الجزيرة:
2024-06-30@12:21:21 GMT

الموناليزا أشهر لوحة فنية في العالم

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

الموناليزا أشهر لوحة فنية في العالم

"الموناليزا" لوحة زيتية على لوح خشبي من البوبلار، وهي عمل فني للرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي أنجزه بين عامي 1503 و1519 عندما كان يعيش في فلورنسا الإيطالية، وتعد اللوحة الأشهر والأغلى في العالم، وهي ملك للحكومة الفرنسية، وتوجد بمتحف اللوفر في باريس وتجذب سنويا أكثر من 9 ملايين زائر لمشاهدتها.

تاريخ اللوحة ومواصفاتها

تؤكد المصادر التاريخية أن دافنشي كُلف برسم اللوحة في فلورنسا، فبدأ سنة 1503، وأتم رسمها في فرنسا سنة 1519، وهناك امتلكها ملك فرنسا فرانسوا الأول، قبل أن تنتقل ملكيتها إلى الملك لويس الـ14، ثم إلى الجمهورية الفرنسية بعد الثورة لتصبح تراثا فرنسيا مملوكا للدولة.

ورسم دافنشي الموناليزا على لوح خشبي من البوبلار طوله 77 سنتيمترا وعرضه 53 سنتيمترا بألوان زيتية، فهي تبدو لوحة صغيرة لامرأة عادية الجمال مرتدية ثيابا داكنة ومن دون مجوهرات، وتثير الإعجاب بابتسامتها ونظرتها الغامضتين.

وهي لوحة لا تقدر قيمتها بالنقود، ولا يمكن شراؤها أو بيعها وفقا لقانون التراث الفرنسي.

فرنسا تحتفظ بالموناليزا في متحف اللوفر (شترستوك) من المرأة المرسومة في لوحة الموناليزا؟

هناك كثير من التكهنات والجدل بشأن هوية المرأة التي في لوحة الموناليزا، وقدم العلماء والمؤرخون عددا من التفسيرات، منها:

فرضية فنان السيرة جورجيو فيساري عام 1550، ويرى فيها أن الصورة لليزا ديل جيوكوندو زوجة التاجر الفلورنسي فرانشيسكو دي بارتولوميو ديل جيوكوندو، ومن هنا جاء العنوان البديل للعمل وهو "الجوكندا". اعتقاد سيغموند فرويد طبيب الأعصاب النمساوي ومؤسس علم التحليل النفسي الذي يرى أن النموذج قد يكون كاترينا والدة ليوناردو دافنشي، إذ يرى أن ابتسامة الموناليزا الغامضة نشأت من ذكرى لابتسامة كاترينا. اقتراح ثالث قدمه مجموعة من العلماء يشير إلى أن اللوحة كانت في الواقع صورة ذاتية لليوناردو، نظرا للشبه بين ملامح المرأة وملامح الفنان، فيرون أن تقمصه شخصية امرأة كان لغزا فنيا للفنان. سبب شهرة اللوحة

لا يوجد تفسير واحد لشهرة لوحة الموناليزا، بل هي نتيجة لعدة ظروف مجتمعة، مثل وجودها في متحف اللوفر الذي يعد من أكثر المتاحف زيارة في العالم.

وتحتوي اللوحة على عدد من المستطيلات والدوائر والمثلثات التي تحقق النسبة الذهبية، فهي ليست عملا فنيا يمكن التمتع به أو نقده من الناحية الجمالية فقط، بل هي عمل رياضي رفيع في المقام الأول.

والنسبة الذهبية في الرياضيات تتحقق عندما يكون مجموع عددين مقسوما على أكبرهما يساوي النسبة بين أكبر العددين إلى أصغرهما، وهو عبارة عن ثابت رياضي معرف تبلغ قيمته 1.618 تقريبا.

وتظهر النسبة الذهبية في الهندسة والفن والعمارة وفي الموناليزا نفسها، فإذا رسمنا مستطيلا حول وجه الموناليزا فسنجد أنه يحقق تلك النسبة، وإذا قسمنا هذا المستطيل بخط يمر عبر عينيها إلى نصفين فسنجد أن المستطيلين الناتجين يحققان النسبة الذهبية مرة أخرى، أي أن نسبة طول رأسها إلى عينيها ذهبية.

سرقة اللوحة

تعرضت الموناليزا للسرقة يوم 22 أغسطس/آب 1911، وصاحبت العملية ضجة إعلامية جلبت إلى اللوحة انتباها عالميا.

عندما انتشرت أنباء السرقة اندفع الناس إلى اللوفر لرؤية مكان اللوحة الذي غدا فارغا، واستقال مدير اللوحات في المتحف على إثر الحادثة، وانتشرت اتهامات بالاحتيال في الصحف، واعتقل الرسام والنحات بابلو بيكاسو بسبب الاشتباه في ضلوعه بالقضية.

وبعد عامين عثر على اللوحة في إيطاليا بعد أن بلّغ تاجر فنون في فلورنسا السلطات المحلية بأن رجلا قد تواصل معه بشأن بيع الموناليزا.

ديفيد فيلدمان (يمين) نائب رئيس مؤسسة الموناليزا يُظهر أوجه التشابه في لوحة منسوبة إلى ليوناردو دافنشي في جنيف عام 2012 (رويترز)

كان هذا الرجل مهاجرا إيطاليا في فرنسا يدعى فينتشينزو بيروجيا، وعمل بعض الوقت في اللوفر لتركيب زجاج على مجموعة من اللوحات، بما في ذلك الموناليزا.

فاتفق مع زميلين له على سرقة اللوحة، وأخذوها في ليلة 22 أغسطس/آب واختبؤوا بها في خزانة طوال الليل، وفي الصباح استطاعوا الهرب بها خارج المتحف.

لكن بيروجيا عجز عن بيع اللوحة بسبب انتباه وسائل الإعلام، وقُبض عليه وحكم عليه بالسجن لسرقته وأعيدت اللوحة إلى اللوفر.

سفر الموناليزا

على مر العصور نادرا ما سمح المسؤولون الفرنسيون بخروج اللوحة خارج فرنسا، لكن ذلك حدث مرات قليلة، فعندما طلبت السيدة الأولى جاكلين كينيدي أن تزور اللوحة الولايات المتحدة وافق الرئيس الفرنسي شارل ديغول.

وحدثت الجولة عام 1963، فسافرت الموناليزا في مقصورة رجال الأعمال على متن سفينة بالمحيط، وعرضت في المتحف الوحيد في نيويورك وفي المتحف القومي للفنون في واشنطن.

بقيت الموناليزا في الولايات المتحدة مدة 6 أسابيع جذبت خلالها حوالي 40 ألف شخص يوميا، كما استقبلت حشود كبيرة في اليابان أيضا اللوحة بعد حوالي 10 سنوات.

المحافظة على الموناليزا

خلال الحرب العالمية الثانية نُقلت لوحة "الموناليزا" إلى مواقع عدة في ريف فرنسا، حيث تم تحديدها كأحد أهم الأعمال الفنية في اللوفر، وأعيدت إلى المتحف في عام 1945 بعد إعلان السلام.

تظهر على اللوحة دلائل على انحناء نتيجة لمقاومة الإطار وللتقويسات التي أضيفت من قبل المرممين في وقت مبكر، كما أضيفت دبابيس خلفها لمنع توسع شق صغير يظهر بالقرب من المركز العلوي للوحة، وفي وقت لاحق ألصق المرممون قماشا ثقيلا فوق الشق عوض الدبابيس.

تم تغيير الزجاج الذي يحمي لوحة "الموناليزا" بزجاج مضاد للرصاص بعد هجمات عدة في عام 1956، حيث رش شخص حمضا على اللوحة ورماها آخر بحجر.

إحدى الهجمتين تسببت في تلف منطقة قرب مرفق الموناليزا من الجهة اليسرى، تصدى الزجاج المضاد للرصاص لهجمات لاحقة برش الطلاء في عام 1974 وكوب القهوة في عام 2009.

بعد عملية تجديد لمتحف اللوفر استمرت لمدة 4 سنوات بتكلفة 6.3 ملايين دولار في عام 2003 أصبحت للموناليزا غرفة خاصة بدرجة حرارة مراقبة تبلغ 43 درجة فهرنهايت وبسقف زجاجي يسمح بدخول الضوء الطبيعي.

لوحة الموناليزا وتأثيرها على الفن

كان تأثير لوحة الموناليزا على عصر النهضة والفترات اللاحقة هائلا، حيث قادت ثورة في فن رسم البورتريه المعاصر، وشجعت الرسوم التحضيرية لليوناردو الفنانين الآخرين على إجراء دراسات أكثر حرية.

