لقد تعلمنا من أساتذتنا الكبار أن تصنيع الألبان ومنتجاتها يُعتبر بالفعل علمًا وفنًا، حيث يجمع ما بين المعرفة العلمية والمهارات الفنية لإنتاج منتجات ذات جودة عالية. 

لذلك سنتناول هذا الأمر في السطور الآتية بشيء من التفصيل الموجز.

أولاً علم التركيب الغذائي والكيميائي للمكونات الأساسية:

تتكون الألبان من مجموعة متنوعة من المركبات الكيميائية والمواد الغذائية مثل البروتينات والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن.

حيث يتطلب تصنيع الألبان فهمًا عميقًا للتركيب الغذائي والكيميائي للبن وكيفية التعامل مع هذه المركبات الكيميائية المعقدة. وذلك لأن دراسة وفهم خصائص المواد والتركيب الغذائي والكيميائي للألبان يعد أساسيًا لتحسين جودة المنتجات وتطوير منتجات جديدة.

ثانيا علم الميكروبيولوجي:
تحتوي الألبان على مجموعة متنوعة من الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات ويتعين على مصنعي الألبان فهم العوامل التي تؤثر على نمو هذه الكائنات الحية وتأثيرها على جودة المنتجات. وبالتالي فإن ذلك يتطلب فهمًا عميقًا لعلم الميكروبيولوجي لضمان سلامة المنتجات والسيطرة على تلوثها.

ثالثا تقنيات الإنتاج والتصنيع:
يتطلب تصنيع الألبان الاستخدام المهارات الفنية لتنفيذ عمليات الإنتاج بشكل صحيح وفعال. ويجب أن تتم هذه العمليات بدقة وفقًا للمعايير الصحية والتقنية وذلك للحصول على منتجات ذات جودة عالية مطابقة للمواصفات القياسية.

رابعا الابتكار والإبداع:
تعد صناعة الألبان مجالًا يساعد علي تشجيع الابتكار والإبداع. حيث يتوجب دائماً من مصنعي الألبان ومنتجاتها تطوير الأدوات التي تستخدم في العمليات التصنيعية وكذلك العمل علي تصنيع وتطوير منتجات جديدة تلبي احتياجات المستهلكين المتغيرة وتتماشى مع الاتجاهات الغذائية الحديثة مع مراعاة الاشتراطات الصحية للمنتج. لذلك فإن القدرة على التطوير في صناعة الألبان وابتكار عمليات تصنيع جديدة تعزز جودة المنتجات وتحسن من كفاءة الإنتاج.

خامسا الجودة وضمان الجودة:
تحتاج صناعة الألبان إلى تحقيق معايير عالية للجودة وذلك لضمان الجودة في المنتج النهائي. مما يتطلب من مصنعي الألبان اتباع ممارسات صارمة لضمان سلامة المنتجات وتقديم منتجات ذات جودة عالية للمستهلكين. تتضمن هذه الممارسات اختبارات الجودة ومراقبة العمليات وتحليل المخاطر وتطبيق أنظمة إدارة الجودة.

** لذا نستطيع القول إن تصنيع الألبان ومنتجاتها يعتبر علمًا وفنًا نظرًا للمعرفة العلمية والمهارات الفنية المطلوبة لإنتاج منتجات صحية وعالية الجودة وملائمة للاحتياجات المتغيرة للمستهلكين. وأن التوازن بين العلم والفن يساهم في تحقيق الابتكار والتطور في صناعة الألبان وتحسين أداء المصانع وجودة المنتجات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الألبان ومنتجاتها تصنیع الألبان صناعة الألبان جودة المنتجات

إقرأ أيضاً:

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: المعايشة التربوية... تكامل البناء

تستهدف المعايشة التربوية، صَقْل خبرات التعلم بصورة وظيفيّة، لدى المتعلمين، والعمل على ربْطها بالواقع المُعاَش؛ كي يتسنّى للمتعلم أن يستشعر قيمة ما يكتسبه من خبرات معرفيّة، ومهاريّة، ووجدانيّة، وهنا نتحدث بصورة مُركّزة على فلْسفة التكامل في بناء الإنسان، والذي لا يتأتى بعيدًا عن التخطيط لبعض البرامج المقصودة التي تُسْهم في تحقيق المُراد؛ لذا من ينادِي بالمُعايشة التربوية سواءً في البيئة التعليمية، أم ساحات المؤسسات الرسميّة، أم خارج هذا الإطار، فإنه يرى أنها فرصةٌ سانحةٌ؛ لبناء سليم يخرجنا من بوْتقة التقليدية، وزخَم اعتياد بعض الممارسات، والأداءات بعينها.

والمعايشة التربوية يلْزمها تجهيزات تحقق أمرين مُهمّيْن، أولهما ينْبري حول توافر البيئة الآمنة، وثانيهما يقوم على الدَّعم اللُّوجسْتي اللازم؛ لتنفيذ مهام الأنشطة، التي يؤديها المتعلمون داخل إطار المعايشة، وفق جدولها الزمنيّ، وتعليماتها المُحددَّة، وتحت إشرافٍ، وتوجيه من المعلم، أو ممن يقوم بإدارة بيئة المعايشة التربوية؛ ومن ثم نضْمنُ توافر المُعْطيات الرئيسة، التي من شأنها أن تساعد في إنْجاح المُعاَيشَة.

