الإمارات.. جهود رائدة لمكافحة الأمراض المدارية المهملة
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
هدى الطنيجي (أبوظبي)
أخبار ذات صلة المدارس الحكومية تبدأ تطبيق «الاختبارات التكوينية» للفصل الثاني سيف بن زايد يحضر لقاءً ودياً لمتقاعدي القوات المسلحة ووزارة الداخليةتجدد دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها بدعم الجهود الموجهة لمكافحة الأمراض المدارية؛ وذلك بهدف نشر التوعية ودعم الجهود الصحية للقضاء على هذه الأمراض في مختلف دول العالم بالتحديد التي تعاني الفقر الشديد وهشاشة الأنظمة الصحية.
وتشارك دولة الإمارات الاحتفاء باليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة الذي يصادف الـ30 من شهر يناير من كل عام عبر سلسلة من المبادرات والتعهدات الدولية والعالمية التي تصب في صالح القضاء على تلك الآفات التي تتهدد حياة آلاف من الأشخاص، وتتطلب تضافر الجهود لإيجاد حياة صحية كريمة لهم.
ويأتي تعريف الأمراض المدارية على أنها مجموعة من 20 مرضاً ومجموعات أمراض سارية وغير سارية مرتبطة بالفقر، تُصيب الأشخاص في البلدان المدارية وشبه المدارية، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 1.7 مليار شخص على مستوى العالم يحتاجون إلى تدخل واحد على الأقل معني بأمراض المناطق المدارية المهملة كل عام.
وتتجه دولة الإمارات إلى تكثيف جهودها لدعم الجهود المبذولة لمكافحة والقضاء على تلك الأمراض التي تؤثر على حياة الكثيرين حول العالم منها التي تفتقر إلى الخدمات الصحية والأدوات العلاجية والدوائية للحد من تأثيرها بكل أمان وفعالية وصولاً إلى استئصالها نهائياً من جذورها.
وكانت لدولة الإمارات جهود استثنائية في مكافحة تلك الأمراض منها منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي تبرع إلى مركز كارتر، والتي ساهمت تلك الشراكة إلى الحفاظ على حياة نحو 80 مليون حالة إصابة بمرض دودة غينيا، والذي يعد أول مرض يتم استئصاله دون استخدام أدوية أو لقاحات.
وتواصل دولة الإمارات جهودها في هذا الشأن منذ عام 2017، من خلال صندوق بلوغ الميل الأخير، إحدى المبادرات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بدعم من مؤسسة بيل وميليندا جيتس، ومختلف الشركاء، وهي مبادرة مدتها 10 سنوات بقيمة 100 مليون دولار.
وفي العام الماضي، تعهَّدت جهات عالمية بتخصيص أكثر من 2.8 مليار درهم (777.2 مليون دولار) للمساعدة على مكافحة أمراض المناطق المدارية، والسيطرة عليها، وذلك ضمن هذه المبادرة للوصول إلى النتائج التي رسمتها منظمة الصحة العالمية، والتي تأتي للقضاء والحد من تلك الأمراض المدارية مع حلول 2030، حيث تساهم تضافر جهود الدول والشركات المانحة إلى بلوغ الأهداف في الحد من تفشي الأمراض المدارية، عبر إيجاد تمويل مناسب يعمل على تسريع وتيرة النتائج المحققة التي تسير وتمضي عليها منظمة الصحة العالمية وتعزيز مستويات الصحة وجودة الحياة للشعوب كافة حول العالم.
وتدعم منظمة الصحة العالمية نحو 100 دولة إلى القضاء على مرض واحد على الأقل من الأمراض المدارية المهمَلة بحلول عام 2030، وخفض 90% في عدد الحالات التي تحتاج إلى علاج من تلك الأمراض.
وحتى العام الماضي، تمكَّنت 50 دولة من القضاء على مرض واحد على الأقل من الأمراض المدارية المهمَلة، واستغنى نحو 600 مليون شخص عن الحاجة إلى العلاج، فيما وصلت أمراض دودة غينيا ومرض النوم، إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق بعد أن كانت تعاني منها لعدة قرون.
لذلك فإن دولة الإمارات ماضية في دعم تلك الخارطة المرسومة، من خلال مساهمتها العالمية وتضامنها مع مختلف الشراكات والمؤسسات، فضلاً عن الاحتفال باليوم العالمي السنوي للأمراض المدارية ونشر التوعية بين مختلف الفئات، وإقامة الشراكات المبتكرة بين مختلف القطاعات، والتعاون من أجل إيجاد أنظمة صحية قوية ذات الجودة العالية لتطوير الخدمات الصحية، وتشجيع الجهود العالمية للقضاء على الأمراض المدارية.
