين واليهود المصدر الرئيسي للتشريعات المنظِّمة لأحوالهم الشخصية، وشئونهم الدينية، واختيار قياداتهم الروحية)؛ وبذلك صارت الكنيسة المتمثلة في المجمع المقدس وبرئاسة بطريركها لديها الحق في إصدار التشريع اللازم لإدارة شئون الأحوال الشخصية للأقباط.
ومن حين لأخر ترتفع الآمال لدى الأقباط حول قرب الانتهاء من القانون معتقدين أنه قد وصل لمحطته الأخيرة، ومن ثم يجدوا لا شيء على أرض الواقع، ليصلوا إلى مرحلة اليأس وفقدان الأمل بسبب تأخر صدور القانون.
وعلمت "البوابة" عن طريق مصادرها الخاصة، أن القانون على مشارف الخروج إلى النور؛ مما دفعنا إلى التواصل مع المستشار منصف سليمان، المستشار القانوني للكنيسة القبطية، وممثل الكنسية في هذا الملف، ليبادر بالقول:
ليس لدي الكثير لأقوله حول ذلك الأمر، فغير مسموح لي بالحديث عن قانون الأحوال الشخصية، كل ما أستطيع أن أقوله أنه الآن يوضع له اللمسات الأخيرة في وزارة العدل، وسيخرج قريباً، وأوضح نقطة واحدة فقط، أن القانون يشمل ما يقرب من 80 مادة يجمع بين الأسرة المسيحية والإسلامية، مؤكداً أن هدف القانون بشكل عام هو الحفاظ على تماسك الأسرة المصرية.
جذور الأزمة
ظهر في القرن الـ 13 وبالتحديد سنة 1235م في عهد البابا كيرلس الثالث، اول قوانين مكتوبة ومنظمة تم جمعها في كتاب واحد وصاغها وكتبها "صفى الدولة ابن العسال" وهو أشهر كاتب قبطي جمع قوانين الكنيسة واطلق عليها "المجموع الصفوي لابن العسال" وهذه القوانين نظمت قوانين الاكليروس كما نظمت قوانين الأحوال الشخصية للعلمانيين وكانت تسمح بالطلاق لعدة أسباب غير الزنا.
وظلت تستخدم هذه القوانين حتى عام 1937م وكانت كلها تسمح بالطلاق لأسباب مختلفة غير علة الزنا، إلى أن قام بعد ذلك المجلس الملي المنتخب من الشعب القبطي والمجمع المقدس "مجمع الرهبان والبطريرك" والشعب القبطي بالموافقة على نص قوانين لائحة أطلق عليها (لائحة 38) وذلك في عهد البطرك الأنبا يؤانس ١٩، وكانت قد وضعت قوانين متكاملة للأقباط الأرثوذكس بما في ذلك الزواج والطلاق والبني والميراث وحددت 8 أسباب رئيسية للطلاق في المسيحية بالإضافة لعلة الزنا وذكروا جميعاً في الباب الثاني من قانون الأحوال الشخصية تحت عنوان (في فسخ الجواز)
وهم كالاتي:
1 - زنا أحد الطرفين (المادة 50)
2 - إذا خرج أحد الزوجين من الدين المسيحي يجوز للطرف الأخر أن يطلب الطلاق (المادة 51)
3 - إذا غاب أحد الزوجين خمس سنوات متوالية. (المادة 52)
4 - الحكم على أحد الزوجين بالأشغال الشاقة او السجن لمدة 7 سنوات فأكثر (المادة 53)
5 - إذا أصيب أحد الزوجين بجنون او مرض معدِ يهدد سلامة الطرف الأخر، إذا كان قد مر ثلاثة سنوات على الجنون او المرض وإذا ثبت أنه غير قابل للشفاء (المادة 54)
6- إذا اعتدى أحد الزوجين على حياة الأخر، او اعتداء جسيماً يعرض صحته للخطر، يجوز للطرف المجني عليه أن يطلب الطلاق (المادة 55)
7 - إذا ساء سلوك أحد الطرفين وفسدت أخلاقه، ولم يجد في إصلاحه توبيخ الرئيس الديني ونصائحه، فللطرف الأخر حق الطلاق (المادة 56)
8- يجوز طلب الطلاق إذا أساء أحد الزوجين معاشرة الأخر، او أخل بوجباته، مما أدى إلى النفور بينهم وافتراقهما عن بعضهما لمدة ثلاث سنوات متوالية. (المادة 57)
9 - يجوز الطلاق في حالة ترهبن أحد الطرفين او كلاهما معاً (المادة 58)
وبعد اعتلاء البابا شنودة الثالث الكرسي المرقسي في عام 1971م، ولم تمر أسابيع ليعلن رفضه لأحكام، مؤكداً أنه لن يكون طلاق إلا لعلة الزنا، وتحدى القوانين الخاصة بلائحة 38 وقام بالسعي لإلغاء القانون ولكن واجهة رفض من قبل القضاء والدولة المصرية، وظل العمل بلائحة 38 القديمة، إلى أن تقدم الكنيسة القبطية بمسودة تعديل القانون القديم في عام 2008م وتم الموافقة عليه من قبل وزارة العدل.
وبذلك قد تم إلغاء جميع الحالات الأخرى وأبقى البابا شنودة على حالتين فقط وهما الزنا وتغير الديانة؛ ليصدر البابا شنودة قانون جديد، مضيفاً أنه يعتبر في حكم الزني كل عمل يدل علي الخيانة الزوجية لأي من الزوجين، كما في الأحوال التالية:
هروب الزوجة مع رجل غريب ليس من محارمها أو مبيتها معه بدون علم زوجها أو إذنه بغير مقتضي، وكذلك مبيت زوج مع أخري ليست من محارمه، او ظهور دلائل أو أوراق صادرة من أحد الزوجين لشخص غريب تدل على وجود علاقة آثمة بينهما، وجود رجل غريب مع الزوجة بحالة مريبة أو وجود امرأة غريبة مع الزوج في حالة مريبة، او تحريض الزوج زوجته على ارتكاب الزني أو على ممارسة الفجور في علاقته بها، او إذا حبلت الزوجة في فترة يستحيل معها اتصال زوجها بها.