وثَمّتْ وجهة نظر، يتوجب طرْحُها بشأن المُعاَيشَة التربوية، تكْمن في تعميم المسْئولية تجاه تحقيق غاياتها المنْشُودة؛ ومن ثم يجب أن تشارك كافة مؤسسات الدولة، في توفير الدعم اللازم، بما يضمن نجاح مسْتهدفات المُعاَيشَة التعليمية؛ لذا فإن إتاحة ساحات الملاعب، والأنْدية، أو المصانع، أو المراكز البحثيّة، أو الفنادق السياحيّة القريبة من المحميّات، والمناطق الأثريّة، والبحريّة، أو غير ذلك من مقدّرات المؤسسات الرسميّة بالدولة بصورة منظمة، وتحت إشراف مؤسسيّ، يُثْري بيئات المُعاَيشَة التربويّة؛ ومن ثم نتوقع نتائجَ مُبْهِرة، جرّاءَ هذا التعاون الإيجابيّ في صورته الشُّموليّة.

لنا أن نتصوّر الفوائدَ التي تتمخَّضُ عن مُعاَيشَة المتعلم، عبْر الزّيارات إلى أماكن التصنيع، ورؤْية العين لمسارات العمل، والإنتاج، وما يحدث أثرًا لزيارة ما نمتلكه من متاحفَ، ومواقع أثريّة، في شتّى ربوع الوطن، وما يعزز لديه من شغف العلم جرّاءَ زيارة المُخْتبرات، والمعامل الكبرى، التي تجري بها البحوث، والتجارب، وما يكتسبه من مهارات حيال ملاحظة مباشرة لأداء المهن، والحِرَف، في بيئاتها المختلفة، وما يقع في نفْسه، أثناء تواجده في خِضَمّ مشروعات قوميّة، يشاهد خلالها نتاجًا، وعملًا مستمرًا، وصورة مُبْهرةً لمشهد الإعْمار، وفق مخططاته الاسْتراتيجيّة، إلى غير ذلك من صور المُعاَيشَة ، التي يصعب حصْرها.

إذا ما أردنا أن نُعزز ماهية ما نسميه (اتيكيت) التعامل؛ فلا أفضلَ من المُعاَيشَة التربويّة التي تغْرِسُ في ذهن المتعلم قيم التَّعامل الرّاقي، وتحثَّه على الالتزام بالوقت، وتقدير أهميّته، وقيمته، وهنا نحصد سلوكًا مُنْضبطًا، يتماشى مع ما تم التوافق عليه من قواعدَ يتم الإعلان عنها قبل البِدء في فعاليات المُعاَيشَة، ومسارات العمل في أنْشطتها؛ فرُغْم كثافة الأعداد في بعض الأحيْان؛ إلا أن الاصْطِفاف السّريع، وسُرْعة الاستجابة، والعمل بالقواعد، وتنفيذ التعليمات تقضي على العشوائيّة، والتخبط، ولا تدعُ مجالًا للفوضى، أو الارتباك في المشهد العام.

إنّ تكامل البناء يكمن في تعْضيد فلسفة الاعتماد على النفس، من قِبلِ كل متعلم داخل إطار المُعاَيشَة التربويّة، وهذا لا ينْفكُّ عن مراعاة شعور الآخرين، والاتّزان الانْفعالي، وكَبْح الممارسات التي تضِيرُ بالغير، وتُحْدثُ نوعًا من زعْزعة الاستقرار داخل المجموعات، أو بينها، وهنا يتبادر إلى الذهن ضرورةُ تدريب المتعلمين على التّواصل الكليّ، مع معلمهم أثناء المُعاَيشَة التربويّة؛ فما أرْقى استيعاب لُغَة الجسد! كلغةٍ للتواصل؛ فيشعر الفرد ما تُبْديه النّظرات، وما تُعْنيه الإشاراتُ، وما تحمله ثنايا تعبير الوجه من انفعالات تحمل القبول، أو الرفض للممارسات، وهذا لا يعني أننا بصدد تجاهل التّواصل اللفظيّ؛ لكن نرغب في المزيد من ترْقية الوِجْدان عبر الإحساس في صورته الحميدة.

إنّ ما تقوم به مُؤسْسَتُنَا التربويّة، داخل أسْوارها، من مهام، تُعد عظيمةً في مجملها، وما تستهدفه المُعاَيشَة التربوية، خارج، أو داخل الأسْوار من قُبيل التكامل، في إحداث بناء إنسانٍ قادرٍ على العطاء، مُعْتمدًا على ذاته، لديه ثِقةٌ في قدراته، لا يعوُقُه الخطأُ، بل يتعلّمُ منه، وينْطلقُ بقوة نحو اكتساب المزيد من الخبرات، والتعمق في خلَجَاتِها، ولا تعوُزُه نُدْرةُ المُقوّماتُ؛ لكن يسعى دومًا إلى حل ما يواجه من مُشْكلاتٍ؛ ومن ثم يتغلبُ على صور التحدّيات الآنيةِ منها، والمُسْتقبليّة.

مقالات مشابهة

  • أ.د محمد حسن الزعبي يكتب .. فصل الشتاء و فصل الكهرباء
  • صحة المنوفية تواصل تدريب الفرق الطبية على معايير الجودة وسلامة المرضى
  • محمد كركوتي يكتب: الإمارات.. نمو قوي متعدد التنوع
  • معهد بحوث وقاية النباتات يستقبل خبراء إيطاليين
  • معهد بحوث وقاية النباتات يستضيف خبراء إيطاليين لتعزيز إدارة آفات النحل
  • محمد حامد جمعة يكتب: شكرا مصر
  • محمد أبو زيد كروم يكتب: رمضان شهر الجهاد، وبل الجنجويد
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: المعايشة التربوية... تكامل البناء
  • محمد غنيم يكتب: مع الشيخ محمد رفعت
  • افتتاح فعاليات السوق الخيري السنوي لجمعية الشابات المسيحية