اضطراب التركيز والإصغاء، هو اضطراب سلوكي يعاني منه كثير من الأطفال، ولكن يجب عدم الجزم بأن كل طفل تظهر لديه أحد أعراض قلة التركيز أو الاندفاعية يعاني بالضرورة من هذا الاضطراب.

ينعكس هذا الاضطراب على أداء الطفل الدراسي، كما يؤثِّر سلبًا في حياته اليومية أحيانًا. لذلك، ينبغي على الآباء والمعلمين معرفة الأسباب التي تؤدي إلى ضعف التركيز والتعامل معها، إضافة إلى اتباع الطرق الفعّالة التي تساعد الأطفال على زيادة التركيز، لتحسين أدائهم.

تقول الأخصائية النفسية للأطفال والمراهقين كارينا كعدي للجزيرة نت، إن اضطرابات الإصغاء والتركيز ليست اضطرابا قائما بذاته، وغالبا ما تكون مصاحبة لعدد من المشاكل لدى الطفل، مثل عسر القراءة، وعسر الكتابة، واضطراب التحدي.

قد يكون الطفل غافلا للغاية ويعاني من نقص حاد في الانتباه والتركيز (غيتي) ما أنواع اضطرابات الإصغاء والتركيز؟

وبحسب كعدي، يمكن تقسيم اضطرابات الإصغاء والانتباه والتركيز إلى 3 أنواع فرعية وهي:

اضطراب نقص الانتباه: وغالبا في هذا النوع يكون الطفل غافلاً للغاية، ويعاني من نقص حاد في الانتباه والتركيز. اضطراب فرط النشاط الزائد: وفي هذا النوع يكون الطفل مفرط النشاط ومندفعا جدا. اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط المشترك: وفي هذه الحالة يمكن أن يعاني الطفل من نقص الانتباه وفرط النشاط معا.

وتجدر الإشارة، إلى أن الأطفال الذين يظهرون بالأساس أعراض اضطراب في الإصغاء والتركيز، دون أعراض فرط في النشاط، يتميز هؤلاء الأطفال بهدوئهم، وخمولهم.

تعرض الطفل للعنف أو المرور بتجارب صعبة قد يكون سببًا في ضعف القدرة على التركيز (غيتي) ما أسباب ضعف التركيز؟

وتتابع كعدي شرحها مؤكدة أن هنالك أسبابا تؤدي إلى ضعف التركيز وأهمها:

القلق: ينتج القلق من عدة أسباب تتعلق بالأسرة أو الطفل، كخشية الانفصال عن الأبوين، أو الخوف من التعرض للإحراج. اضطراب الوسواس القهري: يؤثِّر هذا الاضطراب على التركيز بصورة كبيرة، وغالبًا ما يظهر عند الأطفال في مرحلة الدراسة الابتدائية. التعرض لصدمة عاطفية: تعرض الأطفال إلى العنف أحيانًا، أو المرور بتجارب صعبة ومزعجة؛ يولد شعورًا بعدم الأمان، وقد يكون سببًا في ضعف القدرة على التركيز.
تعزيز توجهات الطفل الإيجابية يساعده في تخطي الصعوبات التي يواجهها (غيتي) طرق العلاج

توضح كعدي أنه يمكن اعتماد العلاج السلوكي، والذي يقوم على مساعدة الطفل على تنظيم أسلوب حياته بعدة طرق، وهي:

الحفاظ على نظام حياة ثابت بوتيرة منسجمة: يجب مساعدته في تنظيم البيئة التي يعيش فيها، وترتيب الأدوات التي يستخدمها يوميا. ومن الممكن أن يقوم الطفل بوضع برنامج يومي لنفسه. تعزيز توجهات الطفل الإيجابية: وهو ما يساعده في تخطي الصعوبات التي يواجهها، وإبقاء تركيزه عاليًا وموجهًا. ومن المهم أيضا إظهار المحبة والعطف للطفل دائمًا. ممارسة الألعاب التي تنمّي التركيز: هناك العديد من الألعاب التي تساعد الأطفال على زيادة مستويات التركيز لديهم، ومنها ألعاب الذاكرة المخصّصة للأطفال، والألغاز. تقليل وقت الجلوس أمام الشاشة: تنخفض مستويات تركيز الأطفال عادةً، عندما يقضون وقتا طويلا أمام الشاشة. وضع جدول عمل: ينبغي على الآباء وضع جدول لأطفالهم، يتضمّن وقتًا لحلّ الواجبات المدرسية، حيث يساعد الروتين على تقليل مشكلات التركيز مع الوقت. منح الطفل فترة من الراحة: لا تقتصر إرشادات توفير فترات الراحة للطفل على المنزل فحسب، بل ينبغي على المعلّمين كذلك مراعاة توفير فترة راحة للطفل الذي يعاني مشكلة في التركيز، ليتمكن من استعادة تركيزه من جديد. ضرورة توفير الوقت الإضافي وتقليل الواجبات: ينبغي منح الطفل الذي يعاني صعوبات في التركيز مزيدًا من الوقت لإنجاز المهمات الدراسية. كما يجب عدم الإكثار من الواجبات المنزلية على هذه الفئة من الأطفال. استشارة الطبيب: إذا لم تنجح الطرق السابقة، يمكن علاج اضطرابات الإصغاء والتركيز بالأدوية المنبهة، بعد استشارة طبية، والتي تعمل لمدى زمني قصير لدى 70% من الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب، ويمكن ملاحظة تحسن في السلوك والقدرات الذهنية عند تناول هذه الأدوية، ومع ذلك يختلف الأمر من طفل إلى آخر، وبالتالي يمكن أن تكون الأدوية مختلفة تماما أيضا، وهذا ما يحدده الطبيب المختص. الحرص على نوم الطفل 8 إلى 9 ساعات يوميا ليستطيع صباحا التركيز في المذاكرة (غيتي) نصائح ضرورية

وتنصح المعالجة النفسية مارغريت نيكلز، مديرة مركز الأطفال والعائلات في معهد أريكسون في شيكاغو، الأهل بأن يكونوا بكامل الوضوح مع طفلهم المصاب باضطراب التشتت وعدم الانتباه وفرط الحركة، وفق تقرير نشره موقع "بيرنتس". وتقدم النصائح التالية:

التعامل مع طفل مفرط النشاط قد يكون أمرا صعبا، فهو غير مستقر، ويتنقل من نشاط إلى آخر بطاقة غير محدودة، كما يواجه صعوبة في الاستماع أو اتباع التوجيهات. يجب على الأهل التعامل معه بكامل الوعي والصبر، وقد يكون أداؤه ضعيفا في المدرسة، ويحصل على أقل الدرجات ويتسبب بمشكلات سلوكية، لذا يجب الإصرار على أن ينظر الطفل إليك عندما تشرح له أمرا ما، على أن تقسم المعلومات في أجزاء صغيرة وسهلة، وجعله يكرر كل خطوة وراءك. يمكن أن تساعد كتابة التعليمات أيضا الطفل على اتباعها، حيث يمكنه الرجوع إلى القائمة للمساعدة في تحريك ذاكرته. تأكد من أن الطفل يفهم أنه لا يُعاقب، وأخبره أن المكان الذي خصصته له سيساعده على التركيز، ويشجعه على المشاركة. من الضروري عدم معاقبة الطفل على إخفاقه في إكمال قائمة المهام خلال فترة زمنية محددة، بل منحه الحرية في إكمال المهام بأي ترتيب بدلاً من البدء من الأعلى حتى الأسفل. يحتاج الطفل المصاب بهذا الاضطراب إلى نظام غذائي صحي يكون مناسبا لحالته العصبية، إذ ينبغي أن يتناول الطعام الغني بالفيتامينات والبروتينات والابتعاد قدر الإمكان عن تناول الأطعمة السريعة. يجب أن يحصل على وقت كاف للترفيه بشكل يومي، يمارس فيه هواياته المحببة لديه، حتى يجد لنفسه وقتا للترفيه ولا يشعر بالضغط الدائم. توفير الجو المناسب وإبعاد المشتتات التي قد تلفت أنظاره، مع وجود تنظيم الوقت الذي يعتبر من أفضل طرق علاج عدم التركيز في المذاكرة عند الأطفال، حيث يجب مساعدة الطفل في تنظيم وقته بشكل جيد. يجب على الأم أن تساعد طفلها على النوم بموعد ثابت كل يوم، والحرص أن ينام من 8 إلى 9 ساعات يوميًا، ليحصل على القسط الكافي من الراحة ليستطيع صباحًا التركيز في المذاكرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: هذا الاضطراب على الترکیز قد یکون

إقرأ أيضاً:

حقائق صادمة بيوم الطفل الفلسطيني.. هكذا يقتل الاحتلال الطفولة في غزة

يواجه أطفال قطاع غزة أوضاعا كارثية، منذ بدء دولة الاحتلال حرب الإبادة الجماعية بالتزامن مع إحياء "يوم الطفل الفلسطيني الذي يصادف الـ5 من نيسان/ أبريل.

وأفادت تقارير حكومية فلسطينية بأن الأطفال والنساء يشكلون ما يزيد على 60 بالمئة من إجمالي ضحايا الإبادة الجماعية المتواصلة، بواقع أكثر من 18 ألف طفل.

ويشكل الأطفال دون سن 18 عاما 43 بالمئة من إجمالي عدد سكان دولة فلسطين الذي بلغ نحو 5.5 ملايين نسمة مع نهاية عام 2024، توزعوا بواقع 3.4 ملايين في الضفة الغربية و2.1 مليون بقطاع غزة، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.


آلاف من الأيتام في غزة
ويعاني قطاع غزة من أكبر أزمة يتم، حيث فقد أكثر من 39 ألف طفل في القطاع أحد والديهم أو كليهما خلال العدوان، بينهم حوالي 17 ألف طفل حُرموا من كلا الوالدين. بحسب تقرير لمركز الإحصاء الفلسطيني.

وأوضح التقرير أن هؤلاء الأطفال يعيشون ظروفًا مأساوية، حيث اضطر كثير منهم إلى النزوح والعيش في خيام ممزقة أو منازل مهدمة، في ظل غياب شبه تام للرعاية الاجتماعية والدعم النفسي.

ولا تقتصر معاناتهم على فقدان الأسرة والمأوى، بل تشمل أزمات نفسية واجتماعية حادة، إذ يعانون من اضطرابات نفسية عميقة، مثل الاكتئاب والعزلة والخوف المزمن.

واعتبر "برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال" أن القوانين والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الأطفال، أصبحت حبرا على ورق، في ظل استمرار الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية ضد الأطفال الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة.


جرائم غير مسبوقة
وبين مدير البرنامج عايد أبو قطيش، أن "يوم الطفل الفلسطيني يمر هذا العام في ظل جرائم وانتهاكات غير مسبوقة ضد الأطفال الفلسطينيين منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأضاف للأناضول، أن تلك الانتهاكات "لامست كل حقوق الأطفال المقرة ضمن الاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل، التي كان يفترض أن تقدم الرعاية والحماية للأطفال في مناطق النزاع أو تحت الاحتلال العسكري".

وقال أبو قطيش إنه "لم يبق أي حق للأطفال في غزة إلا تم اجتثاثه من الأساس، سواء الحق في الحياة أو التعليم والصحة وغيرها".

وتابع أن "جرائم الاحتلال تتم على مرأى ومسمع العالم، دون أدنى تدخل للحماية، وهو ما حول القوانين الدولية إلى مجرد حبر على ورق أمام آلة الإجرام الإسرائيلية".

ولفت الحقوقي أبو قطيش إلى أن "تلك الجرائم تبرز حجم الصمت والتواطؤ الدولي مع الاحتلال".
وأوضح أن "الاحتلال قتل في الضفة الغربية نحو 200 طفل، منذ بدء العدوان، عدا عن الجرائم الممارسة بحق الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • أفضل وقت لتناول العشاء لعلاج مقاومة الأنسولين
  • في يوم الطفل الفلسطيني:استشهاد وإصابة 100 طفل في غزة كل يوم وأكثر من 350 طفلاً في سجون الاحتلال
  • «الفارس الشهم 3» تقدم كسوة لأطفال من جنوب غزة
  • في يوم الطفل الفلسطيني.. الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أكثر من 350 طفلًا
  • «الخارجية الفلسطينية»: العالم خذل أطفال فلسطين في ظل صمته عن معاناتهم التي لا تنتهي
  • في يوم الطفل الفلسطيني.. أكثر من 39 ألف يتيم في قطاع غزة
  • حقائق صادمة بيوم الطفل الفلسطيني.. هكذا يقتل الاحتلال الطفولة في غزة
  • في يومهم الوطني أطفال غزة تحت مقصلة الإبادة الإسرائيلية
  • في يوم الطفل الفلسطيني.. أين إنسانية العالم؟
  • أعراض تؤكد إصابة طفلك باضطراب فرط الحركة