التخييم.. إثراء للسياحة الشتوية في سلطنة عمان
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
ـ فرق نسائية تحترف تنظيم أنشطة التخييم ومغامرات تسلق الجبال والأنشطة الصحراوية
رحلة التخييم فرصة لتنقية الذهن من مشاغل الحياة اليومية، وتقوية الروابط الأسرية، واستنشاق الهواء النقي والابتعاد عن التلوث بجميع أشكاله. والتخييم هو أفضل مغامرة آمنة وممتعة للعائلات والأصدقاء. كما أن العودة إلى "الطبيعة الأم" أصبحت رائجة ومرغوبة باعتبارها سياحة بيئية غير مكلفة.
وظهرت فرق كثيرة في سلطنة عمان مهتمة بالتخييم، ومنها فريق "وندرلست" للمغامرات النسائية والعائلية يقوم بتنظيم رحلات التخييم، وتأسس الفريق في عام ٢٠١٧ بمجهود وطموح شخصي وتطور بعدها إلى الآلاف من المشاركات اللاتي اخترن الانطلاق في الطبيعة والكثير من البرامج الرياضية والتي ساعدت الكثيرات على الخروج لاكتشاف عوالم جديدة ملهمة ومليئة بالمتعة والإثارة، ويهتم الفريق بالرحلات الخارجية لما لها من تأثير كبير وفعال على تطوير الروح والجسد.
ويقوم فريق "وندرلست" عمان للمغامرات بتنظيم مختلف الفعاليات والأنشطة الرياضية من المشي الجبلي بجميع مستوياته السهلة، المتوسطة، والصعبة إلى تسلق الجبال والكهوف والأنشطة الصحراوية والتخييم داخل السلطنة وخارجها بهدف تعزيز وإثراء رياضة المغامرات بين النساء مع الأخذ بعين الاعتبار المعايير التي تضمن نجاح هذه الأنشطة ومن ضمنها حالة الطقس، مستوى اللياقة المطلوبة، مناسبة عدد المرشدات مع عدد المشاركات لكل فعالية، الإسعافات الأولية، المعدات والعدة المطلوبة. وتساهم هذه التحديات في صقل شخصياتهن والتعرف على عالم أوسع من الفرص والإمكانيات.
يقوم فريق "وندرلست" للمغامرات النسائية والعائلية بتنظيم رحلات التخييم في السلطنة، ومن أهم الخطوات التي يجب الالتزام بها قبل التخييم: اختيار المكان المناسب والمصرح للتخييم به، الالتزام بالتعليمات المقدمة من قبل الجهات المختصة والخاصة بالتخييم في الأماكن العامة، التأكد من تبليغ العائلة والأصدقاء بوجهتك وموقع التخييم، اختيار المناطق القريبة من الخدمات، إعداد العدة والتجهيزات اللازمة للتخييم وتنظيمها بشكل آمن، التأكد من تشغيل إعدادات الوصول للموقع في جهاز الهاتف الخاص بالشخص دائما؛ ليسهل على الجهات المختصة الوصول له في حالة الطوارئ.
وتؤكد زينب الكيومية القائدة والمؤسسة لفريق "وندرلست" للمغامرات على أهمية تجهيز عدة ومعدات التخييم قبل الرحلة وهي كالتالي: عدة خاصة بالطوارئ تشتمل على شعلة الطوارئ وحقيبة إسعافات أولية وطفاية حريق، اختيار خيمة التخييم المناسبة؛ لتكون غير قابلة للاحتراق وذات خاصية التدفئة الذاتية خاصة في فصل الشتاء، توفير أجهزة إضاءة لا تحتاج لطاقة كبيرة، تجهيز مولد كهرباء آمن، تأمين كيس نوم دافئ تجنبا لاختلاف درجات الحرارة في الليل، تجهيز الملابس المناسبة للتخييم، ومن بينها معاطف وقمصان شتوية، بسبب تدني درجات الحرارة ليلا خلال في فصل الشتاء، التدرب على نصب الخيمة قبل الذهاب لئلا تتعرض لأي صعوبات، التدرب على طرق إطفاء الحريق في المخيمات، التأكد من صلاحية جميع المعدات وأنها بوضع جيد، أخذ المواد الغذائية المفضلة للتخييم، وهي التي لا تحتاج للتبريد كالمعلبات، أما اللحوم فيجب وضعها في مبرد خاص لذلك، أخذ بعض الوقود الإضافي، خصوصا إذا كان مكان التخييم بعيدا عن الخدمات وشراء كريم خاص للحماية من لدغات الحشرات، وآخر واق من الشمس.
