التنفس هو وظيفة حيوية ضرورية لبقاء الإنسان على قيد الحياة، ولكن هل فكرت يومًا في كيفية التنفس بشكلٍ صحيح وكيف يؤثر ذلك على جسدك وعقلك؟ في هذا السياق، توصي الخبراء بتقنيات مختلفة للتنفس، مثل تقنية "تنفس 4-7-8" التي تعمل على إعادة ضبط الجهاز العصبي وتحفيز الراحة والهضم.

يتحدث الكاتب ويل كادي في كتابه "طريق الشمال: بوصلة مبتكرة للصانعين، والمسوقين، والصوفيين" عن أهمية التأمل في النفس والتركيز على النفس الصحيح، ويشير إلى أن الناس في العادة ينسون أنفاسهم عندما يكونون تحت ضغط العمل أو التوتر، مما يؤثر على جهازهم العصبي.

ومن هذا المنطلق، ينصح كادي بممارسة النفس الصحيح باستمرار، ويشرح ذلك بالاستراتيجية التي يسميها "الأنفاس الثلاثة" وهي التنفس البطني والتنفس الجانبي والتنفس العميق، ويعتقد كادي أن هذه التقنيات يمكنها أن تساعد الأفراد في الاسترخاء وتحسين مزاجهم وزيادة طاقتهم وتحسين صحتهم العامة.

ويشير كادي إلى أن الإفراج عن التوتر يحتاج إلى 3 أنفاس عميقة، ويدعونا إلى تخيل آلة قياس تحتوي على عداد، وأن طرف العداد الأعلى هو شهيقنا الأعمق برئتين مليئتين، وأن طرفه الأدنى هو زفيرنا الأعمق برئتين فارغتين. 

وينصح كادي بالانتباه إلى أين نتنفس على هذا العداد ومدى عمق التنفس، لأن الممارسة اليومية لضبط التنفس تعتبر أمرًا مهماً جدًا لتحسين الصحة العامة وإعادة توازن الجهاز العصبي.

ويعتبر ممارسة التنفس الواعي تمرينًا مفيدًا لتحسين صحة الجسم والعقل، حيث يمكن لتقنيات التنفس المختلفة أن تساعد في تخفيف التوتر والقلق والإجهاد وحتى المساعدة في التركيز وتحسين النوم. لذلك، يجب تحريك الاهتمام نحو أنماط التنفس والتأكد من أننا نتنفس بشكل صحيح.

في النهاية، نحن نستحق جميعًا التنفس بشكلٍ صحيح والاستمتاع بفوائده لذلك، لا تتردد في استخدام تقنيات التنفس المختلفة وتجربة ما يناسبك لتحسين صحتك العامة وتحقيق الراحة النفسية.

كما تعتبر تقنية "تنفس 8-8-8-8" من التقنيات التي يوصي بها الكثيرون، ويشبهها بشكل كبير تقنية "تنفس الصندوق"، والتي تستخدم التنفس المتناسق، ولتطبيق هذه التقنية، يجب عليكم الشهيق من الأنف، واحتجاز النفس، ومن ثم التنفس من الفم، واحتجاز النفس مع العد حتى 8 في كل مرة.

ويقول الخبراء إن استخدام هذه التقنية يمكن أن يحدث تحولًا شديدًا في أجهزتكم العصبية، ويدخل أجسادكم في وضع حيث لا يهم شيء أكثر من الحصول على النفس التالي، ويعود ذلك إلى أن الحيلة تعيد ضبط نبض القلب في وضع من التناسق مع الجسم والدماغ، وتدخلكم في حالة راحة وهضم.

ويضع استخدام هذه التقنية في مكان يجعلكم تعيدون ترتيب أولوياتكم بالكامل، وتحصلون على الراحة من الانزعاج لذلك، ينصح بتكرار هذه التقنية عدة مرات خلال اليوم، والاستمتاع بحالة الراحة التي تحصلون عليها.

التخلص من التوتر

التوتر هو جزء من الحياة اليومية، ولكن هناك العديد من الطرق للتخلص منه. واحدة من هذه الطرق هي ضبط التنفس، يمكن استخدام تقنيات التنفس المختلفة لتهدئة الأعصاب وتخفيف التوتر فمثلًا، يمكن ممارسة التنفس العميق، وهو عندما تتنفس بعمق وتركز على سحب الهواء إلى أسفل الرئتين ثم استنشاق الهواء ببطء.

كما يمكن استخدام تقنية التنفس الثلاثية، وهي عبارة عن تنفس عميق وبطيء ومتساوي عبر الأنف وتمسك الهواء لبضع ثوان قبل التنفس مرة أخرى، هذه التقنية تساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتحسين التركيز.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن ممارسة اليوغا والتأمل للتخلص من التوتر، فمثلًا، تقنية اليوجا تتضمن مجموعة من الحركات والتنفس التي تساعد على تحسين المزاج والتخلص من التوتر، بالإضافة إلى ذلك، يمكن ممارسة التأمل لتحسين التركيز وتخفيف التوتر.

في النهاية، يمكن لأي شخص استخدام التنفس وتقنيات الاسترخاء المختلفة للتخلص من التوتر وتحسين الصحة العامة والعافية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التنفس الجهاز العصبي التوتر هذه التقنیة من التوتر

إقرأ أيضاً:

هل تقضي ساعات أمام الكمبيوتر؟ أنت مُهدد بخطر حدبة الرقبة

"حدبة الرقبة"، أو ما يُعرف طبيا باسم "الحداب"؛ هي انحناء في الفقرات العلوية، ينتج عنه -بمرور الوقت- حَدبة مستديرة بارزة أسفل الرقبة من الخلف. وتُعد حالة شائعة بين الشباب الذين يجلسون كثيرا على المكاتب، حيث تُظهر الدراسات أنها "تؤثر على قرابة 40% من الأشخاص بعد سن الـ40". ويقدر الخبراء أنها "تؤثر على 2 من كل 5 أشخاص فوق 55 عاما، وتكون أكثر شيوعا عند النساء".

وتتكون حدبة الرقبة ببطء، بسبب انحناء العمود الفقري بشكل مفرط للأمام، "لأسباب من بينها وضعية الجلوس أو التصفح الخاطئة، أثناء الانكفاء لساعات طويلة يوميا أمام أجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة واللوحية والهواتف الذكية". وفقا لشرح كانديس برايس، أخصائية الطب الوقائي، لموقع "كليفلاند كلينك".

حدبة الرقبة تتكون ببطء، بسبب انحناء العمود الفقري بشكل مفرط للأمام (بيكسلز)

وتوضح الدكتورة برايس، أن العمود الفقري مُصمم على شكل منحنيات طبيعية، "ليساعدنا على الوقوف بشكل مستقيم ويدعم وضعيتنا"؛ أما الحداب فيمكن أن يؤثر على التوازن ويجعل الوقوف تحديا، مما يتسبب في ظهور الأكتاف المستديرة، وأوتار الركبة الضيقة، وآلام أو تصلب الظهر والكتفين؛ بالإضافة إلى الصداع أو الصداع النصفي، والتعب الشديد". وتضيف أنه "عندما يكون انحناء العمود الفقري شديدا، فقد يرتبط فرط الحداب بضعف وظائف الرئة، وانخفاض القدرة الوظيفية وزيادة معدل الوفيات".

إمكانية تحسين حدبة الرقبة أو التخلص منها

الخبر السار أن حدبة الرقبة الناتج عن الوضعية الخطأ، "يمكن عكسها والوقاية منها، من خلال التمارين التي تقوي عضلات الظهر؛ التي تُعد أمرا بالغ الأهمية في محاولة تحسين مظهر العمود الفقري واستقامته"؛ وفقا للدكتور أحمد نصر، جراح العمود الفقري في مستشفى "مايو كلينيك".

وهو ما تؤكده الدكتورة برايس، قائلة إنه "يُمكن تحسين حدبة الرقبة أو التخلص منها، باتخاذ وضعية أكثر استقامة، وتقوية الرقبة وعضلات الجزء العلوي من الظهر، للمساعدة على رفع الرأس والكتفين".

لكنها تُنبه إلى أنه، "رغم أن حدبة الرقبة لن تختفي بين عشية وضحاها، وقد يستغرق الأمر وقتا طويلا قد يصل إلى عدة أشهر لتصحيح نفسه"؛ لكن ممارسة التمارين بانتظام، "تجعلنا نشعر بألم أقل، وبمزيد من الطاقة والتحرك بشكل أفضل"، وتوصي إلى جانب ذلك بالآتي:

مراعاة كيفية استخدام جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الذكي، بحيث يكون على مستوى العين، وأن يقع مجال الرؤية في منتصف الشاشة، تفاديا لثني الرقبة من أجل المشاهدة. أخذ فترات راحة من التحديق في الأجهزة الإلكترونية، وإعادة ضبط وضعية العمود الفقري بشكل مستقيم؛ لأن هذا يمكن أن يساعد في منع حدبة الرقبة. الاستعانة بمختص علاج طبيعي، لضمان القيام بالتمارين بشكل صحيح. أفضل 6 التمارين للتخلص من حدبة الرقبة

لتحسين حدبة الرقبة أو التخلص منها، يوصي الخبراء بهذه التمارين الستة:

تمرين تصحيح الوضعية

وهو تمرين بسيط توصي بها الدكتورة سوزانا وونغ، مختصة تقويم العمود الفقري، "لتحسين حدبة الرقبة"؛ ويكون كالتالي:

قف أو اجلس أمام المرآة، وتأكد من أنك لست مائلا للأمام. خذ نفسا عميقا، وارفع قمة رأسك نحو السقف. اسحب لوحي كتفك إلى الخلف وإلى الأسفل. كرر هذا التمرين 5 مرات كل يوم. تمرين "شد الذقن"

تقول كيليسا هول، خبيرة فيسيولوجيا التمارين الرياضية، إن هذا التمرين "يمكن أن يساعد في جعل العمود الفقري العنقي مصطفا بشكل صحيح مع العمود الفقري الصدري، وبالتالي تحسين وضعية الجسم وقوة الرقبة".

وتضيف مختصة العلاج الطبيعي كريستينا كيهو، "إن هذا التمرين مصمم لتحسين قوة العضلات الصغيرة في الرقبة، والتي تلعب دورا في الحفاظ على وضعية جيدة"؛ وتنفيذه كالتالي:

اجلس في وضع مستقيم. قم بإرخاء الكتفين والفكين، وسحب الذقن نحوك. استمر لمدة 3 إلى 5 ثواني، وكرر 10 مرات. يُفضل القيام بهذا التمرين من 3 إلى 5 مرات يوميا. تمرين الضغط على شفرة الكتف

تقول كريستينا كيهو، "إن هذ التمرين يساعد على تقوية الجزء العلوي من الظهر، ويكون بمثابة تذكير للحفاظ على وضعية جيدة خلال اليوم"؛ ويُنفذ كالتالي:

الجلوس أو الوقوف بوضعية جيدة. إرخاء الكتفين والفكين. سحب لوحي الكتفين إلى الخلف مباشرة، ومحاولة ضمهما معا. الثبات على هذا الوضع لمدة من 3 إلى 5 ثواني، والتكرار 10 مرات. يُفضل القيام بهذا التمرين عدة مرات في اليوم، خاصة لمن لديهم وظيفة مكتبية. تمرين الـ"وول أنغيلس"

وهو تمرين يقترحه الدكتور مات تانيبيرغ، مختص تقويم العظام؛ ويقول: "إنه يساعد في بناء القوة والذاكرة العضلية لعضلات الجزء العلوي من الجسم، والتي يتم إهمالها بسبب وضعية الجلوس السيئ المزمنة"؛ ويكون كالتالي:

قف وظهرك مستندا إلى الحائط، مع التأكد من أن كعبيك وظهرك ورأسك يلامسون الحائط. ارفع ذراعيك إلى الأعلى مع ثني المرفقين بزاوية 90 درجة. ادفع ذراعيك ببطء إلى أعلى رأسك، مع إبقاء ساعديك على اتصال بالحائط. كرر مجموعتين من 10 عدات كل يوم. تمرين الـ"ميد فلاي باك"

وهو تمرين تفضله مختصة تقويم العمود الفقري كاميلا مور، لتقوية وتمديد عضلات الظهر؛ معتبرة أنه "كلما كانت عضلات الظهر أقوى، يُصبح من الأسهل الحفاظ على استقامة الرقبة". ويمكن القيام به في الخطوات التالية:

قف أو اجلس على كرسي، مع وضع قدميك على الأرض وظهرك مستقيما. قم بلف رباط التمرين حول كلتا يديك، وافرد ذراعيك أمامك مع ارتخاء بسيط في الحزام. قم بإرخاء كتفيك أثناء سحب ذراعيك إلى الجانب. اضغط على لوحي كتفك، قبل العودة ببطء إلى المنتصف. كرر هذا من 12 إلى 15 مرة. تمرين الـ"كات- كاو"

من تمارين اليوغا الأساسية التي توصي بها كريستينا كيهو، "لدورها في تحسين مرونة العمود الفقري، ودعم حركة الجزء العلوي من الظهر"؛ ويمكن القيام بها كالتالي:

اتخذ وضعية الأربع، مع جعل معصميك تحت كتفيك، ووركيك فوق ركبتيك. استنشق وأنزل معدتك للأسفل وأنت تنظر للأعلى. قم بالزفير وقَوّس ظهرك أثناء إنزال رأسك للأسفل. كرر هذه الحركة 10 مرات. يُفضل القيام بهذا التمرين مرتين في اليوم.

مقالات مشابهة

  • هل تقضي ساعات أمام الكمبيوتر؟ أنت مُهدد بخطر حدبة الرقبة
  • للسيدات.. نصائح طبية واجتماعية لمحاربة التوتر والاكتئاب
  • آيات من القرآن لتقليل التوتر والأرق.. احرص عل تلاوتها
  • بوحبيب دعا كندا إلى استخدام نفوذها لتخفيف التوتر في المنطقة
  • هل يمكن أن يكون الاكتئاب معديًا كالأنفلونزا؟.. دراسة حديثة تكشف مفاجأة
  • «رفة العين» دلالة على الإصابة بمرض خطير.. احذر ظهور هذه العلامات
  • الاكتئاب باعتباره أكثر من مجرد خلل في كيمياء الدماغ
  • باحث: الجراد يهدد الزراعة ويلتهم المحاصيل في غضون ساعات بالإسماعيلية
  • رئة الطيور المحلّقة.. وظائف عديدة لا تقتصر على التنفس
  • جامعة الكويت و”زين” يستثمران بالقُدرات الرقمية لدى الشباب