المثقفين السودانيين ما بين الدموع بفضاءات القباب والأضرحة أو الانكفاء على الذات
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
الصراع السياسي بين المثقفين السودانيين هو صراع قديم متجذر في تاريخ السودان الحديث والمعاصر , ويرجع هذا الصراع إلى مجموعة من العوامل، منها التنوع الثقافي والعرقي في السودان، والذي أدى إلى تباين وجهات النظر بين المثقفين حول مستقبل السودان والكيفية التي يجب أن يحكم بها ولقد العوامل الاقتصادية والاجتماعية، والتي أدت إلى شعور بعض المثقفين بالتهميش والفقر، مما دفعهم إلى انتقاد النظام السياسي والمطالبة بتغييره , والعوامل السياسية، والتي أدت إلى سيطرة مجموعة معينة من المثقفين على السلطة والنفوذ، مما أدى إلى شعور باقي المثقفين بالظلم والتهميش , و أدى هذا الصراع إلى انقسام المثقفين السودانيين إلى معسكرات متعارضة، لكل منها رؤيته الخاصة لمستقبل السودان , وقد ساهم هذا الصراع في تأجيج التوتر السياسي في السودان، وساهم في تفاقم الأزمات التي يمر بها البلد ومآلات الصراع السياسي بين المثقفين السودانيين غير واضحة، ولكن هناك احتمالات عديدة واستمرار الصراع وتفاقمه، مما يؤدي إلى تعميق الانقسام السياسي في السودان، وصعوبة الوصول إلى حل سياسي للأزمة , وتضييق الفجوة بين المعسكرات المتعارضة، مما يؤدي إلى التوصل إلى تفاهم سياسي، وبدء عملية بناء السلام في السودان , ظهور مثقفين جدد يتجاوزون الصراعات السياسية القائمة، ويقدمون رؤى جديدة لمستقبل السودان , و من المرجح أن يستمر الصراع السياسي بين المثقفين السودانيين في المستقبل المنظور، ولكن من الممكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية إذا استطاعت الأطراف المتنازعة أن تجد أرضية مشتركة للحوار والتفاهم , وهناك عدد من العوامل التي يمكن أن تساعد في تزايد دور المثقفين السودانيين في حل الصراع السياسي، هي زيادة الوعي السياسي بين المثقفين السودانيين، مما يؤدي إلى فهمهم لطبيعة الصراع وآثاره، وضرورة العمل على حله والتواصل بين المثقفين السودانيين من مختلف المكونات الثقافية والسياسية، مما يؤدي إلى تبادل الأفكار والرؤى، وبناء قاعدة مشتركة من التفاهم , ودعم المجتمع الدولي للمثقفين السودانيين، مما يعزز دورهم في حل الصراع السياسي وإذا تمكن المثقفون السودانيون من توحيد جهودهم والعمل معاً، فإنهم يمكن أن يلعبوا دوراً حاسماً في تحقيق السلام والاستقرار في السودان هنالك تساؤل قوي دوما يقف أمامنا دون أجابة شافية هو كيف يخرج المثقفين سودانيين من الولاء القبلي والأيدلوجي والتنازع مابين الدين والفكر الإنساني الذي يخدم دن الانحياز لدين او فكر , قد يخرج المثقفون السودانيون من الولاء القبلي والأيديولوجي والتعصب الديني والفكر الإنساني الذي يخدم دون انحياز لدين أو فكر من خلال خطوات عديدة، منها:التعليم: تلعب التربية والتعليم دوراً أساسياً في تكوين شخصية المثقف، ويجب أن تركز التربية والتعليم على قيم التسامح والتعايش واحترام الاختلاف.