وترتب على ذلك القانون توالي الأزمات في حيث شكل عائقاً كبيراً أمام أطراف الأسرة الراغبة في الانفصال؛ فإذا كان زوجك مدمناً، او يعاني من مرض نفسي، او يتعرض لزوجته بالضرب مما يعرض حياتها للخطر او ما إلى ذلك من المشكلات، وذلك بالطبع ينطبق أيضاً المشكلات التي تواجه الجوز؛ فالطرف المتضرر هنا ليس له سوى طرق محدودة وضيقة للتخلص من هذا العناء أما ان يغير ملته ويدفع عشرات الالاف ويكون تحت رحمة مافيا تغير الملة، او يختصر الطريق ويغير دينه، وظهر حديثاً خلال السنوات الماضية ظاهرة ثالثة وهى الزواج العرفي بين المسيحيين كحل أخر، وفي الحالة الأخرى حتى المتمثلة في علة الزنى فسيواجه الطرف المتضرر صعوبة بالغة في إثبات ذلك، لذلك يمثل القانون الجديد طوق نجاة للكثيرين.
من جهته يقول العقيد السابق هاني عزت مؤسس رابطة منكوبي الأحوال الشخصية لـ"البوابة": أولا، يجب ان نوضح بالتوثيق انه صدرت اللائحة ٣٨ من المجلس الملى للكنيسة الأرثوذكسية في عهد البطرك الأنبا يؤانس ١٩ وتم نشرها في مجلة الكرمة المتحدثة باسم الكنيسة وقتها وبعد إلغاء محاكم التفتيش عام ١٩٥٥ سلمت الكنيسة للدولة ما تحكم به داخلها ولُقبت بقانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين وكان البابا كيرلس السادس يلقبها بلائحة الرحمة، وبعد الخلافات التي وصلت ذروتها بين قداسة البابا شنودة والرئيس السادات وخاصة بعد وضع المادة الثانية في الدستور أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع فتحفظ البابا شنودة وخشى ان يطبق على الاقباط ما هو مخالف لشريعتهم، وأؤكد ولأول مرة ان البابا شنودة عندما سلمت الكنيسة الارثوذكسية قانونها عام ١٩٨٠م كان يوجد مادة الفرقة الثلاث سنوات متصلة واعتبارها أنها زنى حكمي واكد عليها نيافة الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمي وقتها حتى لا يقع احد الطرفين في خطية الزنى يجب تطبيق هذا السبب للتطليق.
وتابع، لذلك بعد ان ظل القانون حبيس الادراج في البرلمان منذ عام ١٩٨٠ صدرت لائحة ٢٠٠٨ التي أغلقت جميع طرق الخلاص والنجاة حيث اقتصرت على الزنا الفعلي وتغيير الدين ومنذ ذلك التشريع الذى من وجهة نظري مجحف جداً وتفاقمت الأزمة الى وصلت الأعداد للمصلوبين على أبواب الكنيسة من منكوبي الأحوال الشخصية الى ٣٠٠ألف حالة وهذا العدد تم توثيقه في مقابلتي للمستشار إبراهيم الهنيدي وزير العدالة الانتقالية عام ٢٠١٥، لذلك اتجهت الحاجة الملحة ليتم تشريع قانون مواكب لمعطيات العصر الحالي كما قال بولس الرسول جددوا اذهانكم، وبعد سنوات طويلة منذ عام ٢٠١٤ وقت ان وجهت القيادة السياسية جميع الطوائف بالاستقرار على قانون موحد للأحوال الشخصية كما كان يريد البابا شنودة بل ويجب ان يصدر أيضا قانون للأحوال الشخصية للمسلمين في نفس التوقيت حتى تكتمل المنظومة.
وأكمل، ولا أخفى سرا على مدار سنوات سابقة توجد وعود سواء من داخل الكنيسة او خارجها او من السيد وزير العدل شخصياً وحتى الآن جميع الأبواب لا تزال مغلقة، لذلك كان يجب تأسيس رابطة لمنكوبي الأحوال الشخصية والمصلوبين على أبواب الكنيسة وكانت الأولى وستظل منفردة بذلك لأننا بإذن ربنا نجحنا في التواصل مع معالى المستشار وزير العدالة الانتقالية ورئاسة الجمهورية وقداسة والبابا تواضروس شخصياً الذى أعتبره أبو الإصلاح لهذه المنظومة في هذا العصر، شاهدت بنفسي سوء المعاملة للمتضررين داخل المجلس الإكليريكي وقت أن كان في العباسية والكيل بمكيالين واشياء أخرى كثيرة الحكمة تستدعى الصمت عنها حاليا، لذلك كان قرار تقسيم مجلس العباسية الى ٦ مجالس بقرار صائب وسليم من قداسة البابا الحالي.
وأختتم عزت بالقول: أدى التشدد والتمسك بالحرف الذى يقتل وليس الرحمة بعد صدور لائحة ٢٠٠٨ الى ظهور مافيا تغيير الملة والتي وصل سعر الشهادة ٤٠٠٠ دولار وظهور طوائف ليس لها أساس او قرار جمهوري بإنشائها وسنتصدى لها بكل قوة بعد صدور القانون بإذن الله، كذلك تم رصد حالات من الزواج العرفي لبعض المتضررين بصورة غير طبيعية، وإن القانون الجديد قد يحل اكثر من ٨٠% من المشاكل اذا تم صدوره بصورة عادلة وملزمة وخاصة بعد إضافة أسباب للتطليق مثل الإدمان والإساءة الجسدية والشذوذ وغيرها لن يستقيم وطن الا باستقرار الأسرة المصرية الأسرة المسيحية جزء اصيل منه.
بينما يقول المستشار شريف رسمي: لقد عانى منكوبي الأحوال الشخصية معاناة رهيبة، منذ 2008 إلى الآن، فهناك مثلاً فئة حصلت حق الطلاق قبل صدور قانون 2008، ولم يحصلوا على تصريح للزواج الثاني، وفي ظل ارتفاع معدلات المشاكل الزوجية التي وصلت في بعض الأحيان إلى جرائم، ظهرت الفئة الثانية، وهي التي تريد الحصول على حق الطلاق، ومع بنود ذلك القانون يمثل صعوبة كبيرة؛ فبدأ المتضررين في البحث عن حلول مثل تغير الملة، وقد يكون هناك شخصاً حتى من كثرة المشاكل يدعي على نفسه أنه قد زنى، او يتهم أحد الزوجين زنى الأخر، من أجل الحصول على حق الطلاق، وذلك لاعتبار الزنى هو السبب الوحيد للطلاق، ولم نقف عند هنا فحسب بال اتجه البعض لتغير الدين بالكامل، والحديث عن المافيا التي تبيع شهادات تغير الملة، فانهم قد جنوا المليارات من الأموال من تلك الطريقة، ولكن حتى في هذه الحالة هناك من لا يستطيع أن يشتري تلك الشهادات "فهيعملوا أي المساكين دول"، ولذلك يمثل صدور قانون جديد موحداً حلاً لتلك الأزمة وذلك على اعتبار أنه يشمل بعض الحلول مثل لائحة 38.
