دمشق-سانا

بعزيمة وإصرار تمكن الشاب حسين ميا من تحدي ظروفه الصعبة والقاسية ليحقق حلمه ووصية أخيه الذي استشهد في دير الزور، بالحصول على شهادة جامعية تؤهله لمواصلة تعليمه والحصول على درجة الدكتوراه لاحقاً.

وفي حديثه لـ سانا وصف ميا الذي هُجر من منزله الكائن في أطراف الغوطة الشرقية بريف دمشق عام 2012 ، بأن طريق نجاحه كان محفوفا بالمخاطر والهلع والتعب والصبر، وقال: “بعد أن كنت انعم بالأمان والاستقرار مع عائلتي، تعرض الحي الذي  نسكنه لاعتداء من قبل التنظيمات الإرهابية، فتهجر أفراد عائلتي وذهبوا للاستقرار في محافظة أخرى والتي هي مسقط رأسنا، ولكن لم أتمكن من الذهاب معهم واللحاق بهم كوني طالبا في معهد إدارة الأعمال والتسويق، فبقيت وحيدا في دمشق دون مأوى أو عمل وعشت تلك الفترة حياة التشرد والضياع والجوع لكن الوضع الجديد فرض علي البحث عن عمل لمواصلة تعليمي، والحصول على شهادة جامعية”.

وتابع ميا: “بعد رحيل عائلتي اختلف الوضع وكانت رحلة البحث عن عمل مضنية وشاقة، أمضيت أياما طويلة مهجراً افترش الأرصفة والحدائق للنوم دون غطاء أو شيء… لكن هذه الحالة لم تثنني عن مواصلة البحث عن عمل أستطيع من خلاله تحقيق حلمي والحصول على شهادة جامعية، بل زادتني إصراراً وعزيمة على مواجهة الصعاب، وجدت الكثير من فرص العمل لكنها لم تناسب وضعي الدراسي الذي يتطلب الالتزام والحضور ووصلت إلى مرحلة اليأس، وكدت أفقد الأمل إلى أن وجدت في أحد المطاعم فرصة مناسبة لي حيث وافق صاحبه أن استقر عنده واعمل لديه بساعات دوام مسائية أو صباحية، وصاحب المحل تبنى دراستي ووضعي، وآمن بي وبأحلامي… كنت أقوم بتنظيف المطعم وجلي الأطباق وتوصيل الطلبات للزبائن، وأصبح هذا المطعم سكني ومنزلي وأهم مرتكز لحياتي ونجاحي رغم صعوبة العمل وقلة ساعات النوم”.

وأضاف ميا: “تنظيم الوقت بين الدراسة والعمل والاستفادة من كل دقيقة ساعدني كثيراً، كنت أمضي الفترة الصباحية في الجامعة وأعود مساء للعمل في المطعم  الذي بقيت أعمل فيه حتى تخرجت عام 2014 وحصلت على شهادة  دبلوم تقني في إدارة الاعمال والتسويق، وسط فرح كبير من كل المحيطين الذين وقفوا معي بسبب تلك الظروف والمرحلة القاسية على مدار اكثر من عامين، لالتحق بعد ذلك بخدمة العلم والدفاع عن الوطن وفي هذه الأثناء استشهد أخي الذي كان يحيطني برعايته، وكان كل همه أن أواصل تعليمي وأحصل على أعلى الشهادات، وكوني أصبحت المعيل الوحيد لأسرتي انتهت خدمة العلم وتسرحت عام2017 لأعود مجدداً إلى نفس المطعم والى  مقاعد الدراسة واحقق حلمي وحلم أخي بالالتحاق بكلية الإعلام، حيث تابعت المسيرة واحتضنني عمادة الكلية وأساتذتها، وكانوا خير سند ووقفوا الى جانبي ريثما تخرجت من الكلية، ولم يبخلوا يوما بتقديم النصح والمساعدة حتى التخرج في تشرين الثاني 2023”.

