الموناليزا أشهر لوحة فنية في العالم
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
"الموناليزا" لوحة زيتية على لوح خشبي من البوبلار، وهي عمل فني للرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي أنجزه بين عامي 1503 و1519 عندما كان يعيش في فلورنسا الإيطالية، وتعد اللوحة الأشهر والأغلى في العالم، وهي ملك للحكومة الفرنسية، وتوجد بمتحف اللوفر في باريس وتجذب سنويا أكثر من 9 ملايين زائر لمشاهدتها.
تاريخ اللوحة ومواصفاتهاتؤكد المصادر التاريخية أن دافنشي كُلف برسم اللوحة في فلورنسا، فبدأ سنة 1503، وأتم رسمها في فرنسا سنة 1519، وهناك امتلكها ملك فرنسا فرانسوا الأول، قبل أن تنتقل ملكيتها إلى الملك لويس الـ14، ثم إلى الجمهورية الفرنسية بعد الثورة لتصبح تراثا فرنسيا مملوكا للدولة.
ورسم دافنشي الموناليزا على لوح خشبي من البوبلار طوله 77 سنتيمترا وعرضه 53 سنتيمترا بألوان زيتية، فهي تبدو لوحة صغيرة لامرأة عادية الجمال مرتدية ثيابا داكنة ومن دون مجوهرات، وتثير الإعجاب بابتسامتها ونظرتها الغامضتين.
وهي لوحة لا تقدر قيمتها بالنقود، ولا يمكن شراؤها أو بيعها وفقا لقانون التراث الفرنسي.
هناك كثير من التكهنات والجدل بشأن هوية المرأة التي في لوحة الموناليزا، وقدم العلماء والمؤرخون عددا من التفسيرات، منها:
فرضية فنان السيرة جورجيو فيساري عام 1550، ويرى فيها أن الصورة لليزا ديل جيوكوندو زوجة التاجر الفلورنسي فرانشيسكو دي بارتولوميو ديل جيوكوندو، ومن هنا جاء العنوان البديل للعمل وهو "الجوكندا". اعتقاد سيغموند فرويد طبيب الأعصاب النمساوي ومؤسس علم التحليل النفسي الذي يرى أن النموذج قد يكون كاترينا والدة ليوناردو دافنشي، إذ يرى أن ابتسامة الموناليزا الغامضة نشأت من ذكرى لابتسامة كاترينا. اقتراح ثالث قدمه مجموعة من العلماء يشير إلى أن اللوحة كانت في الواقع صورة ذاتية لليوناردو، نظرا للشبه بين ملامح المرأة وملامح الفنان، فيرون أن تقمصه شخصية امرأة كان لغزا فنيا للفنان. سبب شهرة اللوحةلا يوجد تفسير واحد لشهرة لوحة الموناليزا، بل هي نتيجة لعدة ظروف مجتمعة، مثل وجودها في متحف اللوفر الذي يعد من أكثر المتاحف زيارة في العالم.
وتحتوي اللوحة على عدد من المستطيلات والدوائر والمثلثات التي تحقق النسبة الذهبية، فهي ليست عملا فنيا يمكن التمتع به أو نقده من الناحية الجمالية فقط، بل هي عمل رياضي رفيع في المقام الأول.
والنسبة الذهبية في الرياضيات تتحقق عندما يكون مجموع عددين مقسوما على أكبرهما يساوي النسبة بين أكبر العددين إلى أصغرهما، وهو عبارة عن ثابت رياضي معرف تبلغ قيمته 1.618 تقريبا.
وتظهر النسبة الذهبية في الهندسة والفن والعمارة وفي الموناليزا نفسها، فإذا رسمنا مستطيلا حول وجه الموناليزا فسنجد أنه يحقق تلك النسبة، وإذا قسمنا هذا المستطيل بخط يمر عبر عينيها إلى نصفين فسنجد أن المستطيلين الناتجين يحققان النسبة الذهبية مرة أخرى، أي أن نسبة طول رأسها إلى عينيها ذهبية.
سرقة اللوحةتعرضت الموناليزا للسرقة يوم 22 أغسطس/آب 1911، وصاحبت العملية ضجة إعلامية جلبت إلى اللوحة انتباها عالميا.
عندما انتشرت أنباء السرقة اندفع الناس إلى اللوفر لرؤية مكان اللوحة الذي غدا فارغا، واستقال مدير اللوحات في المتحف على إثر الحادثة، وانتشرت اتهامات بالاحتيال في الصحف، واعتقل الرسام والنحات بابلو بيكاسو بسبب الاشتباه في ضلوعه بالقضية.