وتابع، على الرغم من أننا ننادي بخروج ذلك القانون الجديد الذين يناقشوه من 2014م، إلى أننا كعلمانيين او كرجال قانون لا نعرف شيء عنه إلى تلك اللحظة، قد يتسرب لنا مسودات صغيرة عن أسباب الطلاق وخلافه، ولكن القانون إلى الآن لم يناقش وهذا يُعد عواراً، بمعنى أني كرجل علماني او كرجل قانوني لا أعلم شيء عن قانون من المفترض أنه سيطبق ويناقش في البرلمان "فهذا شيء أغرب من الغرابة"، وانا من وجهة نظري أرفض ذلك القانون؛ فكان الأفضل من تطبيق قانون جديد وننتظر كل تلك السنوات أن نلغي قانون 2008 ونرجع إلى لائحة 38، التي هي سارية بالفعل الآن ماعدا التغير الذي طرأ على أسباب بطلان الجواز، وهى لائحة ممتازة جداً وأفضل 100 مرة؛ فتتكلم عن كل ما يخص الأحوال الشخصية في المسيحية من أول الخطبة إلى الجواز وصولاً للبطلان، والتبني والميراث كل شيء، وللعلم نحن الطائفة الوحيدة التي لديه تلك المشاكل فالكاثوليك والبروتستانت والروم والسريان جميعهم يسيرون بشكل جيد بلوائحهم إلى نحن، والذي أعلمه أن لائحة 38 قد عادت بنسبة 90% في القانون الجديد؛ لكنهم قاموا بالتفرقة بين البطلان والطلاق والتطليق.
وسألناه حول إذا كان سيتعارض القانون الجديد مع تعاليم المسيح؛ فقال: بالعكس تماماً فالقانون الجديد مستوحى من لائحة 38 كما قولنا وتلك اللائحة في الأساس مستوحاه من الكتاب المقدس وقوانين الكنيسة، وكنيستنا تشتهر بأنها قد حافظت على تراثها والتعاليم التي استلمتها من الآباء الرسل.
وأختتم رسمي بالقول:" فالحديث على قصة الطلاق فيمكننا أن نقرأ قوانين البابا غبريال الثاني البابا الـ70 من بابوات الكنيسة، في الفصل 87، فيقول: "قد يجوز لها الطلاق إذا أقامت البينة برجلين او ثلاثة أي استشهدت أن زوجها ضربها بغير ذنب، وصنع بها منها الصنيعة مثل أدخل في بيتها زانية او سحر او سرقة او فجور او أخذ عليها امرأة او سارية "عبدة"، او ضربة بخشبة او ضربة برجله، فإن كان فعل شيئاً من هذا وحلفوا عليه "الشهود" توجب طلاقها"، ويقول أيضاً :"إن تزوج رجل بامرأة وعرض لها وجع في بدنها من بعد أن تزوج بها مثل الجزام او البرث وغير ذلك، مما يتوجب طرقها إن هو قرر تركها فعليه أن يعطيها مهرها وجهازها"، وهناك أيضاً قوانين غيرها للبابا كيرلس الثالث مثل بطلان الزواج في حالة الرهبنة او فرقة أحد الزوجين لمدة ثلاثة سنوات... وكل تلك الأسباب هي غير علة الزنى، والخلاصة الذين أريد أن أقولها إن الذي يرى أن هذا القانون يعارض تعاليم المسيح "يبقى غلطان" فنحن كنيسة قديمة محافظة نأخذ تعاليمنا من الأباء والكتاب المقدس سوياً.
وخصص المفكر القبطي م. عزيز فصل كامل في كتابه "بيريسترويكا الكنيسة" سرد من خلاله أبعاد تلك الأزمة ولذلك سألناه عن رؤيته، وقال:
أزمة الأحوال الشخصية للمسيحيين بمصر هي أزمة مزمنة للافتقار إلي شجاعة إصدار القانون وتجاهل مصالح المسيحيين وترحيل المشكلات عهداً بعد عهد دون حل مطلقا ودون اكتراث بحياة الناس.
وفي كتابي أثبت من واقع آيات عديدة في الكتاب المقدس أن المعني الحرفي للزني ليس هو فقط ذات الفعل كما يظن الكثيرون ولكن الزني بمعناه الكتابي الواسع هو " خيانة العهد "، وعندما خان بني إسرائيل عهدهم مع الله وصف خيانتهم بالزني.. فكانت خيانة العهد هي الزني وعلى ذلك فخيانة عهد الزواج هي الزني وهذه الخيانة لها صور عديدة أحدها ذات الفعل.. فلم يعد ذات الفعل وحده هو الزني ولكن كل فعل يخون عهد الزواج هو زني فمعاملة الزوج الوحشية لزوجته زني.. واستعباد الزوجة وسحق كرامتها زني.. وكسر وصايا الزواج الخمس التي يتلوها الكاهن في اكليل الزواج زني.. وهكذا يكون ذلك هو الزني المستوجب الطلاق.
وتابع، معاناة منكوبي الأحوال الشخصية لا تحتمل فإذا أرادت زوجة يعذبها زوجها التطليق منه قد تظل أكثر من 15 عاماً أو العمر كله دون الحصول على التطليق بسبب تعقيدات قانون الأحوال الشخصية الحالي خاصة الإصرار على أن التطليق ليس لسبب إلا الزني بمعناه الضيق جدا باعتباره فقط ذات الفعل بينما عهد الزواج مكسور منذ البداية والتطليق مستحق من أول لحظة.. وذلك معناه ضياع حياة هذه الزوجة وتوقفها تماما طيلة هذه السنوات في انتظار التطليق.
وذلك ما حدا بالناس للبحث عن طرق أسرع للخلاص؛ منها تغيير الملة للتسريع بالطلاق ودفع مبالغ كبيرة ليست في المتناول لتيسير الإجراءات؛ وما يصاحب ذلك من عذاب شديد.. وقد يصل الأمر بالكثيرين إلى الخروج نهائياً من الدين المسيحي للحصول على التطليق لاختلاف الديانة وبذلك يتم الخروج نهائياً من عذاب قانون الأحوال الشخصية المسيحي بجموده الحالي وتعقيداته التي تؤذي الناس أذية كبيرة، ولقد سجلت الإحصائيات خروج حوالي أكثر من مليون شخص من الديانة المسيحية في حبرية البابا شنودة الثالث للهروب من تعنته الشديد في تضييق لائحة الأحوال الشخصية للأقباط الأرثوذكس.
