كيف تُجْهِز سياسة تركيا على الناتو. حول ذلك، كتب مدير "مركز دراسة تركيا الجديدة" يوري مواشيف، في "إزفيستيا":
موافقة تركيا على البروتوكول الخاص بعضوية السويد في منظمة حلف شمال الأطلسي، تُشكل حدثًا متوقعًا بالنسبة للمراقبين، ينطوي على ما هو أكثر بكثير من مجرد اختيار واعٍ من جانب الأتراك يخدم مصلحة الغرب.
وبتقويم ما حدث، يتفق عدد من الباحثين السياسيين الأتراك على الشيء الرئيس، وهو التالي: اضطر أردوغان إلى تحمل هذه المخاطرة السياسية. نعم، ليس هناك ثقة في أن العلاقات بين أنقرة وواشنطن ستتحسن حتى بعد إبرام صفقة طائرات F-16. لكن الهدف والأمل الأكبر لدى الجانب التركي مختلف تماما، وحقائق الماضي القريب تؤكد ذلك.
ومن بين التوترات الأخيرة إدانة تركيا للضربات الأميركية والبريطانية على مواقع حركة أنصار الله الحوثيين في اليمن، ولدعم واشنطن لإسرائيل. فالتضامن الإسلامي أكثر قيمة بالنسبة لأردوغان من الرغبة في إرضاء أحد في الحلف. كما أن التعاون الدفاعي بين تركيا وباكستان لا يتوافق مع حلف شمال الأطلسي على المدى الطويل.
ويترتب على ذلك أن أنقرة ليس لديها أي أوهام بشأن مستقبلها وعضويتها في الحلف. ومن المستحيل شراء الولاء الغربي، بالموافقة على طلب السويد. تركيا، بكل بساطة أبعدت قليلا زمن خسارتها بعض الفرص.
والأهم هو انقسام حلف الناتو إلى مكونات أميركية وأوروبية، بسبب اختلاف إمكانات أعضائه ومصالحهم. ومن هنا، بالمناسبة، رهان أردوغان على المجر، العضو الأوروبي في حلف شمال الأطلسي، الخائنة لواشنطن. وليس من المستغرب أن التعاون بين أنقرة وبودابست تطور في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، فإن الفكرة التركية لن تتحقق إلا إذا لم تتعارض بشكل متهور مع الغرب بأكمله في الوقت الحالي. وهذا بالضبط ما كان سيحدث لو رفضت تركيا السويد.
نعم، لا تزال تركيا على طريق الاستقلال الحقيقي. إن الانفصال العسكري السياسي عن الغرب ليس بالمهمة السهلة، بعد سبعين عامًا من عضوية حلف شمال الأطلسي. علاوة على ذلك، فأنقرة، بعد التراجع التكتيكي، تحتاج إلى فترة راحة للهجوم التالي، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم الانقسام في الحلف.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أوروبا الاتحاد الأوروبي حلف الناتو حلف شمال الأطلسی
إقرأ أيضاً:
قائد سابق في “الناتو”: شروط ترامب قد تؤدي إلى انهيار الحلف أو خروج واشنطن منه
الولايات المتحدة – صرح الأدميرال البحري الأمريكي المتقاعد جيمس ستافريديس إن الشروط التي قد يضعها دونالد ترامب أمام دول “الناتو” قد تؤدي إلى انهيار الحلف، أو خروج الولايات المتحدة منه.
وأضاف أن مطالبة ترامب دول الحلف بزيادة الإنفاق الدفاعي يمكن أن تؤدي إلى انهيار الحلف أو رفض الأوروبيين لشروطه ما قد يدفع الولايات المتحدة إلى الانسحاب من الحلف في نهاية المطاف.
وقال: “قد لا تكون هذه الأيام الأخيرة لحلف شمال الأطلسي، لكنها ستكون على الأرجح فترة حرجة حيث يتكيف حلفاؤنا الأوروبيون مع واقع الإدارة الجديدة والمتشككة في واشنطن”.
وفي حديثه عن أوكرانيا اعتبر أن ترامب قد يطالب دول الحلف بزيادة إسهامها في تمويل الحلف إلى 3% من ناتجها المحلي الإجمالي.
وتابع: “يمكنكم أن تكونوا على يقين من أن تكون أحد الطلبات الأولى من واشنطن زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي والكندي إلى ما لا يقل عن 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وربما 3%. وسيكون هناك أيضا طلب بأن يتولى الأوروبيون مهمة تمويل أوكرانيا لوحدهم”.
وأضاف أن النهج المرجح لإدارة ترامب الجديدة تجاه أوكرانيا سيتلخص في القول للأوروبيين “إنها مشكلتكم، تعاملوا معها بأنفسكم”.
المصدر: نوفوستي