????السفير عبد الله الأزرق يرد على “اللساتك”!! …(١)
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
دفع لي صديق بمقال كتبه عمر الدقير عني وعلق تحته “غايتو الدقير وقع وما سمّى”.
كتبت له:
إن مما أدركنا من حِكَم الفرنجة:
Some people creat their own storm , then get upset when it rains.
“بعض الناس يثيرون الزوابع على أنفسهم، فإذا أمطرت سحائبها تراهم محبطين” وما ذلك إلّا من قِلّة عقلهم. ورحم الله أبا الطيب حين قال:
لَولا العُقولُ لَكانَ أَدنى ضَيغَمٍ
أَدنى إِلى شَرَفٍ مِنَ الإِنسانِ
وهذا ما ينطبق وقع الحافر على الحافر على الدقير.
ألا فابلغ دقيراً ابن جهل
بأني لا اراه من الأعادي
فما مثلي لأرجوه خليلاً
ولن يرقى ليصبح من أعادي
في أغسطس 2019 وبعد التوقيع على الوثيقة الدستورية صعد الدقير المنبر واشرأبت الأعناق توقاً لدرر الزعيم الثوري، فقال قصة بائخة عن الجراد والسنابل .
وفي مناسبة لاحقة خطب الناس فقال :
“المجد لللساتك ، ولمن أشعل اللساتك ناراً واشتعل”!!! وهبط من على المنبر. عندها نظر كل حكيم في السودان لأخيه، وقال: فليمدد أبو حنيفة رجليه. وعجب الناس من ضحالة رئيس الحزب، واستيأسوا من مستقبل زاهر، وغدٍ مأمول. وتساءل الناس: where is the beef (كما يقول الأمريكان). وأين العمق والرؤية Vision.
نشر محمد الحسن ود لباد ممثل الاتحاد الأفريقي في عملية الوساطة التي انتجت الوثيق الدستورية نشر كتابا بعنوان ” السودان علي طريق المصالحة” قال فيه بغير حماس إن عمر الدقير تقدم المنبر ليعلن الاتفاق بدلا عن الريح السنهوري واخرج هاتفه (الأي فون) ليقرأ منه قصة ( الجراد و السنابل) وهو اقتباس مصطنع و ليس من قريحته ليدشن بها طريقه نحو رئاسة الحكومة الانتقالية هذا وفقاً لشهادة ود لبات.
و بشهادة العدول من أهل السياسة والاعلام كان عمر الدقير يقدم نفسه بطريقة طفولية للمنصب مما جعل رهطه يقدمون عليه عبد الله حمدوك بل تم إلغاء شرط ( إزدواجية الجنسية) لقطع الطريق أمام طموحه الذي لا يستند علي أي قاعدة شعبية حقيقة.
وكان يقول لأصدقائه لقد فاز حمدوك بالمنصب وهو لم يكتب تغريدة واحدة لدعم الثورة. و لم يسأل نفسه لماذا فضل رهطُهُ حمدوك عليه وهو الذي لم يكتب تغريدة واحدة من أجل الثورة كما يقول الدقير . وقد فعلوا ذلك لأن ثقتهم في أدائه كانت صفراً كبيراً ويصفونه في مجالسهم بالحالم والرومانسي.
و تترى أقاويل لا أجزم بصحتها وإن كانت إلى التصديق أقرب بالنظر لشَرَه الدقير للسلطة . وتروي تلك الأقاويل إن عمر الدقير اتفق من داخل المعتقل المصطنع مع صلاح قوش علي تولي منصب رئيس وزراء الإنقاذ من خلال ترتيبات انتقالية.
و كان من شهامة الرئيس البشير أن استجاب لطلب السيدة الفاضلة والدة عمر الدقير لرؤيته أثناء وعكة المت بها. وأمر بعدم عودته للمعتقل بعد زيارته لأمه بأم درمان.
كنت استغرب عندما يزور السفير البريطاني السابق عرفان صديق الضابط الرفيع في MI6 وزارة الخارجية بشكل شبه يومي و ليس لديه غير طلب واحد وهو إطلاق سراح عمر الدقير.. !!! و كان يتذكر لماماً طلب إطلاق سراح الدكتور صدقي كبلو عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي الذي يعتبر مواطنا بريطانيا مزدوج الجنسية.
لم يعد سراً إن عمر الدقير و أمين حزبه العام ( خالد سلك ) شريكان في اشعال الحرب.. وتكفي شهادة
مني مناوي الذي شاهد تنابلة الحزب عشية إطلاق الرصاصة الأولى بواسطة الدعم السريع في منزل قائد الميليشيا.
