الصراع السياسي بين المثقفين السودانيين هو صراع قديم متجذر في تاريخ السودان الحديث والمعاصر , ويرجع هذا الصراع إلى مجموعة من العوامل، منها التنوع الثقافي والعرقي في السودان، والذي أدى إلى تباين وجهات النظر بين المثقفين حول مستقبل السودان والكيفية التي يجب أن يحكم بها ولقد العوامل الاقتصادية والاجتماعية، والتي أدت إلى شعور بعض المثقفين بالتهميش والفقر، مما دفعهم إلى انتقاد النظام السياسي والمطالبة بتغييره , والعوامل السياسية، والتي أدت إلى سيطرة مجموعة معينة من المثقفين على السلطة والنفوذ، مما أدى إلى شعور باقي المثقفين بالظلم والتهميش , و أدى هذا الصراع إلى انقسام المثقفين السودانيين إلى معسكرات متعارضة، لكل منها رؤيته الخاصة لمستقبل السودان , وقد ساهم هذا الصراع في تأجيج التوتر السياسي في السودان، وساهم في تفاقم الأزمات التي يمر بها البلد ومآلات الصراع السياسي بين المثقفين السودانيين غير واضحة، ولكن هناك احتمالات عديدة واستمرار الصراع وتفاقمه، مما يؤدي إلى تعميق الانقسام السياسي في السودان، وصعوبة الوصول إلى حل سياسي للأزمة , وتضييق الفجوة بين المعسكرات المتعارضة، مما يؤدي إلى التوصل إلى تفاهم سياسي، وبدء عملية بناء السلام في السودان , ظهور مثقفين جدد يتجاوزون الصراعات السياسية القائمة، ويقدمون رؤى جديدة لمستقبل السودان , و من المرجح أن يستمر الصراع السياسي بين المثقفين السودانيين في المستقبل المنظور، ولكن من الممكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية إذا استطاعت الأطراف المتنازعة أن تجد أرضية مشتركة للحوار والتفاهم , وهناك عدد من العوامل التي يمكن أن تساعد في تزايد دور المثقفين السودانيين في حل الصراع السياسي، هي زيادة الوعي السياسي بين المثقفين السودانيين، مما يؤدي إلى فهمهم لطبيعة الصراع وآثاره، وضرورة العمل على حله والتواصل بين المثقفين السودانيين من مختلف المكونات الثقافية والسياسية، مما يؤدي إلى تبادل الأفكار والرؤى، وبناء قاعدة مشتركة من التفاهم , ودعم المجتمع الدولي للمثقفين السودانيين، مما يعزز دورهم في حل الصراع السياسي وإذا تمكن المثقفون السودانيون من توحيد جهودهم والعمل معاً، فإنهم يمكن أن يلعبوا دوراً حاسماً في تحقيق السلام والاستقرار في السودان هنالك تساؤل قوي دوما يقف أمامنا دون أجابة شافية هو كيف يخرج المثقفين سودانيين من الولاء القبلي والأيدلوجي والتنازع مابين الدين والفكر الإنساني الذي يخدم دن الانحياز لدين او فكر , قد يخرج المثقفون السودانيون من الولاء القبلي والأيديولوجي والتعصب الديني والفكر الإنساني الذي يخدم دون انحياز لدين أو فكر من خلال خطوات عديدة، منها:التعليم: تلعب التربية والتعليم دوراً أساسياً في تكوين شخصية المثقف، ويجب أن تركز التربية والتعليم على قيم التسامح والتعايش واحترام الاختلاف.

الحوار: الحوار هو السبيل الوحيد لحل النزاعات والخلافات، ويجب أن يكون الحوار بين المثقفين السودانيين من مختلف المكونات الثقافية والسياسية.المشاركة السياسية: يجب أن يشارك المثقفون السودانيون في الحياة السياسية، وأن يعملوا على بناء دولة ديمقراطية عادلة تضمن حقوق جميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم القبلية أو الدينية أو الفكرية.وفيما يلي بعض الخطوات المحددة التي يمكن للمثقفين السودانيين اتخاذها لتحقيق ذلك: تشجيع التعليم والتعلم المستمر، وتوفير فرص التعلم للجميع بغض النظر عن انتماءاتهم القبلية أو الدينية أو الفكرية. دعم المبادرات التي تسعى إلى تعزيز الحوار والتعاون بين مختلف المكونات الثقافية والسياسية في السودان. المشاركة في البرامج والمشاريع التي تسعى إلى بناء دولة ديمقراطية عادلة تضمن حقوق جميع المواطنين. وإذا تمكن المثقفون السودانيون من اتخاذ هذه الخطوات، فإنهم يمكن أن يلعبوا دوراً حاسماً في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في السودان

وقد اجد بعض الأفكار التي يمكن للمثقفين السودانيين الأخذ بها تبدأ من التركيز على القيم الإنسانية المشتركة بين جميع السودانيين، مثل حب الوطن، والسعي إلى العدل والمساواة، واحترام حقوق الإنسان مع البحث عن نقاط الالتقاء بين مختلف المكونات الثقافية والسياسية في السودان، والعمل على بناء جسور الثقة والتفاهم و عدم الانحياز لأي دين أو فكر أو تيار سياسي معين، والعمل على إيجاد حلول تخدم جميع السودانيين ,وإذا تمكن المثقفون السودانيون من الالتزام بهذه الأفكار، فإنهم يمكن أن يلعبوا دوراً فاعلاً في بناء السودان الجديد , ويعتمد مآل الصراع السياسي بين المثقفين السودانيين فيما بعد الاقتتال الدائر حالياً على عدد من العوامل، منها و نتيجة الاقتتال الحالي , و إذا ما انتهى الاقتتال الحالي بانتصار أحد الطرفين، فإن ذلك سيؤدي إلى تفاقم الصراع السياسي، وزيادة حدة التوترات بين الطرفين المتنازعين

وأنا لا اعول علي دور المجتمع الدولي كثير بالرغم يمكن للمجتمع الدولي أن يلعب دوراً حاسماً في حل الصراع السياسي، وذلك من خلال تقديم الدعم السياسي والمادي للمثقفين السودانيين الذين يسعون إلى تحقيق السلام , وهودور المثقفين السودانيين أنفسهم إذا ما تمكن المثقفون السودانيون من توحيد جهودهم والعمل معاً، فإنهم يمكن أن يلعبوا دوراً حاسماً في حل الصراع السياسي وفيما يلي بعض المآلات المحتملة للصراع السياسي بين المثقفين السودانيين فيما بعد الاقتتال الحالي استمرار الصراع وعدم الوصول إلى حل سياسي، مما يؤدي إلى استمرار التوترات السياسية، وتفاقم الصراعات الأهلية، وزيادة معاناة الشعب السودانيفي حالة عدم توصل الأطراف المتنازعة إلى حل سياسي، مما يؤدي إلى تحقيق السلام والاستقرار في السودان , تزايد دور المثقفين السودانيين في حل الصراع السياسي، مما يؤدي إلى إيجاد حل عادل وشامل يلبي تطلعات جميع الأطراف.

ويبدو أن المآل الثالث هو الأكثر ترجيحاً، وذلك بسبب الدور المتزايد الذي يلعبه المثقفون السودانيون في الحياة السياسية، وقدرتهم على تقديم رؤى وأفكار جديدة لحل الصراعات.وإذا تمكن المثقفون السودانيون من توحيد جهودهم والعمل معاً، فإنهم يمكن أن يلعبوا دوراً حاسماً في تحقيق السلام والاستقرار في السودان. وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن للمثقفين السودانيين اتخاذها للمساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في السودان: التواصل مع مختلف المكونات الثقافية والسياسية في السودان، ومحاولة بناء جسور الثقة والتفاهم.التركيز على القيم الإنسانية المشتركة بين جميع السودانيين، مثل حب الوطن، والسعي إلى العدل والمساواة، واحترام حقوق الإنسان.دعم المبادرات التي تسعى إلى تعزيز الحوار والتعاون بين مختلف المكونات الثقافية والسياسية في السودان.وإذا تمكن المثقفون السودانيون من اتخاذ هذه الخطوات، فإنهم يمكن أن يلعبوا دوراً فاعلاً في بناء السودان الجديد

كنت في عنوان المقال هؤلاء كمن يقف المثقفون السودانيون اليوم أمام مفترق طرق، فإما أن يواصلوا البكاء بفضاءات القباب والاضراحة، وإما أن يختاروا الانكفاء على الذات، أو أن يخرجوا من دائرة البكاء والانكفاء إلى دائرة الفعل والتغيير ولعل البكاء بفضاءات القباب والاضراحة هو الخيار الأسهل، فهو لا يتطلب سوى الكلمات الرنانة والعبارات العاطفية، ولا يتطلب سوى الخروج إلى الشارع ورفع الشعارات والهتافات. ولكن هذا الخيار لا يؤدي إلى أي تغيير حقيقي، فهو مجرد تعبير عن الإحباط والاستياء، ولا يتجاوز مرحلة التنفيس , أما الانكفاء على الذات فهو الخيار الآخر الذي قد يلجأ إليه المثقفون السودانيون، وذلك بسبب اليأس من التغيير، أو بسبب الخوف من المخاطر التي قد يتعرضون لها إذا اختاروا المواجهة من أجل التغيير الحقيقي ولكن هذا الخيار يؤدي إلى المزيد من الانقسام والقطيعة بين المثقفين السودانيين، وهو لا يساهم في حل المشكلات التي تواجه السودان

ولعل الخِيار الأمثل للمثقفين السودانيين هو الخروج من دائرة البكاء والانكفاء إلى دائرة الفعل والتغيير. وهذا الخِيار يتطلب من المثقفين السودانيين القيام بخطوات عملية، منها التواصل مع مختلف المكونات الثقافية والسياسية في السودان، ومحاولة بناء جسور الثقة والتفاهم والتركيز على القيم الإنسانية المشتركة بين جميع السودانيين، مثل حب الوطن، والسعي إلى العدل والمساواة، واحترام حقوق الإنسان , ودعم المبادرات التي تسعى إلى تعزيز الحوار والتعاون بين مختلف المكونات الثقافية والسياسية في السودان , إذا تمكن المثقفون السودانيون من اتخاذ هذه الخطوات، فإنهم يمكن أن يلعبوا دوراً فاعلاً في بناء السودان الجديد. أطن أن بعض هذه الأفكار التي يمكن للمثقفين السودانيين الأخذ بها في هذا الصدد التركيز على القضايا التي تهم جميع السودانيين، مثل الفقر، والبطالة، والفساد، ونقص الخدمات الأساسية , تقديم رؤى وأفكار جديدة لحل هذه القضايا , التواصل مع الشباب السوداني، ومحاولة تحفيزهم على المشاركة في العمل السياسي والمجتمعي , إذا تمكن المثقفون السودانيون من الالتزام بهذه الأفكار، فإنهم يمكن أن يؤدوا دورًا حاسمًا في تحقيق التغيير و هذا يتطالب أن نسقط وننسي الانحياز للطائفية أو القبيلة ونكون أكثر عقلانية

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: جمیع السودانیین التی تسعى إلى مما یؤدی إلى

إقرأ أيضاً:

5 نصائح ذهبية للعناية بالعيون صيفاً

 

دبي-الوطن:

قال الدكتور بورخا سالفادور كولا، استشاري طب العيون في مستشفى باراكير للعيون في دبي: على الرغم من أن التعرض لأشعة الشمس ضروري كمصدر رئيسي وممتاز لفيتامين D، إلا أن عدم اتباع الإجراءات الاحترازية خلال الصيف يمكن أن يؤدي إلى العديد من المخاطر التي قد تؤثر سلبًا على صحتها.

وأضاف أن قضاء الوقت في التعرض المباشر للشمس والحرارة الصيفية يسرع من شيخوخة العدسة الطبيعية للعين، مع إمكانية تكوين المياه البيضاء، ويزيد من خطر الإصابة بحالات أخرى مثل جفاف العين والتنكس البقعي.

ومع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة الحالية، تكون العيون عرضة لتطوير هذه الحالات، لذلك، من الضروري اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية عند الاستمتاع بالأنشطة الصيفية يفضل اتباع النصائح التالية لضمان تمتع العين بصحة جيدة:

التغذية السليمة: إن اتباع نمط حياة صحي ضرورة للحفاظ على صحة العين، خاصة من الأمراض المزمنة مثل اعتلال الشبكية السكري وتمثل الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، مثل الزياكسانثين واللوتين وفيتامين C الموجودة بكثرة في التوت والخضروات الورقية والبرتقال أهمية كبيرة لصحة العين.

– حماية عينيك أثناء السباحة: إن ماء المسبح الذي يحتوي على الكلور والماء المالح يمكن أن يؤثر سلبًا على العينين ويجب ارتداء نظارات السباحة لحماية العين من بعض حالات العدوى. علاوة على ذلك، فإنه يساعد للحماية ومنع دخول أي جسم غريب إلى العين.

– إزالة العدسات اللاصقة قبل السباحة: حيث يمثل ارتداءها خطراً كبيراً وله آثار ضارة، مثل التهاب وقرح القرنية المعدي وغيرها من التهابات العين. حيث يحتوي ماء البحر أو المسبح على العديد من البكتيريا والكائنات الدقيقة تسمى الأميبات، وهي خطيرة بشكل خاص ويمكن أن تؤدي إلى أضرار جسيمة للعين.

– ارتداء النظارات الشمسية عند الخروج: حيث يزيد التعرض المتزايد للأشعة فوق البنفسجية من احتمال تلف اللطخه الصفراء، التي تقع بالقرب من مركز الشبكية وهي مسؤولة عن الرؤية المركزية والرؤية اللونية ويجب اختيار نظارات شمسية توفر حماية كاملة من الأشعة فوق البنفسجية لمنع التهاب القرنية الضوئي وغيرها من حالات العين.

– ترطيب العين: فمع ارتفاع درجات الحرارة، يفضل الناس عمومًا الجلوس في الداخل مع تشغيل مكيفات الهواء على درجات حرارة منخفضة جدًا وهذا يجعل جو الغرفة باردًا وجافًا، لذا يجب استخدام الدموع الاصطناعية لمنع جفاف العين.

 

الدموع الاصطناعية
ويقول الدكتور بورخا سالفادور كولا : إن الدموع الاصطناعية هي قطرات للعين تعزز الدموع الطبيعية مما يمنع جفافها. هي شبيهة بكريم الترطيب للبشرة ويُفضل استخدام قطرات خالية من المواد الحافظة ويوصى بأن تكون الدموع الاصطناعية متوفرة في المنزل واستخدامها عند القيام بأنشطة تحتاج إلى الرؤية القريبة مثل استخدام الهواتف المحمولة أو الكمبيوتر أو القراءة.
ومن الضروري الاستخدام المتكرر للدموع الاصطناعية حتى قبل بدء الأعراض، حيث يجب استخدمها حسب الحاجة، مثل كل ساعة عند العمل مع الكمبيوتر، مع زيادة التكرار إذا لزم الأمر. وبالنسبة للقطرات التي تحتوي على مواد حافظة، يفضل الاستخدام بحدود 3 إلى 4 مرات في اليوم أو حسب نصائح الطبيب.
ويمكن استخدام معظم الدموع الاصطناعية الخالية من المواد الحافظة بشكل عام مع العدسات اللاصقة، لكن يجب التأكد من تنظيف العدسات بشكل صحيح لتجنب العدوى ويعتقد بعض المرضى خطأً أن استخدام الدموع الاصطناعية يوقف إنتاج الدموع الطبيعي، ولكن هذا غير صحيح.


مقالات مشابهة

  • روسيا ترد على تصريحات ترامب بشأن الأزمة الأوكرانية
  • نحن السودانيين أعداء انفسنا بتدخلنا في ما لا يعنينا (3)
  • حول الأوضاع في السودان ونقد موقف حكومة الأمر الواقع
  • بعد أن يسدل الستار علي الحرب العالمية الثالثة في السودان يمكن اجراء مناظرة سياسية بين الجنرالين
  • أسرة الصحفي التاج عثمان تعلن فقدانه اثناء معارك «سنجة» 
  • نحن السودانيين اعداء انفسنا بتدخلنا في ما لايعنينا (2)
  • المخرج المسرحي عصام السيد: اعتصام المثقفين كان الشرارة الأولى لثورة 30 يونيو
  • 5 نصائح ذهبية للعناية بالعيون صيفاً
  • جماعات الإغاثة تضغط لوقف المجاعة في السودان مع توقع وفاة 755 ألف شخص جوعا  
  • مصر تغلق أنشطة السودانيين حتى توفيق أوضاعهم.. تقنين أم جباية وتضييق؟