ولفت ميا إلى انه عند الحصول على إجازة الاعلام أنجز فيلماً وثائقياً بعنوان “حلم العمر” الذي لخص به هذه المراحل والظروف والمصاعب التي مر بها، وأحدث الفيلم ضجة، وانتشر بين رفاقه في الجامعة وأهداه إلى روح أخيه الشهيد وإلى رجال الجيش العربي السوري الذين قدموا الغالي والرخيص، لتبقى منارة العلم عالية والى كل انسان طامح للنجاح في هذه الحياة.

وختم ميا حديثه بالقول: “قصتي هي قصة كل شاب وفتاة عاكستهم الظروف، لكني بفضل الله وبالإرادة تمكنت من تحويل طاقة الأزمات الى طاقة نجاح وعطاء، فأنا وضعت مشروعي وأهدافي وخطتي للوصول الى تحقيق حلمي وتطوير قدراتي وذاتي وأتمنى من جميع الشباب عدم اليأس والسعي لتحقيق أهدافهم وأحلامهم فطريق العلم والنجاح مستمر”.

وفي تصريح لسانا بين صاحب المطعم محمود جزايرلي الملقب أبو سعيد أنه اعتبر حسين بمثابة ولده، ومد له يد العون والمساعدة بعد ان وجد فيه كل الصفات النبيلة من صدق وأمانة وإخلاص وثقة، إضافة إلى رغبته بمواصلة تعليمه والحصول على شهادة عليا، لافتاً إلى أن حسين حصل على إجازتين جامعيتين ومع ذلك مازال يتمتع بالتواضع والاحترام لكل الناس ويواصل مسيرته التعليمية.

سكينة محمد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: والحصول على على شهادة

إقرأ أيضاً:

«خيرية محمد بن راشد» تدعم مركز «إرادة» بمليون درهم

دبي (وام)

أخبار ذات صلة جواهر القاسمي: الشارقة تقدم نموذجاً ريادياً في رعاية ذوي الإعاقة «الطوارئ والأزمات»: خطط تطوير البنية التحتية تعزز المرونة والجاهزية لمواجهة تغيرات المناخ

قدمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية دعماً قدره مليون درهم لمركز «إرادة» للعلاج والتأهيل في دبي، في إطار دعم الجهود المجتمعية الرامية إلى حماية وتثقيف المجتمع، ورفع الوعي بأهمية دعم المتعافين من الإدمان.
وتم تسليم الشيك في مقر المركز بمنطقة الخوانيج بحضور أحمد خلفان المنصوري، عضو مجلس أمناء المؤسسة، وعبدالرزاق أميري، المدير التنفيذي لمركز «إرادة»، وصالح زاهر المزروعي، مدير عام المؤسسة.
وأشاد أحمد خلفان المنصوري بالدور الإنساني والمجتمعي الذي يلعبه مركز «إرادة» في دبي ومساهمته في خلق مجتمع آمن وخالٍ من مشكلات الإدمان، مؤكداً أن دعم المؤسسة للمركز يأتي من منطلق مسؤوليتها في تعزيز حماية المجتمع من المخاطر الصحية ورفع الوعي بالخطر الذي يمثله الإدمان.

مقالات مشابهة

  • برلماني: المُشرع مهتم بتحقيق المساواة بين الجنسين واتفاقية 190 تتصدى للعنف بكل أشكاله
  • «خيرية محمد بن راشد» تدعم مركز «إرادة» بمليون درهم
  • وزير الخارجية الكاميروني: نعمل على تطوير آليات لدفع الاستثمارات مع مصر
  • من اليمن إلى لبنان في أربعينية الشهيد الأقدس: نصر الله آت
  • زيدان يبحث مع الحسان الإجراءات القضائية الخاصة بتحقيق الاستقرار الأمني والاجتماعي في العراق
  • تصدر التريند من جديد.. أسرار أزمة صبحي كابر ومفاجآت جديدة |أخد ملايين
  • "الشعبية": سياسة الاغتيالات والاعتقالات لن تكسر المقاومة
  • اعتداء مروع على موظف السكك الحديدية في جنوة
  • السليمانية.. منظمة تناقش مستقبل الانتخابات وتعزيز الشفافية وحماية إرادة الناخب
  • أربكان: يتم تجاهل إرادة الشعب بعد كل انتخابات بلدية