دراسة حديثية في جناح الأزهر تفند شبهات بعض المعتزلة حول السنة النبوية
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
يقدم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 55 لزوَّاره كتاب «النَّقْض على أبي القاسِم الكَعْبي.. دراسة حديثية نقدية لكتابه «قبول الأخبار ومعرفة الرجال»، بقلم د. صلاح الدين الشامي، عضو مكتب إحياء التراث بمشيخة الأزهر، من إصدارات مجمع البحوث الإسلاميَّة.
دراسة حديثية في جناح الأزهر تفند شبهات بعض المعتزلة حول السنة النبويةجاءت هذه الدِّراسَة لنَقْدِ أثرٍ مِن آثارِ المُعتزِلة الأوائل؛ إذ صنَّف أبو القاسِم البَلْخي الكَعْبي (ت.
ويُعرَف هذا الكتاب: «قَبول الأخبار ومَعْرِفة الرِّجال» في أدبيَّات المُعتزِلة بـ«نَقْض السِّيرجاني»؛ وذلك لأنَّه وَضَعَهُ للرَّدِّ على حرب بن إسماعيل الكَرْماني السِّيرجاني (ت. 280هـ) من أصحاب الإمام أحمد بن حنبل (ت. 241هـ) وأحد رواة المسائل عنه، فإن الكَرْماني ألَّف كتابًا في الاعتقاد يُعرَف بـ«السُّنَّة والجماعة»، لكنه تَزَيَّد فيه على مقالات أهل السُّنَّة والجَماعة، بما جَعَلَه عُرْضةً لنَقْدِ أهل مدرسته قَبْل غيرهم، فجاء الكَعْبي وقد ساءه ما وَقَعَ فيه الكَرْماني، فاستغلَّ هذا التَّزيُّد ليَشُنَّ حربًا -غير مُنصِفة- لا على حربٍ فقط، وإنَّما على أهل الحديث قاطبة، بما جَعَلَ نَقْض نَقْضِه ضرورة بحثية واجبة؛ فكانت هذه الدِّراسة «النَّقْض على أبي القاسم الكَعْبي».
عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: السنة النبوية فى حفظ الله بنص القرآن الكريم دعاء لراحة النفس وإزالة الهم من السنة النبوية والقرآن الكريمويؤكد المؤلف، في نتائج بحثه، أن أئمة الحديث الذين دارت عليهم السنن وانتهى إليهم العلم بالحديث كانوا جميعًا من أهل السنة والجماعة، وأصحاب صلاح واستقامة، ولم تثبت عنهم بدعة كبدع النصب والقدر والتشيع، وقد أتت هذه الدراسة لإنصافهم من الشبهات التي توهمها الكعبي، لافتًا إلى أن صدارة أهل الحديث وريادتهم في السُّنَّة وعلومها من الأمور المتفق عليها، وقد أقر بعض أعيان المعتزلة بهذا، كما أنَّ ضعف المعتزلة في هذا الباب مما اعترف به المعتزلة أنفسهم.
وفي نهاية دراسته، يوصِي المؤلف بتأسيس علم تأريخ الشبهات، وعلم تأريخ الردود، بأن يكون كل علم منهما قائم على الرصد والتتبع لتاريخ ظهور الشبهة، ومصادر استمدادها، ومراحل تطورها، ومَن قال بها، وأثرها في العلوم، وتاريخ الرد على الشبهة، ومراحله، ومَن تصدَّى لها، وأثر ذلك في العلم، وتدريب الطلاب والباحثين على ذلك.
وتشتمل الدراسة على تمهيد وبابين، يتناول التمهيد التعريف بالمعتزلة وبيان مكانة الكعبي فيهم، وموقف المعتزلة من السُّنَّة النبوية وبيان مواقف المُتقدِّمين منهم والمُتأخِّرين، والمُتشدِّدين منهم والمُعتدِلين، وبيان انقطاع نسبة المُنكِرين للسُّنَّة في العصر الحديث إلى المعتزلة وإن زعموا أنهم يسيرون على دربهم، وعناية المعتزلة بالسُّنَّة النبوية مع ذكر بعض رواة المعتزلة المُخرَّج حديثهم في كتب أهل السُّنَّة.
ويضم الباب الأول أربعة فصول كالتالي: ترجمة حرب بن إسماعيل الكَرْماني، التعريف بكتاب «السُّنَّة والجَماعة» له، ترجمة أبي القاسم البلخي الكعبي، التعريف بكتاب "قبول الأخبار ومعرفة الرجال" له.
فيما يشتمل الباب الثاني على خمسة فصول كالتالي؛ موقف الكعبي في كتابه من الحديثِ الشَّريف، والسُّنَّة النبوية، موقف الكعبي من الصَّحابة رضي الله عنهم، موقف الكعبي من رواة أهل السُّنَّة، موقف الكعبي من أخبار الآحاد، موقف الكعبي من نقد المتون المرويَّة بالحُجَج العقلية.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعويَّة في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر جناح الأزهر معرض القاهرة الدولي للكتاب السنة النبوية المعتزلة السنة النبویة جناح الأزهر ة النبویة أهل الس
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر يفتتح جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته «56»
برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، افتتح الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، صباح اليوم الخميس، جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته «56»، وذلك بحضور الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وفضيلة الشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، وعدد من قيادات وعلماء الأزهر الشريف.
وأكد الدكتور الضويني، خلال تفقده جناح الأزهر بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، حرص الأزهر الدائم على المشاركة في معارض الكتاب والمحافل الثقافية، خاصة معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يُعد منصةً ثقافيةً عالميةً ونافذةً لمصر على العالم.
وأضاف أن جناح الأزهر يعد أيقونةً مميزةً ضمن أجنحة المعرض ومنصة ثقافية تثري العقل وترتقي بالوعي، وأن التصميم الجذاب للجناح هذا العام مستلهم من الطراز المعماري للجامع الأزهر، كما اطلع على أركان الجناح المختلفة، والإصدارات العلمية المتنوعة والمتميزة المعروضة فيه.
ويخصص الأزهر جناحه هذا العام للاحتفاء بالعالم الجليل الدكتور محمد عبد الله دراز، الذي ينحدر من أسرةٍ علميةٍ عريقةٍ، وهو ابن جامعتي الأزهر والسوربون، وصاحب المؤلفات القيمة مثل «دستور الأخلاق في القرآن»، والتي تُرجمت إلى عدة لغات، بما فيها الفرنسية، كما مثل الشيخ دراز مشيخة الأزهر في العديد من المؤتمرات الدولية، وكان من أبرز المهتمين بقضايا الوطن والأمة.
ويضم جناح الأزهر مجموعةً متكاملةً من الأركان التي تلبي احتياجات الجمهور واهتماماتهم، تشمل منفذًا لبيع الكتب، وأركانًا للمكتبة والمخطوطات النادرة، والفتاوى، والخط العربي، بالإضافة إلى قاعةٍ للندوات الحوارية، وبانوراما الأزهر، والمركز الإعلامي. كما يضم الجناح ركنًا خاصًّا للتعريف بشخصية الجناح، وأركانًا لقطاع المعاهد الأزهرية، وجامعة الأزهر، ومرصد الأزهر، ومركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، فضلًا عن ركن الطفل ومجلة نور، ومنطقةٍ مخصصةٍ للأنشطة الفنية المتنوعة، وقاعةٍ خاصةٍ باستقبال كبار الزوار.
ويقع جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، داخل قاعة التراث رقم «٤»، على مساحةٍ تبلغ نحو ألف مترٍ مربعٍ.