سودانايل:
2024-09-18@05:16:36 GMT

كل أجزائه لنا وطن إذ نباهي به ونفتخرُ

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

محمد زاهر ابو شمة
حينما رأيت مقطع الأطفال الإثنين منذ أن كانوا يرتبون قصاصات الأعلام والحلوى أحسست بشعور غريب لم أستطيع أن أجد له تفسيراً حتى الأن خصوصاً وأن هناك أغنية مصاحبة لهذا العمل الجميل بصوت أحد المطربين السودانيين يتغنى برائعة العطبراوي "أنا سوداني" والتي لها وقع خاص في نفوس كل السودانيين فحين سماعها تتداخل مشاعر من الفرح ممزوجة بمشاعر الإفتخار والإعزاز بالنفس ولسان حالك يقول أنني سوداني وأفتخر بهذه السودانوية التي التي نحملها بين الضلوع هذه السودانوية التي ظلت تحتفظ بكل الخصال الجميلة والسمحة والتي أذهلت العالم وجعلته يُجمع على أن الشعب السوداني شعب متفرد في كل شيئ شعب تحترمه كل الشعوب على مستوى العالم وتضع له إعتبارات عديدة فلا يمكن أن تجد سودانياً لا يحمل صفات المروءة والكرم والأمانة وغيرها من الصفات السمحة، لهذا فعندما يسألونك من أين وترد بأنك من السودان تشعر بأن من يسأل قد تنفس الصعداء وأحس بالراحة والإطمئنان لأنه يعلم تماماً بأن الشعب السوداني وكل أفراده بمثابة الشعوب التي يجتمع كل العالم على إحترامها وتقديرها لصفاتها ومواقفها السمحة ، والتي جعلتنا مرفوعي الهامات نعلم تماماً بأن من كانوا سفراء لنا خارج السودان وضعوا بصمتهم في نفوس كل العالم وكانوا نعم السفراء لهذه البلاد فقد وضعوا الأساس المتين الذي نعتز ونُفاخر به أمام كل شعوب العالم، فلابد أن نحمد الله أن جعلنا سودانيين من السودان هذا الوطن الذي تكالب عليه الأعداء والعملاء من الخارج والداخل طمعاً في الإستحواذ على خيراته التي لا تُحصى ولا تُعد هذه الخيرات والثروات التي كانت سبباً رئيسياً في جعل كل دول العالم تتمنى أن يكون السودان الدولة التي تأويهم ويعيشون فيها نسبة لما يتمتع به السودان من كنوز وثراوت لا حصر لها ، اطماع تلك الدول جعلتها تُفكر فعلياً بالتحالف مع دول أخرى لإفتعال المشاكل والصراعات داخل السودان وبإيعاز من الماسونية وإسرائيل وبقية الدول الإمبريالية العالمية المتقنعة بقناع الشركات الكونية العملاقة متعددة الأنشطة مهمتها الوحيدة هي الإستحواذ والإستيلاء على خيرات ومقدرات البلدان والشعوب بمباركة عملائها المحليين في هذه البلدان، وكان للسودان نصيب الأسد من اطماع تلك الدول الإمبريالية قبل الإستقلال وبعد الإستقلال وحتى هذه اللحظة.


أعتذر عن الخروج من سياق الموضوع الأساسي ولكن! لابد مما ليس منه بُد فهكذا أصبح واقعنا كسودانيين ليس لنا نقاش إلا فيما وصل إليه الشعب السوداني وما احدثته هذه الحرب اللعينة المفتعلة بسبب الإمبريالية العالمية التي إستخدمت أدواتها من الدول وأدواتها من العملاء سواء أن كانوا من الخارج أو من الداخل للزيادة من حدة التوتر بين الجيش كمؤسسة عسكرية منوط بها حماية الشعب السوداني وبين مليشيا الدعم السريع التي صنعتها المؤسسة العسكرية نفسها حينما اصبحت تتبع لحزب سياسي سيئ الصنع يُسمى بالمؤتمر الوطني يقف من خلفه من يدعون بأنهم حماة الدين والذين أطلق عليهم عرابهم الترابي "الكيزان" والذين في عهدهم ازدادت الأوضاع سوءً وما يحدث الأن بسببهم ومن تدبيرهم وبمباركتهم الا لعنة الله تغشاهم أجمعين.

