لماذا نميل لتناول الطعام المريح في فصل الشتاء أكثر من الصيف؟
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
تجذبنا أطباق المعكرونة بالجبنة والحلويات والحساء الدافئ، والشوكولاتة الساخنة مع المارشميلو في فصل الشتاء، إذ تجعلنا هذه الأصناف وغيرها من الأطعمة نشعر بالارتياح في الأجواء الباردة. لكن لماذا نشتاق إليها في فصل الشتاء تحديدا، وليس في الصيف؟
تعرف اختصاصية التغذية العلاجية حنين السالم، "الطعام المريح" بأنه نوع من الطعام المرتبط بالراحة النفسية والتسلية، وقد يستخدم للإشارة إلى الأطعمة التي يتناولها الناس عادة لتحسين المزاج أو التخفيف من التوتر والقلق أو الملل.
وغالبا ما تكون الأطعمة المريحة عالية النشويات والدهون والسكريات، ومن الأمثلة عليها: المعجنات، والشوكولاتة، والحلويات، والمقالي، والوجبات السريعة.
ويساعد الطعام المريح على الشعور بالمتعة، لأنه يسهم في إفراز كميات عالية من هرمون الدوبامين والسيروتونين الذي يرتبط بالشعور بالسعادة اللحظية، وفق السالم.
وينظر إلى استهلاك "الطعام المريح" على أنه استجابة لضغط عاطفي، إذ يميل الذين يعانون من مشاعر سلبية إلى تناول طعام غير صحي لمحاولة الإشباع الفوري، حتى لو لم يدم طويلا، وهذا ما يعرف بدوره بـ"الأكل العاطفي".
وفي فصل الشتاء، يتعرض الناس لكميات أقل من ضوء الشمس، إذ تكون فترة النهار أقصر من الليل، ومن ثم يؤدي قلة التعرض للشمس إلى نقص فيتامين "دي"، والذي يدخل في تصنيع هرمون السيروتونين. ومع قلة إنتاج هذا الهرمون، يلحظ الإنسان تغييرات في مزاجه وطاقته.
لذلك يعتبر الاكتئاب الموسمي إحدى الظواهر الشائعة في فصل الشتاء، والذي يدفع الإنسان للاستجابة للتقلبات المزاجية عبر تناول "الطعام المريح" الذي يحسن المزاج بشكل فوري، بحسب السالم.
وللتعامل الصحي مع الرغبة في تناول الأطعمة المريحة، تنصح اختصاصية التغذية العلاجية باللجوء إلى النوعيات التي تشعر بالدفء مثل الشوربات الصحية -كشوربة العدس أو الخضار- لأنها ستساعد على ترطيب وتدفئة الجسم وملئ المعدة، مما يقلل الشعور بـ"الجوع العاطفي".
وتشرح السالم "يعتبر إدخال المأكولات الموسمية كالبطاطا الحلوة، أو الكستناء أو الذرة كوجبات خفيفة فكرة رائعة بدلا من الأطعمة عالية الدهون، إذ توفر كمية جيدة من النشويات الصحية، والألياف التي تساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول".
وتختم "لا ننسى أهمية كسر الحلقة المفرغة من الطعام العاطفي عن طريق استبدال عادة اللجوء إلى الأطعمة المريحة لتحسين المزاج، بعادة أخرى كممارسة هواية أو رياضة محببة للشخص، فممارسة الأنشطة تزيد إفراز هرمون الإندورفين الذي يحسن المزاج ويقلل التوتر".
من جانبه، يقول اختصاصي الطب النفسي أسامة كنعان إن "هناك علاقة واضحة بين الحالة المزاجية واختيارات الطعام، وهناك فوائد طويلة وقصيرة المدى من اختياراتنا لنوعية الطعام الذي نتناوله، فعندما نكون في مزاج إيجابي، نميل إلى التركيز على الفوائد طويلة المدى، نريد عادة أن تكون خياراتنا صحية، فنختار بالتالي طعاما صحيا".
"أما عندما نكون في مزاج سلبي، فإننا نبحث عن فوائد قصيرة المدى لرغبتنا في إصلاح مزاجنا سريعا، لذلك نميل عادة إلى الأطعمة غير الصحية والغنية بالسكر والكربوهيدرات، والتي تورث شعوراً بالراحة".