وأختتم عزيز بالقول: أري أن الذين لجأوا من منكوبي الأحوال الشخصية إلي حلول مثل تغيير الملة أو أي طرق ملتوية للتخلص من تعنت قانون الأحوال الشخصية ؛ وصمم المسئولين عنه دون تعديله بما يحقق روح القانون وليس حرفيته، أري أنهم محقون فيما يذهبون إليه لأن من الحماقة أن يضيع الإنسان عمره في انتظار ما لا يجيء؛ بينما توجد طرق بديلة مهما كانت يمكنه من خلالها أن يتحرر ليبدأ حياته من جديد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ارثوذكس الأحوال الشخصية الأحوال الشخصية للمسيحيين الارثوذكس البابا شنودة الطلاق المستشار القانوني قانون الأحوال الشخصیة القانون الجدید البابا شنودة أحد الزوجین ذلک القانون قانون جدید إلى أن
إقرأ أيضاً:
إقرار قانون الإجراءات الجنائية.. حصاد مجلس النواب 27 – 29 أبريل
أسبوع تاريخي لمجلس النواب، وافق خلاله المجلس نهائياً على مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد بعد إشادات من الحكومة ونقابة المحامين وممثلي مجلس القضاء الأعلى والنيابة العامة ومجلس الدولة والمجلس القومي لحقوق الإنسان وأساتذة الجامعات بأن القانون يمثل طفرة في منظومة العدالة الجنائية في مصر وينافس أقوى التشريعات الدولية المقارنة لما تضمنه من تفعيل حقيقي لضمانات الحقوق والحريات، كما أشادوا بانفتاح المجلس على كافة الآراء وما اتسمت به مناقشات مشروع القانون في جميع مراحله من دقة وتأن غير مسبوق.
ووافق المجلس نهائياً على مشروع قانون بإنشاء قاعدة بيانات الرقم القومى الموحد للعقارات لحوكمة الثروة العقارية وتسهيل التعامل الرقمي عليها بما يسهم في تنقية السوق العقاري من العديد من التحديات التي يواجهها وأهمها وضع سجلات دقيقة بحصر الثروة العقارية.
كما وافق المجلس نهائياً على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم 198 لسنة 2024 بإصدار قانون الثروة المعدنية، لتحويل الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية إلى هيئة عامة اقتصادية لتعظيم العوائد الاقتصادية لقطاع التعدين.
ووافق المجلس نهائياً على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم ١١٣ لسنة ١٩٨٣ بإنشاء الهيئة القومية للأنفاق، للتخفيف من الأعباء على خزانة الدولة وتعظيم الدخل وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
والمجلس يحيل مشروعي القانونين المقدمين من الحكومة بشأن الإيجارات القديمة إلى اللجان المختصة، ويكلف اللجان المختصة بعقد حوار مجتمعي موسع للاستماع إلى جميع الآراء حول مسألة الإيجار القديم وإتاحة الفرصة كاملة للملاك والمستأجرين للتعبير عن آرائهم ومواقفهم بمنتهى الوضوح، ورئيس المجلس يطمئن الجميع بأن هذا القانون لن يخرج من المجلس إلا بصيغة تشريعية متوازنة تضمن حقوق طرفي العلاقة الإيجارية وتحقيق العدالة بينهما.
وفي إطار الدور الفاعل للدبلوماسية البرلمانية، أكد المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس المجلس خلال استقبال لاسلو كوفير رئيس برلمان المجر على العلاقات الوثيقة والتاريخية المتميزة التي تجمع بين البلدين، كما شدد على موقف مصر الراسخ إزاء استمرار العدوان على غزة، مؤكداً على ضرورة العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار وبدء التفاوض على المرحلة الثانية منه، ونفاذ المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، ودعم خطة "التعافي المبكر وإعادة الإعمار".
الجلسات العامة
*جلسة الأحد 27/4/2025*
فى مستهل الجلسة العامة نيابةً عن المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب هنأ المستشار أحمد سعد الدين وكيل أول مجلس النواب.. الشعب المصرى بمناسبة ذكرى عيد تحرير سيناء، مؤكداً أن هذه المناسبة الوطنية هى رمز للصمود والانتصار العظيم، وتجسيد لقوة الإرادة المصـريـة فى حماية أرضها وصون كرامتها كما يتجدد العهد فى هذا اليوم أيضاً لشهدائنا الأبطال على التزامنا بمواصلة جهود البناء والتنمية للوصول إلى مستقبل أفضل لمصر وتحقيق المكانة التى تليق بها بين دول العالم تحت قيادة الرئيس عبد الــفتاح السيسي.
أعلن رئيس الجلسة أن مجلس النواب تلقي رسالة من وزير الداخلية يخطره فيها بوفاة النائب الراحل سعداوي راغب ضيف الله، عضو المجلس عن القائمة الوطنية الموحدة لمنطقة غرب الدلتا، والتي (تضم محافظات البحيرة والإسكندرية)، والتي وافته المنية قبل أيام معلناً خلو مقعده، مطالباً النواب بالوقوف دقيقة حداداً... ومن جانبهم نعى العديد من النواب النائب الراحل، مؤكدين أنه كان يتسم بسمو الأخلاق والتفاني في أداء دوره التشريعي والرقابي.
وافق المجلس على "مجموع مواد" مشروع قانون مقدم من الحكومة بإنشاء قاعدة بيانات الرقم القومى الموحد للعقارات، مع تأجيل أخذ الرأى النهائى عليه لجلسة قادمة.
يهدف مشروع القانون إلى إنشاء قاعدة بيانات قومية موحدة ومركزية لكافة أنواع العقارات، حيث يُتاح من خلال مكونات هذا الرقم القومي الموحد تحديد تصنيف دقيق للملكية العقارية، وتحديد اشتراطات البناء والترخيص، ورصد المخالفات الخاصة بكل عقار، وتحديد الضريبة العقارية واجبة التحصيل، والوقوف على بيانات الاستهلاك من المرافق الأساسية كالمياه والغاز والكهرباء، وضبط التقسيم الإداري لكل جهة ولاية، حيث سيتم إعداد منصة معلوماتية تشمل كل التفاصيل الفنية والقانونية والإدارية المتعلقة بالعقار وأي تصرفات تتم عليه.