و نريد أن نعرف الحقيقة حول ما شاع واسعاً عن فتح حسابات سرية باسم أمين حزب الدقير في مصارف في جنوب افريقيا بواسطة المخابرات الاماراتية لتغطية تكاليف الحرب و تنويع مصادر الصرف عليها ، وإخفاء المتورطين أصحاب المال .
وتكشف الوقائع عن شكوك حول علاقة قديمة مشبوهة منذ مسرحية إبعاده من الامارات لنشاطه السياسي . ذلك لأن البعض يرى أنها كانت مسرحية محبوكة للتغطية على صفحة عمالته التاريخية.
ليس لعمر الدقير أو حزبه أي سقف أخلاقي يتحدث عنه أمام الشعب السوداني. ورده على مقالب في إطار شنشنة نعرفها عنه عندما ناظره بروفيسور غندور بعد التغيير مباشرة حيث ساق اتهامات عجز أن يثبتها بأي دليل.
أسوق هذا الرد نزولا لرغبة أعزاء كرام ساءهم أن يرتقي هذا الدقير جبل أكاذيبه وهو يلبس مسوح الكهان. و أغلق بهذا المقال باب الرد عليه إذ لا أرغب في سجال يمنحه الهروب من مأزقه السياسي وهو يواجه غضبة الشعب السوداني جراء عمالتهم المفضوحة و تحالفهم مع الدعم السريع الذي أحسن الاستاذ الصحفي ضياء الدين بلال وصفه بأن ما تم في أديس أبابا هو إعلان للزواج السري بين حميدتي و الحرية التغيير.
وعمر الدقير لا يملك لا السقف الأخلاقي ولا القاعدة الشعبية ولا الشرعية السياسية للحديث باسم الشعب السوداني . لكن يحق له الحديث باسم أربابه من قادة المليشيا ؛ أو من يدين له بالعمالة.
أما أمر بيوت السودان بلندن فقد ولغت فيه كلاب كثيرة. وكتب أحد السفهاء الكذبة أنه تأكد أنني أشرفت على بيع البيوت بعد أن أجرى عملية جراحية لزوجتي!!! قلت: لعله وجد الأموال في أمعائها. وواصل كذبه ليقول إنهم اشتروا لي بيتاً بسويسرا!!! وأن عدد البيوت التي بيعت 23 بيتاً. وكل هذا ضرب من الانحطاط لا ينافسه إلّا من كتب أنني بعتها بمبلغ 500 مليون دولار!!!
مما يجدر ذكره هنا أنني كنت أصغر أعضاء اللجنة التي كوَّنها الرئيس لتكوين “صندوق لعقارات السودان بالخارج” وليس لأحد من أعضائها الحق في البت في أمر البيوت منفرداً؛ وكوَّن الصندوق ببيتي خبرة بريطانيين.
والأهم أن تقارير اللجنة ومحاضر اجتماعاتها وكل أعمالها موجودة بخزانة وكيل الخارجية – السفير رحمة الله رئيسي المباشر وعضو اللجنة – وبمجلس الوزارء (مكتب وزير الدولة).
بل الأكثر أهمية أن ديوان المراجع العام كان على علم وأغلق هذا الملف في وقت كان الديوان (المستقل) لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا وافى بها البرلمان ونشرها في الصحف.
أما المطالبة بأن يعرف كل الناس أعمالا دبلوماسية فضرب من الغوغائية . فالدبلوماسية في جانب منها تعمل بقاعدة : ” المعرفة على قدر الحاجة ” Need to Know ؛ ذلك لأن الحفاظ على أسرار الدولة ومصالحها أهم ؛ وإشاعة المعرفة بكل شيئ له أضراره . ويكفي أن يعرف كبار المسؤولين والجهات الرقابية بالتفاصيل . وأنا أعلم أن الرئيس ونائبه ووزير الخارجية والمراجع العام يعلمون .
السؤال الآن : لماذا لم تحاكموا اللجنة حين كنتم تحكمون وكل شيئ تحت أيديكم ؟؟
أما استهدافي الشخصي فيعود لهويتي السياسية في إطار حملة الشيطنة القائلة “كيزان حرامية”!!!
لا تتحدث عن الطُّهر يا دقير؛ فذلك من المعالي؛ ولا تتناسَ فسادك وفساد شيعتك في لجنة التمكين التي أكلتَ أنت ورهطك مالها بشهادة ثلاثة وزراء مالية. ولن ينسَى الموسرون ابتزازهم لهم وسلب أموالهم:
دع المعالي لا ترحل لبُغيتها
واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي.
ودعنا من الديمقراطية الدرهمية النهيانية؛ فأهل السودان في مرتقى عالٍ هيهات أن تبلغوا ذراه. انعموا في عمالتكم فهي قمينة بكم.