حصد أرواح
تسبب الأمراض المدارية إلى حصد أرواح آلاف الوفيات التي يمكن منعها من خلال الاستثمار الحقيقي في الجهود العالمية الموجهة في هذا الشأن، وعلى سبيل المثال تفشي جائحة «كوفيد - 19» ساهم في زيادة تأثير الأمراض المدارية على المجتمعات، حيث أوضحت مقالات أن التقدم الاقتصادي الذي تحقق بفضل علاج أمراض المناطق المدارية المهملة في العشرين عاماً الماضية أوشك على التلاشي بفعل «الجائحة».
حياة كريمة
يأتي التزام دولة الإمارات إلى محاربة الأمراض المدارية التي يعانيها شعوب الدول المختلفة حول العالم من أجل تمويل المساعدات والبرامج والعلاجات المناسبة لتلك الأمراض والحفاظ على حياة الأشخاص، وتوفير حياة كريمة وصحية ومستقبل أفضل للجميع، فضلاً عن إطلاق المبادرات الصحية التي تنبثق منها قرارات وتعهدات تأتي لإيجاد مجتمعات ينعم أفرادها بصحة تامة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأمراض المدارية الأمراض المدارية المهملة الإمارات الأمراض المداریة المداریة المهملة دولة الإمارات تلک الأمراض
إقرأ أيضاً:
خبراء: قرار ترامب بالانسحاب من الصحة العالمية سيعرقل جهود المنظمة في الاستجابة الفورية عالميا
حذر خبراء في الصحة العامة من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية، مشيرين إلى أن ذلك قد يؤدي إلى عواقب وخيمة ليس فقط على صحة الأمريكيين، بل صحة على الملايين من الناس حول العالم.
ويأتى ذلك التحذير عقب توقيع ترامب، أمس الاثنين، بعد ساعات قليلة من أدائه اليمين الدستورية كرئيسا للولايات المتحدة، على الأمر التنفيذي أن الولايات المتحدة قررت الانسحاب بسبب سوء تعامل المنظمة مع جائحة كورونا كوفيد-19 التي نشأت في ووهان الصين، والأزمات الصحية العالمية الأخرى، بالإضافة إلى فشلها في تبني الإصلاحات العاجلة المطلوبة، وعدم قدرتها على إثبات استقلاليتها عن التأثير السياسي غير المناسب لدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية
وأشار بعض الخبراء، ومن بينهم علماء وخبراء في الصحة العامة وأساتذة في الجامعات الأمريكية، إلى أن هذه الخطوة قد تعرقل التقدم المحرز في مكافحة الأمراض المعدية، مثل الملاريا والسل وفيروس نقص المناعة البشرية إيدز كنتيجة لضعف تمويل المنظمة، حيث ان الولايات المتحدة تعد من أكبر ممولى المنظمة العالمية.
وقالوا إنه "في ظل إدارة الرئيس الامريكى المنتهية ولايته جو بايدن، استمرت الولايات المتحدة في كونها أكبر ممول لمنظمة الصحة العالمية، حيث ساهمت في عام 2023 بحوالي خمس ميزانية الوكالة.. وتبلغ الميزانية السنوية للمنظمة 6.8 مليار دولار (5.5 مليار جنيه إسترليني)، فيما أشار الأمر التنفيذي إلى أن الانسحاب جاء نتيجة لـالمدفوعات الباهظة وغير العادلة التي قدمتها الولايات المتحدة لمنظمة الصحة العالمية، التي تُعد جزءًا من الأمم المتحدة.
وحذر أشيش كومار جا عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون الإمريكية وهو طبيب باطني عام وأكاديمي هندي-أمريكي شغل منصب منسق استجابة البيت الأبيض لجائحة كوفيد-19 تحت إدارة الرئيس بايدن من أن الانسحاب سيضر ليس فقط بصحة الناس حول العالم، ولكن أيضًا بزعامة الولايات المتحدة وقدراتها العلمية.. وأضاف، في تغريدة على موقع إكس، أن قرار الانسحاب لن يؤثر فقط عل عمل المنظمة لعام واحد، بل سيكون له تأثيرا ممتدا وطويل الأمد.
ووصف خبير الصحة العامة العالمي وأستاذ بجامعة جورج تاون لورانس غوستين القرار بأنه كارثي، وقال: الانسحاب يمثل جرحًا فادحًا للصحة العالمية، ولكنه جرح أعمق للولايات المتحدة، أما على مستوى الضرر الذي قد يلحق بالولايات المتحدة، فانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية سيقطع أيضا روابط المنظمة مع وكالات أمريكية رائدة، مثل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC وإدارة الغذاء والدواء FDA، والتي تقدم حاليا إرشادات للمنظمة حول مجموعة واسعة من الموضوعات، وتتلقى في المقابل معلومات حيوية، بحسب تقرير للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم AAAS، وهي منظمة دولية غير ربحية مقرها الولايات المتحدة.
وقالت عالمة الفيروسات ماريون كوبمانز، وهي خبيرة في الأمراض المعدية الناشئة في مركز إيراسموس الطبي في هولندا إن "الانسحاب سيعزل مركز السيطرة على الأمراض عن الكثير من المعلومات الاستخباراتية التي تعد ضرورية لأمننا العالمي".