خلال المناقشات أكد النواب أن هذا المشروع بقانون يمثل إضافة فى دعم الثروة العقارية بمصر ويضبطها، ويسهم فى تنقية العقارات من مشاكل عديدة من خلال إنشاء قاعدة بيانات مركزية متكاملة للعقارات من خلال منح كل عقار رقماً قومياً لا يتكرر بما يسهم في تجاوز المشكلات التي تعاني منها منظومة العقارات التقليدية، والتي تتجلى في تعدد مصادر البيانات وتضارب المعلومات وكثرة النزاعات حول الملكية وصعوبة تتبع التعاملات العقارية أو حصر أملاك الدولة والأفراد بدقة.
وأكدت الحكومة أن المواطن لن يتحمل أية أعباء جديدة عند تطبيق القانون فالهدف هو إنشاء قاعدة بيانات جديدة يمكن تحديثها وتطويرها لتنمية السوق العقارية وأن مشروع القانون يأتى اتساقاً مع توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي فيما يخص تحول الجمهورية الجديدة نحو التحول الرقمي حيث يستهدف حوكمة وضبط الثروة العقارية، مؤكدين أن مشروع القانون الجديد يحمي المواطنين من حالات النصب التى كانت تحدث فى ذلك الملف بالإضافة الى تعظيم الاستفادة من الملف العقارى وتصدير المنتجات العقارية للخارج، وتابع أن الوزارة حالياً بصدد إنشاء وحدة بهيئة المجتمعات العمرانية لتنظيم السوق العقارى وإنشاء منصة عقارية جديدة.
وافق المجلس على قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم (96) لسنة 2025 بشأن الموافقة على الخطابات المتبادلة لتنفيذ مشروع تعزيز القدرات التكنولوجية بين حكومة جمهورية مصر العربية وحكومة جمهورية كوريا.
تهدف الاتفاقية إلى تعزيز القدرات التعليمية، والمساهمة فى تنفيذ وتشغيل جامعة مستقر ومستدام على المدى الطويل من خلال خطة رئيسية متوسطة إلى طويلة الأجل فى جامعة بنى سويف التكنولوجية، وتفعيل منظومة التعاون بين الجامعة والصناعة لتعزيز منظومة الجامعة التكنولوجية المنشأة حديثاً، وتحسين قابلية توظيف الخريجات من خلال تعزيز الدعم للطالبات بهدف تعزيز التمكين الاقتصادى للخريجات ومشاركتهن فى سوق العمل... وخلال المناقشات أكد النواب أهمية الاتفاقية لربط الخريجين بسوق العمل وتمكين الخريجين اقتصادياً في إطار تحقيق طفرة كبيرة في مجال التعليم التكنولوجي وزيادة فرص التحاق الشباب بالقطاعات الصناعية.
*جلسة الإثنين 28/4/2025*
أحال المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، في بداية الجلسة العامة للمجلس قرارين جمهوريين باتفاقيتين دوليتين، ومشروع قانون مُقدم من الحكومة بتنظيم إصدار الفتوى الشرعية، إلى اللجان النوعية المختصة، لدراستها وإعداد تقارير بشأنها.
وافق المجلس على "مجموع مواد" مشروع قانون مقدم من النائب/ محمد إسماعيل (وأكثر من عُشر عدد أعضاء المجلس) بتعديل بعض أحكام القانون رقم (198) لسنة 2014 بإصدار قانون الثروة المعدنية، مع تأجيل أخذ الرأى النهائى عليه لجلسة قادمة.
يهدف مشروع القانون إلى تحويل الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية إلى هيئة عامة اقتصادية وذلك لاستقلالية القرار المالي والإداري للهيئة مما يدعم عمليات تطوير قطاع التعدين، وتعظيم العوائد الاقتصادية للقطاع، ووضع نظام قانوني متكامل على غرار التنظيم القانوني للهيئة العامة للبترول، مما يحقق الاستغلال الأمثل لقطاع التعدين في مصر.
شهدت الجلسة إشادة كبيرة من الأغلبية والمعارضة بمشروع القانون، وتوجيه الشكر والتقدير للحكومة علي استمرار التعاون والتكامل مع مجلس النواب إعلاءً للصالح العام، لافتين إلى أن قيام وزير البترول والثروة المعدنية بسحب مشروع القانون المقدم منه لوزارة العدل فى ذات الشأن هو مثال واضح على التعاون والتنسيق المتبادل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، بما يؤكد على النهج التشاركي الجديد في العمل التشريعي حيث يعكس إدراك الحكومة لدور النواب في اقتراح الحلول والتشريعات لصالح الوطن، وأوضح النواب أن مشروع القانون يأتى متوافقاً مع المادة (32) من الدستور والتي تنص على "أن الموارد الطبيعية للدولة ملك للشعب" حيث ألزمت تلك المادة الدولة بالمحافظة عليها وتنميتها، مؤكدين أنه يمثل خطوة كبيرة لصالح الاقتصاد القومي وتحسين الاستثمار والاستغلال الأمثل للثروات والموارد الطبيعية، وطالب النواب بتعظيم مشاركة القطاع الخاص فى مجال التعدين بما يقلل من فاتورة الواردات وتخفيض الانفاق من العملة الصعبة وأكدوا أن الاستثمار فى قطاع التعدين يخلق المزيد من فرص العمل الجديدة لتقليل البطالة
، مشيرين إلى أن تحول الهيئة العامة للثروة المعدنية من هيئة خدمية إلى هيئة اقتصادية ليس الهدف منه تحقيق أرباح فقط وإنما تحقيق المفهوم الشامل للهيئة الاقتصادية فى دعم وتنمية الاقتصاد الوطنى.
وفى ختام المناقشات ألقى المستشار الدكتور حنفي جبالي كلمة أشاد فيها بمشروع القانون في إطار دعم جهود الدولة المصرية لتعزيز منظومة استغلال مواردها الطبيعية وتحقيق الاستخدام الأمثل لها بما يواكب تطلعات التنمية المستدامة ويسهم في بناء اقتصاد وطني قادر على مواجهة التحديات وذلك من خلال تطوير قدرات وامكانيات الهيئة القائمة على الإشراف على قطاع الثروة المعدنية وتحويلها إلى هيئة اقتصادية، ويسهم في جذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية وتحقيق أعلى عائد اقتصادي للدولة، وأكد رئيس المجلس أن هذا المشروع يبرهن على روح التعاون والتكامل بين سلطات الدولة المختلفة، مشيراً إلى أن مشروع القانون أعد بمبادرة من النائب محمد إسماعيل ثم تبنته الحكومة وأجرت مناقشات جادة بشأنه بكل حيدة وتجرد انتهاء بالموافقة على مشروع القانون، لافتاً إلى إعداد مشروع القانون بما يعكس الحرص المشترك لكل من السلطتين التشريعية والتنفيذية على تحقيق المصلحة العامة ودعم مسيرة التنمية الوطنية من خلال تعزيز الاستغلال الأمثل لمواردنا الطبيعية بما يسهم في تحقيق تطلعات وطننا الغالي نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً.
