حلم العمر.. قصة إرادة وطموح الشاب حسين ميا بتحقيق حلمه ووصية أخيه الشهيد
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
دمشق-سانا
بعزيمة وإصرار تمكن الشاب حسين ميا من تحدي ظروفه الصعبة والقاسية ليحقق حلمه ووصية أخيه الذي استشهد في دير الزور، بالحصول على شهادة جامعية تؤهله لمواصلة تعليمه والحصول على درجة الدكتوراه لاحقاً.
وفي حديثه لـ سانا وصف ميا الذي هُجر من منزله الكائن في أطراف الغوطة الشرقية بريف دمشق عام 2012 ، بأن طريق نجاحه كان محفوفا بالمخاطر والهلع والتعب والصبر، وقال: “بعد أن كنت انعم بالأمان والاستقرار مع عائلتي، تعرض الحي الذي نسكنه لاعتداء من قبل التنظيمات الإرهابية، فتهجر أفراد عائلتي وذهبوا للاستقرار في محافظة أخرى والتي هي مسقط رأسنا، ولكن لم أتمكن من الذهاب معهم واللحاق بهم كوني طالبا في معهد إدارة الأعمال والتسويق، فبقيت وحيدا في دمشق دون مأوى أو عمل وعشت تلك الفترة حياة التشرد والضياع والجوع لكن الوضع الجديد فرض علي البحث عن عمل لمواصلة تعليمي، والحصول على شهادة جامعية”.
وتابع ميا: “بعد رحيل عائلتي اختلف الوضع وكانت رحلة البحث عن عمل مضنية وشاقة، أمضيت أياما طويلة مهجراً افترش الأرصفة والحدائق للنوم دون غطاء أو شيء… لكن هذه الحالة لم تثنني عن مواصلة البحث عن عمل أستطيع من خلاله تحقيق حلمي والحصول على شهادة جامعية، بل زادتني إصراراً وعزيمة على مواجهة الصعاب، وجدت الكثير من فرص العمل لكنها لم تناسب وضعي الدراسي الذي يتطلب الالتزام والحضور ووصلت إلى مرحلة اليأس، وكدت أفقد الأمل إلى أن وجدت في أحد المطاعم فرصة مناسبة لي حيث وافق صاحبه أن استقر عنده واعمل لديه بساعات دوام مسائية أو صباحية، وصاحب المحل تبنى دراستي ووضعي، وآمن بي وبأحلامي… كنت أقوم بتنظيف المطعم وجلي الأطباق وتوصيل الطلبات للزبائن، وأصبح هذا المطعم سكني ومنزلي وأهم مرتكز لحياتي ونجاحي رغم صعوبة العمل وقلة ساعات النوم”.
وأضاف ميا: “تنظيم الوقت بين الدراسة والعمل والاستفادة من كل دقيقة ساعدني كثيراً، كنت أمضي الفترة الصباحية في الجامعة وأعود مساء للعمل في المطعم الذي بقيت أعمل فيه حتى تخرجت عام 2014 وحصلت على شهادة دبلوم تقني في إدارة الاعمال والتسويق، وسط فرح كبير من كل المحيطين الذين وقفوا معي بسبب تلك الظروف والمرحلة القاسية على مدار اكثر من عامين، لالتحق بعد ذلك بخدمة العلم والدفاع عن الوطن وفي هذه الأثناء استشهد أخي الذي كان يحيطني برعايته، وكان كل همه أن أواصل تعليمي وأحصل على أعلى الشهادات، وكوني أصبحت المعيل الوحيد لأسرتي انتهت خدمة العلم وتسرحت عام2017 لأعود مجدداً إلى نفس المطعم والى مقاعد الدراسة واحقق حلمي وحلم أخي بالالتحاق بكلية الإعلام، حيث تابعت المسيرة واحتضنني عمادة الكلية وأساتذتها، وكانوا خير سند ووقفوا الى جانبي ريثما تخرجت من الكلية، ولم يبخلوا يوما بتقديم النصح والمساعدة حتى التخرج في تشرين الثاني 2023”.
ولفت ميا إلى انه عند الحصول على إجازة الاعلام أنجز فيلماً وثائقياً بعنوان “حلم العمر” الذي لخص به هذه المراحل والظروف والمصاعب التي مر بها، وأحدث الفيلم ضجة، وانتشر بين رفاقه في الجامعة وأهداه إلى روح أخيه الشهيد وإلى رجال الجيش العربي السوري الذين قدموا الغالي والرخيص، لتبقى منارة العلم عالية والى كل انسان طامح للنجاح في هذه الحياة.
وختم ميا حديثه بالقول: “قصتي هي قصة كل شاب وفتاة عاكستهم الظروف، لكني بفضل الله وبالإرادة تمكنت من تحويل طاقة الأزمات الى طاقة نجاح وعطاء، فأنا وضعت مشروعي وأهدافي وخطتي للوصول الى تحقيق حلمي وتطوير قدراتي وذاتي وأتمنى من جميع الشباب عدم اليأس والسعي لتحقيق أهدافهم وأحلامهم فطريق العلم والنجاح مستمر”.
