بقلم: إسماعيل الحلوتي

بعد حوالي ثلاثة شهور من الإضرابات التي شلت مؤسسات التعليم العمومي في كافة جهات المملكة، وأدت إلى هدر مئات الحصص الدراسية لما يقرب من ثمانية ملايين تلميذة وتلميذ، وخاصة منهم أولئك الذين هم مجبرون على الخضوع لامتحانات إشهادية في ختام السنة الدراسية. وبعد أن توصلت الحكومة في شخص اللجنة الوزارية الثلاثية مع ممثلي "التنسيق" النقابي التعليمي الخماسي "الأكثر تمثيلية" إلى التوقيع على محضر اتفاق 26 دجنبر 2023 حول النظام الأساسي الخاص بموظفي قطاع التربية الوطنية، إثر حصول توافق بين الطرفين في شأن التعديلات المرتبطة بالجانبين التربوي والمالي.

..

وفي الوقت الذي استبشر فيه الرأي العام خيرا بهذه الخطوة الجريئة ونزع فتيل الاحتقان الشديد، الذي شهدته الساحة التعليمية في بلادنا على مدى أسابيع طويلة، ولاحت في الأفق تباشير عودة الدفء إلى حجرات الدرس، واستئناف الدراسة بشكل تدريجي في جميع المدارس العمومية. وانتظرت أسر التلاميذ ضحايا هدر الزمن المدرسي، تدخل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، للإعلان عما ستعتمده من خطة تربوية لإنقاذ الموسم الدراسية، من خلال مواجهة ما طرأ من تعثر في السير الطبيعي للدراسة بالنسبة لتلاميذ مؤسسات التعليم العمومي، مقارنة مع تلاميذ المؤسسات التعليم الخصوصي.

فإذا بالوزارة الوصية تعلن عبر بلاغ صادر يوم الثلاثاء 3 يناير 2024 عن قيامها ب"بلورة خطة وطنية متكاملة من أجل تدبير الزمن المدرسي، والتنظيم التربوي للتعلمات بالنسبة للتلميذات والتلاميذ بجميع الأسلاك الدراسية" مؤكدة على أنها خطة تنظيمية ترتكز على عدد من التدابير والإجراءات، من بينها تمديد السنة الدراسية بأسبوع إضافي بالنسبة للأسلاك الثلاثة" وتأجيل موعد الامتحانات الإشهادية، وتضيف ذات الوزارة بأنها ستحرص على "تمكين المتعلمات والمتعلمين بالمستويات الإشهادية من غلاف زمني، يتيح لهم إكمال البرامج الدراسية للمواد الإشهادية في ظروف بيداغوجية وديداكتيكية ملائمة، مع التركيز في البرنامج الدراسي على التعلمات الأساس بالمستوى الدراسي الحالي، واللازمة كمدخلات أساس خلال المستوى الدراسي الموالي".

وهي الخطة التي ينسحب عليه القول "تمخض الجبل فولد فأرا"، مما جعلها تخلف الكثير من ردود الفعل الغاضبة في أوساط المواطنات والمواطنين ليس فقط حول تمديد السنة الدراسية بأسبوع أمام الكم الهائل من الحصص الدراسية الضائعة وتأخير موعد الامتحانات، بل كذلك عبر محاولة طمأنة الأسر بإبداء الوزارة استعدادها الكامل لاتخاذ كل ما يلزم من تدابير وإجراءات، من شأنها ضمان حق التلميذات والتلاميذ في تعليم ذي جودة، وتمكينهم من التعلمات الأساس واجتياز الامتحانات الإشهادية في أحسن الظروف، مع الحرص على تكافؤ الفرص بين الجميع". فمن أين لها بتوفير تعليم ذي جودة في ظل مثل هذه الظروف العصيبة التي شهدت هدرا كبيرا في زمن التعلمات لملايين التلاميذ؟ وكيف يمكن لها تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص إزاء التفاوتات القائمة في تنفيذ المقررات الدراسية سواء بين تلاميذ التعليم العمومي وتلاميذ التعليم الخصوصي الذين يجتازون الامتحانات جنبا إلى جنب، أو بين تلاميذ التعليم العمومي أنفسهم الذين مازال بعضهم لا يستفيد حتى وقت صدور البلاغ من الحصص الدراسية الواجبة في سائر المواد، بسبب استمرار بعض الأساتذة في الإضرابات؟ وهل يكفي مثلا تنظيم حصص للدعم بالنسبة لتلاميذ السنة الثانية بكالوريا خلال العطل البينية من أجل إعدادهم جيدا لاجتياز الامتحان الوطني لنيل شهادة البكالوريا المزمع تنظيمها في 10 يونيو بدل 3 يونيو 2024؟

فما أثار استغراب الكثير من الأسر والمهتمين بالشأن العام والتربوي خاصة، هو أن تقرر وزارة التربية الوطنية ترقيع السنة الدراسية وليس إنقاذها، إذ كيف يمكن استدراك ما فات التلاميذ من حصص دراسية خلال قرابة أربعين يوما دراسيا بأسبوع واحد فقط، ولاسيما بالنسبة للمقبلين منهم على إجراء امتحانات إشهادية في السنوات: السادسة ابتدائي، الثالثة إعدادي، الأولى والثانية من سلك البكالوريا؟ ثم هل بهكذا "ترقيع" للسنة الدراسية، نستطيع المحافظة لشهادة البكالوريا على قيمتها العلمية، علما أن هناك مباريات على الصعيدين الوطني والدولي، تستدعي أن يكون المرشحون لها على أتم الاستعداد للمشاركة فيها على قدم المساواة وبكل أريحية؟

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: التعلیم العمومی السنة الدراسیة

إقرأ أيضاً:

مستشفى سوهاج الجامعي تنجح في إجراء 25 عملية زراعة كلى خلال 2024

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صرح الدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج أن وحدة أمراض وزراعة الكلى بقسم الباطنة العامة بمستشفى سوهاج الجامعي تعد من الوحدات الرائدة في تقديم الخدمات المتكاملة لمرضى الفشل الكلوي بالمحافظة، حيث قامت خلال عام ٢٠٢٤م بإجراء ٣٠ ألفا و٤٥٠ جلسة غسيل كلوي لمرضي الكلي المترددين عليها، إضافة إلى إجراء ٥ الآف و ٤٥٠ جلسة لحالات الطوارئ، كما نجحت الوحدة في إنهاء قوائم الإنتظار وأجرت ٢٥ عملية زراعة كلي بنسبة نجاح تتعدي ٩٠٪؜.

وقال النعماني إن الوحدة  توفر رعاية طبية متميزة للمرضي بدءًا من التشخيص الدقيق للحالات، مرورًا بالعلاج المناسب، وصولًا إلى عمليات زراعة الكلى. وتتميز الوحدة بتوفير أحدث التقنيات والأجهزة الطبية، بالإضافة إلى وجود فريق طبى متخصص في مجال أمراض الكلى، حيث تكمن أهمية هذه الوحدة في مساعدة المرضى على تحسين جودة حياتهم من خلال تقديم حلول طبية فعالة للفشل الكلوي.

ومن جانبه أوضح الدكتور مجدي القاضي عميد كلية الطب ان وحدة أمراض وزراعة الكلي هي إحدي الوحدات التابعة لقسم الباطنة العامة، وتقدم الخدمة الطبية لقطاع عريض من المرضي مثل مرضي الفشل الكلوي الحاد و المزمن، مرضي المتلازمة الكلوية، مرضي الأمراض المناعية التي تؤثر علي الكلي،  و متابعة الحالات قبل و بعد زراعة الكلي و المرضي المحتاجون لجلسات فصل البلازما.

وذكر الدكتور أحمد كمال عبد الحميد المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية ان الوحدة تستقبل حالات الاعتلال الكلوي الحاد و المزمن في استقبال الطوارئ علي مدار ٢٤ ساعة وطوال أيام الأسبوع، وتتكون من وحدة الغسيل الكلوي بمقر المستشفي القديم وتضم ٦٠ماكينة غسيل كلوي، الى جانب وحدة الغسيل الكلوي بمقر المستشفي الجديد، وتضم ٤٠ ماكينة غسيل كلوي.

وقال الدكتور نايل عبد الحميد رئيس قسم الباطنة أن إجمالى حالات الغسيل الكلوي في الوحدتين ٣٠٠ مريض تقريباً، يتعايشون علي جلسات الغسيل الكلوي المنتظم بواقع ٣ جلسات أسبوعياً لكل مريض، ويتم يومياً إعطاء ما لا يقل عن ٣٠ إلى ٥٠ جلسة غسيل طوارئ لمرضي جدد أو مرضي تابعين لوحدات غسيل أخري، و لكن دعت الحاجة الطبية لديهم لتلقي جلسة الغسيل الكلوي بالمستشفي الجامعي، موضحاً ان الوحدة تجري جلسات فصل البلازما التي لا تقل عن جلستين الي ٤ جلسات يومياً لمرضي الأمراض المناعية سواء بقسم الباطنة او الأقسام الأخري، مثل قسم العصبية و النفسية أو قسم الرعاية المركزة و التخدير أو قسم الروماتيزم والتأهيل ،ويتردد علي عيادة أمراض و زراعة الكلي ما لايقل عن ٣٠ إلى ٤٠ حالة خلال أيام العمل الرسمية للعيادة.

مقالات مشابهة

  • 6 % زيادة في أعداد طلبة المدارس الخاصة بدبي العام الدراسي الحالي
  • الأهلي بلا محترفين أمام استاد أبيدجان للمرة الأولى في الموسم الحالي
  • مستشفى سوهاج الجامعي تنجح في إجراء 25 عملية زراعة كلى خلال 2024
  • الحرب الهجينة: كيف تحولت المعلومات المضللة إلى سلاح إستراتيجي عالمي؟
  • الوزير الحلبي أصدر تعميم المناهج المعتمدة للعام الدراسي الحالي
  • التعليم العالي تعلن تدشين عملية التنسيق للمنح الدراسية وتحدد موعد امتحانات المفاضلة
  • العرايشي: خلال شهرين سنكمل الاستحواذ على قنوات الإعلام العمومي ولن يتم المس بالخط التحريري لكل قناة
  • ويليامز لاعب نوتنجهام يرفع راية التحدي قبل مواجهة ليفربول
  • التعليم العالي: تمديد فترة التسجيلات لإعداد مشاريع التخرج إلى 20 فيفري
  • التعليم العالي: تمديد فترة تسجيلات الطلبة لإعداد مشاريع التخرج إلى 20فيفري