وفى تعقيبه حرص المستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي على توجيه الشكر لرئيس مجلس النواب على متابعته وإدراجه لمشروع القانون في جدول أعمال الجلسة وكذلك حرصه على ما سماه "الذوق التشريعي" متابعاً أن ذلك المصطلح يعني أننا نقوم بعمل قوانين بسيطة ومفهومة ومجمعة وليس قوانين مجزأة، مضيفاً أن التشريعات متقنة ومتنوعة في كل القطاعات وأن مجلس النواب تحمل في قوانين الإجراءات الجنائية والعمل والمسئولية الطبية أعباء كثيرة تم مواجهتها برباطة جأش، مؤكداً أنه بموجب مشروع القانون محل النقاش سيكون للهيئة العامة للثروة المعدنية حق التوسع فى الاستثمارات والتوجه لتصدير المعادن والخامات فى شكل منتجات صناعية بدلاً من الاكتفاء باستخراج المعادن وتصديرها فى صورة خامات بما يعود بعائد اقتصادى جيد على الدولة المصرية، وشدد على عدم وجود تداخل بين تعديل قانون هيئة الثروة المعدنية مع قانونى البيئة والمحميات الطبيعية.
وفى معرض كلمته وجه المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية التحية لمجلس النواب على دوره التشريعي ودعم خطط قطاعى البترول والثروة المعدنية، وأشار الوزير إلى التكامل المستمر بين مجلس النواب وكافة مؤسسات الدولة، وأكد الوزير أن تعديل القانون وتحويل الهيئة العامة للثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية يساهم في تحقيق زيادة مساهمة القطاع التعديني إلى 6% في الناتج المحلي الإجمالي كاشفاً عن وضع استراتيجية للنهوض بقطاع التعدين لجذب الاستثمارات من خلال عمل مزايدات في المعادن وتحديث قطاع التعدين مع كبرى الشركات العالمية، وكشف الوزير أن النتائج المستهدفة من تحويل الهيئة إلى هيئة اقتصادية هى تحديث الهيئة لتكون كياناً مستقلاً وتوجهها نحو العالمية لتكون مصر مركزاً إقليمياً في قطاع التعدين فى مواجهة التحديات الاقتصادية الكبرى.
وافق المجلس على طلب الحكومة بإعادة المداولة فى عدد من مواد مشروع قانون الاجراءات الجنائية، وأكد المستشار عدنان فنجرى وزير العدل أن طلب الحكومة إعادة المداولة فى هذه المواد لضبط الصياغات لتسهيل التنفيذ وإزالة أي معوقات قد تعترض سبيل تطبيق القانون، وقد حظيت كل المواد المتضمنة في طلب إعادة المداولة على موافقة المجلس، مع تأجيل أخذ الرأى النهائى لجلسة قادمة.
وفي ختام مناقشات مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد ألقى المستشار الدكتور حنفي جبالي كلمةً وجه فيها الشكر والتقدير لجميع النواب وأعضاء اللجنة المشتركة على جهودهم خلال المناقشات كما توجه بالشكر للحكومة ممثلة فى وزيرى الشئون النيابية والقانونية والعدل على روح التعاون والتنسيق من أجل إنجاح مشروع القانون مؤكداً أن مقترحات إعادة المداولة فى بعض المواد المقدمة من وزير العدل خير شاهد على ذلك والتي ساهمت في ضبط صياغة وتحسين المشروع تحقيقاً للصالح العام.
وافق المجلس على "مجموع مواد" مشروع القانون المقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام القانون رقم ١١٣ لسنة ١٩٨٣ بإنشاء الهيئة القومية للأنفاق، مع تأجيل أخذ الرأى النهائي عليه لجلسة قادمة.
يهدف مشروع القانون إلى إنهاء التخصيص المقرر للمنفعة العامة عن كافة أملاك الهيئة غير التشغيلية وإعادة تخصيص هذه الأصول والأراضي للهيئة القومية للأنفاق لاستغلالها بذاتها أو عن طريق أي من شركاتها في المشروعات الاستثمارية، التي تستهدف تنمية مواردها وزيادتها وإدراج العائد الناتج عن هذا الاستغلال ضمن إيرادات الهيئة، بما يمكن الهيئة من سداد مديونياتها وتطوير مرفقها التشغيلي الحيوي الذي يخدم الوطن والمواطن، ورفع العبء الذي تتحمله الخزانة العامة للدولة عن هذا المرفق والنهوض به إلى المستوى الذي يمكنه من صب عوائده بخزانة الدولة.
خلال المناقشات أشاد النواب بمشروع القانون، مؤكدين أنه يأتى فى إطار التخفيف من الأعباء على خزانة الدولة مما كانت تتحمله من أعباء مالية كبيرة لتعويض خسائر بعض الهيئات الاقتصادية، كما أكدوا دعمهم الكامل لاستغلال الأصول التى تمتلكها الهيئات والشركات وكل الجهات بالدولة طالما سينتج عن ذلك تعظيم الدخل وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، وطالب النواب بالحفاظ علي أسعار تلك الخدمات دون زيادات وكذلك الحفاظ علي ملكية تلك الأصول للدولة، لافتين إلى أن تطوير هيئة مترو الأنفاق وتحقيق الاستقلال المالي لها وتقليل اعتمادها علي الحكومة يمَّكن الهيئة من استغلال أصولها من الأراضي غير المستخدمة أو المباني غير المستغلة لتحقيق موارد مالية إضافية كما يمكنها من تحصيل حقوقها بشكل سريع وفعال بما يحافظ على أموالها وكفاءة الخدمات التى تقدمها.
وافق المجلس على قرار رئيس الجمهورية رقم (116) لسنة ٢٠٢٥ بشأن الموافقة على "ملحق رقم (١) لاتفاق التعاون بشأن دراسة الجدوى لإعادة تأهيل الخط الثاني لمترو أنفاق القاهرة" بين حكومة جمهورية مصر العربية وبنك الاستثمار الأوروبي.
خلال المناقشات أكد النواب أهمية الاتفاق، لافتين إلى أن إعادة تأهيل الخط الثاني من مترو أنفاق القاهرة يسهم في إدخال تحديث لنظم التشغيل والإشارات التي باتت متهالكة منذ ٢٥ عاماً بدون تطوير بالإضافة إلى رفع كفاءة بعض الأنظمة مثل التكييف والتهوية والصرف والمصاعد وهندسة السكة، وهو ما يدعم تلبية متطلبات القدرة الاستيعابية لعدد الركاب المستفيدين منها في السنوات القادمة فضلاً عن تمديد العمر المتوقع للنظام لمدة 25 سنة إضافية.
*جلسة الثلاثاء 29/4/2025*
أحال المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، فى بداية الجلسة العامة مشروع قانون مقدماً من الحكومة بتعديل قانون الإيجار القديم، إلى لجنة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، لدراسته وإعداد تقرير بشأنه... وكلف المستشار الدكتور حنفي جبالي اللجنة المشتركة بإجراء حوار مجتمعي حول مشروعي القانونين للاستماع إلى رؤى جميع الجهات ذات الصلة بهما وكذا آراء أساتذة القانون المدني والخبراء كما حرص رئيس مجلس النواب على تكليف اللجنة بإتاحة الفرصة كاملة للملاك المستأجرين للتعبير عن آرائهم ومواقفهم تجاه مشروعي القانونين بمنتهى الوضوح والشفافية، وبعث برسالة طمأنة للمواطنين قائلاً: هذا القانون لن يخرج من المجلس إلا بصيغة تشريعية متوازنة تضمن حقوق طرفي العلاقة الإيجارية وتحقق العدالة بينهما.
وافق المجلس "نهائياً" وقوفاً على مشروع قانون الإجراءات الجنائية.
وأشاد المتحدثون من النواب ومختلفي الانتماءات الحزبية والمستقلين، والوزراء المعنيين، وكذلك ممثلو الجهات ذات الصلة بشأن مشروع القانون، مؤكدين أن مجلس النواب تصدى بكل قوة ومسئولية لهذا المشروع بقانون الذى يمثل انجازاً تشريعياً بالغ الأهمية لتحقيق العدالة الجنائية الناجزة كما يعكس توازناً دقيقاً بين حماية المجتمع وضمان حقوق المتهمين وفق مبادئ تحترم حقوق الإنسان وتصون كرامته فى إطار حرص الدولة المصرية على تطوير بنيتها التشريعية بما يتوافق مع المعايير الدولية، مع الحرص على تغليب المصلحة العامة وحقوق وحريات المواطنين انطلاقاً من دور المجلس كمؤسسة تشريعية ودستورية تحمل المسئولية الوطنية الكاملة.
فى كلمته وصف عبد الحليم علام نقيب المحامين مشروع القانون بأنه خطوة مهمة على طريق الجمهورية الجديدة، مشيداً بتمسك مجلس النواب بالدستور أثناء مناقشة وإعداد مشروع القانون وإتاحة الفرصة لنقابة المحامين لتكون شريكاً أساسياً في كل مراحل إعداده وهو أمر غير مسبوق، وثمن نقيب المحامين دعوة رئيس مجلس النواب للحوار المجتمعي وادارته الرشيدة للمناقشات للوصول إلى قانون متكامل يتوخى الأسس الدستورية التي يقوم عليها صون كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية.
من جانبه أكد المستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي أن مبادرة مجلس النواب فى مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية وتبني مجلس الوزراء للمشروع المعد من اللجنة الفرعية هى خطوة شجاعة موجهاً الشكر لرئيس مجلس النواب على المتابعة الكاملة لاجتماعات اللجنة الفرعية واللجنة المشتركة بخبرته التى كان لها أثرها البالغ في انجاز القانون، واصفاً مشروع القانون بأنه استجابة تشريعية موفقة وصادقة للاستحقاقات والضمانات الدستورية، وثمن الأسلوب الذى اتبعه المجلس فى تقسيم مناقشات مشروع القانون حرصاً على جدية ودقة العمل التشريعي، مشدداً على أن التاريخ سيسطر للمجلس ما قام به من إضافة لتاريخ القضاء المصري العظيم... كما وصف المستشار عدنان فنجري وزير العدل إنجاز قانون الإجراءات الجنائية بأنه حدث عظيم يحافظ على الحقوق الدستورية ويحقق أمن واستقرار المجتمع، مؤكداً خضوعه للتأني والتدقيق خلال الدراسة والإعداد، وأكد أن خروج القانون وفق القواعد الحالية غير مسبوق ونقلة حضارية تتفق مع مكانة مصر.
ألقى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس المجلس كلمةً بمناسبة التصويت النهائي على مشروع قانون الإجراءات الجنائية، أكد فيها أننا بعون الله وتوفيقه نسطر اليوم صفحة جديدة من صفحات سجل التشريع المصري العريق بعد عقود ممتدة؛ قد طال الجمود التشريعي مجال الإجراءات الجنائية، حاولت خلال تلك العقود جهود عدة أن تصوغ لمصر قانوناً حديثاً يليق بمكانتها وطموحات شعبها، لكنها تعثرت مراراً، واليوم يحسب لمجلس النواب الحالي أنه قد اقتحم، بعزيمة صادقة، قلاع هذا الجمود، وحطم بكل جرأة، قيود التعطيل والانغلاق، ونفخ روح التغيير، بكل إيمان، في نصوص هرمت، فأحياها فتية؛ تواكب نبض العصر وتستجيب لحاجات المجتمع. واليوم، بحمد الله، قد بلغنا موعد ميلاد قانون جديد للإجراءات الجنائية.
وتابع رئيس المجلس أن تعامل مجلس النواب مع هذا المشروع "استثنائي"، ولعل من أبرز مظاهره تشكيل لجنة فرعية؛ في سابقة برلمانية فريدة، ضمت في عضويتها خبراء قانونيين بارزين؛ فتحولت اجتماعاتها إلى ورش عمل نابضة بالحيوية، وانفتحت أبواب النقاش الصادق، فعالجت أدق الإشكاليات وأعقد القضايا.
