كيف كانت ليـلة الـغطاس أشمل الليالي البـاردة سرورًا؟
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
«يا بـلابيصا، بلبصى الجندي، يا على يا بنى، قوم بنا بدرى، نقبض الــقمري، دى السنة فاتت، والمرا ماتت، والجمل برطع كسر المدفع».
ما أن تهلّ ليلة عيد الغطاس القبطي؛ الموافق ليلة يوم 18 يناير سنويًا، حتي يُعاد تداول سيرة المظاهر الشعبية التراثية، للاحتفال بالعيد، التي كانت تحتفي به المجتمعات الريفية بوضوح قبل طغيان الحداثة على تلك المجتمعات، ومنها تلك الأغنية سالفة الذكر والتي عاصرها ووثق لها الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي فى كتابه «أيامي الحلوه».
الاحتفالات الشعبية الواسعة بعيد الغطاس، والتي كان يتشارك فيها المسلمين والأقباط، ليست سيرة شعبية متوارثة من جيل إلى جيل، بل سيرة محققة من مؤرخين؛ أبرزهم المُؤرخ تقي الدين أحمد بن علي المقريزي.
ليلة لا تنام فيها مصر!يحيطنا المُؤرخ علمًا فى مؤلفه «الخطط المقريزية»، بقدم هذه المظاهر الاحتفالية وشعبويتها وتشارك المسلمين والقبط فيها.. «وليلة الغطاس بمصر شأن عظيم لا ينام الناس فيها وهي ليلة إحدي عشر من طوبة»، وفي فقرة أخر.. «وحضر النيل فى تلك الليلة مئات ألوف من الناس المسلمين والنصاري، منهم فى الزواريق ومنهم فى الدور الدانية من النيل، ومنهم على الشطوط لا يتناكرون كل ما يمكنهم إظهاره من المأكل والمشارب والات الذهب والفضة والجواهر والملاهي والعزف والقصف، وهي أحسن ليلة فى مصر وأشملها سرورُا، ولا تغلق فيها الدروب».
أيضا يكشف «المقريزي»، عن مساهمة الحكام فى عصر الفاطميين فى توزيع الفواكة والليمون وقصب السكر والأسماك على سكان مصر إحتفالًا بعيد الغطاس.
وعيد الغطاس، يُحتفل به بعد 12 يومًا من ذكري ميلاد السيد المسيح ــــ عليه السلام، ورمزيته الدينية فى الديانة المسيحية؛ تحتفي بذكري عماد أو تعميد السيد المسيح فى نهر الأردن بيد يوحنا المعمدان.
ومن «المقريزي» إلى الشاعر الراحل الكبير عبد الرحمن الأبنودي؛ الذي وثق فى كتابه «أيامي الحلوه» الاحتفالات الشعبية بعيد الغطاس، الذي عاصرها طفلًا فى مسقط رأسه بقرية «أبنود» جنوب قنا.
يقول «الخال»..قبل مجىء الغروب كل أطفال القرية مسيحيين ومسلمين يرفعون صلبانهم المضيئة ليسطع النور فى أرجاء القرية المُظلمة، تخيل نفسك تطل من فوق، من سطح البيت، وترى جيوش الصلبان المضيئة، تمر من تحت دارك بالمئات، وأمهاتنا يرششن الفشار، وقِطَع السكر، والحمص ويزغردن».
إندثار الاحتفالات:وعلى ما يبدو إن الاحتفالات الشعبية الواسعة بذلك العيد، إندثرت على مر الزمن ولم يتبق منها سوي احتفالات مختزلة ورمزية، ومنها طهي القلقاس وتحويل حبات البرتقال إلى فوانيس بغرس الشموع داخلها وهي ترمز إلى«البلابيصا» وهي كلمة من اللغة المصرية القديمة وتعني الشموع المضاءة، وأيضا لقصب السكر في هذه الاحتفالات، حضوره ذو الرمزية الدينية، فضلًا عن إقامة صلاة القداس فى الكنائس.
طفل يحتفل بعيد الغطاس
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كيف كانت ليلة الغطاس أشمل الليالي عيد الغطاس القلقاس قصب السكر الاحتفالات بعید الغطاس
إقرأ أيضاً:
فعاليات رياضية ومنتجات تراثية بدوية في احتفالات العيد القومي بطابا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قام اللواء الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، بجولة تفقدية لساحة العلم بمدينة طابا، في إطار التحضيرات للاحتفال بالذكرى الـ36 لاسترداد طابا، حيث أشار إلى أن هذه المناسبة الوطنية الخالدة تمثل رمزًا للسيادة الوطنية والفخر بعودة طابا إلى أحضان الوطن وتأكيدًا على الدور الحيوي الذي تلعبه سيناء في تحقيق التنمية المستدامة لمصر ونجاح الدولة في استرداد آخر نقطة تم احتلالها وذلك عبر مسار تفاوض وتحكيم دولي تحقق في ١٩ مارس ١٩٨٩ عقب مفاوضات السلام التي تلت نصر أكتوبر ٧٣ وتحرير سيناء.
وأكد المحافظ أن الاحتفالات هذا العام ستشهد تنظيم عدد من الفعاليات المتميزة التي تعكس أهمية هذا اليوم في ذاكرة الوطن وتتضمن الاحتفالات مراسم رفع العلم المصري التي تكتسب رمزية خاصة في هذا الموقع التاريخي، بالإضافة إلى إقامة سوق اليوم الواحد الذي يوفر السلع الغذائية للمواطنين بتخفيضات كبيرة دعمًا للأسر المحلية.
كما تتضمن الاحتفالات عرض للمنتجات التراثية البدوية التي تسلط الضوء على التراث الثقافي الغني لأهالي سيناء، فضلًا عن تنظيم أنشطة رياضية وثقافية متكاملة تهدف إلى إشراك مختلف فئات المجتمع، وذلك خلال الأسبوع الأخير من شهر فبراير المقبل.