وقد اجد بعض الأفكار التي يمكن للمثقفين السودانيين الأخذ بها تبدأ من التركيز على القيم الإنسانية المشتركة بين جميع السودانيين، مثل حب الوطن، والسعي إلى العدل والمساواة، واحترام حقوق الإنسان مع البحث عن نقاط الالتقاء بين مختلف المكونات الثقافية والسياسية في السودان، والعمل على بناء جسور الثقة والتفاهم و عدم الانحياز لأي دين أو فكر أو تيار سياسي معين، والعمل على إيجاد حلول تخدم جميع السودانيين ,وإذا تمكن المثقفون السودانيون من الالتزام بهذه الأفكار، فإنهم يمكن أن يلعبوا دوراً فاعلاً في بناء السودان الجديد , ويعتمد مآل الصراع السياسي بين المثقفين السودانيين فيما بعد الاقتتال الدائر حالياً على عدد من العوامل، منها و نتيجة الاقتتال الحالي , و إذا ما انتهى الاقتتال الحالي بانتصار أحد الطرفين، فإن ذلك سيؤدي إلى تفاقم الصراع السياسي، وزيادة حدة التوترات بين الطرفين المتنازعين
وأنا لا اعول علي دور المجتمع الدولي كثير بالرغم يمكن للمجتمع الدولي أن يلعب دوراً حاسماً في حل الصراع السياسي، وذلك من خلال تقديم الدعم السياسي والمادي للمثقفين السودانيين الذين يسعون إلى تحقيق السلام , وهودور المثقفين السودانيين أنفسهم إذا ما تمكن المثقفون السودانيون من توحيد جهودهم والعمل معاً، فإنهم يمكن أن يلعبوا دوراً حاسماً في حل الصراع السياسي وفيما يلي بعض المآلات المحتملة للصراع السياسي بين المثقفين السودانيين فيما بعد الاقتتال الحالي استمرار الصراع وعدم الوصول إلى حل سياسي، مما يؤدي إلى استمرار التوترات السياسية، وتفاقم الصراعات الأهلية، وزيادة معاناة الشعب السودانيفي حالة عدم توصل الأطراف المتنازعة إلى حل سياسي، مما يؤدي إلى تحقيق السلام والاستقرار في السودان , تزايد دور المثقفين السودانيين في حل الصراع السياسي، مما يؤدي إلى إيجاد حل عادل وشامل يلبي تطلعات جميع الأطراف.
ويبدو أن المآل الثالث هو الأكثر ترجيحاً، وذلك بسبب الدور المتزايد الذي يلعبه المثقفون السودانيون في الحياة السياسية، وقدرتهم على تقديم رؤى وأفكار جديدة لحل الصراعات.وإذا تمكن المثقفون السودانيون من توحيد جهودهم والعمل معاً، فإنهم يمكن أن يلعبوا دوراً حاسماً في تحقيق السلام والاستقرار في السودان. وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن للمثقفين السودانيين اتخاذها للمساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في السودان: التواصل مع مختلف المكونات الثقافية والسياسية في السودان، ومحاولة بناء جسور الثقة والتفاهم.التركيز على القيم الإنسانية المشتركة بين جميع السودانيين، مثل حب الوطن، والسعي إلى العدل والمساواة، واحترام حقوق الإنسان.دعم المبادرات التي تسعى إلى تعزيز الحوار والتعاون بين مختلف المكونات الثقافية والسياسية في السودان.وإذا تمكن المثقفون السودانيون من اتخاذ هذه الخطوات، فإنهم يمكن أن يلعبوا دوراً فاعلاً في بناء السودان الجديد
كنت في عنوان المقال هؤلاء كمن يقف المثقفون السودانيون اليوم أمام مفترق طرق، فإما أن يواصلوا البكاء بفضاءات القباب والاضراحة، وإما أن يختاروا الانكفاء على الذات، أو أن يخرجوا من دائرة البكاء والانكفاء إلى دائرة الفعل والتغيير ولعل البكاء بفضاءات القباب والاضراحة هو الخيار الأسهل، فهو لا يتطلب سوى الكلمات الرنانة والعبارات العاطفية، ولا يتطلب سوى الخروج إلى الشارع ورفع الشعارات والهتافات. ولكن هذا الخيار لا يؤدي إلى أي تغيير حقيقي، فهو مجرد تعبير عن الإحباط والاستياء، ولا يتجاوز مرحلة التنفيس , أما الانكفاء على الذات فهو الخيار الآخر الذي قد يلجأ إليه المثقفون السودانيون، وذلك بسبب اليأس من التغيير، أو بسبب الخوف من المخاطر التي قد يتعرضون لها إذا اختاروا المواجهة من أجل التغيير الحقيقي ولكن هذا الخيار يؤدي إلى المزيد من الانقسام والقطيعة بين المثقفين السودانيين، وهو لا يساهم في حل المشكلات التي تواجه السودان
ولعل الخِيار الأمثل للمثقفين السودانيين هو الخروج من دائرة البكاء والانكفاء إلى دائرة الفعل والتغيير. وهذا الخِيار يتطلب من المثقفين السودانيين القيام بخطوات عملية، منها التواصل مع مختلف المكونات الثقافية والسياسية في السودان، ومحاولة بناء جسور الثقة والتفاهم والتركيز على القيم الإنسانية المشتركة بين جميع السودانيين، مثل حب الوطن، والسعي إلى العدل والمساواة، واحترام حقوق الإنسان , ودعم المبادرات التي تسعى إلى تعزيز الحوار والتعاون بين مختلف المكونات الثقافية والسياسية في السودان , إذا تمكن المثقفون السودانيون من اتخاذ هذه الخطوات، فإنهم يمكن أن يلعبوا دوراً فاعلاً في بناء السودان الجديد. أطن أن بعض هذه الأفكار التي يمكن للمثقفين السودانيين الأخذ بها في هذا الصدد التركيز على القضايا التي تهم جميع السودانيين، مثل الفقر، والبطالة، والفساد، ونقص الخدمات الأساسية , تقديم رؤى وأفكار جديدة لحل هذه القضايا , التواصل مع الشباب السوداني، ومحاولة تحفيزهم على المشاركة في العمل السياسي والمجتمعي , إذا تمكن المثقفون السودانيون من الالتزام بهذه الأفكار، فإنهم يمكن أن يؤدوا دورًا حاسمًا في تحقيق التغيير و هذا يتطالب أن نسقط وننسي الانحياز للطائفية أو القبيلة ونكون أكثر عقلانية
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: جمیع السودانیین التی تسعى إلى مما یؤدی إلى
إقرأ أيضاً:
تداعيات كارثية لعامين من الحرب المدمرة في السودان
حذرت منظمات وهيئات دولية وإقليمية من التبعات الكارثية لعامين من القتال الذي وضع السودانيين أمام كابوس مرعب من الدمار والموت.
