الشارقة: محمد إبراهيم

الإمارات من أكثر الدول العربية التي أولت لغة الضاد أهمية خاصة، وخصصت لها مبادرات ومسارات للمحافظة على مكوناتها ومكانتها عالمياً وإقليمياً ومحلياً، انطلاقاً من إيمانها بحماية الهُويّة الوطنية، التي تشكل اللغة العربية أحد أبرز مكوناتها.

الشارقة، بقيادة وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الإمارة، كان لها نصيب كبير في رعاية اللغة العربية، بمبادرات نوعية وجهود حثيثة من سموّه، لتعزيز مكانة لغة الضاد، وتمكينها في جوانب الحياة اليومية كافة، لتسجل حضوراً ومكانة عالميين يليقان بها بين لغات العالم، وقادرة على مواكبة اتجاهات التطور العالمية.

في وقت أكد عدد من خبراء اللغة والمتخصصين، أن سموّه، أخذ على عاتقه مهمة النهوض بلغة الضاد، وتمكينها منذ توليه مقاليد حكم الإمارة، فكانت رؤاه الثاقبة وتوجيهاته الحكيمة بإنشاء مؤسسات وطنية متخصصة في علوم اللغة، وبناء استراتيجيات عمل متكاملة، ومبادرات نوعية تشكل مسارات جديدة لتمكين اللغة العربية، موضحين أن المحافظة على لغة القرآن الكريم، تعد حفاظاً على الدين وعلى تاريخ العرب وحضارتهم.

واليوم نحتفي بمرور 52 عاماً على تولي صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، مقاليد حكم الإمارة، «الخليج» ترصد عدداً من الاتجاهات والخطط والمبادرات التي قدمتها الشارقة تحت قيادته الحكيمة، للمحافظة على مكوّنات لغتنا العربية ومكتسباتها، وتمكينها وتعزيز مكانتها بين لغات العالم.

الهوية الوطنية

البداية كانت مع قراءة «الخليج» جانباً من مسيرة المحافظة على اللغة العربية ومكتسباتها وتعزيز مكانتها في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، إذ اتخذت الجهود والمبادرات الخاصة بلغة الضاد، طابعاً تحفيزياً يستهدف الفئات العمرية كافة، لتعزيز الهوية الوطنية، والمحافظة على إرث اللغة الحضاري وتاريخها المجيد.

والمرسوم الأميري رقم (96) لسنة 2016 بإنشاء مجمع اللغة العربية في إمارة الشارقة، أحد أهم المسارات التي وجدت من أجل حماية لغة الضاد والحفاظ على سلامتها، وانطلاقاً من اعتزاز سموّه، باللغة العربية وحرصه على حمايتها والمحافظة على تراثها وقواعدها، وتشجيع الأبحاث في مجالها.

قضايا اللغة

يركز المجمع على قضايا اللغة العربية ودعم المجامع اللغوية والعلمية في العالمين العربي والإسلامي، ويعدّ في مضمونه همزة وصل للحوار الثقافي والبحث اللغوي والمعجمي بين الباحثين في شتى دول العالم، إذ عدّه خبراء اللغة منارة أكاديمية للتمكين اللغوي، وتوثيق أواصر التعاون العلمي والمعرفي بين المجامع اللغوية والعلمية، في العالمين العربي والإسلامي.

ترتكز أهداف المجمع على 10 مرتكزات أبرزها رعاية الأعمال البحثية والمشاريع العلمية المتعلقة بالعربية، ورعاية برامج تسهيل تعلمها، وتحفيز النشء على التعامل بها، والإبداع في فنونها وأجناسها الأدبية، والإشراف والتخطيط والرعاية المادية لإنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، والنهضة بالجانب المصطلحي وتهذيبه، والإشراف على إصدار قواميس ومعاجم لغوية عصرية تلبّي حاجيات المتحدّث باللغة الفصيحة والكاتب بها في العصر الحديث.

ويركز المجمع على مدّ جسور التّعاون، وتنسيق الجهود مع المجامع اللغوية والعلمية في عالمينا العربي والإسلامي للوصول إلى مخرجات معرفية هادفة وواعدة، والتواصل مع رجالات الفكر واللغة والثقافة والآداب والعلوم الإنسانيّة في شتى دول العالم، والمشاركة في برامج إدماج لغة الضاد في البحث، والإفادة من مفرزات الانفجار المعلوماتي لخدمة العربية، ورعاية الدراسات العلميّة التي تتناول تاريخ الأمة العربية وحضارتها وصلتها بالحضارات الأخرى، ورعاية المشاريع العلمية المتعلقة بتحقيق المخطوطات اللغوية والتراثيّة.