ويعرف كنعان "الطعام المريح"، بأنه الطعام الذي يعطي قيمة عاطفية أو شعورا بالحنان لشخص ما، ويتميز بطبيعة سعراته المرتفعة، إضافة لسهولة تحضيره.
ويوضح "هذا الطعام ينشط مسار الدوبامين في الدماغ، مما يحفز مشاعر المكافأة والمتعة، ففي الأوقات التي نشعر فيها بالإحباط تعمل الأطعمة المريحة على تحسين مزاجنا، حتى لو كان مؤقتًا فقط".
ويقول كنعان "تتضمن الأسباب النفسية لزيادة تناول الأطعمة المريحة في فصل الشتاء عدة عوامل تتداخل معا، وقد تتفاعل الجوانب النفسية والعقلية مع العوامل البيولوجية والاجتماعية"، ومنها:
الحنين والذكريات إلى الماضي: يمكن أن تكون الأطعمة المريحة ذات صلة بالذكريات الدافئة والإيجابية مع العائلة أو من نحب، مما يثير مشاعر الحنين إلى لحظات سعيدة من الماضي. الحاجة إلى الدفء: يمكن أن يكون تناول الطعام الدافئ واللذيذ رد فعل طبيعي للبحث عن شعور بالدفء، مما يعزز الراحة النفسية في ظروف البرودة. تأثير الهرمونات: قد تؤثر التغييرات في درجات الحرارة والإضاءة في الشتاء على مستويات الهرمونات، مثل هرمون السيروتونين والميلاتونين، والتي قد تؤثر في المزاج وتحفز الرغبة في تناول الطعام. الاستجابة النفسية للبرودة: في بعض الحالات، يمكن أن يكون تناول الطعام ذو القوام الثقيل، والذي يحتوي على سعرات حرارية عالية استجابة نفسية لرغبة الجسم في التعامل مع البرودة. التأثير الاجتماعي: في الفصول الباردة، قد يكون هناك ميل للتجمع وقضاء وقت مع الأحباء داخل المنازل، وقد يكون تناول الطعام جزءا من هذه الأنشطة الاجتماعية، مما يعزز الرغبة في تناول الأطعمة المريحة. زيادة السعادة: تشير بعض الدراسات أن الأطعمة المريحة، وخصوصا الغنية بالكربوهيدرات لها دور في زيادة مستويات السيروتونين في الجسم، وهو ناقل عصبي مرتبط بمشاعر السعادة والرفاهية.لماذا في الشتاء.. لا الصيف؟
من جانبه، نشر موقع "إيه بي سي" أسبابا تفسر لماذا نشتاق للأطعمة المريحة في الشتاء، وليس في الصيف:
الأمعاء "تتحدث" إلى الدماغ: في مجال الطب النفسي الغذائي -الجديد نسبيا- تنتج المعدة "مواد السعادة الكيميائية" الدوبامين والسيروتونين. وعندما نأكل، فإن عملية معقدة تتعلق بالدماغ تعني أن هذه المواد الكيميائية العصبية تثير مشاعر السعادة والرفاهية. مواد السعادة: ويتم أيضا إنتاج مواد السعادة الكيميائية هذه عندما نمارس الرياضة، ونتعرض لأشعة الشمس، والتي تنخفض في الشتاء. وينتج عن ذلك تغيير في التوازن الدقيق بين البكتيريا الجيدة والسيئة التي تعيش في المعدة، وبالتالي هناك علاقة بين الأمعاء والدماغ. قد يكون للتطور يد: سبب آخر يجعلنا نتوق إلى تناول المزيد من الأطعمة المريحة خلال أشهر الشتاء قد يكون تطوريا. قبل أن نتمتع بالتقدم التكنولوجي مثل السكن والتدفئة ومحلات السوبرماركت والملابس، كان البشر الذين زادت أوزان أجسامهم خلال فصل الشتاء للتدفئة كانوا أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة في ظروفهم البيئية. وبالتالي فإن الرغبة في تناول الكربوهيدرات والأطعمة الغنية بالسكر كانت بمثابة آلية وقائية. علم النفس والرغبة والمزاج: تقول نظرية التعلم الاجتماعي أن الناس يتعلمون من بعضهم بعضا من خلال المراقبة والتقليد والنمذجة.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الرغبة فی تناول فی فصل الشتاء تناول الطعام فی الشتاء قد یکون
إقرأ أيضاً:
لماذا فضّل صلاح البقاء في ليفربول على أكثر من نصف مليار دولار من السعودية؟
قالت شبكة "بي بي سي" البريطانية إن النجم المصري محمد صلاح فضّل البقاء في فريقه ليفربول، على الأموال الطائلة التي كان يمكنه الحصول عليها لو ذهب إلى الدوري السعودي.
