عيد الشرطة يوم وطنى حافل بالبطولات
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
الشرطة المصرية أجبرت الانجليز على الرحيل فى معركة القنال
فؤاد سراج الدين قاد الحرب ضد القوات البريطانية من مديرية أمن الإسماعيلية
صفحات مضيئة من التصدى للانجليز حتى القضاء على الإرهاب
غدًا الاحتفال بعيد الشرطة، الذى يعد يومًا مجيدًا فى تاريخ هيئة الشرطة المصرية التى تؤدى دورًا وطنيًا حافلًا لا ينكره أحد، سواء فى مقاومة المستعمر البريطانى أو فى مواجهة الإرهاب وأهله وقد ضحى رجال الشرطة بدمائهم من أجل استقرار وأمن مصر على مدار تاريخ حافل بالبطولات.
وفى ذكرى الاحتفال بعيد الشرطة، لا يمكن بأى حال من الأحوال أن ننسى صاحب الفضل فى هذا العيد، ولابد أن ننسب الأمور إلى أصحابها، بعد طول غياب وتزييف للتاريخ استمر لعدة عقود زمنية، أكثر من السبعين عاماَ، شهدت إنكاراَ شديدًا لأصحاب الفضل والشأن، وطيلة هذه الفترة كان التجاهل والتغافل هما المسيطران على مقاليد الأمور بالبلاد.. هناك رجل من خيرة رجالات مصر، كان وراء هذا الاحتفال بعيد الشرطة، إنه فؤاد سراج الدين وزير الداخلية فى حكومة الوفد، الذى يستحق بجدارة فائقة أن نطلق عليه لقب «زعيم» خلده التاريخ بحروف من نور. من حق الأجيال الجديدة أن تعرف من هو فؤاد سراج الدين الذى ينتسب إليه عيد الشرطة، ولماذا تحدد يوم 25 يناير احتفالًا بهذا العيد.
فؤاد سراج الدين كان وزير داخلية مصر فى حكومة الوفد وقاد حركة الشرطة ضد المستعمر البريطانى فى مدن القنال، وأنزل بالمستعمر الغاشم الويلات الشديدة، وجعل بريطانيا العظمى حينذاك تئن بالشكوى والصراخ من هول الخسائر التى لحقت بها فى معركة القنال.. فالشرطة المصرية سجلت صفحات مضيئة فى البطولات الخالدة ضد المستعمر البريطانى، وقد تواصل هذا النضال حتى يومنا هذا فى الحرب الضروس ضد الإرهاب وأهله، والجميع يرى كم التضحيات العظيمة التى يقدمها جهاز الشرطة فى المعركة ضد أهل الإرهاب وأشياعهم وأنصارهم. أجمع كثير من المؤرخين على أن دور الشرطة بقيادة الوزير فؤاد سراج الدين فى معركة القنال جعل الإنجليز يفكرون فى الرحيل من البلاد والجلاء عن مصر، والمعروف أن الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس قام بتشكيل الحكومة الوفدية الأخيرة وألغى معاهدة 1936 التى وقعها من قبل وأمر صراحة بإعلان الحرب على بريطانيا مما تسبب فى غضب القصر.. قاد حزب الوفد حركة الجهاد المسلح ضد المستعمر، وسطرت بطولات المصريين المتمثلة فى قوات الشرطة برئاسة فؤاد سراج الدين أعظم الصور والملاحم فى معركة القنال، وهى التى ألهبت مشاعر الضباط الأحرار لثورة 1952 فيما بعد.
فى 25 يناير 1952 قامت الشرطة بضرب أروع مثل وطنى وأنزلت الخسائر الفادحة بقوات بريطانيا العظمى، وهو ما اتخذته الداخلية فيما بعد عيدًا للشرطة المصرية... فى 25 «يناير» رفضت الشرطة المصرية فى الإسماعيلية تسليم وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية بأوامر الوزير الوفدى فؤاد سراج الدين، وأسفرت الاشتباكات عن استشهاد خمسين شرطيًا مصريًا وإصابة ثمانية آخرين، ويذكر لنا التاريخ أنه فى هذا اليوم تلقى الضابط مصطفى فهمى تعليمات من فؤاد سراج الدين بعدم التسليم للقوات البريطانية أو إخلاء مبنى المحافظة، ورفض الامتثال لتعليمات القائد البريطانى «إكس هام» ودارت معركة الإسماعيلية التى سجلت فيها الشرطة المصرية أروع الأمثلة فى الدفاع عن الوطن. ورغم عدم التكافؤ بين القوات المصرية والبريطانية، إلا أن الجنود أصروا على عدم الاستسلام أبدًا. هذه المعركة التى استبسلت فيها الشرطة دفعت قادة جيش الاحتلال إلى أن يؤدوا التحية العسكرية للشباب من ضباط الشرطة الذين لقنوا بريطانيا درسًا لن تنساه أبدًا.
وكل ذلك تم تحت قيادة الراحل الكريم خالد الذكر فؤاد سراج الدين، يرحمه الله على كفاحه ونضاله طوال مسيرة حياته الوطنية المليئة بحب الوطن.. يرحم الله فؤاد سراج الدين الذى رحل عن عالمنا فى عام 2000، ويحفظ الله الوطن سالمًا من كل المؤامرات التى تحاك ضده فى الداخل والخارج، ويحفظ الله الوفد حزبًا وصحيفة لاستمرار الدور الوطنى من أجل مصر كما عهده المصريون.
وعندما تحل ذكرى عيد الشرطة، لا يمكن بأى حال من الأحوال، أن ننسى الدور البطولى الكبير الذى لعبه الزعيم خالد الذكر فؤاد سراج الدين، عندما كان وزيرًا لداخلية مصر عام 1952، لقد قاد هذا الرجل العظيم معركة ضد الاحتلال البريطانى فى موقعة الإسماعيلية الشهيرة.. وكثير من الأجيال الجديدة لا تعرف سر اختيار يوم 25 يناير عيدًا للشرطة، والحكاية أنه فى 25 يناير 1952 رفضت القوات المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى محافظة الإسماعيلية، وأسفر الاشتباك بين الشرطة المصرية والقوات البريطانية عن استشهاد 50 شرطيًا وإصابة أكثر من 80 بجروح بالغة.
كانت منطقة القناة تحت سيطرة القوات البريطانية بمقتضى اتفاقية 1936، وكان بمقتضاها أن تنسحب القوات البريطانية إلى القناة، وألا يكون لها أى تمثيل داخل القطر المصرى غير منطقة القناة والمتمثلة فى الإسماعيلية والسويس وبورسعيد، وقام المصريون بتنفيذ هجمات فدائية ضد القوات البريطانية داخل منطقة القناة، وكانت تكبد بريطانيا خسائر بشرية ومادية فادحة كل يوم تقريبًا دون كلل.. وكان الفدائيون فى هذا التوقيت يعملون دون تنسيق بينهم حتى قام الزعيم خالد الذكر فؤاد سراج الدين وزير الداخلية حينئذ بدور بالغ الأهمية، وهو توحيد صفوف الفدائيين والتنسيق فيما بينهم وتم تكبيد القوات البريطانية خسائر كبيرة بعد التنسيق بين الفدائيين الذى قام به سراج الدين، وكانت منطقة الإسماعيلية فى هذا التوقيت تنقسم إلى قسمين، الأول للحى الأفرنجى ويسكن به الإنجليز والثانى البلدى ويسكن به المصريون، مما اضطر الإنجليز إلى ترحيل أهالى الحى البلدى، ورغم ذلك ازدادت عزيمة المصريين إصرارًا على قتال الإنجليز.
فطن الاحتلال البريطانى إلى أن وزير الداخلية سراج الدين يقوم بالتنسيق بين الفدائيين ويعطى تعليماته لهم بقتال الاحتلال، فأصدرت بريطانيا قرارًا بإخلاء مبنى المحافظة ومديرية الأمن من الشرطة، لكن رجال الشرطة بقيادة سراج الدين رفضوا القرار البريطانى، وقاوموا بشدة فى معركة سيظل يذكرها التاريخ بحروف من نور. كان فى مبنى المحافظة فى هذا التوقيت الضابط المصرى الملازم أول مصطفى فهمى، وفوجئ بقائد القوات البريطانية بالإسماعيلية «إكس هام» يطالبه بمغادرة المبنى ومن معه من الجنود والضباط، رفض الضابط وإلى جواره ضابط آخر يسمى عبدالمسيح المغادرة.. ويذكر التاريخ أن عامل التليفون نادى على الضابطين، للرد على التليفون وكان المتحدث هو فؤاد سراج الدين الذى طالبهما بالثبات ورباطة الجأش والاستبسال وعدم ترك مبنى المحافظة وبدأت معركة الإسماعيلية الخطيرة من أجل الكرامة.
ومنذ هذا اليوم من تاريخ كفاح الشعب المصرى ضد الاحتلال، تم اتخاذه عيدًا للشرطة وعيدًا قوميًا لمحافظة الإسماعيلية.. رحم الله فؤاد باشا سراج الدين وتحية عطرة إلى هؤلاء الرجال البواسل، الذين يستكمل أحفادهم من بعدهم الحرب على الإرهاب وكل من يريد النيل من استقرار الوطن.
تحول يوم 25 يناير إلى عيد للشرطة يحتفل به كل عام، كما أنه أصبح عيدًا قوميًا لمحافظة الإسماعيلية، وفى 2009 أصبح يوم 25 يناير من كل عام يوم عطلة رسمية فى مصر.
وصلت قمة التوتر بين مصر وبريطانيا إلى حد مرتفع عندما اشتدت أعمال التخريب والأنشطة الفدائية ضد معسكراتهم وجنودهم وضباطهم فى منطقة القنال، فقد كانت الخسائر البريطانية نتيجة العمليات الفدائية فادحة، خاصة فى الفترة الأولى، وكذلك أدى انسحاب العمال المصريين من العمل فى معسكرات الإنجليز إلى وضع القوات البريطانية فى منطقة القناة فى حرج شديد.
- وحينما أعلنت الحكومة عن فتح مكاتب لتسجيل أسماء عمال المعسكرات الراغبين فى ترك عملهم مساهمة فى الكفاح الوطنى سجل «91572» عاملًا أسماءهم فى الفترة من 16 أكتوبر 1951 وحتى 30 من نوفمبر 1951 - كما توقف المتعهدون عن توريد الخضراوات واللحوم والمستلزمات الأخرى الضرورية لإعاشة «80» ثمانين ألف جندى وضابط بريطانى. وقد أقدمت القوات البريطانية على مغامرة أخرى لا تقل رعونة أو استفزازًا عن محاولاتها السابقة لإهانة الحكومة وإذلالها حتى ترجع عن قرارها بإلغاء المعاهدة، ففى صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952 استدعى القائد البريطانى بمنطقة القناة – «البريجادير أكسهام» - ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارًا بأن تسلم قوات البوليس «الشرطة» المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتجلو عن دار المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة كلها. وتنسحب إلى القاهرة بدعوى أنها مركز اختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته فى منطقة القنال، ورفضت المحافظة الإنذار البريطانى وأبلغته إلى وزير الداخلية «فؤاد سراح الدين باشا» الذى أقر موقفها، وطلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
فقد القائد البريطانى فى القناة أعصابه فقامت قواته ودباباته وعرباته المصفحة بمحاصرة قسم بوليس «شرطة» الإسماعيلية لنفس الدعوة بعد أن أرسل إنذارًا لمأمور قسم الشرطة يطلب فيه منه تسليم أسلحة جنوده وعساكره، غير أن ضباط وجنود البوليس «الشرطة» رفضوا قبول هذا الإنذار ووجهت دباباتهم مدافعها وأطلق البريطانيون نيران قنابلهم بشكل مركز وبشع دون توقف ولمدة زادت على الساعة الكاملة، ولم تكن قوات البوليس «الشرطة» مسلحة بشىء سوى البنادق العادية القديمة.
وقبل غروب شمس ذلك اليوم حاصر مبنى قسم البوليس «الشرطة» الصغير ومبنى المحافظة فى الإسماعيلية، سبعة آلاف جندى بريطانى مزودين بالأسلحة، تدعمهم دباباتهم السنتوريون الثقيلة وعرباتهم المصفحة ومدافع الميدان، بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيد على ثمانمائة فى الثكنات وثمانين فى المحافظة، لا يحملون غير البنادق.
استخدم البريطانيون كل ما معهم من الأسلحة فى قصف مبنى المحافظة، ومع ذلك قاوم الجنود المصريون واستمروا يقاومون ببسالة وشجاعة فائقة ودارت معركة غير متساوية القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصرة فى القسم ولم تتوقف هذه المجزرة حتى نفدت آخر طلقة معهم بعد ساعتين طويلتين من القتال، سقط منهم خلالهما 50 (خمسون) شهيدًا و(ثمانون) جريحًا وهم جميع أفراد جنود وضباط قوة الشرطة التى كانت تتمركز فى مبنى القسم، وأصيب نحو سبعين آخرين، هذا بخلاف عدد آخر من المدنيين وأسر من بقى منهم.
كما أمر البريطانيون بتدمير بعض القرى حول الإسماعيلية كان يعتقد أنها مركز اختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته فقُتل عدد آخر من المدنيين أو جرحوا أثناء عمليات تفتيش القوات البريطانية للقرى.
وصلت قمة التوتر بين مصر وبريطانيا إلى حد مرتفع عندما اشتدت أعمال التخريب والأنشطة الفدائية فى ضد معسكراتهم وجنودهم وضباطهم فى منطقة القتال، فقد كانت الخسائر البريطانية نتيجة العمليات الفدائية فادحة، خاصة فى الفترة الأولى، فانعكس ذلك فى قيام القوات البريطانية بمجزرة الإسماعيلية التى تعتبر من أهم الأحداث التى أدت إلى غضب الشعب والتسرع بالثورة فى مصر.
فى صباح السبت 26 من يناير 1952 انتشرت أخبار الحادث فى مصر كلها، واستقبل المصريون تلك الأنباء بالغضب والسخط، وخرجت المظاهرات العارمة فى القاهرة، واشترك جنود الشرطة مع طلاب الجامعة فى مظاهراتهم، وانطلقت المظاهرات تشق شوارع القاهرة التى امتلأت بالجماهير الغاضبة.
تسببت هذه الأجواء الغاضبة فى قيام حريق القاهرة، وتسببت أكثر فى تدهور شعبية الملك فاروق لأبعد مستوى، مما مهد لقيام الضباط بحركة 23 يوليو بقيادة اللواء محمد نجيب فى نفس العام.
وببساطة لأن فؤاد سراج الدين وطنى ولو كان الوفد - كما أشاع بعض المرجفين - حريصًا على إرضاء القصر والإنجليز، لما قدم كل إمكاناته لدعم حركة الفدائيين، لقد كانت الشرارة الأولى للحركة بعد قرار مصطفى باشا النحاس التاريخى بإلغاء معاهدة الصداقة المصرية البريطانية التى وقعت عام 1936، والتى سحبت بريطانيا بمقتضاها قواتها إلى منطقة القناة فقط، عندما أطلق النحاس عبارته الأشهر «باسم مصر وقعت معاهدة 1936، وباسم مصر اليوم أطالبكم بإلغائها» انطلقت الجماهير فى شلالات تأييد مذهلة وتوحدت جهود الشعب والحكومة لبدء الكفاح المسلح ضد الإنجليز، وبالفعل تطوع مئات الشباب فى معسكرات تدريب لضرب مصالح الإنجليز ومنشآتهم فى مدن القناة، وانسحب أكثر من 90 ألف عامل مصرى من خدمة تلك المعسكرات، وأصبح الاحتلال البريطانى يعانى كل يوم خسائر بشرية ومادية نتيجة ضربات المقاومة.
وطبقًا للوثائق البريطانية فإن قوات الاحتلال التى كانت تتركز فى منطقة قناة السويس بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية رصدت مشاركة ضباط شرطة فى إمداد الفدائيين بالسلاح، وهو ما دفعهم إلى إصدار قرار بتفريغ منطقة القناة من جميع أفراد الشرطة المصرية ومصادرة أسلحتهم.
ولم يكن هناك أمام الإنجليز ورجال القصر سوى إجهاض الثورة التى أعلنها الوفد ضدهم، لذا فقد تم تدبير حريق القاهرة فى اليوم التالى مباشرة واشتعلت النيران فى عدد من دور السينما ومحلات اليهود، ومقار الأجانب واضطرت الحكومة إلى إعلان الأحكام العرفية، لكن كان الوقت قد تأخر، حيث وجد الملك فاروق مبرر إقالة الحكومة لتدخل مصر مرحلة تخبط وفوضى حتى ليلة 23 يوليو عندما استولى الضباط الأحرار على السلطة.
