لماذا يستهدف الاحتلال مَحالّ الصرافة بالضفة؟
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
رام الله- مجددا يعاود الاحتلال الإسرائيلي اقتحام وتخريب شركات الصرافة بالضفة الغربية، ويصادر أموالها مخلفا خسائر بملايين الدولارات، لا تعوضها شركات التأمين.
ومنذ إعادة اجتياح الضفة الغربية لم يتوقف الاحتلال عن مداهمة واقتحام مَحالّ الصرافة بذريعة استخدامها من قبل الفصائل الفلسطينية وتحديدا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتلقي أموال من الخارج، وهو ما ينفيه أصحاب المَحالّ، ويقولون إنهم يخضعون لنظام مالي صارم.
وطالت المداهمات مَحالّ صرافة عدة في محافظة رام الله والبيرة والخليل وجنين وطولكرم، ورافق الاقتحام مصادرة ملايين الشواكل (الدولار يساوي 3.62 شواكل) واعتقال 21 من مالكي تلك الشركات والعاملين فيها، وفق بيان للجيش الإسرائيلي، فيما تحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادرة 10 ملايين شيكل.
قوات الاحتلال تداهم 5 محلات صرافة في الضفة الغربية وتصادر 10 ملايين شيكل منها.. ما السياقات والتطورات المرافقة للحدث؟#الأخبار #حرب_غزة pic.twitter.com/xylyU1uLh3
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 28, 2023
اعتقال وتخريبيقول أحد موظفي شركة "نور الهدى للصرافة" في رام الله مفضلا عدم ذكر اسمه، إن "منزل مالك الشركة مشهور الكوك (50 عاما) تعرض للاقتحام والتخريب بمحتوياته بالتزامن مع اقتحام فرعي الشركة في رام الله وبلدة ترمسعيا شرقي المدينة".
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن قوات الاحتلال اعتقلت الكوك مع ثلاثة من موظفي الشركة، وحطمت فيه أبواب الفرعين ومحتوياتهما، وصادرت مبالغ مالية لم يتم حصرها بعد، وعلقت ورقة في مكتب رام الله تفيد بإغلاقه.
وتابع الموظف أن الشركة تعرضت لاقتحامات سابقة، آخرها في بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حين قرر إغلاق المحل رغم أنه في منطقة تخضع للسيطرة الفلسطينية.
ويوضح الموظف، أن الشركة ممتثلة لتعليمات سلطة النقد الفلسطينية (بمثابة البنك المركزي) وتعليماتها، معتبرا أن "الاقتحام والتخريب يهدفان إلى الضغط على الناس وضرب مؤسساتهم الاقتصادية".
قوات الاحتلال تداهم محلات صرافة في #جنين وتصادر أموالها بذريعة "مكافحة مصادر تمويل حركتي حماس والجهاد الإسلامي"، بينما انتشرت في مناطق عدة بالمدينة ونشرت قناصتها على أسطح المباني
| تقرير: جيفارا البديري #الأخبار #حرب_غزة pic.twitter.com/03WdG3HxjT
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 28, 2023
رقابة وإشرافمن جهتها، قالت سلطة النقد الفلسطينية، إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت فجر الخميس مقار 6 شركات صرافة وداهمتها، واعتقلت عددا من أصحابها واستولت على مبالغ مالية من خزانتها بعد تفجيرها".
وأضافت، في بيان وصل الجزيرة نت، أن جميع تلك الشركات "خاضعة لرقابة وإشراف سلطة النقد الفلسطينية"، معتبرة أن "الاعتداء ومداهمة وتدمير المقرات التابعة لكيانات خاضعة لرقابتها يمثل عملا مخالفا لكافة الأعراف والقوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية، ويهدف لزعزعة الثقة بالقطاع المصرفي والصيرفي الفلسطيني".
وقالت سلطة النقد إنها تطبق أحدث النظم الرقابية على القطاع المصرفي بهدف الحفاظ على سلامة هذا القطاع وتطوير أعماله والارتقاء بالخدمات التي يقدمها للجمهور بما يتوافق مع المتطلبات الدولية والممارسات الفضلى. وتابعت أنها "تتابع بشكل حثيث هذا الاعتداء الآثم مع كافة الجهات ذات العلاقة".
#عاجل | هيئة البث الإسرائيلية عن وزير الدفاع: تصنيف 5 محلات صرافة في الضفة الغربية إرهابية ومصادرة 10 ملايين شيكل منها#حرب_غزة pic.twitter.com/p9yaiQ07YI
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 28, 2023
حملة مستمرةوضمن حملته المتصاعدة في السنوات الأخيرة، أدرج الاحتلال شركتي صرافة في قطاع غزة، ضمن "لائحة الإرهاب"، بداعي نقل أموال إلى حركة "حماس"، كما صادر عدة مرات عملات رقمية قال إنها مخصصة لدعم "حماس".