وعلى المستوى العالمي، فخلال السنوات الماضية خُصص جزء كبير من الأموال التي ساهمت بها الولايات المتحدة للاستجابة للتفشي والأزمات الأخرى.. وقال جيريمي كونينديك رئيس منظمة اللاجئين الدولية، الذي قدّم مشورة لمنظمة الصحة العالمية بشأن نظام الاستجابة للطوارئ بعد تفشي الإيبولا في غرب إفريقيا بين عامي 2014 و2016، إن فقدان تلك الأموال سيحد من قدرة المنظمة على الاستجابة السريعة، وسيكون ذلك أمرًا سيئًا للولايات المتحدة، لأن منظمة الصحة العالمية تقوم بمهام لا تضطلع بها أي منظمة أخرى حاليًا.
وأضاف أنه خلال فترة ترامب الأولى وقعت عدة تفشيات لفيروس الإيبولا، وبفضل استجابة الطوارئ التي فعلتها منظمة الصحة العالمية، لم نكن بحاجة إلى نشر الجيش الأمريكي، ولم نضطر إلى إنفاق مليار دولار من الأموال الأمريكية للسيطرة على الوضع.
وتتفق ماريون كوبمانز عالمة الفيروسات مع أن الانسحاب سيترك الولايات المتحدة أكثر عرضة للخطر، قائلة: "أفضل وسيلة دفاع لدينا هي التعاون العالمي وتبادل البيانات"، وفضلا عن التأثيرات المحتملة لقرار الانسحاب على جهود المنظمة في الصحة العامة حول العالم، لايزال مصير العالمين في مراكز المنظمة بالولايات المتحدة غير واضح، فيمكن للمواطنين الأمريكيين الذين يعملون مباشرة لدى منظمة الصحة العالمية البقاء في وظائفهم. ويشمل ذلك، على سبيل المثال، عالمة الأوبئة ماريا فان كيركوف مديرة قسم الاستعداد والوقاية من الأوبئة والجائحات في المنظمة، والتي أصبحت وجه المنظمة خلال جائحة كوفيد-19.. ومن المحتمل، أن يظل بإمكان المواطنين الأمريكيين العمل في المجالس الاستشارية المؤثرة، مثل المجموعة الاستراتيجية الاستشارية للخبراء في مجال التحصين.
ومع ذلك، فإن أولئك الذين يعملون لدى الوكالات الأمريكية وينتدبون للعمل في منظمة الصحة العالمية سيكون عليهم على الأرجح العودة إلى الولايات المتحدة.. ويشير لورانس غوستين خبير قانون الصحة الوطنية والعالمية في جامعة جورج تاون إلى أن العشرات من موظفي مراكز السيطرة على الأمراض CDC وإدارة الغذاء والدواءFDA ووكالات فيدرالية أخرى يتم نشرهم سنويًا للعمل في مقر المنظمة بجنيف أو في مناطق الأزمات نيابة عن منظمة الصحة العالمية.
ومن غير الواضح ما سيحدث لما يعرف بـ"مراكز التعاون التابعة لمنظمة الصحة العالمية"، والتي تستضيف الولايات المتحدة منها 72 مركزًا، وهو العدد الأكبر مقارنة بأي دولة أخرى.. وتصنف هذه المراكز من قبل منظمة الصحة العالمية على أنها رائدة عالميًا في مجالها، وتوفر تحليلات ونصائح للمنظمة، فيدير غوستين، على سبيل المثال، مركز التعاون التابع للصحة العالمية لقانون الصحة الوطنية والعالمية، فيجب إعادة اعتماد هذه المراكز من قبل كل من مقر منظمة الصحة العالمية والبيت الأبيض كل أربع سنوات.
وبحسب تقرير الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، فإن الولايات المتحدة ستفقد بقرار الانسحاب صوتها المؤثر في جمعية الصحة العالمية، وهو اجتماع سنوي للدول الأعضاء يتم خلاله انتخاب المدير العام، ومراجعة واعتماد ميزانية منظمة الصحة العالمية، ووضع السياسات المتعلقة بقضايا، مثل استئصال الأمراض، ومكافحة التبغ، والمساواة في توزيع اللقاحات.
وقال جيريمى كونينديك رئيس منظمة اللاجئين الدولية ومسئول سابق فى إدارة الرئيسين باراك أوباما وجو بايدن إذا كان القلق الحقيقي هو أن منظمة الصحة العالمية تقع تحت تأثير الصين، فإن إبعاد الولايات المتحدة عن المعادلة سيجعل الأمر محسوماً لصالح الصين.
اقرأ أيضاًيسيل الدم من العينين والفم.. الصحة العالمية تحذر من تفشي فيروس ماربورغ القاتل
فيروس ماربورج يتسبب في 8 وفيات بتنزانيا.. والصحة العالمية تحذر
ما هي التدابير الوقائية ضد فيروس HMPV؟.. متحدث الصحة العالمية يوضح