وقالت زهراء اللواتية مساعدة قائدة فريق "وندرلست" للمغامرات: عند الوصول إلى مكان التخييم يجب القيام بالخطوات التالية: نصب الخيمة بعيدا عن المنحدرات، التأكد من أن الخيمة بعيدة عن الوديان وأماكن ازدحام الأشجار، والوصول لمنطقة التخييم قبل الغروب للتعرف على المنطقة بشكل جيد، اختيار حبال أوتاد الخيمة بلون زاه يمكن تمييزه بسرعة، نصب الأوتاد بعيدًا عن طريق السير والتعرف على المخيمين من حولك ولا تعزل نفسك.
وتقول نورة بنت عبدالله العجمية إحدى المشاركات في الرحلات: إنها من محبي التخييم، وفي كل عام تختار مع عائلتها موقعا مميزا في عمان سواء كان في منطقة جبلية، أو في منطقة ساحلية بين أحضان الطبيعة الخلابة لأخذ قسط من الراحة واستعادة النشاط والحيوية من جديد.
وترى العجمية أن هذه التجربة يجب أن يخوضها كل واحد منا لما بها من متعة وتشويق وتجدد وحماس، فما "أجمل الجلوس حول النار وتبادل القصص مع بعضنا، وهي رحلة لتنقية الذهن من الإلكترونيات، وتقوية الروابط الأسرية، واستنشاق الهواء النقي الذي يعزز صحة الجسد، ويعيد شحنه من جديد، فالتخييم فرصة للبعد عن الازدحام والتلوث بجميع أشكاله. "
وتوضح أريام بنت حمد الراشدية إحدى المشاركات في مخيم رمال الشرقية مع فريق "وندرلست" أن الرحلة مليئة بالأنشطة المختلفة والألعاب والتنزه واستكشاف الأمكنة، ومن ضمنها حفلات الفنون الشعبية والتعرف على المنتجات الحرفية وركوب الجمال ومسابقات التزلج على الرمال، لذلك يجب وضع التخييم في أولوية القائمة لما لها من فوائد في تغيير البرامج الروتينية اليومية والدخول في عالم مليء بالإثارة والحيوية.
وقد ساهم في ارتفاع نسبة الإقبال على التخييم مدى جاهزية المرافق والمخيمات السياحية التي يتم تجديدها بشكل سنوي خاصة الخيام، إضافة إلى تجديد المطاعم والمرافق الأخرى المناسبة لجميع الفئات والشرائح وتوفير مزايا مثل حفلات الفنون الشعبية والمنتجات الحرفية المختلفة والجمال والخيول ومسابقات التزلج على الرمال وتجربة الأزياء العمانية. وهو ما أدى إلى وضع السلطنة على خريطة السياحة ليس في المنطقة وحسب، ولكن في الخريطة السياحية العالمية.
من أهم الوجهات السياحية التي تتميز بها السلطنة جبل شمس والجبل الأخضر ورمال الشرقية والتي شهدت خلال السنوات الأخيرة إقبالا كبيرا من السياح الأجانب والعرب والعمانيين، خاصة في ظل توافر الخدمات والمنشآت السياحية، وأهمها المخيمات السياحية حيث تعد رمال الشرقية من أجمل مناطق التخييم في السلطنة، إذ تحتضن رمالها حوالي 200 نوع من الكائنات الحية. وتتدرج ألوان الرمال من البني إلى الأحمر على امتداد الأفق، وتجذب هذه المنطقة الكثير من محبي مغامرات الصحراء.