وسبق مقاضاة البنك العربي الأردني في الولايات المتحدة بتهمة تسهيل نقل أموال لقادة حماس.
وإضافة إلى مَحالّ الصرافة داهم جيش الاحتلال مطابع وشركات دعاية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول بحجة طباعة مواد وملصقات "تحريضية".
كما ظلت الجمعيات الخيرية بالضفة -وخاصة تلك القائمة على رعاية الأيتام- هدفا للاقتحام ومصادرة الممتلكات حتى 2007 للذريعة ذاتها، وهي ملاحقة مصادر تمويل حماس، حينها شكلت السلطة الفلسطينية إدارات تلك الجمعيات من عناصر تابعة لها.
حملة واسعة في يهودا والسامرة بالتعاون مع قوات جيش الدفاع وحرس الحدود ولاهف 433 لمصادرة أموال منظمة حماس الإرهابية- تم القبض على 21 مشتبهًا بهم ومصادرة ملايين الشواقل. pic.twitter.com/DnYMMxx8Tb
— شرطة اسرائيل- israel police (@Israelpolice_Ar) December 28, 2023
ما الهدف؟يقول المحلل السياسي ساري عرابي إنه "لا تتوفر معلومات عن دقة وصحة الرواية الإسرائيلية فيما يتعلق بمزاعم الاحتلال عن علاقة حماس بتلك الشركات أو تمويلها، وإن المعركة بين الجانبين مستمرة خاصة في الجانب المالي".
ويضيف أن هناك نوعا من التسابق بين العمل التنظيمي والفصائل المستنزفة والمستهلكة بالملاحقة في الضفة، والاحتلال، وأنه يضيق على موارد الفصائل ويوظف الجهد الأمني والاستخباري لذلك لأن المال هو العصب للعمل التنظيمي.
ويقول عرابي إنه "كان بإمكان الاحتلال أن يكتفي بإعلان المصادرة كما في مرات سابقة، لكن هذه المرة رافق الإعلان استعراض إعلامي واقتحام كافة مدن الضفة في ذات الوقت، ومن وراء ذلك رسالتان"، الأولى موجهة للمجتمع الإسرائيلي بأن المؤسسة الأمنية والسياسية موجودة وحاضرة وفاعلة، فيما الرسالة الثانية هي الضغط على المجتمع الفلسطيني المحاصر اقتصاديا.
وأشار إلى أن مداهمة شركات الصرافة تتزامن مع حجب إسرائيل لأموال الضرائب عن السلطة الفلسطينية من جهة، ومنع العمال من الوصول إلى أماكن عملهم في إسرائيل من جهة ثانية، "وبالتالي فإن الاحتلال يحاصر مصالح ومصادر أخرى للاقتصاد الفلسطيني في ساحة الضفة".
وتابع أن الاحتلال يريد أن يشعر المجتمع الفلسطيني بوجوده "ضمن سياسة تتضمن أيضا إغلاق الحواجز والطرق وعزل المناطق عن بعضها وارتفاع أعداد الشهداء والمعتقلين بشكل غير مسبوق".
وتابع أن الغاية الأهم بالنسبة للاحتلال هي "منع فلسطينيي الضفة من الانخراط الكبير في أي فعل نضالي".
وإضافة للرسائل السابقة، يقول عرابي إن هناك رسالة للسلطة التي يجري الحديث عن إعادة إصلاحها وتأهيلها وفق المعايير الإسرائيلية والأميركية بأن "الاحتلال موجود".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الاحتلال الضفة الغربیة سلطة النقد pic twitter com رام الله صرافة فی
إقرأ أيضاً:
الاحتلال ينصب بوابة حديدية على مدخل جنين.. واعتقالات واسعة بالضفة
نصب جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، بوابة حديدية على المدخل الغربي لمخيم جنين، فيما شن حملة مداهمات واعتقالات في مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
وذكر شهود عيان أنّ آليات عسكرية إسرائيلية عملت على نصب بوابة حديدية، على المدخل الغربي لمخيم جنين للاجئين، مشيرين إلى أن "الآليات تعمل على تجريف الموقع، وسط إطلاق قنابل دخانية وغازية".
ومنذ 21 كانون الثاني/ يناير الماضي، يواصل الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في مخيم جنين، قبل أن يوسعها إلى مخيمي طولكرم ونور شمس.
بدورها، قالت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين في بيان لها اليوم الأربعاء، إنّ "قوات الاحتلال صعّدت من وتيرة جرائمها في مدينة ومخيم جنين خلال عدوانها الوحشي المستمر منذ 93 يوما"، منوها إلى أن الاحتلال ينفذ عمليات تجريف وإحراق واسعة لمنازل المواطنين، ويحوّل عدد منها إلى ثكنات عسكرية.