لم استطيع السيطرة على دموعي وهي تنهمر بشدة وانا أشاهد هؤلاء الأطفال وهم يجهزون و يوزعون الحلوى وتلك القصاصات على أهلهم وأبناء جلدتهم خارج الوطن ولسان حالهم يحكي ما كُتب على تلك القصاصات مثل ( عزيز أنت يا وطني _ وغداً نعود _ ودام عزك يا وطن).

أصبحنا نحلم بالعودة للوطن مرةً أخرى لنعيش بحنان وحب الوطن الذي لم يبخل علينا بحبه وحنانه ونبكي عليه ونذرف الدموع حُزنا على ما أصابه.

ترس..

حتماً سنعود رغم كيد الكائدين ورغم مكر الماكرين، حتماً سنعود ونحتفل بذهاب كل هؤلاء اللصوص والمرتزقة إلى مزبلة التاريخ، حتماً سنعود لنبني ونعمر ما دمره العملاء والمرتزقة والمأجورين إمتثالاً وتنفيذاً لأوامر اسيادهم الطامعين في نهب خيرات وثروات البلاد ولكن هيهات فلن يستطيعوا الوصول لمبتغاهم طالما إستفاق الشعب من ثباته العميق وأدرك حجم المخطط الذي يُحاك ضده وضد وطنه الذي يُحب.

وللأوطان في دم كلّ حرٍّ .. يدٌ سلفتْ ودَين مستحقُّ

ترس تاني..

انا سوداني انا انا سوداني انا
انا سوداني انا انا سوداني انا
كل أجزائه لنا وطن إذ نباهي به ونفتتن
نتغنى بحسنه أبدا دونه لا يروقنا حسن
حيث كنا حدت بنا ذكر ملؤها الشوق كلنا شجن
نتملى جماله لنرى هل لترفيه عيشه ثمن
خير هذي الدماء نبذلها كالفدائي حين يمتحن
بسخاء بجرأة بقوى لا ينئ جهدها ولا تهن
تستهين الخطوب عن جلد تلك تنهال وهي تتزن
انا سوداني انا انا سوداني انا
ايها الناس ايها الناس
أيها الناس نحن من نفر عمروا الأرض حيث ما قطنوا
أيها الناس نحن من نفر عمروا الأرض حيث ما قطنوا

 

حكموا العدل في الورى زمنا أترى هل يعود ذا الزمن
ردد الدهر حسن سيرتهم ما بها حطة ولا درن
نزحوا لا ليظلموا أحدا لا ولا لاضطهاد من امنوا
وكثيرون في صدورهم تتنزى الأحقاد والإحن
دوحة العرب أصلها كرم والى العرب تنسب الفطن
أيقظ الدهر بينهم فتنا ولكم أفنت الورى الفتن
انا سوداني انا انا سوداني انا
يا بلادي يا بلادي يا بلادي يا بلادي
يا بلادي يا بلادي يا بلادي يا بلادي
يا بلادا حوت مآثرنا كالفراديس فيضها منن
انا سوداني انا انا سوداني انا
انا سوداني انا انا سوداني انا
كل أجزائه لنا وطن إذ نباهي به ونفتتن
نتغنى بحسنه أبدا دونه لا يروقنا حسن
حيث كنا حدت بنا ذكر ملؤها الشوق كلنا شجن
نتملى جماله لنرى هل لترفيه عيشه ثمن
خير هذي الدماء نبذلها كالفدائي حين يمتحن

تستهين الخطوب عن جلد تلك تنهال وهي تتزن
انا سوداني انا انا سوداني انا
ايها الناس ايها الناس
أيها الناس نحن من نفر عمروا الأرض حيث ما قطنوا
يذكر المجد كلما ذكروا وهو يعتز حين يقترن
حكموا العدل في الورى زمنا أترى هل يعود ذا الزمن
ردد الدهر حسن سيرتهم ما بها حطة ولا درن
نزحوا لا ليظلموا أحدا لا ولا لاضطهاد من امنوا
وكثيرون في صدورهم تتنزى الأحقاد والإحن
دوحة العرب أصلها كرم والى العرب تنسب الفطن
أيقظ الدهر بينهم فتنا ولكم أفنت الورى الفتن
انا سوداني انا انا سوداني انا
يا بلادي يا بلادي يا بلادي يا بلادي
يا بلادي يا بلادي يا بلادي يا بلادي
يا بلادا حوت مآثرنا كالفراديس فيضها منن
فجر النيل في اباطحها يكفل العيش وهي تحتضن
رقصت تلكم الرياض له وتثنت غصونها اللدن
وتغنى هزارها فرحا كعشوق حدا به الشجن
حفل الشيب والشباب معا وبتقديسه القمين عنوا
نحن بالروح للسودان فدا فلتدم أنت أيها الوطن
انا سوداني انا انا سوداني انا
رقصت تلكم الرياض له وتثنت غصونها اللدن
وتغنى هزارها فرحا كعشوق حدا به الشجن
حفل الشيب والشباب معا وبتقديسه القمين عنوا
نحن بالروح للسودان فدا فلتدم أنت أيها الوطن
انا سوداني انا انا سوداني انا