ويفضل الزوار جبل شمس والجبل الأخضر وشاطئ فنس نظرا لسهولة الوصول إليها ولتوفر الخدمات القريبة منها، لتشكل موقعا سياحيا متميزا.
كما أصبحت شواطئ خصب بمحافظة مسندم من المواقع السياحية الجميلة المعروفة ومزارا للسياح من داخل السلطنة وخارجها. حيث الهدوء والسكينة والتي بات ينشدها السائح بعيدا عن حياة المدينة وصخب الحياة العصرية. ويوجد حاليا وبفضل خطط وزارة السياحة العديد من المشاريع والخدمات مثل "الكرڤانات" والمخيمات المتطورة والتي أضفت جمالية لا مثيل لها على سواحل السلطنة.
وتحدثت أميرة بنت عيسى الغدانية مؤسسة مشروع تخييم على الشاطئ عن تجربتها في التخييم وهي الاطلاع على صورة الشواطئ الموجودة في البلد واكتشاف الأماكن الأكثر جذبا للسياح للترفيه والسياحة على الشواطئ، وذكرت أن مشروعها يتكون من مجموعة من أفراد القرية الذين يشاركونها نفس المهنة، وهدفهم هو حب العمل والاكتشاف وكسب دخل إضافي من خلال القيام بهذه المهنة وتطويرها وجعل المخيم في أبهى صورة لقضاء أفضل الأوقات على الشاطئ.
وقالت أميرة: يتم توفير خيمة بالقرب من شاطئ البحر مع دورات المياه، وأبرز أماكن التخييم شاطئ فنس، وفصل الشتاء أفضل للتخييم والاستمتاع بالأجواء الباردة.
وتحدثت إسراء الخنبشية من فريق مغامرات عمان التي تأسست عام 2021 وتقدم خدمات سياحية ومغامرات جبلية: إن ارتباط المغامرات بالتخييم يعود إلى طبيعة المغامرة والتواصل المباشر مع طبيعية. وتعد تجربة التخييم حدثا ممتعا من خلاله تتواصل مع الطبيعية بشكل أكبر من خلال بقائك في الهواء الطلق وبعيدا عن ضوضاء المدينة.
وذكرت إسراء أنه يمكن للشخص الاستمتاع بالتخييم الجبلي وفي عدة أماكن مشهورة مثل الجبل الأخضر، وجبل الشمس وجبل هاط.
وقالت: إن التخييم الصحراوي في رمال الشرقية يساعد على الاستمتاع أكثر بالهدوء والسكينة ومشاهدة النجوم في الليل، ويمكن للسياح مشاهدة الغروب والشروق، والقيادة بين الكثبان الرملية وركوب الدراجات وجولة مع الجمال.
كما أن رحلات التخييم البحرية على الشواطئ والجزر مثل شاطئ السيفة، وجزر الديمانيات وغيرها تمنح فرصة الاستمتاع بالمياه الزرقاء والحياة البحرية والأنشطة المائية كالغوص السطحي.
وقالت الخنبشية: إن من التحديات التي تواجهها فرق المغامرات في التخييم سوء الطقس، والغبار، والحشرات والمشاكل المحتملة في المُعدات، والشخص يجب أن يأخذ احتياطاته للتعامل مع هذه المواقف والابتعاد عن القلق ويجب الحفاظ على البيئة واتباع إجراءات السلامة لتجنب المخاطر المحتملة.