أثر دافنشي حتى على الأزياء التي يلبسها الفنانون لشخصياتهم، ففي كتابه "رسالة عن الرسم" -الذي نشر بعد وفاته بفترة طويلة- كتب أن الفن يجب أن يتجنب الموضة.

لذلك، تظهر لوحة الموناليزا هذا الجانب بشكل مثالي، إذ ترتدي ثوبا ملونا مجعدا بشكل فضفاض عند الرقبة بدلا من الملابس الضيقة التي كانت شائعة آنذاك.

نسخ أخرى من الموناليزا

توجد على الأقل 12 نسخة مقلدة من لوحة الموناليزا، كثير منها من طلاب ليوناردو، كانت إحدى هذه النسخ في متحف برادو في مدريد قد تم رسمها بعد سنوات عديدة عن الأصل.

ومع ذلك، خلال ترميم اللوحة في بداية العقد الأول من القرن الـ21 -والذي شمل استخدام الانعكاس الساخن بالأشعة تحت الحمراء لفحص العمل تحت السطح- اكتشف حفاظ اللوحة أن فيها تغييرات تشبه الأصلية.

وأشارت النتائج إلى أن الفنان رسم النسخة أثناء عمل ليوناردو على الموناليزا في مرسمه، وأصبحت النسخة في برادو، وهي النسخة الوحيدة المعروفة التي تم الانتهاء منها خلال حياة ليوناردو.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: لوحة المونالیزا المونالیزا فی فی عام

إقرأ أيضاً:

ورشة عمل فنية مجانية للأطفال ضمن مهرجان جمعية بيت الخط العربي والفنون

دمشق-سانا

أقامت جمعية بيت الخط العربي والفنون على مدى يومين ورشة عمل فنية مجانية للأطفال للأعمار بين 8 و10 سنوات في حديقة المركز الثقافي العربي بأبو رمانة، وذلك ضمن فعاليات مهرجانها الفني التشكيلي الرابع.

وشارك في الورشة 10 أطفال رسموا 20 لوحة بألوان الخشب والإكريليك بمواضيع متنوعة ترك لهم تحديدها تحت إشراف مدربات متطوعات في الجمعية، وتم عرض الأعمال في نهاية الورشة مع توزيع شهادات المشاركة على الأطفال.

وعن الورشة قالت الفنانة التشكيلية ريم قبطان في تصريح لمراسل سانا: تولي الجمعية اهتماماً خاصاً بالأطفال بشكل عام من خلال الدورات والورشات التي تقيمها لهم بأعمار مختلفة تبدأ من عمر سنوات بهدف نشر الثقافة الفنية عند الجيل الجديد، مع الاهتمام بالمواهب الواعدة، وإكسابهم المعارف والمهارات اللازمة لصقل مواهبهم سواء في الرسم أو الخط العربي ليكونوا فنانين مبدعين يرفدون الحركة الفنية السورية في المستقبل.

وعبر عدد من الأطفال المشاركين مع أهاليهم عن سعادتهم بالمشاركة في الورشة، مؤكدين أن مثل هذه الفعاليات تتيح لهم فرصة الالتقاء واكتساب المعرفة لصقل مواهبهم، وتشجعهم على الاستمرار في طريق الفن، إلى جانب أهمية عرض الأعمال أمام الجمهور وإعطائهم دعماً معنوياً كبيراً.

محمد سمير طحان

مقالات مشابهة

  • ورشة عمل فنية مجانية للأطفال ضمن مهرجان جمعية بيت الخط العربي والفنون
  • الكهرباء: لوحة التغذية الداخلية باستاد الإسكندرية ليست تابعة للشركة
  • 21 لوحة لمونيه في معرض استثنائي بلندن
  • شقيقتان شابتان تجمعهما مواهب فنية بالسويداء
  • بيع لوحة غلاف رواية هاري بوتر الأولى بتكلفة قياسية في مزاد
  • جيفرى داهمر.. سفاح التجمع ينفذ جرائمة على طريقة أشهر القتلة المتسلسلين فى أمريكا
  • مفتي الجمهورية لسفير فرنسا: الإسلام يحترم عادات وثقافات الآخر
  • ماهذا الصراع.. خالد يوسف يرد على منتقدي فيلم ولاد رزق 3
  • المفتي يؤكد لسفير فرنسا أهمية التعاون لدعم اندماج المسلمين في مجتمعاتهم الغربية
  • مفتي الجمهورية يستقبل سفير فرنسا بالقاهرة لبحث تعزيز التعاون بين البلدين