وذكرت "بي بي سي" أن صلاح الذي كان عقده ينتهي هذا الصيف قبل التجديد مع ليفربول، تلقى عرضا بنحو 500 مليون جنيه إسترليني من السعودية، وهو ما يعادل (655 مليون دولار).
ولفت التقرير إلى أن الصلاح الذي ألمح مرارا طيلة الفترة الماضية عن إمكانية خروجه لم تكن صادقة تماما، حيث كان يرغب النجم المصري في البقاء لمدة أطول في ليفربول الذي انضم إليه قبل 8 سنوات.
وأضافت "كان لا بد أن تكون الظروف مناسبة لكلٍّ من صلاح وليفربول. ولحسن حظ جماهير النادي، تم التوصل أخيرًا إلى حل وسط".
وأشارت مصادر مقربة من الملف إلى حدوث انفراجة في المحادثات بين صلاح وممثله رامي عباس عيسى والمدير الرياضي لليفربول ريتشارد هيوز في نهاية آذار/ مارس الماضي، حيث تم الانتهاء من إجراءات الصفقة في وقت سابق من هذا الأسبوع.
والجدير بالذكر أن صلاح لن يخفض راتبه للبقاء في ليفربول، وسيتقاضى ما يقارب 400 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا.
ويمنحه عقده الممتد لعامين مستوى من الأمان لا يحظى به لاعبون في سنه، حيث يبلغ اليوم 33 عاما.
وبحسب بي بي سي فإن ليفربول نجح في إقناع صلاح بالتجديد، ويتجه نحو إقناع القائد فيرغل فان دايك لقناعته أنه سيوفر أموالا من خروج نجمه ألكسندر أرنولد إلى ريال مدريد، حيث يتقاضى الأخير رواتب مرتفعة.
وتشدد "بي بي سي" أن المال لم يكن العامل الحاسم في تجديد صلاح مع ليفربول، حيث أن النجم المصري كان بإمكانه الحصول على أضعاف ما يتقاضاه مع "الريدز" في حال توجه للسعودية.
ولفتت إلى أن صلاح قرر أخيرا أن يضع طموحه الرياضي "فوق محفظته"، مضيفة أن "مقربون من النجم المصري يعتقدون أن لديه 3 سنوات على الأقل للعب في أعلى مستوى".
ويعتقد صلاح أنه لا يزال لديه المزيد ليحققه في كرة القدم الأوروبية أيضًا، بدءًا بالطبع بالفوز بلقب الدوري العشرين مع ليفربول هذا الموسم.
ويطمح صلاح أيضًا للفوز بجائزة الكرة الذهبية، حيث حقق المركز الخامس في أعلى تصنيف له في عامي 2019 و2022.
ويريد صلاح أيضًا الفوز بدوري أبطال أوروبا مرة أخرى، وضمان بقاء ليفربول على قمة كرة القدم الإنجليزية.
ومن المثير للاهتمام أن يقال إن أحد العوامل الرئيسية في قراره بتجديد عقده كان رغبته في التنافس مع النخبة للمساعدة في التحضير لبطولتي كأس العالم وكأس الأمم الأفريقية المقبلتين مع مصر.
وكان التحدي الرياضي هو الذي دفعه لاتخاذ قراره بشأن صلاح، على الرغم من أن حقيقة أن زوجته ماجي وابنتيه مكة وكايان يستمتعن بالحياة في ميرسيسايد تم وصفها أيضًا بأنها عامل رئيسي.