كيف تهدد هجمات البحر الأحمر حركة الشحن العالمية؟
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
قلبت الهجمات التي يستهدف بها أنصار الله السفن التجارية في البحر الأحمر حركة الملاحة العالمية رأسا على عقب، وقد تمتد هذه الاضطرابات إلى الاقتصاد العالمي تقريبا.
ويقول الكاتب نواه بيرمان في تحليل نشره «مجلس العلاقات الخارجية» الأمريكي: إنه منذ منتصف نوفمبر 2023، أطلقت جماعة أنصار الله هجمات على عشرات السفن التجارية في البحر الأحمر، وليس هناك ما يشير إلى تراجع هذه الهجمات.
وأعلنت أمريكا مبادرة أمنية دولية لتوفير الحماية للسفن التجارية في البحر الأحمر، ولكن خبراء يرون أن هذه الجهود لا ترقى إلى مستوى الردع اللازم، ويساور القلق آخرين من أن الرد القوي قد يدفع المنطقة إلى صراع أوسع نطاقا.
وتقول أنصار الله: إن هجماتهم تستهدف سفنا تتعلق بمصالح جيش الاحتلال الصهيوني، وإنها ستستمر حتى توقف قوات الاحتلال حربها على قطاع غزة. ولكن من الناحية العملية، يشار إلى أن عمليات الشحن البحري تتسم بالغموض على نحو سيئ السمعة، حيث إنه في الغالب تختلف ملكية السفينة والقائمين على تشغيلها، وجنسية الطاقم، وموقع تسجيلها. وفي خضم الخوف من الهجمات، أعلنت شركات الشحن الكبرى، وبينها مولر ميرسك العالمية الرائدة، خططا لتحاشي المرور في البحر الأحمر وقناة السويس، مما أدى إلى تحويل نحو 200 مليار دولار من التجارة العالمية عن هذا الطريق.
والسؤال المطروح هو: كيف يمكن للهجمات التأثير على الاقتصاد العالمي؟ يشير بيرمان في تحليله إلى أن البحر الأحمر يعد واحدا من الشرايين الرئيسية لنظام الشحن العالمي، حيث يمر عبره ثلث إجمالي حركة الحاويات في العالم، ومن شأن أي اضطراب متواصل في التجارة يقع هناك أن يسفر عن تأثير مضاعف لارتفاع التكاليف في جميع أوصال الاقتصاد العالمي. وبشكل خاص، ينطبق ذلك على قطاع الطاقة: حيث يمر 12% من النفط المنقول عبر مياه البحر عبر قناة السويس، وكذلك 8% من الغاز الطبيعي المسال.
ويرى بيرمان أن تحاشي المرور في البحر الأحمر يعني التخلي عن أحد طرق الشحن العالمية بين آسيا وأوروبا، حيث يمر حوالي 40% من التجارة بين الجانبين عبر البحر. والبديل هو الدوران حول إفريقيا (طريق رأس الرجاء الصالح)، مما يكلف الصفقة مليون دولار إضافية ذهابا وإيابا، في شكل تكاليف وقود إضافية. ورغم ذلك، اختارت أكثر من 150 سفينة تجارية المسار الأطول منذ نوفمبر. وإضافة إلى ذلك، ارتفعت أقساط التأمين على السفن التي تبحر في البحر الأحمر إلى ما يقرب من عشرة أمثال منذ بدء الهجمات.
وتقوم شركات الشحن من جانبها بتمرير الزيادة في التكاليف على الزبائن، وأعلنت شركة الشحن الفرنسية العملاقة "سي إم أيه سي جي إم"، وهي ثاني أكبر شركة شحن في العالم من حيث حصتها في السوق، اعتزامها زيادة الرسوم بمقدار الضعف اعتبارا من 15 يناير الجاري لعمليات الشحن بين آسيا والبحر المتوسط.
ويؤكد بيرمان أن ضربات أنصار الله ليست سوى الحلقة الأحدث في سلسلة من الاضطرابات التي سلطت الضوء على الطبيعة المتداخلة للشحن ودوره بالغ الأهمية في الاقتصاد العالمي.
