[email protected]

تعد قضية أسعار الخدمات الحكومية المقدمة للمشروعات الاستثمارية الكبرى هي القضية الأبرز في مجال استقطاب الاستثمارات الأجنبية وتحفيز الاستثمارات المحلية على النمو، وكثيرا ما يحدد المستثمرون وجهاتهم الاستثمارية بناء على أسعار الخدمات الحكومية كالغاز والكهرباء على سبيل المثال، وكما يعلم الجميع توجد في الوقت الراهن منافسة شديدة على استقطاب الاستثمارات وتقديم كل التسهيلات والحوافز والامتيازات الممكنة، ومع أن الجهات المختصة قد قامت خلال الفترة الماضية بمراجعة أسعار الرسوم والخدمات الحكومية المقدمة للمستثمرين إلا أننا نتطلع إلى أن تحظى مسألة تخفيض أسعار الغاز والكهرباء للمشروعات الاستثمارية الكبرى باهتمام أكبر خاصة أن تكلفة هذه الخدمات هي التي تحدد- في الغالب- توجهات الشركات الكبرى بشأن الاستثمار في هذه الدولة أو تلك.

نحن نعلم أن سلطنة عُمان تتمتع بالكثير من المزايا وتقدم المناطق الاقتصادية والحرة والصناعية ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار الكثير من التسهيلات لاستقطاب الاستثمارات وتناقش مع المستثمرين التحديات التي تواجههم، إلا أن مسألة مراجعة أسعار خدمات الكهرباء والغاز تعتبر مسألة مهمة إذا رغبنا في مضاعفة الاستثمارات الأجنبية لدينا وتوطين الكثير من المشروعات المحلية.

وخلال لقاءات صحفية أجريتها مع بعض المستثمرين كانت أسعار الغاز والكهرباء هي التي تشغلهم كثيرا، وكما نعلم فإن المشروعات الكبرى إما أن تعتمد على الغاز الطبيعي أو على الكهرباء، وإذا كانت التكلفة مرتفعة فإن هذا سوف ينعكس على أسعار منتجاتها سواء تلك التي يتم تسويقها في السوق المحلية أو التي يتم تصديرها إلى الخارج، وبالتالي تكون التكلفة أعلى والأسعار غير منافسة وهو ما يحدّ من قدرات هذه الشركات على الابتكار في منتجاتها والإنفاق على الجوانب الأخرى ذات العلاقة بالتسويق، كما أن الشركات الأجنبية الكبرى سوف تبحث- دون أدنى شك- عن مناطق أخرى للاستثمار فيها إذا وجدت أسعارا تنافسية.

قد يسأل سائلٌ: لماذا لا نبيع الغاز للصناعات التي تقام في البلاد بسعر مرتفع لكي نحقق عائدا جيدا للميزانية العامة؟، وللإجابة على هذا السؤال علينا أن نعرف أولا أن استقطاب الاستثمارات يكون من خلال تقديم مزايا عديدة ومن بينها توفير الغاز والكهرباء بأسعار مشجعة للمستثمرين، فالهدف من أي استثمار ليس بيع الغاز أو الكهرباء أو الخدمات الحكومية الأخرى وإنما تنشيط القطاعات الاقتصادية المختلفة، فأي استثمار يتم استقطابه يعني في المقام الأول توفير مزيد من فرص العمل أمام الشباب العُماني، وتنشيط الحركة الاقتصادية في مختلف القطاعات خاصة تجارة التجزئة والمقاولات والنقل والمطاعم والأغذية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والعديد من القطاعات الأخرى، بالإضافة إلى رسوم الخدمات والضرائب وحقوق الانتفاع وغيرها من الالتزامات المالية التي ستنعكس إيجابا على المالية العامة، وعلى هذا فإن علينا عندما نرغب في استقطاب أي استثمار أن ندرس انعكاساته الإيجابية على الاقتصاد الوطني في المقام الأول.

وكما نعلم فإنه لا يمكن للاقتصاد الوطني أن يوفر المزيد من فرص العمل أمام الشباب إذا ظل عدد الشركات على ما هو عليه وسوف يزداد الضغط على التوظيف في القطاع الحكومي في الوقت الذي لا نجد فيه شركات كبرى قادرة على مواكبة طموحات الشباب واحتضان أفكارهم وإبداعاتهم، وفي نظرنا أن تقديم الخدمات الحكومية بأسعار مناسبة هو الأمر الذي ينبغي التركيز عليه، فأي مصنع جديد سوف يُسهم في توفير فرص عمل جديدة، كما سيتيح المجال لرفع القيمة المحلية المضافة، وعلينا عندما نقوم بتسعير الخدمات الحكومية ألا ننظر إلى العائد المادي للطاقة التي يتم توفيرها للمصانع وإنما النظر إلى ما سيحدثه الاستثمار الجديد من تنمية وحراك اقتصادي وزيادة تنافسيتنا وموقفنا التفاوضي مع الشركات العالمية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الخدمات الحکومیة الغاز والکهرباء

إقرأ أيضاً:

«بتروبل» تحصد المراكز الأولى في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية

حصدت شركة بترول بلاعيم «بتروبل» المركز الأول في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية عن منطقة سيناء، كما حصلت أيضًا على المركز الأول في المبادرة ذاتها عن محافظات القناة.

الأمن الصناعي وحماية البيئة

وسلم قام محافظ بورسعيد، اللواء محب حبشي، ومحافظ جنوب سيناء، الدكتور خالد مبارك، شهادات التقدير إلى ممثلي الشركة: «الكيميائي محمد عفيفي، مدير عام الأمن الصناعي وحماية البيئة وتكامل الأصول والجودة، والأستاذ أحمد إسماعيل، مدير إدارة السلامة والصحة المهنية».

جاء فوز شركة بتروبل في المبادرة الوطنية كنتيجة إيجابية لنجاحها في استحداث نظام ذاتي؛ لتنفيذ حملات سنوية لمراقبة وتحجيم الانبعاثات الغازية الهاربة في حقول بتروبل بمحافظتي جنوب سيناء وبورسعيد، بتوجيه من المهندس خالد موافي، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة بتروبل، الذي كلف المختصين بتنفيذ هذه الحملات بواسطة أفضل الكفاءات البشرية من شباب المهندسين، وذلك لخلق جيل جديد من الكوادر المتميزة في هذا المجال الحيوي.

ركزت هذه الحملات على مبادرات ومجهودات ناجحة من قبل بتروبل؛ لبناء قدرات فريق العمل من شباب المهندسين والمهندسات، وتدريبهم على أحدث الطرق لمراقبة الانبعاثات (Fugitive Emissions) لرصد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى الاستعانة بأحدث أجهزة المراقبة من شركة إيوك الإيطالية.

تقليل الانبعاثات وتحسين كفاءة الطاقة

وأكد الكيميائي محمد عفيفي أن أهم مخرجات تلك الحملات تتمثل في تقليل الانبعاثات، وتحسين كفاءة الطاقة، وحماية الموارد الطبيعية، والتوعية والتدريب، ويتم ذلك من خلال استغلال الموارد البشرية بشكل جيد من العناصر الشابة من الذكور والإناث، لنشر ثقافة حماية البيئة بين العاملين والعاملات بالشركة، واستغلال كافة الفرص المتاحة لتوفير الموارد.

وأكد المهندس خالد موافي أن تواجد المكون الأخضر في أي مشروع أو مبادرة بالشركة هو أساس العمل في الفترة الحالية، بالإضافة إلى النظر في الآليات المستقبلية لتحقيق التوازن اللازم بين الإنتاج والحفاظ على البيئة.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي يستعرض الموقف التنفيذي للمشروعات السكنية
  • وزير الصناعة يحصي عدد الشركات الحكومية الرابحة: لا ادعم خصخصتها
  • «بتروبل» تحصد المراكز الأولى في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية
  • تراجع أسعار العملات العربية والاجنبية أمام الجنيه بختام تعاملات اليوم 30-9-2024 بجميع البنوك الحكومية والخاصة
  • رشا راغب تشارك في فعاليات المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء
  • "المشاط" تُتابع جهود مركز البنية المعلوماتية لمنظومة التخطيط المصرية لتطوير الخدمات الحكومية ودعم التحول الرقمي
  • بارومتر الأعمال: التضخم وارتفاع أسعار الطاقة أكبر المعوقات أمام الشركات بالسوق المحلي
  • اعتماد القواعد التنظيمية للائحتي المنشآت الاجتماعية غير الحكومية للأشخاص ذوي الإعاقة
  • اعتماد القواعد التنظيمية للائحتي المنشآت الاجتماعية غير الحكومية والبرامج الاجتماعية والمهنية لذوي الإعاقة
  • وزارة الاقتصاد تناقش الصعوبات التي تواجه عمل الشركات الصينية