وبعد عامين عثر على اللوحة في إيطاليا بعد أن بلّغ تاجر فنون في فلورنسا السلطات المحلية بأن رجلا قد تواصل معه بشأن بيع الموناليزا.
كان هذا الرجل مهاجرا إيطاليا في فرنسا يدعى فينتشينزو بيروجيا، وعمل بعض الوقت في اللوفر لتركيب زجاج على مجموعة من اللوحات، بما في ذلك الموناليزا.
فاتفق مع زميلين له على سرقة اللوحة، وأخذوها في ليلة 22 أغسطس/آب واختبؤوا بها في خزانة طوال الليل، وفي الصباح استطاعوا الهرب بها خارج المتحف.
لكن بيروجيا عجز عن بيع اللوحة بسبب انتباه وسائل الإعلام، وقُبض عليه وحكم عليه بالسجن لسرقته وأعيدت اللوحة إلى اللوفر.
سفر الموناليزاعلى مر العصور نادرا ما سمح المسؤولون الفرنسيون بخروج اللوحة خارج فرنسا، لكن ذلك حدث مرات قليلة، فعندما طلبت السيدة الأولى جاكلين كينيدي أن تزور اللوحة الولايات المتحدة وافق الرئيس الفرنسي شارل ديغول.
وحدثت الجولة عام 1963، فسافرت الموناليزا في مقصورة رجال الأعمال على متن سفينة بالمحيط، وعرضت في المتحف الوحيد في نيويورك وفي المتحف القومي للفنون في واشنطن.
بقيت الموناليزا في الولايات المتحدة مدة 6 أسابيع جذبت خلالها حوالي 40 ألف شخص يوميا، كما استقبلت حشود كبيرة في اليابان أيضا اللوحة بعد حوالي 10 سنوات.
المحافظة على الموناليزاخلال الحرب العالمية الثانية نُقلت لوحة "الموناليزا" إلى مواقع عدة في ريف فرنسا، حيث تم تحديدها كأحد أهم الأعمال الفنية في اللوفر، وأعيدت إلى المتحف في عام 1945 بعد إعلان السلام.
تظهر على اللوحة دلائل على انحناء نتيجة لمقاومة الإطار وللتقويسات التي أضيفت من قبل المرممين في وقت مبكر، كما أضيفت دبابيس خلفها لمنع توسع شق صغير يظهر بالقرب من المركز العلوي للوحة، وفي وقت لاحق ألصق المرممون قماشا ثقيلا فوق الشق عوض الدبابيس.
تم تغيير الزجاج الذي يحمي لوحة "الموناليزا" بزجاج مضاد للرصاص بعد هجمات عدة في عام 1956، حيث رش شخص حمضا على اللوحة ورماها آخر بحجر.
إحدى الهجمتين تسببت في تلف منطقة قرب مرفق الموناليزا من الجهة اليسرى، تصدى الزجاج المضاد للرصاص لهجمات لاحقة برش الطلاء في عام 1974 وكوب القهوة في عام 2009.
بعد عملية تجديد لمتحف اللوفر استمرت لمدة 4 سنوات بتكلفة 6.3 ملايين دولار في عام 2003 أصبحت للموناليزا غرفة خاصة بدرجة حرارة مراقبة تبلغ 43 درجة فهرنهايت وبسقف زجاجي يسمح بدخول الضوء الطبيعي.
لوحة الموناليزا وتأثيرها على الفنكان تأثير لوحة الموناليزا على عصر النهضة والفترات اللاحقة هائلا، حيث قادت ثورة في فن رسم البورتريه المعاصر، وشجعت الرسوم التحضيرية لليوناردو الفنانين الآخرين على إجراء دراسات أكثر حرية.
أثر دافنشي حتى على الأزياء التي يلبسها الفنانون لشخصياتهم، ففي كتابه "رسالة عن الرسم" -الذي نشر بعد وفاته بفترة طويلة- كتب أن الفن يجب أن يتجنب الموضة.
لذلك، تظهر لوحة الموناليزا هذا الجانب بشكل مثالي، إذ ترتدي ثوبا ملونا مجعدا بشكل فضفاض عند الرقبة بدلا من الملابس الضيقة التي كانت شائعة آنذاك.
