قالت دار الإفتاء المصرية، إن الله تعالى اختص الصوم بإضافته إلى نفسه دون غيره من سائر العبادات لوجوه كثيرة، منها، أن الصيام لا يدخل فيه الرياء، بل هو سِر بين العبد وربه، وأنه لم يُعبد به غير الله، وأنه مما لا يقتص به يوم القيامة في مظالم العباد، وأن الله تعالى هو المتفرد بعِلْم ثوابه، ومضاعفة الأجر عليه، وأنه تقرب إلى الله بما يوافق صفته، فناسب إضافته إليه، وكلها محتملة لا منافاة بينها.

الإفتاء توضح حكم صيام المريض النفسي أركان العمرة وواجباتها.. دار الإفتاء توضح

شروط وجوب الصيام

أوضحت الإفتاء، أن من الأمور التي تُعْلَمُ من الدِّين بالضرورة فريضة صـوم رمضان، فهو ركن من أركان الإسـلام، وفريضةٌ من فرائضه، فرضها الله سبحانه وتعالى على كلِّ مسلمٍ بالغٍ عاقـلٍ صحيحٍ مقيم مستطيع خالٍ من الموانع، فقال جلَّ شأنه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ۝ أَيَّامًا مَعْدُودَات﴾ [البقرة: 183-184].

وجوه اختصاص الله تعالى بالصيام له وحده دون سائر العبادات

بينت الإفتاء، أنه قد اختصَّ الله تعالى الصومَ من بين سائر العبادات ليكونَ له وحده، ولا يطلع عليه غيره؛ لكونه تركًا خفيًّا، ففي الحديث القدسي: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ» متفقٌ عليه.

وتابعت: وقد تعددت نصوص الفقهاء واختلفت عباراتهم في بيان وجه اختصاص الله تعالى بالصيام وحده دون سائر العبادات، ومما ذكروه في بيان وجوه هذا الاختصاص ما يلي:

أن الصيام لا يدخل فيه الرياء، ولا يقع بالحركات والسكنات، وإنما هو سِرٌّ بين العبد وربه لا يطلع عليه غيره، فهو من التروك الخفية التي لا يطلع على حقيقة نية العبد فيها وصومه إلَّا الله عز وجل.

فَقَد وَرَدَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ فِي الصِّيَامِ رِيَاءٌ» أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان".

الصيام

أن الصيام هو العبادة الوحيدة التي لا تنصرف لغير الله، فلم يُعبَد بها غيرُه قط على مرِّ الأعصار وفي كافَّة الأمصار.

قال الإمام النووي في "شرحه على مسلم" في بيان أوجه اختصاص الله بالصوم دون غيره: [فقيل: سبب إضافته إلى الله تعالى أنه لم يُعبَد أحدٌ غيرَ الله تعالى به، فلم يعظم الكفارُ في عصر من الأعصار معبودًا لهم بالصيام، وإن كانوا يعظمونه بصورة الصلاة، والسجود، والصدقة، والذكر، وغير ذلك].

أن الصيام فيه الكفُّ عن شهوتي البطن والفرج، والاستغناء عن ذلك من صفات الذات الإلهية، فلما تقرَّب الصائمُ إلى الله بما يوافق صفته جلَّ شأنه ناسب ذلك إضافته سبحانه الصيام إلى نفسه.

أن الصيام يجازي اللهُ العبدَ عليه أضعافًا كثيرة غيرَ معلومة القدر، بخلاف سائر العبادات التي يتضاعف فيها الأجر إلى سبعمائة ضعف، فالله تعالى هو المتفرد بعِلْم ثواب الصيام وتضعيف الأجر عليه. 

أن الصيام يستثنى من سائر العبادات في المقاصة يوم القيامة، فهو مما لا يقتص منه لمظالم العباد. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصوم الإفتاء دار الإفتاء الصيام العبادات الله تعالى أن الصیام

إقرأ أيضاً:

درس التراويح بالجامع الأزهر: حسن الظن بالله من أعظم العبادات القلبية

قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، إن حسن الظن بالله يعد من أعظم العبادات القلبية التي تمنح الإنسان راحة نفسية، وثقة في رحمة الله وقدرته على تحقيق الخير لعباده، وقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم: "يقول الله- تعالى-: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء.

بث مباشر لصلاة العشاء والتراويح من الجامع الأزهر في ليلة 24 رمضاندرس التراويح بالجامع الأزهر: قيام الليل من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه

وبيّن رئيس جامعة الأزهر، خلال درس التراويح بالجامع الأزهر، أن لحسن الظن بالله الكثير من الثمار منها الراحة النفسية حيث يزيل القلق والخوف، ويجعل الإنسان أكثر تفاؤلًا بالمستقبل، فضلا عن القوة في مواجهة المحن، فيدفع المؤمن للصبر والثبات عند الابتلاءات، لأنه يؤمن أن كل ما يقدّره الله خير، بالإضافة إلى التقرب إلى الله فيجعل العبد أكثر إقبالًا على الطاعات، وثقة بأن الله يغفر الذنوب ويتقبل التوبة، كما يحقق النجاح والسعادة فالمتفائل بحسن الظن بالله يسعى ويجتهد مؤمنًا بأن الله يوفقه.

وأوضح الدكتور "داود" كيفية حسن الظن بالله، مبينا أنه يكون من خلال التوكل على الله في كل أمور الحياة، مع الأخذ بالأسباب، والاستعانة بالاستغفار والدعاء، واليقين بأن الله سيستجيب، وبعدم اليأس أو القنوط، لأن رحمة الله وسعت كل شيء.

وأكد أن حسن الظن بالله من العبادات الجليلة التي يبنغي أن يملأ المؤمن بها قلبه في جميع أحواله ويستصحبها في حياته وفي هدايته وفي رزقه وفي صلاح ذريته وفي إجابة دعائه وفي مغفرة ذنبه وفي كل شيء.

ويُحيي الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان المبارك بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: مقارئ قرآنية، ملتقيات دعوية عقب الصلوات، دروسًا علمية بين التراويح، صلاة التهجد في العشر الأواخر، تنظيم موائد إفطار يومية للطلاب الوافدين، إضافة إلى احتفالات خاصة بالمناسبات الرمضانية، وذلك في إطار الدور الدعوي والتوعوي الذي يضطلع به الأزهر الشريف لنشر العلوم الشرعية وترسيخ القيم الإسلامية السمحة.

مقالات مشابهة

  • لعيد البشارة في تلاقي الصوم والصيام معنىّ آخر هذه السنة
  • تعليم الغربية ودار الإفتاء تنظمان ندوة توعوية عن «فضائل رمضان وفتاوى الصيام»
  • الصيام طريق لتحقيق التقوى 
  • محمود شلبي: شهادة الزور من الكبائر وتحبط ثواب الصيام
  • درس التراويح بالجامع الأزهر: حسن الظن بالله من أعظم العبادات القلبية
  • أزهري: الصيام يقوي عزيمة العبد ويجعله يتشبه بالملائكة في طاعة الله
  • «فإني قريب أجيب دعوة الداع».. شيخ الأزهر يصحح اعتقادا شائعا في معنى «قُرب الله»
  • بعد تصريحات تارا عماد.. الإفتاء تحذر من عقوق الوالدين.. 6 أمور تصيب مرتكبها
  • صوم القيامة يصل للنصف بـ «أحد السامرية» .. تعرّف عليه
  • درس التراويح بالجامع الأزهر: قيام الليل من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه