تصعيد البحر الأحمر.. حلقة جديدة بمسلسل التوقعات الخائبة لعام 2023
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
سلط الدبلوماسي والمبعوث الإيطالي السابق إلى سوريا، ماركو كارنيلوس، الضوء على توتر الأجواء في البحر الأحمر نتيجة هجمات الحوثيين المستمرة على السفن التجارية المتجهة إلى إسرائيل، مشيرا إلى أن هذه التطور هو جزء من مسلسل "التوقعات الخائبة" في الغرب لعام 2023.
وذكر كارنيلوس، في مقال نشره بموقع "ميدل إيست آي" وترجمه "الخليج الجديد"، أن هذا المسلسل شمل انتصار أوكرانيا على روسيا في الحرب، وانهيار موسكو تحت وطأة العقوبات، وتمكن أوروبا من تجاوز إمدادات الطاقة الروسية دون تأثر ناتجها الصناعي، وانحدار الصين، وانتصار الديمقراطيات على الأنظمة الاستبدادية، وتعزيز اتفاقيات إبراهيم والاتفاق الإسرائيلي السعودي للسلام في الشرق الأوسط.
لكن الواقع أسفر عن تراجع كبير لأوكرانيا التي تحاول يائسة جذب انتباه الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى في حين تتضاءل قدرتها على مواصلة الصراع مع روسيا بشكل كبير في ظل التركيز العالمي على حرب غزة، التي تحاول فيها إسرائيل القيام بعملية تطهير عرقي كخطوة أولى نحو "إسرائيل الكبرى" التي تحلم بها القوى السياسية اليمينية المتطرفة.
وتبحث الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن "استراتيجية خروج" في كل من أوكرانيا وغزة، وليس من المؤكد أن عام 2024 سيوفر مثل هذه الفرصة، حسبما يرى كارنيلوس، مشيرا إلى أن نتائج الصراعات في أوكرانيا وغزة ستساهم في تشكيل توازن القوى في مختلف أنحاء أوراسيا، في حين تظل العلاقة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين من جهة، وروسيا والصين وإيران من جهة أخرى، متوترة.
وفي قمة مجموعة العشرين التي استضافتها الهند، في سبتمبر/أيلول الماضي، كشفت الولايات المتحدة عن أحدث حركاتها لمواجهة قوة الصين الصاعدة، وخرج الرئيس الأمريكي جو بايدن، محاطًا برئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، وحاكمي السعودية والإمارات، وقادة الاقتصادات الثلاثة الكبرى في الاتحاد الأوروبي، ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، باقتراح لإنشاء ممر اقتصادي جديد من المفترض أن يؤدي إلى ربط الهند بأوروبا.
والغرض الرسمي للممر هو تقليل الوقت الذي تستغرقه البضائع للوصول إلى أوروبا من الهند، وتقول الدول المعنية بالمشروع إنها ستحقق مثل هذه النتيجة من خلال شحن البضائع من الهند إلى السعودية والإمارات، وتحميلها على القطارات المتجهة إلى حيفا في إسرائيل، ثم على متن السفن مرة أخرى، إلى أوروبا، وهو ما يصفه كارنيلوس بأنه "غير معقول" لأنه "سيتضمن ما لا يقل عن 6 عمليات تحميل وتفريغ في 5 أو 6 بلدان مختلفة".
وأوضح أن الغرض "غير الرسمي" من مشروع الممر الاقتصادي هو تقديم بديل لمبادرة الحزام والطريق (BRI) التي أطلقتها الصين في عام 2013 لإنشاء شبكة اتصال رئيسية متعددة الوسائط عبر أوراسيا، لكن ذلك تأخر نحو 10 سنوات.
اقرأ أيضاً
مسؤول أمريكي: لا تحذيرات أخرى للحوثيين بشأن هجمات البحر الأحمر
ويتوقع كارنيلوس أن ينتهي مشروع الممر الاقتصادي إلى مقبرة الأحلام المحطمة، مؤكدا أن "الوقت والأسواق" هما العاملان المحددان لمدى نجاح المشروع من عدمه في نهاية المطاف، مشيرا إلى طموح آخر لدى المروجين للمشروع يتمثل في أن يحل الممر الاقتصادي محل البحر الأحمر وقناة السويس باعتبارها الممر الاقتصادي البحري الرئيسي إلى أوروبا.
ومن المفارقات أن قضايا البحر الأحمر سرعان ما طرقت أبواب الجغرافيا السياسية، بعد هجمات الحوثيين على السفن التجارية المتجهة إلى إسرائيل، بحسب كارنيلوس، مشيرا إلى أن أحد المخاوف الرئيسية فيما يتعلق بالصراع الدائر في غزة هو احتمال توسعه الإقليمي.
وبينما كانت أغلب الأنظار تركز على الجبهة الشمالية لإسرائيل وخطر اندلاع صراع ثان يبدأ مع حزب الله في لبنان، قدمت حركة المقاومة الأكثر فقراً والأقل تسليحاً المفاجأة الكبرى في نهاية العام، وهي "أنصار الله" في اليمن.
وفي العرض الوحيد للتضامن الملموس مع الفلسطينيين في العالم العربي حتى الآن، بدأ الحوثيون في استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل أو التابعة لها بشكل انتقائي، وتمثلت النتيجة النهائية في انخفاض حركة المرور في ميناء إيلات الإسرائيلي بنسبة 85%.
ويشير كارنيلوس إلى أن الحوثيين يطبقون نسختهم الخاصة من المعايير المزدوجة للديمقراطيات الغربية، حيث أن جميع عمليات الشحن حرة في المرور من مضيق باب المندب، حيث تتحرك السفن الروسية والصينية والإيرانية والسفن المسجلة في بقية العالم دون عوائق وتدخل البحر الأحمر متجهة نحو السويس.
ومع ذلك، أوقفت شركات النقل الكبرى الملاحة في البحر الأحمر مؤقتًا، ولم يتبق سوى خيارين: الطريق البحري الأطول والأكثر تكلفة حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، أو ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب (INSTC) الذي يربط إيران وروسيا عبر القوقاز.
وكلا الخيارين يمثل تحديا، فالأول يسبب ارتفاعات تضخمية نتيجة ارتفاع تكلفة الشحن؛ والثاني سيتأثر بالمشكلات السياسية الخطيرة التي تواجه الديمقراطيات الغربية.
اقرأ أيضاً
محللون: لهذا ترفض السعودية والإمارات الانضمام لتحالف البحر الأحمر بقيادة أمريكا
المصدر | ماركو كارنيلوس/ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: اليمن الحوثيين إسرائيل أوكرانيا ناريندرا مودي حزب الله لبنان البحر الأحمر جو بايدن الولایات المتحدة الممر الاقتصادی البحر الأحمر المتجهة إلى مشیرا إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
تصريحات جديدة مثيرة لحاكم إقليم دارفور
قال حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، إن أجندة الحركة تتمثل في كيفية المحافظة على السودان، وليس الانتصار في الحرب، متهماً كل أبناء دارفور في تنسيقية تقدم، بأنهم موالون لـقوات الدعم السريع، ويسعون معها لتكوين حكومة في الإقليم.
وأضاف مناوي خلال لقاء جمعه بأبناء الجالية السودانية في موسكو، ليل الخميس، موضحاً أنه لولا تدخل قوات القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح في دارفور في أغسطس 2023، لكانت قوات الدعم السريع أنشأت حكومة في الإقليم، واستخدمت المطارات في الإنزال، عبر الحدود الدولية الكبيرة للسودان مع خمس دول»، هي: جنوب السودان وأفريقيا الوسطى وتشاد وليبيا ومصر، مبرزاً أن هدف «قوات الدعم السريع» من الاستيلاء على دارفور تكوين حكومة موازية، بعد أن فشلت في إسقاط الحكومة المركزية في الخرطوم، منتصف أبريل 2023.
باج نيوز
إنضم لقناة النيلين على واتساب