zlzal1721979@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: بلادی یا بلادی یا بلادی یا بلادی بلادی یا بلادی یا بلادی یا بلادی انا سودانی انا انا سودانی انا الشعب السودانی ایها الناس

إقرأ أيضاً:

???? هل سيحمل البرهان العالم لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية؟

طالب رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق عبدالفتاح البرهان العالم بأن يصنف قوات “الدعم السريع” التي طالت حربه معها إلى عام ونصف العام، منظمة إرهابية. فقال خلال كلمة أخيرة له في الصين إنها تهدف بتمردها إلى “الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح، وخدمة أطماع قوى إقليمية غير راشدة”. وطالب بضرورة تصنيفها كـ”مجموعة إرهابية والمساعدة في القضاء عليها وإدانة أعمالها أو التعاون معها”.

وسبق للبرهان أن طالب بالشيء نفسه ضمن كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الـ21 من يونيو2023، فقال إن الشعب السوداني يواجه حرباً مدمرة منذ منتصف أبريل 2023 شنتها عليه قوات “الدعم السريع” المتمردة بالتحالف مع “ميليشيات قبلية وأخرى إقليمية ودولية ومرتزقة من مختلف أنحاء العالم”. وزاد أنها ارتكبت “جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في معظم أنحاء السودان، ومارست التطهير العرقي والعنف الجنسي”، مضيفاً أن الجرائم التي حدثت في مناطق مثل الجنينة في غرب دارفور، تمثل صدمة للضمير العالمي، مطالباً في كلمته بتصنيف “الدعم السريع” مجموعة إرهابية والمساعدة في القضاء عليها. وسمعت الأمم المتحدة مرة ثانية من سفير السودان لديها الدعوة نفسها، إذ طالب في كلمته أمام مجلس الأمن الذي ناقش الحرب في السودان الإثنين الماضي باعتبار “الدعم السريع” مجموعة إرهابية ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد الدولة”. وخرج عن النص ليذكّر بترافق مطلبه هذا مع إحياء أميركا لذكرى الـ11 من سبتمبر (أيلول) التي بدأ بها فقه أميركا حول الإرهاب.

فما فرص نجاح البرهان في أخذ العالم إلى دمغ “الدعم السريع” بما أراد؟
ليس صعباً التكهن بأن دوائر الغرب لن ترخي الآذان لها إلى دعوته لتصنيف “الدعم” كجماعة إرهابية ، فهذه القوات لا تحمل العنوان الإسلامي الذي يغريه بدمغها بالإرهاب. لا اسمها ولا مشروعها اتصل بالإسلام بأية صورة من الصور. بل سنرى أن في خصومتها السافرة لإسلاميي السودان، ما قد يمنحها “شهادة براءة صحية”، كما يقول الأعاجم.

لا غرو أن الولايات المتحدة هي أكثر الدول عناية بتعريف الإرهاب لمنزلتها في العالم ولأنها ابتليت بواقعة الإرهاب الأكبر في الـ11 من سبتمبر التي تؤرخ لبدئها “الحرب على الإرهاب”. فلم تكُن لا هي ولا الدول الغربية الأخرى تواضعت على تعريف للإرهاب قبل هذا التاريخ، واكتفت بتعريف الأمم المتحدة الذي جاء بعناصر الإجرام فيه من اختطاف وأخذ للرهائن واغتيال ضمن أشياء أخرى. فبادرت كندا بتشريعها للإرهاب في 2001 الذي ميزه عن الأفعال الإجرامية المعتادة.

وانعكست حقيقة أن جماعة من الشباب المسلم المتطرف من قام بتفجير برجي التجارة الخارجية ومبنى الـ”بنتاغون” على مفهوم أميركا للإرهاب. فصار الإرهاب عندها قريناً بما يقع داخلها وخارجها من خلال متطرفين إسلاميين بصورة حصرية. ولاحظ كاتب أنها من فرط تركيزها على أولئك المتطرفين لم تحفل حتى بتعريف الإرهاب الذي يقع في داخلها من متطرفيها في ما صار يعرف بـ”الإرهاب المحلي”. فقال إن هذا الإرهاب المحلي في واقع الأمر أكثر انتشاراً من الإرهاب الإسلامي، إذ وقع ما بين 2008 و2016 70 هجوماً ضد الدولة من الجماعات اليمينية فيها، بينما لم ترتكب الحركات الإسلامية المتطرفة غير 18 هجوماً.

ومع ذلك لم يتفق لأميركا تصنيف هجمات حركات يمينها المتطرف بـ”الإرهاب”، وسرعان ما تراجعت عن معرفة مصادر هذا الإرهاب الداخلي وديناميكيته حتى حين حاولت ذلك. فكان الرئيس السابق باراك أوباما خصص موازنة لمعاهد أكاديمية لتبحث عن النازية الجديدة والعنصرية البيضاء إلى جانب التطرف الإسلامي. ولما جاء الرئيس السابق ترمب قصر الصرف من ذلك المال على المباحث حول الإرهاب الإسلامي. وهذا تعامٍ مبيت عن حقائق في الإرهاب الذي شاع داخل المجتمع الأميركي ليقتصر تعريف الإرهاب على ما يرتكبه رجال مسلمون.

وستجد غلبة اعتبار التطرف الإسلامي في الحرب على الإرهاب إحصائياً في قائمة وزارة الخارجية الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية بين 1997 و2021. ففيها 68 منظمة، 61 منها لجماعات مسلمة، و7 من غيرها مثل الجيش الإيرلندي والطريق الساطع (بيرو) وحزب العمال الكردستاني. ومن الجانب الآخر، هناك 20 منظمة تم رفع تهمة الإرهاب عنها، نصفها لجماعات مسلمة والنصف الآخر لغيرها.

يصعب القول أيضاً إن أميركا التي تحمل حصرياً ربما خاتم دمغ الجماعات بالإرهاب، ستتفق مع البرهان في دعوته. فإذا أخذنا موقف المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو من الحرب القائمة، فهو الأقرب ربما لدمغ البرهان بالإرهاب لو كان هذا هو الخيار.

حمل بيرييلو أخيراً على الجيش منذ تغيبت الحكومة السودانية عن المؤتمر الذي دعا إليه في جنيف خلال أغسطس (آب) الماضي لمناقشة طرفي الحرب حول تردي الأوضاع الإنسانية في السودان والتزاماتهما تأمين المساعدات الإنسانية لأهلهم وتخفيف ما هم عليه من كبد. فقال لقناة “الحدث” الأربعاء الماضي إن مسؤولي النظام الإسلامي القديم بحاجة إلى الحرب لفتح باب خلفي للسلطة. وتوسع في هذا المعنى خلال لقائه مع لقمان أحمد الإثنين الماضي على الـ”بي بي سي”، فقال إنهم في هيئة الوساطة لم يروا إرادة سياسية من أطراف الحرب لتخفيف معاناة السودانيين، بخاصة من الجيش وحلفائه من مؤيدي الرئيس المخلوع عمر البشير من حزب المؤتمر الوطني.

وهكذا لم يترك شاردة ولا واردة عن هويتهم الإسلامية، وزاد أنهم يريدون للحرب أن تستمر طلباً منهم للحكم. وهو الحكم الذي يعلمون، في قوله، أن الشعب السوداني لا يريدهم أن يعودوا له. ثم عاد مرة أخرى للقول إن جهات فاعلة في هذا الجانب من المعادلة تريد أن تستمر معاناة الشعب. وهذا قريب من القول إن من وراء هذه الحرب متنفذين في النظام القديم الذي صنفته أميركا ضمن قائمة الإرهاب منذ 1993، وقامت القطيعة بينهما حتى سقط “نظام الإنقاذ” في أبريل 2019.

وإذا وقف بيرييلو من دون القول إن طرف الجيش في الحرب حامل لجينات إرهابية من “دولة الإنقاذ”، فإن “الدعم السريع” لا تتورع بالطبع عن رميه بالإرهاب. قال إبراهيم مخير، مستشار “الدعم” لموقع “إرم” إن “منطقة الفاشر تشهد تواصلاً مستمراً بين الاستخبارات السودانية والحركات الإرهابية وأشهرها “بوكو حرام” من أجل تجنيد المقاتلين واستقدامهم من ليبيا عبر تشاد”، وهكذا وجد شقاً فوسّعه.

من الصعب على المرء تصور وسيط يواطئ طرفاً في حرب خرج لإخماد نارها، كما رأينا من عبارة بيرييلو التي بنى عليها “الدعم السريع” بينة لدمغ القوات المسلحة بالإرهاب. ويرغب المرء لو تفادى بيرييلو خطأ في تعامل أميركا مع النظام الإسلامي على أيام “دولة الإنقاذ”، ناهيك عن حاله الآن وهو ملقى على قارعة التاريخ “يفسد الموت بالرفس” كما نقول. ولا فضل في زواله لأحد غير السودانيين الذين ما أطاحوا به حتى وجدوا أنفسهم مستباحين بعقوبات دولية على دولتهم موروثة من النظام نفسه الذي ذاقوا الأمرين لثلاثة عقود قبل الخلاص منه، وأنفق السودانيون وقتاً ثميناً ومالاً عزيزاً لتحرير وطنهم من آثار “نظام الإنقاذ”، وتعثر بالنتيجة التحول الديمقراطي الذي ما زال بيرييلو يمنينا به.

وكان ذلك الخطأ مما توافر على بيانه السفير الأميركي في الخرطوم في منتصف التسعينيات تيموثي كارني، ومنصور إعجاز، مسؤول الاستخبارات الأميركي المكلف التفاوض مع الاستخبارات السودانية حول مكافحة الإرهاب، وخلصا من تجربتهما في السودان إلى أن أميركا أخطأت فهم البيئة السياسية لما بعد تحرر المسلمين من ربقة الاستعمار التي تلازمت مع عزيمة لتجسير حياتهم المعاصرة إلى دينهم. فإذا صح لها الريبة في النظام السوداني خلال عقده الأول، في قولهم، فإنها، وفي طور تحول النظام في نهاية العقد الأخير من القرن الماضي إلى البراغماتية السياسة، تملكت عن الاستخبارات السودانية حقائق كانت تكفل لها فهماً أفضل للسودان من مجرد أنه “مباءة إرهاب”. فغلّبت السياسة على الحقيقة حتى إنها هدمت مصنعاً للأدوية في الخرطوم عقاباً للسودان على دور اتهم به في تفجير السفارة الأميركية في نيروبي (1998). ولم تجد أميركا سبباً للدفاع عن ضربة المصنع بعد التحري الذي كذب حيثياتها إلا قولها إنه أمر رئاسي لا معقب عليه. وفرضت المحاكم الأميركية على السودان غرامة مقدراها 355 مليون دولار لتعويض ضحايا المدمرة “كول” في البحر الأحمر (2000)، وتفجير سفارتها في نيروبي (1998) بعد اتهامه بالضلوع فيهما.

بدا لي من الخطاب الأميركي الرسمي أن “نظام الإنقاذ” وكيزانه لعنة على السودان لا دولة تدول. وشبه كاتب لعنة الفلول الكيزان التي يحوم شبحها فوق السودان حتى بعد القضاء عليهم على مشهد من العالم، بأنها مثل لعنة الآلهة الإغريقية لسيزيف. قيدته إلى صخرة يحملها صعوداً لأعلى الجبل وهبوطاً إلى سفحه حتى قيام الساعة.

عبد الله علي إبراهيم
عبد الله علي ابراهيم
إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • السودان يحترق والقوى الأجنبية تستفيد.. ما المكاسب التي تجنيها الإمارات من الأزمة؟
  • جبريل أبراهيم أحد رموز معركة الكرامة الذي تجلى شموخه أمس على شاشة الجزيرة
  • ‏كتابات في زمن الطوفان: حكاية المقاتل الفلسطيني الذي أدهش العالم
  • إيران تفاجئ العالم وتكشف معلومات جديدة عن الصاروخ اليمني الذي استهدف “تل أبيب”
  • روضة الحاج: لستُ واللهِ يا بلادي بخيرٍ وسأبقى…حتى تكوني بخيرِ
  • ???? هل سيحمل البرهان العالم لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية؟
  • لوفيغارو: 3 أسابيع في قلب السودان المدمر والمعزول عن العالم
  • ???? هل ما يحدث في السودان ابتلاء أو امتحان أو عقوبة من الله؟
  • طبيب سوداني يروي قصة مبادرة “إيواء وغذاء” التي تدعم الآلاف
  • منصور خالد: أهدى طُرق الرجل في البحث هي التي يتَجنّبُ