ولكن حتى أوائل يناير الجاري، لم تسفر هذه المساعي بعد عن زيادات كبيرة في الأسعار بالنسبة للمستهلكين، في أسواق الطاقة على نحو خاص، فلا يزال سعر مزيج برنت، الذي يستخدم كمعيار لتسعير ثلثي إنتاج النفط العالمي، أقل من المتوسط في شهر أكتوبر، رغم ارتفاعه في أعقاب الهجمات الكبرى.
ويشير بيرمان إلى ما ذكره زونج يوان زوي ليو، زميل مجلس العلاقات الخارجية، من أن أوروبا سوف تشعر بضغوط اقتصادية أسرع من أمريكا، حيث إن البحر الأحمر هو الطريق الوحيد إلى قناة السويس، التي تربط بعضا من أكبر مستهلكي السلع القابلة للتداول، في أوروبا بالموردين في آسيا.
ولكن ما هو الحل؟ يقول بيرمان: إنه من أجل ضمان حرية الملاحة، وهو ما كان على مدار فترة طويلة أحد الأهداف الأساسية للسياسة الخارجية الأمريكية، قادت الولايات المتحدة قوة عمل بحرية من عشرين دولة لحماية السفن التجارية المارة في البحر الأحمر وخليج عدن، وقامت بنشر حاملات طائرات في المنطقة.
وصارت حماية السفن التجارية في البحر الأحمر أصعب حاليا من أي وقت مضى، كما يقول الزميل العسكري في مجلس العلاقات الخارجية، جون بي. بارينتوس، الذي تولى قيادة سفن في المنطقة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التجاریة فی البحر الأحمر الاقتصاد العالمی السفن التجاریة الشحن العالمی أنصار الله
إقرأ أيضاً:
الكلاب الضالة تهدد حياة المواطنين وتؤثر بالسلب على السياحة بالغردقة
انتشرت وبكثافة مؤخرًا الكلاب الضالة، بشوارع وميادين مدينة الغردقة، الأمر الذي يشكل خطورة بالغة على حياة المواطنين، ويؤثر بالسلب على المظهر الحضاري للمدينة، وعلى الحركة السياحية بالمحافظة.
يقول تامر عبد الكريم: انتشرت بصورة مرعبة أعداد هائلة من الكلاب الضالة خاصة فى منطقتي الوفاء والدهار بقلب مدينة الغردقة، وأن أسرته تتعرض للخطر بشكل يومي، أثناء الذهاب إلى المدرسة، مؤكدًا تعرضه لمطاردة الكلاب الضالة عدة مرات، مطالبًا الأجهزة التنفيذية إتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة تلك الأزمة التى تعرض الأسر للخطر.
وأضاف محمد عبد الستار محسب أحد أبناء مدينة الغردقة، أن انتشار الكلاب الضالة يهدد الحركة السياحية، ويعرض السائح للخطر، خاصة أن عدسات النزلاء تراقب الكلاب الضالة بحجة عدم رعاية الحيوان والاهتمام به، الأمر الذى يؤثر بالسلب على الحركة السياحية بالبحر الأحمر.
فيما أكدت الدكتورة سوزان بولس طبية بيطرية أن هناك محاولات عدة اتخذت من قبل للقضاء على تلك الظاهرة كان منها التخلص نهائيا من الكلاب الضالة وقد نددت جمعيات حقوق الحيوان ورعاية الحيوان بالداخل والخارج بذلك، وتوجيه إتهام بعدم الرفق بالحيوان، ثم لجأت الجهات لفكرة الاخصاء لعدم التكاثر والحد من انتشارها أو جمع الكلاب الضالة فى أماكن بعيدا عن كردون المدن لحماية المواطنين من خطر الكلاب الضالة، إلا أن الامر لم يؤدى إلى نتائج تحقق الأمان للمواطنيين وتزايد أعداد الكلاب الضالة بشوارع ومدن البحر الأحمر.
وفى مدينة سفاجا طالب المواطنون بمكافحة الكلاب الضالة حيث حرر مواطن محضرا بقسم الشرطة جراء تعرض نجله لعقر كلب مع وجود شكوى متكررة من المواطنيين بانتشار ملحوظ للكلاب الضالة، وطالب المواطنون إتخاذ الإجراءات التى تحقق الأمن للمواطن والسائح على السواء جراء انتشار الكلاب الضالة بمدن البحر الأحمر.