دعم لغوي

وأكد الدكتور عيسى الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، أن الشارقة مقر أمان لرعاية اللغة العربية بفضل الجهود المخلصة والمتابعة الحثيثة والرعاية السامية من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي حرص على دعمها بسخاء لا حدود له، إيماناً منه بعظمتها ومكانتها التاريخية والعالمية.

د.عيسى الحمادي

وقال «توجيهات سموّه أثرت بإيجابية في ترجمة خدمة لغتنا العظيمة إلى واقع عملي حقيقي، يتجلى في دعم الشارقة ل«شمس المعاجم» المعجم التاريخي الذي يعد إنجازاً تاريخياً عظيماً، وأكبر مشروع لغوي معاصر حيث يعمل فيه عدد ضخم من العلماء والمعجميين واللغويين ليل نهار، وسوف يكون مرجعاً لغوياً يحفظ ل«العربية» تاريخها وألفاظها ومعانيها وتراثها وقيمها.

إنجازات لغة الضاد

وأضاف أن جهود الشارقة بقيادة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لا تتوقف هنا فحسب، إنما تدعم لغة الضاد وتطوير تعليمها وتعلمها إقليمياً وخليجياً، فمنذ لحظة إعلان وزراء التربية والتعليم أعضاء المؤتمر العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، تأسيس المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، بادر صاحب سموّه، باحتضان المركز في الشارقة ومنحه أرضاً ومبنى خاصاً في المدينة الجامعية وتأثيثه ودعمه بكل الاحتياجات، لتمكينه من تحقيق الكثير من الإنجازات على مستوى دول الخليج.

وأوضح أنه من أبرز منجزات المركز إصدار دراسات وبحوث نوعية فريدة، في تطوير سياسات تدريس العربية في أكثر من خمسين إصداراً أبرزها: الإطار المرجعي لتعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى (تأليفاً، تعليماً، وتدريباً) وهو أول إطار من في العالم ليكون إهداءً عالمياً من المركز التربوي بالشارقة إلى الناطقين بلغات أخرى. وقد نشر رقمياً لتعميم الاستفادة منه، فضلاً عن إصدارات أخرى تسهم في تطوير تعليم اللغة العربية في مجالات عدة، كالمفاهيم الجديدة والمواطنة والتنمية المستدامة والتعليم الأخضر، والمهارات الجديدة، واستراتيجيات تدريس اللغة العربية ومعايير مناهج لغة الضاد في ثمانية أجزاء تستهدف جميع المراحل الدراسية.

مناهزات اللغة

وأفاد بأن أهمية المؤتمر الذي ينظمه المركز، برعاية صاحب السموّ حاكم الشارقة، تكمن في توصياته لخبراء وأساتذة الجامعات والباحثين في مناهج العربية وطرائق تدريسها، فضلاً عن إصداراته في أربعة أو خمسة أجزاء، تتضمن بحوثاً ودراسات محكّمة من لجنة علمية تختار بعناية فائقة، كذلك «مناهزات اللغة العربية لدول الخليج»، وهي مسابقة ومنافسة خليجية بين الطلبة المبدعين والمتميزين في العربية وتكرم سموّه، باختيار هذا الاسم الفريد لها، وتفردت المسابقة في الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج وأصبحت من أهم المنافسات الخليجية في لغة الضاد.

نتيجة طبيعية

ويرى الدكتور عطا حسن عبد الرحيم، مدير مركز التعليم المستمر والتطوير في «الجامعة القاسمية»، أن جهود صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في دعم مسارات الارتقاء بالعربية وحمايتها والمحافظة على مكتسباتها، مشهودة ومؤثرة، بمبادرات ممنهجة ومدروسة، أحدثت انتصارات نوعية للغة الضاد على الصعد كافة، وطالت في مضمونها طلاب العلم في جميع مراحل التعليم، وامتدت لتصل إلى خبراء اللغة والمتخصصين وأهل الثقافة والعلم.

د.عطا عبد الرحيم

وأفاد بأن الإنجازات التي حققتها العربية في الشارقة، نتيجة طبيعية لتوجيهات سموّه، وجهوده العظيمة في خدمة لغة القرآن الكريم.

مختبر مطور

وفي مداخلة له أكد الدكتور إبراهيم الحربلي، أستاذ الأدب العربي في «الجامعة العالمية» بلبنان، أن «مجمع اللغة العربية» الذي وجّه بتأسيسه صاحب السموّ حاكم الشارقة، مختبر لغوي مطور لعلوم العربية، إذ تجرى فيه دراسات وبحوث لغة الضاد بإشراف كامل ودقيق، والتركيز على الارتقاء باللغة العربية، وإحياء التراث العربي والإسلامي، وتوثيقه، ودراسة المصطلحات العلمية والأدبية والفنية والألفاظ الحضارية.