ورغم أن بطولة رجال الشرطة وفخرهم بوقوفهم ضد جنود الاحتلال، إلا أن بعض خصوم الوفد حاولوا تشويه العمل وكان ذلك مبكرًا، حيث شهدت محاكمة سراج الدين ضمن محاكمات الثورة عام 1954 اتهامه بالتسبب فى استشهاد رجال الشرطة المصريين، وفوجئ الحاضرون بواحد من الضباط الأحرار هو وجيه أباظة يصر على تقديم شهادته، مؤكدًا أن «سراج الدين» كان أكبر داعم لحركة الفدائيين، وهو ما دفع رئيس المحكمة إلى أن يقول وقتها لـ«سراج الدين»: «نحن لا نشك فى وطنيتك».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د وجدى زين الدين الإحتفال بعيد الشرطة مواجهة الإرهاب رجال الشرطة مديرية أمن الإسماعيلية القضاء على الإرهاب القوات البریطانیة فؤاد سراج الدین الشرطة المصریة مبنى المحافظة وزیر الداخلیة منطقة القناة رجال الشرطة یوم 25 ینایر عید الشرطة خالد الذکر فى منطقة فى هذا وزیر ا
إقرأ أيضاً:
استقبال حافل في عرض كامل العدد لفيلم الاختفاء بأيام قرطاج السينمائية
ضمن فعاليات الدورة الـ35 من أيام قرطاج السينمائية، شهد الفيلم التونسي الاختفاء للمخرج كريم موساوي عرض كامل العدد بحضور المخرج وأبطال العمل سامي ليشيا وجليلة كادي حنفي، والمنتجة لينا شعبان منزلي.
استقبل الحضور الفيلم بحفاوة شديدة، ودارت ندوة نقاشية مع طاقم العمل تميزت برغبة الجمهور الكبيرة في معرفة المزيد عن رحلة صناعة الفيلم.
يحظى الفيلم بعرضين آخرين خلال المهرجان يومي الثلاثاء 16 ديسمبر الساعة 6:30 مساءً، والأربعاء 18 ديسمبر الساعة 8 مساءً، ويدور حول رضا الذي، على الرغم من أنه يعيش حياة مرفهة، إلا أنه نشأ في عائلة تتحكم بكل شيء في حياته. ومع تزايد الضغوط عليه للتحرر من تأثير والديه، يجد رضا نفسه أقرب إلى الانهيار العقلي بعد أن بدأ يلاحظ أن إحساسه بذاته يتلاشى.
شهد الفيلم عرضه العالمي الأول بمهرجان أنغوليم للسينما الفرنكوفونية بفرنسا، وشهد عرضه العربي الأول بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، كما عُرض بعدة مهرجانات سينمائية، منها مهرجان هامبورغ السينمائي، ومهرجان بوردو الدولي للسينما المستقلة، وقد تلقى دعمًا من عدة جهات وهي: صندوق البحر الأحمر، وسائل الإعلام الأوروبية الإبداعية، المعاهدة الفرنسية الألمانية المصغرة (CNC وFFA)، منطقة بروفانس ألب كوت دازور، MBB ،MOIN، وNordmedia.
فيلم الاختفاء من إخراج كريم موساوي وشاركه التأليف مود أميلين، ومن بطولة سامي ليشيا، زار أمير، حميد أميروش، وجليلة كادي حنفي. الفيلم من إنتاج ديفيد ثيون لشركة Les Films Pelléas ودرة بوشوشة لشركة Nomadis Images، ومدير التصوير كريستي بابول، والصوت لفرانسوا ميريو، ومونتاج كليمان بينتو. تتولى MAD Distribution مهام التوزيع في العالم العربي.
كريم موساوي مخرج ومؤلف جزائري بدأ مسيرته كمخرج مساعد مع مخرجين مرموقين منهم طارق تقية ونادر مكناش ومن الأعضاء المؤسسين لجمعية كريزاليد الثقافية للسينما في الجزائر العاصمة كما شغل منصب مدير مركز البرمجة السينمائية في المركز الثقافي الفرنسي في الجزائر لعدة سنوات.
قام بتأليف وإخراج ثلاثة أفلام قصيرة وفيلم بعنوان "قبل أيام" والذي عُرض في العديد من المهرجانات بما فيها لوكارنو، وكليرمون فيران وبرايف، ورشّح لـ "جائزة سيزار" لأفضل فيلم قصير في عام 2015. فاز سيناريو فيلمه الروائي الطويل الأول بعنوان "طبيعة الحال" بجائزة مؤسسة غان عام 2016، وتم تطويره كجزء من إقامة سيني فونداسيون في مهرجان كان السينمائي وLes Ateliers d'Angers، وتم اختياره في مهرجان كان السينمائي عام 2017 في قسم نظرة ما.
في عام 2020، أخرج الفيلم القصير The Divas of Taguerabt كجزء من أوبرا باريس الوطنية: المشهد الثالث والذي يستكشف فيه دور الأوبرا في الثقافة الموسيقية الجزائرية. هذا الفيلم القصير هو جزء من الفيلم الجماعي Celles qui chantent.