نسخ أخرى من الموناليزاتوجد على الأقل 12 نسخة مقلدة من لوحة الموناليزا، كثير منها من طلاب ليوناردو، كانت إحدى هذه النسخ في متحف برادو في مدريد قد تم رسمها بعد سنوات عديدة عن الأصل.
ومع ذلك، خلال ترميم اللوحة في بداية العقد الأول من القرن الـ21 -والذي شمل استخدام الانعكاس الساخن بالأشعة تحت الحمراء لفحص العمل تحت السطح- اكتشف حفاظ اللوحة أن فيها تغييرات تشبه الأصلية.
وأشارت النتائج إلى أن الفنان رسم النسخة أثناء عمل ليوناردو على الموناليزا في مرسمه، وأصبحت النسخة في برادو، وهي النسخة الوحيدة المعروفة التي تم الانتهاء منها خلال حياة ليوناردو.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: لوحة المونالیزا المونالیزا فی فی عام
إقرأ أيضاً:
فريق من النيابة العامة يعاين موقع انفجار غلاية غزل المحلة ويأمر بندب لجان فنية
أصدر المستشار محمد صلاح الفقي المحامي العام الأول لنيابات شرق طنطا الكلية بمحافظة الغربية منذ قليل، توجيهاته العاجلة إلي المستشار أحمد ثروت رئيس نيابة ثان المحلة بفتح باب التحقيق العاجل في واقعة وفاة 3 عمال من ضحايا حادث انفجار غلاية بمحطة الطاقة بشركة غزل المحلة.
كما وجهت النيابة العامة بتشكيل فريق من أعضاء النيابة العامة لمعاينة موقع الحادث فضلا عن ندب خبراء من الأدلة الجنائية ولجنة من جهات فنية للوقوف علي اسباب وقوع الحادث ومدي الاهمال الجسيم الذي تسبب في وفاة 3 عمال من أبناء شركة غزل المحلة.
في المقابل كشفت مصادر داخل وزارة قطاع الأعمال عن موافقة المهندس محمد شيمي عن صرف شيك نقدي قدره 200 الف جنيه فضلا لأسرة كل ضحية من الضحايا الثلاثة في حريق غلاية محطة الطاقة فضلا عن دعم مجلس إدارة شركة غزل المحلة والنقابة العامة بشيكات قيمتها 100 جنيه لكل أسرة ضحية من أبناء شركة غزل المحلة .
وكان الآلاف من أبناء مركزي سمنود والمحلة بمحافظة الغربية شاركوا في جنازة شعبية مساء أمس بمشاركة المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال يرافقه محافظ الغربية اللواء أشرف الجندي عقب انتهاء صلاة الجنازة بمسجد عبد العزيز بمنطقة الجمهورية وسط أجواء من الحزن والوجيعة ودفنهم بمقابر أسرهم .
وحرص عمال شركة غزل المحلة علي وداع زملائهم بقرية محلة زياد بسمنود .
في المقابل كشفت مصادر طبية بمديرية الصحة بمحافظة الغربية عن أسماء الحالات الخطرة والضحايا في حادث حريق غلاية شركة غزل المحلة عقب نقلهم للعلاج بقسم الحروق بمستشفي المحلة العام.
وأفادت المصادر أن الضحايا هم كل من محمد عمر السيد أبو العينين ٥٠% ومحمد محمد عطوه الشحات ٧٠% ومحمد البسطويسي كساب ٥٠%.
وكانت مصانع مصر للغزل والنسيج بمدينة المحلة في محافظة الغربية منذ قليل واقعة إصابة 5 عمال بحروق من الدرجة الأولى والثانية جراء حريق غلاية بخار بشكل مفاجئ وتم الدفع بسيارات إسعاف لنقل الضحايا إلي طوارئ مستشفي المحلة العام لاسعافهم .
وتعود أحداث الواقعة حينما تلقت الاجهزة الامنية بمديرية أمن الغربية إخطارا من مأمور قسم شرطة ثان المحلة يفيد بورود بلاغ من شرطة النجده حول إصابة 5 عمال بحروق من الدرجة الأولى والثانية جراء حريق ضغط بخاري بشكل مفاجئ .
وأفادت مصادر داخل شركة غزل المحلة أنه تم نقل كافة المصابين والضحايا إلي قسم علاج الحروق بطوارئ مستشفى المحلة العام .
وانتقلت كافة القيادات الأمنية والتنفيذية إلي موقع الحادث للوقوف على آخر تطوراته. وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري حول ظروف وملابسات الواقعة وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.