وقال محمود العبري مرشد سياحي في ولاية الحمراء: إن المغامرات من الهوايات الجميلة التي لها دور فعال في تنمية المهارات والقدرات وتساعد الشخص على الصبر والتحمل والاعتماد على النفس، ويعتبر التخييم في قمم الجبال من المغامرات الجميلة التي يمارسها المغامرون في فترة الشتاء حيث الأجواء الشتوية الباردة والاستمتاع بمنظر الغروب وشروق الشمس والابتعاد عن ضجيج وصخب الحياة.
وأضاف أن من أبرز الأماكن التي يرتادها محبو التخييم في فصل الشتاء جبل شمس، والجبل الأخضر، وشاطئ فنس.
ومن ضمن التحديات: طول المسافة للوصول إلى بعض مناطق التخييم، والأجواء الباردة خلال الليل، وصعوبة حمل جميع احتياجات التخييم على الظهر لفترة طويلة ولذلك يتم الاستعانة بالدواب أحيانا لنقل المعدات والأغراض اللازمة.
ويعتبر فصل الشتاء الوقت الأنسب لممارسة هواية المغامرة والتخييم بسبب الأجواء اللطيفة وانخفاض درجات الحرارة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: والابتعاد عن التخییم فی فصل الشتاء التأکد من بعیدا عن
إقرأ أيضاً:
استعراض العلاقات التاريخية والثقافية بين عمان والجزائر
استقبل معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي رئيس مجلس الدولة، اليوم، فضيلة الشيخ الدكتور محمد المأمون القاسمي الحسني وزير الدولة عميد جامع الجزائر بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، والوفد المرافق له، وذلك في إطار زيارته الحالية إلى سلطنة عمان.
وفي مستهل اللقاء، رحب معالي الشيخ رئيس المجلس بالضيف والوفد المرافق، مشيدًا بعمق العلاقات الأخوية التي تربط بين سلطنة عمان والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، كما أعرب معالي الشيخ عن تطلعه إلى أن تسهم هذه الزيارة في توطيد التعاون وتعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين.
من جانبه، أعرب فضيلة الشيخ الدكتور وزير الدولة عميد جامع الجزائر عن شكره وتقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي لقيها منذ وصوله إلى سلطنة عمان، وأكد على اعتزاز الجزائر بالعلاقات الوثيقة مع سلطنة عمان، معربًا عن أمله في تعزيز أطر التعاون بما يخدم المصالح المشتركة ويسهم في تحقيق التطلعات المنشودة.
وقد تطرق الجانبان إلى استعراض العلاقات التاريخية بين البلدين بالإضافة إلى التجارب والخبرات في المجالات الثقافية والدينية، مؤكدين أهمية تعزيز التبادل الثقافي والعلمي بما يعود بالنفع على البلدين.
حضر اللقاء عدد من المكرمين أعضاء المجلس، وسعادة الأمين العام.
كما استقبل سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، فضيلة الشيخ الدكتور محمد المأمون القاسمي الحسني وزير الدولة عميد جامع الجزائر بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، الذي يزور الهيئة في إطار زيارته الرسمية لسلطنة عُمان.
تم خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون بين سلطنة عُمان والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في مجالات الوثائق والمحفوظات والدراسات التاريخية، وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة، إلى جانب تعزيز التنسيق الثنائي في مجال المؤتمرات والندوات التاريخية والحضارية والفكرية والعلمية والمعارض الوثائقية.
وخلال زيارته للهيئة اطلع فضيلة الشيخ الدكتور وزير الدولة عميد جامع الجزائر بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والوفد المرافق له على تجربة سلطنة عُمان في مجال إدارة الوثائق وحفظها وإدارة المستندات والوثائق الإلكترونية.
وتضمن برنامج الوفد جولة استطلاعية بمختلف أقسام الهيئة التخصصية والفنية، وعرضًا مرئيًّا يتحدث عن الهيئة وأهم أهدافها والاختصاصات والأعمال التي تقوم بها، إلى جانب جولة استطلاعية في المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية تعرف من خلالها على المكنون التاريخي والموروث الحضاري الذي تزخر به سلطنة عمان.