وبرفقة هذا الحلقة ( 2 )
????السفير عبد الله الأزرق
———————————
10 يناير 2024
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: عمر الدقیر
إقرأ أيضاً:
نقد لمقال فيصل محمد صالح بعنوان: “علامان من حرب السودان – لم ينجح أحد”
أول ما يلفت الانتباه في هذا المقال ليس عمق التحليل أو قوة المنطق، بل ما يختبئ خلف الكلمات من تحيّز فج وموقف ضبابي يتخفى خلف قناع “الحياد الزائف”. الكاتب، المعروف بانتمائه السابق لقوى الحرية والتغيير (قحت)، وهي ذات القوى التي تساهلت تاريخيًا مع تمدد المليشيات داخل الدولة، والتي وقعت معها الاتفاق الإطاري و اتفاق أديس ابابا و غيرها من التحالفات، يحاول في هذا المقال عبثًا أن يوهم القارئ بأنه يتناول الحرب من منظور إنساني عام، بينما في الواقع، يضرب على وتر خبيث وهو: تبرئة المليشيا وتجريم الحرب بحد ذاتها، دون تحميل المعتدي المسؤولية.
*أولاً: الخلط المقصود بين الجلاد والضحية*
الكاتب يزعم أن “الجميع خسر ولم ينجح أحد”، وهو تعميم رخيص وكسول. الحقيقة أن من بدأ الحرب هو المليشيا المتمردة، ومن ارتكب الجرائم الموثقة ضد المدنيين في الخرطوم، وود نورة، والتكينة، والفاشر، هم عناصر “قوات الدعم السريع”، باعتراف المنظمات الدولية. ومع ذلك، يصر الكاتب على مساواة الضحية بالجلاد. هذا ليس فقط تضليلاً إعلاميًا، بل هو تواطؤ أخلاقي فاضح.
*ثانياً: استراتيجية “التذاكي” لتبرئة المليشيا*
في الوقت الذي يعدد فيه الكاتب جرائم المليشيا من هجوم على معسكرات النازحين، إلى قصف الأحياء السكنية، نجده يختم كل فقرة بمراوغة: “الحرب هي السبب”، وكأن الحرب كائن نزل من السماء، لا طرف بدأها، ولا مجرم قادها. هذا أسلوب معروف، هدفه تبرئة الفاعل الحقيقي وطمس معالم الجريمة، بل وشرعنتها.
*ثالثاً: ادعاء حياد كاذب لتبييض صورة المليشيا*
القول بأن “الجيش السوداني أيضاً يرتكب جرائم مثل المليشيا” هو محاولة بائسة لتسويق مقولة مهترئة تجاوزها الوعي الجمعي للشعب السوداني. هذا التكتيك المفضوح أصبح اليوم سُبّة، ودليل دامغ ضد أي كاتب يستخدمه. الفارق بين جيش نظامي يحارب لحماية الدولة، وبين مليشيا نهب وقتل واغتصاب، لا يمكن محوه بعبارات صحفية متذاكية.
*رابعاً: التباكي على الرموز دون إدانة الفاعلين*
حتى حين يذكر مقتل الطبيبة هنادي النور، لا يجرأ الكاتب على تسمية القاتل الحقيقي بوضوح، ولا يحمّل المليشيا المسؤولية. بل يعيد الكرة مرة أخرى ويلجأ للعبارات العامة: “ضحية الحرب”، “الخسائر الإنسانية”، وكأن هنادي سقطت من السماء، لا برصاص معلوم المصدر والنية في جريمة حرب تحرمها القوانين الدولية.
*خامساً: التباكي المبتذل على “الانقسام المجتمعي”*
الكاتب يذرف دموع التماسيح على “تفكك المجتمع”، لكنه يتجاهل أن المليشيا هي من غذّت الخطاب القبلي، واستهدفت مجموعات بعينها بالتصفية والاغتصاب، وهي التي زعزعت أسس التعايش. من الغريب أن مقالاً بهذا الطول لا يحتوي إدانة صريحة لهذه الفظائع، بل يمر عليها بخفة مريبة، وكأنها تفاصيل جانبية.
*خلاصة القول:*
هذا المقال نموذج صريح للحياد الزائف، الذي يستخدم قناع “التحليل الإنساني” لتبييض صفحة المليشيا، وتشويه صورة الجيش السوداني، والتهرب من إدانة المعتدي. إنه خطاب مائع ومشبوه، يتبناه من لم يعد يجرؤ على الوقوف علنًا مع المليشيا، فيلجأ إلى التذاكي، والتعميم، والمراوغة. ومثل هذا الطرح، بعد عامين من المجازر، لم يعد فقط غير مقبول، بل أصبح دليلاً على التواطؤ الأخلاقي مع القتلة.
د. محمد عثمان عوض الله
إنضم لقناة النيلين على واتساب