قررت شركة الشحن الدنماركية ميرسك تحويل مسار جميع سفنها لنقل الحاويات بعيدا عن البحر الأحمر واستبداله بطريق رأس الرجاء الصالح خلال المستقبل القريب، منبهة عملائها بضرورة الاستعداد لتعطيل ضخم، في الوقت الذي كشفت فيه شركة الشحن الألمانية هاباج-لويد عن زيادة كبيرة في تكاليف تحويل مسار السفن.

وتتحول شركات الشحن حول العالم بعيدا عن البحر الأحمر، وبالتالي عن قناة السويس، بعد تكثيف جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران هجماتها على السفن في الخليج دعما لحركة حماس في قطاع غزة.

ويمكن أن يزيد طريق رأس الرجاء الصالح وقت الرحلة عشرة أيام، فضلا عن أنه يتطلب مزيدا من الوقود وساعات عمل إضافية، وهو ما يزيد من تكاليف الشحن.

وقالت ميرسك في وقت سابق هذا الأسبوع إنها ستوقف مؤقتا جميع السفن المتجهة إلى البحر الأحمر في أعقاب هجوم على إحدى سفنها شنه الحوثيون في اليمن، وبدأت منذئذ في تحويل طريق السفن إلى الدوران حول أفريقيا.

وقالت الشركة "الوضع يتطور باستمرار ومازال هشا للغاية، وجميع المعلومات المتوافرة تؤكد أن المخاطر الأمنية مازالت مرتفعة للغاية".

نتيجة لذلك، قررت الشركة تحويل مسار جميع سفنها لتدور حول رأس الرجاء الصالح في "المستقبل القريب". وتتحكم ميرسك في حوالي سُدس تجارة الحاويات عالميا.

وستعمّق هذه الأنباء المخاوف من تعطل طويل في عمليات توريد السلع التي تتنوع من الملابس إلى المركبات حتى بعد إطلاق الولايات المتحدة عملية متعددة الجنسيات في 19 ديسمبر لحماية حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر.

وكان الحوثيون قد هاجموا سفينة حاويات تابعة لميرسك في البحر الأحمر في الأول من يناير، وحاول المهاجمون اعتلاء السفينة. وتوفر الهند سفنا مصاحبة لحماية سفن الحاويات الهندية في أعالي البحار حول البحر الأحمر.

وقال متحدث باسم شركة هاباج-لويد لرويترز إن الشركة تكبدت تكاليف بعشرات الملايين من اليورو خلال الفترة بين 18 و31 ديسمبر نتيجة تحويل مسار 25 سفينة بعد هجمات لجماعة الحوثي اليمنية على سفن في البحر الأحمر.

وأضاف المتحدث أن الرحلات تأجلت بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع وذلك وفقا للمنطقة.

ارتفاع التكاليف

يمر عبر قناة السويس ما يقرب من ثلث شحنات سفن الحاويات في العالم، وقد يكلف إعادة توجيه السفن حول أفريقيا وقودا إضافيا بما يصل إلى مليون دولار للرحلة الواحدة ذهابا وإيابا بين آسيا وشمال أوروبا.

لكن التعطل عاد بالنفع على أسهم شركات الشحن التي تتصدر المكاسب في أوروبا منذ بداية 2024 في ظل انتعاش مكاسب القطاع بفضل مراهنة المستثمرين على ارتفاع أسعار الشحن.

لكن ارتفاع التكاليف أثارت كذلك مخاوف عودة معدل التضخم للارتفاع وبالتحديد في منطقة اليورو.

ورفع بنك جولدمان ساكس توقعاته للتضخم الأساسي في شهر مايو بمنطقة اليورو إلى 2.3 بالمئة من 2.2 بالمئة نتيجة القفزة في تكاليف الشحن. وقال البنك إن امتداد زمن تحويل مسار الشحنات بعيدا عن البحر الأحمر سيكون له على الأرجح تأثير أكبر على التضخم.

وقال البنك "يتوقع محللو الأسهم أن الصدمة لن تكون على قدر سوء وطول فترة 2020-2022 بسبب زيادة المعروض من السفن، وعدم ازدحام بالموانئ نتيجة الإغلاق" وذلك في مقارنة بين الأوضاع الحالية وأوضاع جائحة كوفيد-19.

وأطلقت الولايات المتحدة في 19 ديسمبر عملية متعددة الجنسيات بهدف حماية حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر، لكن العديد من شركات الشحن ما زالت تحول سفنها حول أفريقيا بسبب استمرار الهجمات.

وحوّلت ميرسك الخميس مسار أربع سفن حاويات من أصل خمس متجهة نحو الجنوب وعبرت بالفعل من قناة السويس لتعود أدراجها صوب الشمال متجهة إلى طريق رأس الرجاء الصالح الطويل.

وقالت ميرسك "مع أملنا في التوصل إلى حل مستدام في المستقبل القريب وبذلنا كل ما في وسعنا للمساهمة في تحقيقه، نحث العملاء على الاستعداد لاستمرار التعقيدات في المنطقة وحدوث اضطراب كبير في شبكة الشحن العالمية".