التغيير ــ وكالات
ومنذ اندلاعها بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، أدت الحرب إلى سقوط نحو 150 ألف قتيل وتشريد أكثر من 15 مليون من بيوتهم وهدد 25 مليونا من سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليون نسمة بدخول دائرة المجاعة، وسط نقص يفوق 90 بالمئة من التمويل المطلوب لمواجهة الأزمة الإنسانية التي قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن العالم لن يستطع تحملها في حال استمرار الحرب للعام الثالث.
وقال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة إن السودان يعاني من أزمة مُريعة يدفع المدنيون ثمنها الباهظ، متوقعا انتشار المجاعة على نطاق أوسع في السودان.
وشدد غوتيريش على أن السبيل الوحيد لضمان حماية المدنيين هو إنهاء الصراع فورا.
وبالتزامن مع بدء 20 وزير خارجية ومسؤول من مختلف بلدان العام جولة جديدة من الجهود الدولية التي فشلت حتى الآن 10 محاولات منها، عبّر مسؤولون في الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة المعنية بالتنمية في إفريقيا “إيغاد” والاتحاد الأوروبي عن خيبة أمل كبيرة لفشل طرفي الصراع في الوصول إلى حل للأزمة بالسودان.
ووسط تقارير مفزعة عن تزايد الانتهاكات والاعتقالات التعسفية والضربات الجوية العشوائية، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أطراف الصراع إلى احترام القانون الدولي الإنساني الدولي، واتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين.
وقالت اللجنة في بيان إن “عدم القيام بذلك لن يؤدي إلا إلى تأجيج المزيد من العنف، والمزيد من الموت، والمزيد من الدمار الذي لا يستطيع السودان والعالم تحمله”.
وأشارت رئيسة المنظمة ميريانا سبولياريتش، إلى أن عواقب النزاع على المدنيين، تضع الجهود الدولية على المحك.
وأوضحت “غيرت حرب أهلية مدمرة، استمرت عامين، حياة ملايين السودانيين. اشتعل الصراع في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق الريفية والمراكز الحضرية. ويعيش المدنيون في كابوس مرعب من الموت والدمار”.
وأضافت: “شهدنا خلال العامين الماضيين نمطا خبيثا من التجريد من الإنسانية في كيفية إدارة الحرب. يُقتل ويُجرح المدنيون، وتُنهب منازلهم، وتُدمر سبل عيشهم. ويتفشى العنف الجنسي، مُخلفا وراءه صدمات نفسية ستظل تتردد أصداؤها لأجيال”.
من جانبه، أكد السكرتير التنفيذي لمنظمة “إيغاد” ورقني قبيهو أن هنالك حاجة للعمل بشكل منسق لحل الأزمة السودانية.
وشدد قبيهو على أن المنظمة التي جمد السودان عضويته فيها منذ نحو عام، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام معاناة السودانيين.
ومع تمدده في أكثر من ثلثي ولايات البلاد الثمانية عشر، يزداد الصراع فتكا بالهجمات المتعمدة على البنية التحتية المدنية، مثل المستشفيات التي خرج نحو 60 بالمئة منها من الخدمة تماما بحسب منظمة الصحة العالمية، ومحطات المياه والكهرباء التي شهدت دمارا واسعا أدى الى انقطاع الكهرباء في أكثر من 70 بالمئة بها في مناطق البلاد.
الوسوم15 أبريل الجيش الحرب الدعم السريع مرور عامان