وفي حديثه عن المعجم التاريخي للغة العربية، أفاد بأنه أحد المشروعات المهمة التي تبنّاها صاحب السموّ حاكم الشارقة، للنهوض بلغة الضاد وخدمتها والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

حركة المجامع اللغوية

جاءت فكرة تأسيس مجمع اللغة العربية بالشارقة استجابة للكثير من الأهداف والمشاريع التي ركز عليها صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، إذ إنه عايش حركة المجامع اللغوية والعلمية أكثر من ستة عقود ابتداء من ستينات القرن الماضي، في مرحلته الجامعية التي قضاها في القاهرة، وكان شاهداً على الأحداث الكبرى والنشاطات والإنجازات لمجمع اللغة العربيّة بالقاهرة.

الإنتاج الفكري

تعد جائزة الشّارقة للدّراسات اللّغويّة والمعجميّة، من أبرز المسارات المؤثرة في طريق الارتقاء بالعربية، إذ تركز على دعم البحث والإنتاج الفكري في الدراسات اللغوية والمعجمية، والإسهام في إبراز الجوانب المعرفية المتعلّقة بلغة القرآن الكريم، وتشجع الباحثين في الميدان اللغوي الفسيح على توجيه نشاطهم الفكري والبحثي إلى المحاور والموضوعات التي تهم مستقبل اللغة العربية وعلومها.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات العربی والإسلامی اللغة العربیة اللغة العربی للغة العربیة لدول الخلیج العربیة فی لغة الضاد ة التی

إقرأ أيضاً:

«شؤون الضواحي» في الشارقة تناقش تحديات المجالس

الشارقة: «الخليج»

نظمت دائرة شؤون الضواحي في الشارقة، اللقاء السنوي لرؤساء المجالس، برئاسة الشيخ ماجد بن سلطان القاسمي، رئيس الدائرة، والدكتور عبدالله سليمان الكابوري، مدير الدائرة.

حضر الاجتماع 14 رئيس مجلس ضاحية، و5 رؤساء مجالس أولياء أمور الطلاب والطالبات، وعدد من مديري الإدارات بالدائرة.

بدأ الاجتماع بكلمة ترحيبية من الشيخ ماجد بن سلطان القاسمي، الذي عبّر عن شكره وتقديره للجهود المبذولة من قبل المجالس في تنفيذ رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في خدمة المجتمع.

وأكد أهمية الأدوار التي تقوم بها دائرة شؤون الضواحي والمجالس في تعزيز التواصل والتعاون بين مختلف أطياف المجتمع، مشيراً إلى أن هذه الجهود تعكس التزام الدائرة بتحقيق الأهداف الاجتماعية وتلبية احتياجات مجتمع الشارقة.

كما أشار إلى الدور الحيوي الذي تلعبه مجالس الضواحي في تعزيز قيم الترابط الاجتماعي والتعاون بين الجيران.

وأشاد بجهود رؤساء المجالس وأعضائها في تنفيذ البرامج والمبادرات التي تسهم في تحسين الخدمات وتنمية العلاقات الأسرية والمحافظة على نسيج المجتمع.

بدوره، أكد الدكتور عبدالله سليمان الكابوري، أهمية هذا اللقاء السنوي في تبادل الأفكار والخبرات، وأوضح أن الدائرة تسعى لتوفير الدعم اللازم للمجالس لتمكينها من أداء مهامها بفعالية وكفاءة.

وخلال الاجتماع، تم عرض ومناقشة تقارير أعمال مجالس الضواحي، والتي تناولت الإنجازات والتحديات خلال الفترة الماضية، واستعراض أعمال مجالس أولياء أمور الطلاب والطالبات، وأدوارها التربوية في دعم العملية التعليمية وتعزيز التواصل بين المدارس والأسر.

مقالات مشابهة

  • «شؤون الضواحي» في الشارقة تناقش تحديات المجالس
  • "قنصوه" ومدير مكتبة الإسكندرية يشهدان الليلة الثالثة عشرة من ليالي اللغة العربية
  • القيادة تعزّي حاكم الشارقة في وفاة الشيخة نورة بنت سعيد بن حمد القاسمي
  • سلطان القاسمي يصدر قراراً بتشكيل مجلس أمناء جامعة خورفكان
  • سلطان يسمي أكاديمية العلوم الشرطية «أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية»
  • ديوان حاكم الشارقة ينعى الشيخة نورة بنت سعيد بن حمد القاسمي
  • مسرحيون: «2 يوليو».. فرحٌ يسكن القلب
  • الشيخة نورة بنت سعيد القاسمي في ذمة الله
  • سعود بن صقر يعزّي في وفاة ناعمة بنت خالد القاسمي
  • قائد شرطة الشارقة: الإمارات نموذج عالمي يحتذى به في مكافحة المخدرات