وذكرت اللجنة أن قوات الاحتلال تفرض تعتيما كاملا على جرائمها، تزامنا مع تواصل عمليات الهدم داخل مخيم جنين والتي طالت نحو 600 منزل بشكل كامل، إضافة إلى الأضرار الجزئية في كافة بيوت ومنازل المخيم، والتي أصبحت غير صالحة للسكن.
وأشارت إلى أنه "خلال اجتياح الاحتلال لمدينة ومخيم جنين استشهد 40 مواطنا، فيما شهد العدوان اقتحاما للدبابات وذلك لأول مرة منذ عام 2002، إضافة إلى نزوح نحو 21 ألف فلسطيني من المخيم نتيجة العمليات العسكرية، أي ما يقارب 90 بالمئة من سكان المخيم نزحوا قسرا".
وأوضحت أن "الاحتلال دمر 3250 وحدة سكنية بشكل كامل أو جزئي أو تم حرقها، إلى جانب 93 مبنى سكني ينوي الاحتلال هدمه، ويضم نحو 300 وحدة سكنية"، مضيفة أن "عدوان الاحتلال تسبب في انقطاع المياه والكهرباء ونقص حاد في الطعام والاحتياجات الأساسية للأطفال في مخيم جنين".
دعوة لإيواء النازحين
وتابعت: "توقفت المدارس والخدمات الصحية في مخيم جنين، فيما اعتقلت قوات الاحتلال منذ بداية العدوان 318 فلسطينيا من جنين ومخيمها، إضافة إلى إخضاع العشرات للتحقيق الميداني، بينما نفذت قوات الاحتلال نحو 829 عملية مداهمة، و15 عملية قصف جوي لأهداف مختلفة".
وأهابت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين، بضرورة العمل بشكل حثيث للمساعدة في إيواء النازحين من جنين، وتوفير المنازل المتنقلة بشكل مؤقت لهم، وتلبية احتياجاتهم الأساسية والعاجلة.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 955 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 حالة اعتقال، وفق معطيات فلسطينية.
وبدعم أمريكي مطلق يرتكب الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وفي سياق متصل، شنت قوات الاحتلال فجر اليوم، حملة مداهمات واعتقالات واسعة في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، وتركزت في بلدتي كوبر شمال غرب رام الله وسلواد شمال شرق رام الله.
واعتقلت قوات الاحتلال 16 مواطنا خلال اقتحامها قرية كوبر شمال رام الله، بينهم الأسيرة المحررة حنان البرغوثي، وعاصف البرغوثي.
اعتقالات في بلدة كوبر
وطالت اعتقالات الاحتلال عددا من أهالي بلدة كوبر، وذلك خلال الاقتحام الذي استمر لساعات، فيما احتجزت العشرات من الشبان، وقامت باستجوابهم بعد أن حولت منزل الأسير المحرر نائل البرغوثي إلى مركز تحقيق ميداني.
وفي سلواد، اعتقلت قوات الاحتلال المواطنين: رسلان احمد رسلان الطويل، وبراء جميل مرعي حامد، بعد مداهمة منزليهما والعبث بمحتوياتهما.
في غضون ذلك، داهمت قوات الاحتلال منازل المواطنين في بلدة العيساوية شرق مدينة القدس المحتلة، واعتقلت الشاب رضا عبيد.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت فوريك شرق نابلس، وداهمت منزل الأسير المحرر بشار فارس نصاصرة واعتلقت نجله ليث (24 عاما)، إضافة إلى اعتقال الشاب فؤاد زياد نصاصرة (18 عاما)، بعد مداهمة وتفتيش منزل ذويه والعبث بمحتوياته.
وشددت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها العسكرية على الحواجز المنتشرة في محيط مدينة نابلس، وأجرت تفتيشا للمركبات.
وفي السياق ذاته، قامت قوات الاحتلال بتشديد إجراءاتها العسكرية على حاجز الحمرا العسكري بالأغوار الشمالية، ما أعاق تنقلات المواطنين خاصة المتوجهين إلى الأغوار، وتسبب بأزمة مركبات وطابور على طول مئات الأمتار.
وداهمت قوات الاحتلال بلدة نحالين غرب بيت لحم، واعتقلت الأسير المحرر صالح محمود شكارنة، إلى جانب اعتقال عدد من الأطفال والشبان خلال اقتحام بلدة الخضر جنوب المدينة.
وتمركزت قوات الاحتلال في عدة مناطق، أهمها: البلدة القديمة، والبالوع، والجامع الكبير، والبوابة، وحارة ابو صرة، جبل ابو رمدان، وداهمت منازل المواطنين، وفتشتها، واعتقلت عددا من الأطفال والشبان، بعد التحقيق معهم ميدانيا.