وأكد رئيس مجلس النواب أنه انطلاقاً من الوفاء لأهل العطاء، لا يفوتني في هذا المقام أن أبدأ بما هو أوجب، فأتوجه بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى قائد مسيرة الوطن، الرئيس عبد الفتاح السيسي، فقد كانت إرادته السياسية الصلبة، ورؤيته الثاقبة، من بين الدوافع الحقيقية لفتح هذا الملف، الذي طال انتظاره، إيماناً منه بأن دولة القانون هي الركيزة الأساسية لبناء الأوطان ونهضتها، وأن العدالة هي السياج الحامي لمقدرات الشعوب وطموحاتها، كما توجه بالشكر للسيد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، الذي كان ــ وما زال ــ داعماً مخلصاً لمواقف مجلس النواب سيما التشريعية منها، ومؤمناً بأن الصالح العام فوق كل اعتبار، فلم يدخر جهداً في دعم كل مبادرة برلمانية ترسي قواعد الدولة الحديثة، كما أشاد بالمستشار عدنان فنجري وزير العدل والذي أضفي حضور سيادته شخصياً لكل جلسات مناقشة مشروع القانون طابعاً من الالتزام والإخلاص، وهو ليس بغريب على سيادته، فقد أثرى المناقشات من خلال تعقيباته حول فلسفة النصوص وبيان مقاصدها، مما عزز الفهم المشترك وقرب وجهات النظر؛ مستنداً في ذلك إلى خبرة قانونية رفيعة المستوى، ووجه رئيس المجلس الشكر للسيد المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، لما بذله من جهود حثيثة في رحاب المناقشات، فكان صوت الحكمة، ولسان العقل، وبنى جسراً متيناً تتلاقى عليه الإرادة الشعبية مع السلطة التنفيذية.
وفى ختام كلمته أكد رئيس المجلس أن هذا القانون، كغيره من صنائع البشر، يظل قابلاً للتطوير والتقويم مع تطور حاجات المجتمع ومسيرة الزمن، وقد راعينا الله في كل خطوة خطوناها، وأخلصنا النية وبذلنا وسع جهدنا، وأدينا الأمانة، لا نبتغي إلا وجه ربنا الكريم، ولم نكتب حرفاً إلا ابتغاء إصلاح، ولم نتخذ موقفاً إلا رغبة في إنصاف، ولم نعقد عزماً إلا نصرةً للحق وعدلاً بين الناس.
وافق المجلس "نهائياً" على مشروع قانون مقدم من الحكومة بإنشاء قاعدة بيانات الرقم القومى الموحد للعقارات.
وافق المجلس "نهائياً" على مشروع قانون مقدم من النائب/ محمد إسماعيل (وأكثر من عُشر عدد أعضاء المجلس) بتعديل بعض أحكام القانون رقم (198) لسنة 2014 بإصدار قانون الثروة المعدنية.
وافق المجلس "نهائياً" على مشروع القانون المقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام القانون رقم ١١٣ لسنة ١٩٨٣ بإنشاء الهيئة القومية للأنفاق.
وافق المجلس على قرار رئيس الجمهورية رقم (117) لسنة ٢٠٢٥ بشأن الموافقة على محضر المناقشات بين المجلس الأعلى للآثار بجمهورية مصر العربية، والجامعة الوطنية الكورية للتراث بجمهورية كوريا، بشأن مشروع تعزيز القدرات من أجل تنمية الموارد السياحية للتراث الثقافي المستدام بمحافظة الأقصر.
وخلال المناقشات أشاد النواب بالاهتمام الرئاسي الكبير بمدينة الأقصر والذى يعكس التوجه نحو تحقيق تنمية سياحية وثقافية مستدامة تتناسب مع مكانة المدينة كأحد أهم المقاصد السياحية العالمية مشيرين إلى النتائج الإيجابية لربط البر الشرقي بالغربي وتطوير المناطق الأثرية لزيادة التدفقات السياحية، وأكد النواب أن الإرث الحضاري الكبير والفريد الذي تذخر به مدينة الأقصر يستلزم المحافظة عليه وتطويره بصفة مستمرة بما يليق بكونها إحدى أفضل الوجهات السياحية الرئيسية على مستوى العالم.
وافق المجلس على قرار رئيس الجمهورية رقم (118) لسنة ٢٠٢٥ بشأن الموافقة على محضر المناقشات بين المجلس الأعلى للآثار بجمهورية مصر العربية، والجامعة الوطنية الكورية للتراث بجمهورية كوريا، بشأن مشروع "مركز التراث الرقمي في القاهرة".
وخلال المناقشات أكد النواب أن مشروع مركز التراث الرقمى فى القاهرة يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتحول الرقمى، ويعزز من الهوية الثقافية ويسهم فى الحفاظ على الموروث الحضارى للأجيال القادمة، مؤكدين أن جمع البيانات الرقمية المتعلقة بالآثار المصرية وتوثيقها يسمح بالحفاظ عليها والوصول إليها والترويج لها عالمياً.
وافق مجلس النواب "نهائياً" على (5) مشروعات قوانين مقدمة من الحكومة بالترخيص لوزير البترول فى التعاقد مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية وبعض الشركات العالمية فى مجال البحث والتنقيب عن البترول والغاز والزيت الخام وتنميته واستغلاله فى بعض المناطق داخل جمهورية مصر العربية، وهى:
• الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، وشركة شل إيجيبت إن في، للبحث عن الغاز والزيت الخام واستغلالهما في منطقة ميرنيث البحرية بالبحر المتوسط.
• الهيئة المصرية العامة للبترول وشركة أبكس إنترناشيونال إينرجي هولدنجزII، للبحث عن البترول واستغلاله في المناطق المندمجة للبحث والتنمية جنوب شرق مليحة وشرق كنايس وتنمية غرب الرزاق بالصحراء الغربية.
• الهيئة المصرية العامة للبترول، وشركة برينكو شمال سيناء للبترول إنك، وشركة برينكو شمال سيناء للزيت لميتد، وشركة برينكو شمال سيناء للغاز لميتد، وشركة برينكو ريسورسز إيجيبت ليمتد، للبحث عن البترول وتنميته واستغلاله في منطقة شمال سيناء البحرية.
• شركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول وشركة لوك أويل أوفرسيز إيجيبت إل تي دي، للبحث عن البترول واستغلاله في منطقة جنوب وادي السهل بالصحراء الشرقية.
• الهيئة المصرية العامة للبترول، وشركة لوك أويل أوفرسيز إيجيبت لميتد، للبحث عن البترول واستغلاله في منطقة تنمية وادي السهل بالصحراء الشرقية.
خلال المناقشات أشاد النواب بحرص الدولة ممثلة في وزارة البترول على تعظيم صناعة البترول والغاز وسعيها لزيادة الإنتاجية، وأكدوا أنه بفضل هذه الاتفاقيات أصبحنا على خريطة العالم في الاستثمار بقطاع البترول والغاز، كما أنها تحقق عائداً جيداً للدولة وايجابيات منها الحصول على العديد من المنح وتدريب موظفي الهيئة العامة للبترول، وطالبوا بجذب المزيد من الاستثمارات في عمليات البحث والتنقيب عن هذه الثروات، وأن يكون هناك خطة تنافسية في عملية تسييل الغاز.
رفع المجلس جلساته العامة، على أن يعود للانعقاد الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحـد الموافق 11 مايو 2025م.