وقالت شركة الشحن الفرنسية سي.إم.إيه. سي.جي.إم إنها لم تغير خططها المعلنة الشهر الماضي لزيادة عدد السفن العابرة من قناة السويس تدريجيا.

 

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات شركات الشحن قناة السويس حماس طريق رأس الرجاء الصالح ميرسك السفن المتجهة إلى البحر الأحمر توريد السلع عملية متعددة الجنسيات قناة السويس ارتفاع أسعار الشحن التضخم تكاليف الشحن إسرائيل غزة هجمات الحوثيين الهجمات الحوثية الحرب على غزة قناة السويس سلاسل التوريد شركات الشحن قناة السويس حماس طريق رأس الرجاء الصالح ميرسك السفن المتجهة إلى البحر الأحمر توريد السلع عملية متعددة الجنسيات قناة السويس ارتفاع أسعار الشحن التضخم تكاليف الشحن اقتصاد عالمي بعیدا عن البحر الأحمر رأس الرجاء الصالح فی البحر الأحمر قناة السویس تحویل مسار

إقرأ أيضاً:

3 رسائل وجهها ترامب من خلال قصف مواقع للحوثيين باليمن

واشنطن- تطبيقا لمبدأ "السلام من خلال القوة"، أجمع مسؤولون أميركيون على أن هجمات بلادهم ضد جماعة أنصار الله الحوثيين باليمن تأتي لتحقيق السلام ومعالجة فشل إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وعجزها عن وقف تهديدات الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر.

وفي حين أن هجمات الحوثيين على السفن لم تستأنف حتى الآن، حتى بعد تعقد سير مفاوضات تمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ذكر الحوثيون الأسبوع الماضي أنهم أسقطوا طائرة دون طيار أميركية من طراز "إم كيو 9 ريبر" فوق البحر الأحمر.

كما ذكر بيان للحوثيين أنهم سيستهدفون أي سفن تنتهك الحظر المفروض على مرور السفن الإسرائيلية عبر البحر الأحمر وبحر العرب وباب المندب وخليج عدن حال معاودة إسرائيل لعدوانها على قطاع غزة، وهو ما دفع بالكثير شركات الشحن الدولي عدم إرسال سفنها إلى البحر الأحمر.

ورد مسؤول عسكري أميركي على هذا التطور بالقول إن تعهد الحوثيين باستئناف الهجمات على الملاحة حفز على تجدد العمل العسكري الأميركي ضد الحوثيين.

أهداف ثلاثة

وأشارت تقارير أميركية إلى 3 أهداف سعت إدارة الرئيس دونالد ترامب لتحقيقها من وراء شن موجة من الهجمات الصاروخية والجوية على أهداف متعددة داخل الأراضي الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن.

إعلان

ويمكن تلخيص هذه الأهداف على النحو التالي:

تدمير قاذفات الصواريخ الحوثية التي كانت تتحرك من مناطق جبلية إلى مناطق ساحلية، وهو ما اعتبرته إدارة ترامب استعدادا لشن هجمات جديدة على السفن المارة من مضيق المندب والبحر الأحمر أحد أهم الأهداف العاجلة. استهدفت الهجمات لبعض قيادة جماعة الحوثيين التي اختبأت على مدار أكثر من عام بعد بدء الجماعة هجماتها في البحر الأحمر وإسرائيل. ترسل الضربات رسالة إلى إيران مفادها أنها يمكن أن تكون التالية، واستخدمت إدارة ترامب في هجماتها قوة نيران أكبر مما سبق واستخدمتها إدارة جو بايدن في هجماتها على الحوثيين على مدار العام الماضي. السلام من خلال القوة

وفي حديث لشبكة فوكس، قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، إن إدارة ترامب تبعث برسالة واضحة للحوثيين بعدم التساهل أو السماح بشن هجمات على السفن العابرة في البحر الأحمر، محذرا إيران من التدخل في هذا الشأن.

وقال هيغسيث "عاد عصر السلام من خلال القوة، هذه الحملة تدور حول حرية الملاحة واستعادة الردع، في اللحظة التي يقول فيها الحوثيون سنتوقف عن إطلاق النار على سفنكم، سنتوقف عن إطلاق النار على طائراتكم دون طيار، ستنتهي هذه الحملة، لكن حتى ذلك الحين، سيكون الأمر لا هوادة فيه".

وبدوره، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لبرنامج "واجه الأمة" على شبكة "سي بي إس"، إنه "خلال الأشهر الـ18 الماضية، ضرب الحوثيون أو هاجموا سفنا بحرية عسكرية أميركية 174 مرة، وهاجموا 145 مرة سفن الشحن التجاري، لذلك، هم مجموعة من عصابات القراصنة لديهم أسلحة دقيقة موجهة مضادة السفن في أحد أهم ممرات الشحن في العالم، هذا لا يمكن له أن يستمر".

سياسة الضغوط القصوى

وفي حديث للجزيرة نت، اعتبر خبير الشؤون الإيرانية جودت بهجت، المحاضر بمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا بجامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون، أن "الهجمات على الحوثيين قصد بها أن تكون رسالة إلى إيران أكثر من كونها تهدف لوقف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر".

إعلان

وقال بهجت "لقد توقف الحوثيون عن مهاجمة السفن منذ أن اتفقت حركة حماس وإسرائيل على وقف إطلاق النار، صحيح أنهم هددوا باستئناف الهجمات إذا لم يصمد وقف إطلاق النار، لكن هذا لم يحدث بعد".

ووضع الخبير في الشؤون الإيرانية "الهجمات في إطار التفاعلات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن"، وقال إنه "قبل بضعة أيام، بعث ترامب برسالة إلى المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، ويظهر التردد الإيراني من التفاوض مع واشنطن تحت التهديدات والترهيب، من هنا يبدو أن الهجوم على الحوثيين كان يهدف إلى إظهار أن الولايات المتحدة لن تتردد في استخدام القوة".

وأضاف أنه من غير المرجح أن يردع هذا الهجوم إيران، إلا أنه يبدو أن ترامب يسعى في فترة ما قبل التفاوض، إلى الحصول على بعض النفوذ وإخافة الإيرانيين.

ومن جانبه، قال ترامب إن الضربات كانت أيضا رسالة إلى إيران مفادها أنها بحاجة إلى وقف الدعم لجماعة الحوثيين على الفور.

وكتب ترامب على منصة "تروث سوشيال" (Truth Social) "إذا هددت إيران الولايات المتحدة، ستحملك أميركا المسؤولية الكاملة ولن نكون لطيفين حيال ذلك".

أما خبيرة الشؤون الدولية بمعهد ستيمسون في واشنطن باربرا سلافين، فقالت للجزيرة نت إنها تعتبر ما جرى "أكثر من صورة الضغط الأقصى التي يستخدمها ترامب ضد إيران"، مشككة في أن يكون لهذه الهجمات تأثير كبير على الإيرانيين.

وأضافت سلافين أن الحوثيين يقاتلون إلى الأبد وسيستمرون في ذلك، "إذا اعتقد ترامب أن هذا يجعل الولايات المتحدة تبدو قوية، فعليه أن يحاول أن يكون أكثر صرامة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلاف ذلك فالهجمات لا تعد أكثر من محاولة لتشتيت الانتباه بعيدا عن روسيا".

حروب لا تنتهي

يذكر أن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أكد أن بلاده لا تهدف للتورط في حروب لا تنتهي في الشرق الأوسط، وهو ما لم يتوقف ترامب عن تكراره من خلال مهاجمة سجل إدارات البيت الأبيض، الجمهورية والديمقراطية، لتدخلها العسكري في العراق وأفغانستان لما يقرب من الـ20 عاما.

إعلان

وكانت الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا قد قصفت في السابق المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن لكن عملية يوم السبت نفذتها الولايات المتحدة وحدها، وكانت هذه أول ضربة على الحوثيين في ظل إدارة ترامب الثانية.

وتتهم واشنطن إيران منذ فترة طويلة بتقديم مساعدات عسكرية للحوثيين وصادرت البحرية الأميركية أجزاء صواريخ إيرانية الصنع وأسلحة أخرى قالت إنها كانت متجهة إلى جماعة الحوثيين التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء وشمال البلاد، وهو ما تنفيه إيران.

وجاءت هذه الهجمات بعد أسبوعين من إرسال ترامب رسالة إلى المرشد الأعلى في إيران يعرض فيها مسارا لاستئناف المحادثات الثنائية بين البلدين حول تقدم البرنامج النووي الإيراني، وهو ما ترفضه إيران حتى الآن.

مقالات مشابهة

  • المخاوف من هجمات الحوثيين تبقي تكلفة الشحن عبر البحر الأحمر مرتفعة
  • تكلفة الشحن عبر البحر الأحمر ترتفع مع استمرار هجمات الحوثيين
  • صحف إسرائيلية تحذر من حرب أهلية وتحول إسرائيل لدكتاتورية
  • 3 رسائل وجهها ترامب من خلال قصف مواقع للحوثيين باليمن
  • البنتاجون: العمليات العسكرية ضد الحوثيين ستستمر
  • الحوثيون: الضربات الأمريكية لن تمنعنا من استهداف السفن الإسرائيلية
  • واشنطن تتوعد الحوثيين بعد تكبدها خسائر فادحة جراء الهجمات على سفنها
  • في هجوم كبير وشامل ومتواصل : ترامب بعد ضرب الحوثيين: انتهى وقتكم وسنمطركم بـ" جهنم كما لم تروا من قبل"
  • أستاذ قانون: أزمة البحر الأحمر كارثة كبيرة على التجارة العالمية
  • تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)