وفي تصريح لسانا بين صاحب المطعم محمود جزايرلي الملقب أبو سعيد أنه اعتبر حسين بمثابة ولده، ومد له يد العون والمساعدة بعد ان وجد فيه كل الصفات النبيلة من صدق وأمانة وإخلاص وثقة، إضافة إلى رغبته بمواصلة تعليمه والحصول على شهادة عليا، لافتاً إلى أن حسين حصل على إجازتين جامعيتين ومع ذلك مازال يتمتع بالتواضع والاحترام لكل الناس ويواصل مسيرته التعليمية.
سكينة محمد
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: والحصول على على شهادة
إقرأ أيضاً:
"إرادة الحياة أقوى من الحرب".. محل فساتين زفاف في غزة يعيد فتح أبوابه من جديد
بعد 15 شهرًا من الحرب، بدأ سكان غزة في إعادة بناء حياتهم وسط الدمار الذي لحق بالمنازل والبنية التحتية. وفي خطوة تعكس روح الصمود، أعادت "سناء سعيد" فتح محلها لفساتين الزفاف في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، بعد أن تعرض لأضرار جسيمة جراء القصف الإسرائيلي، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وتكشف مأساة غزة عن حجم الدمار الهائل الذي طال المناطق المكتظة بالسكان، حيث تحولت أجزاء واسعة من القطاع إلى أنقاض، ولم يبقَ سوى عدد قليل جدًا من المستشفيات قيد التشغيل، في حين لجأ المدنيون إلى المخيمات والمدارس بحثًا عن مأوى.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فقد قُتل ما لا يقل عن 48,406 شخص منذ بدء الحرب، معظمهم من المدنيين، بينما قدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة العدد بأكثر من 61 ألف قتيل، مشيرًا إلى أن الآلاف لا يزالون مفقودين تحت الأنقاض. كما تجاوز عدد المصابين 111,852 شخصًا، في كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وتروي سناء سعيد، صاحبة محل فساتين الزفاف، حجم الخسائر التي لحقت بها، قائلة: "خسرت كل شيء في المحل. كل قطعة، كل فستان، كل زينة. كانت قيمة البضاعة وحدها 50 ألف دولار، غير الديكورات. كان لدينا 48 فستان زفاف أبيض، 40 بدلة ملونة، 400 فستان، بالإضافة إلى الإكسسوارات الكاملة. كان المتجر حلمًا عمره 25 عامًا، فتحته أخيرًا قبل سنة، لكن الحرب دمرت كل شيء في لحظة".
ورغم المأساة، تحاول سناء النهوض من جديد وإعادة فتح محلها، مؤكدة: "الحياة تستمر، وغزة ستداوي جراحها بإذن الله. نعم، نعيش المعاناة، لكننا نتمسك بالأمل. سنعود ونقف من جديد".
وفي ظل الدمار والحصار، تحاول العائلات في غزة الاحتفاظ ببعض مظاهر الحياة الطبيعية، حتى وإن كانت حفلات الزفاف تقام بشكل رمزي وسط المدارس والمخيمات. وتشير سناء إلى أن العديد من الفتيات اضطررن إلى استئجار الفساتين بأسعار زهيدة جدًا، فقط لالتقاط صور رمزية في ظل انعدام الظروف الملائمة للاحتفالات.
وتضيف بحسرة: "كيف يمكن للفرح أن يعيش وسط كل هذا الدمار؟ أكثر من عام ونصف لم أرَ الكهرباء بعيني، لم أستحم، لم أرتدِ ملابسي بشكل طبيعي. كنا ننام وسط الأنقاض، نحاول إعادة ترتيب حياتنا مما تبقى".
Relatedمخيمات النازحين في غزة تزداد اتساعًا.. دمارٌ وركامٌ وانتظارٌ لمصير مجهولما المتوقع من اجتماع القادة العرب في القاهرة بشأن مستقبل غزة؟تحذير أممي من مجاعة وشيكة في غزة: المخزون الغذائي لن يكفي لأكثر من أسبوعينبينما تواصل غزة التمسك بالحياة وسط الركام، تبقى قصص الصمود مثل قصة سناء شاهدًا على إرادة الناس في مواجهة المصاعب. وعلى الرغم من الخسائر الفادحة، فإن سكان غزة يؤكدون أن الأمل لا يزال موجودًا، وأنهم قادرون على إعادة بناء حياتهم، خطوةً بخطوة، مهما كانت التحديات.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ارتفاع جنوني في الأسعار في غزة.. القطاع بين الحصار الإسرائيلي والاحتكار المحلي الحوثي يمهل الوسطاء 4 أيام لإدخال المساعدات إلى غزة قبل استئناف الهجمات البحرية كتبٌ تُحرق.. مع شحّ غاز الطهي في غزة أصبحت المؤلفات هي الوقود حركة حماسغزةإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني