«العرب» تناولت ملف «تقطير الوظائف» أكثر من مرة

خليفة هارون: قطاع التكنولوجيا ضمن الأقل حظاً في برامج التقطير

علي بن درعة: نأمل تذليل عقبات التقطير مثل الأجور وساعات العمل

عبدالرحمن إبراهيم: مطلوب اعتماد عقود عمل 5 سنوات

أعرب خبراء ومواطنون عن أملهم بأن تساهم موافقة مجلس الوزراء، خلال اجتماعه أمس، على مشروع قانون توطين الوظائف في القطاع الخاص وإحالته إلى مجلس الشورى، عن رفع معدلات التقطير في القطاع الخاص لتلبية طموح المجتمع والباحثين عن عمل، منوهين بما تضمنه مشروع القانون من تسهيلات وامتيازات وحوافز مادية للمواطنين الملتحقين في مؤسسات القطاع الخاص.


وسبق أن تناولت «العرب» ملف تقطير الوظائف في مؤسسات القطاع الخاص، من وجهة نظر المواطنين والخبراء، تحت عنوان «معدلات التقطير في القطاع الخاص لا تزال متدنية»، تضمن مطالب بتعزيز دور مؤسسات القطاع الخاص في استقطاب الكفاءات القطرية، في ظل تجاهل العديد من تلك المؤسسات لبرنامج توطين الوظائف في القطاع الخاص بذريعة «الفجوة» بين تكلفة توظيف الأجنبي والمواطن القطري، والتي تدفع بالعديد من أصحاب الشركات الخاصة إلى مقاومة عملية التقطير إن لم نقل تجاهلها بذريعة عدم معرفتهم بضرورة توطين نسبة معينة من الوظائف الإدارية والفنية، وغيرها من المبررات التي لا تعد ولا تحصى.

برنامج رقابي
وعلى خلفية موافقة مجلس الوزراء على مشروع قانون توطين الوظائف في القطاع الخاص فقد دعا مواطنون إلى اعتماد برنامج رقابي لمراقبة التوظيف ونسب التقطير في مؤسسات القطاع الخاص، بما فيها قطاع البنوك، وغيرها من المؤسسات التي دعمتها الدولة وأصبح من واجبها أن توفر وظائف برواتب تقارب القطاع الحكومي، وذلك لمواكبة أعداد الخريجين التي ستتزايد في السنوات القادمة وما يفرض وجود التخطيط والاستعداد لذلك.

التجاوب مع مشروع القانون
وفي هذا السياق، دعا عبدالرحمن إبراهيم، مؤسسات القطاع الخاص إلى «التجاوب» مع مشروع القانون الذي أقره مجلس الوزراء والعمل على استقطاب الكفاءات القطرية للعمل لديها حتى لو تطلب هذا الأمر في بعض الحالات استحداث برامج تدريبية لتأهيل المواطنين الموظفين بما يخدم هذه المؤسسات ويرفع من كفاءتهم، وأكد أن الكوادر القطرية أثبتت كفاءتها في القطاعات غير الحكومية مشيرا أن بعض الوظائف في القطاع الخاص ليست مستدامة بالنسبة للعديد من المواطنين، واقترح على مؤسسات القطاع الخاص اعتماد عقود عمل لا تقل عن خمس سنوات والتجديد لنفس المدة، أما إنهاء الخدمات فيجب أن يعتمد من لجنة فض المنازعات لضمان الحياد والنزاهة منوهاً بأن إنهاء العقد يجب صدوره قبل التجديد بما لا يقل عن 8 أشهر وذلك لمنح الموظف فرصة لإيجاد وظيفة بديلة وكذلك منحه الفرصة الكافية للدفاع أمام لجنة فض المنازعات.

تذليل العقبات
من جهته، أكد علي بن درعة، أن مشروع قانون توطين الوظائف في القطاع الخاص من شأنه أن يساهم في رفع نسبة الكوادر الوطنية في القطاع الخاص من خلال تذليل العقبات التي تواجه برامج التقطير في هذا القطاع، بما فيها الأجور القليلة، وساعات الدوام الطويلة.
ونوه بضرورة استجابة القطاع الخاص للمطالب أو احتياجات القوى العاملة بوضع حد أدنى لأجر المواطنين العاملين في شركات ومؤسسات القطاع الخاص، بحيث يكون راتب موظف القطاع الخاص مقارباً إلى حد ما لراتب نظيره في جهات القطاع الحكومي، إلى جانب تسهيل الدوام، وتحديده بـ 8 ساعات عمل بدلا من 10 ساعات، وإعطاء إجازات على غرار العمل الحكومي.

جهود التنمية
وأشار بن درعة إلى أهمية دور المؤسسات الخاصة في دعم جهود التنمية عبر الشراكة بين القطاعين العام والخاص في استيعاب الباحثين عن عمل وتوطين الوظائف ودعم الكوادر الوطنية وتأهيلها لسوق العمل، وأكد أن تطبيق مشروع القانون يتطلب إيجاد وظائف جديدة للخريجين الجدد، وهذا بدوره يتطلب خطة عمل، تبدأ من الموارد البشرية في مؤسسات القطاع الخاص مروراً بوزارة العمل تضع تصورا لاحتياجات سوق العمل للسنوات الخمس القادمة، داعيا إلى تحويل مفهوم التقطير من التوظيف من أجل الاستيعاب فقط إلى خلق فرص وظيفية مناسبة لكل تخصص.

نسبة ضعيفة
من جانبه أرجع خليفة هارون، خبير تكنولوجي ومؤسس موقع I LOVE QATAR، معدلات التقطير الهزيلة خصوصاً في قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، إلى «عدم تحفيز القطريين على الدخول لهذا المجال»، رغم الأهمية الكبيرة لمجال التكنولوجيا بوصفه المحرك الرئيسي لكل مجالات الحياة ودوره في تحقيق النمو الاقتصادي و«خاصة أننا مقبلون على أحداث هامة ستشكل التكنولوجيا عصب جميع المجالات ولذلك لابد من دعم التقطير في هذا المجال». مؤكداً أن نسبة كبيرة من الشباب يحتاجون إلى تحديد تخصصاتهم بالشكل الصحيح في تلك المجالات، مطالبا جميع القطاعات الاقتصادية والحكومية في الدولة بالمساهمة في توفير التدريب لجميع اختصاصيي التكنولوجيا الذين يعملون في هذه المجالات. 
ولفت هارون إلى أن أغلب الشركات الخاصة على غرار المنشآت الحكومية، تحتاج إلى توظيف متخصصين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالنظر إلى زيادة الحاجة لأمن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إذ قفز عدد منشآت الأعمال التي لديها سياسة لأمن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطر بشكل ملموس، مؤكدا على ضرورة توافر البرامج التدريبية. 

تفاعل كبير 
من جانبهم تفاعل العديد من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي مع ملف التقطير في القطاع الخاص مؤكدين أن الدعوة لتقطير أكبر عدد من الوظائف الشاغرة في القطاع الخاص لا تلقى آذانا صاغية، رغم أن شركات القطاع الخاص وشبه الحكومي ذاتها تعلن عن فتح باب التوظيف للمواطنين.
 وقال جاسم شهبيك إن نسبة التقطير في الشركات الخاصة تتفاوت من قطاع لآخر.. كما أن أغلب مؤسسات القطاع الخاص تعطيك نسبة المواطنين العاملين لديها بناءً على الوظائف الإدارية فقط.. ما يعني أن الأرقام المعلنة هي في النهاية نسب وهمية.. لا تعبر عن واقع الحال في مؤسسات القطاع الخاص. فيما أعرب المواطن غانم الحميدي عن اعتقاده بأن سياسة التقطير ليست أولوية لدى الكثير من المؤسسات العاملة في القطاع الخاص، بدليل عدم وجود خطط على أرض الواقع.

المدارس الخاصة.. هل «تنجح» في اختبار التقطير؟ 
أكد السيد يوسف سلطان، خبير تربوي، أهمية استقطاب العناصر الوطنية في قطاع المدارس الخاصة، في ظل ما يشهده من نمو وما يحتاجه من غرس للهوية الوطنية في نفوس الأطفال وتربيتهم على القيم التي تتصل بالعادات والتقاليد والتي ترتبط بالبنية التربوية، مؤكداً أن هذه المهمة ربما يكون العنصر المواطن هو الأقدر على القيام بها، خصوصاً أن نحو 25 % من طلبة المدارس الخاصة قطريون.
ونوه سلطان أن قدرة المدارس الخاصة على استقطاب الكوادر الوطنية للعمل فيها يتوقف على تحديد الأعباء الوظيفية والإدارية المصاحبة للعمل فيها، سواء المهن الإدارية أو التعليمية، مؤكدا أن افتقار المعلم أو الموظف الإداري في هذه المدارس للامتيازات الوظيفية مقارنة بنظيره في القطاعات الأخرى إلى جانب صعوبة التدرج الوظيفي هو ما يدفع الشباب القطري إلى العزوف عن الالتحاق بأية وظيفة تعليمية أو إدارية في المدارس الخاصة.
وأكد سلطان أن المعلم يحظى بموضع تقدير المجتمع وثقته واحترامه إلا أنه على الرغم من سمو مهنة التدريس وارتقائها يوماً بعد يوم يوجد عزوف كبير من شريحة الفتيات والشباب القطري عن اقتحام مجال التدريس الحكومي، ما بالك بالمدارس الخاصة، مشيرا إلى أن ما يعزز هذا العزوف هو الضغوط النفسية والجسمانية التي يتعرض لها المعلم إلى جانب طول مدة الدوام في كثير من الأحيان وهذه الأمور لا يفضلها الشباب القطري بطبيعة الحال.
وأكد أن قدرة المدارس الخاصة على تجاوز هذه العقبات من شأنه أن يرفع نسبة المواطنين في هذا القطاع ويساهم في نجاح إستراتيجية الدولة في تعزيز التقطير في مختلف القطاعات، خاصة في ظل العدد الكبير من الخريجين سنوياً من الجامعات الباحثين عن فرص عمل وفي ظل العديد من الوظائف التي توفرها هذه المدارس.

سياسة التقطير
في ورقة بحثية بعنوان «سياسة التقطير- تحديات التنفيذ»، نشرت تحت رعاية مركز بروكنجز الدوحة، كتبت مريم السبيعي، رائدة الأعمال القطرية ومؤسسة شركة مواهب القطريين: «يرجع سبب الأهمية القصوى لهذه الإستراتيجية في تحقيق التنمية في قطر إلى أنها تشكل استثمارا في رأس المال البشري الذي يضمن نقل المعرفة للأجيال المقبلة من القطريين. وبالتالي فإنها تلعب دورا مهما في خلق اقتصاد قائم على المعرفة. وفي هذا السياق، طلب مجلس التخطيط في قطر ومؤسسة قطر من البنك الدولي إجراء تقييم من شأنه أن يساعد على صياغة رؤية للاقتصاد القائم على المعرفة كجزء من مبادرة الرؤية الوطنية 2030. حيث تعزز الرؤية الحوافز الاقتصادية وأطر الحوكمة التي تدعم الاقتصاد القائم على المعرفة من خلال الاستثمار في التعليم والتعلم والابتكار، وتكنولوجيا المعلومات».
 

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر مجلس الوزراء قانون توطين الوظائف القطاع الخاص فی مؤسسات القطاع الخاص تکنولوجیا المعلومات المدارس الخاصة مشروع القانون فی هذا

إقرأ أيضاً:

أداء قوي لشركات القطاع الخاص غير النفطي في قطر نهاية 2024

أشارت أحدث بيانات مؤشر مديري المشتريات الصادر عن مركز قطر للمال، والمعد بواسطة ستاندرد آند بورز غلوبال (S&P Global)، إلى أن شركات القطاع الخاص غير النفطي في قطر حققت أداء قويا مع نهاية العام 2024. وظل سوق العمل أحد العوامل الأساسية للتحسن الإجمالي في النشاط التجاري وظلت الارتفاعات الأخيرة في أنشطة التوظيف والأجور من بين الأعلى في تاريخ الدراسة.

وأشارت البيانات إلى أن ارتفاع الطلب على السلع والخدمات أدى إلى دعم نمو النشاط التجاري الإجمالي، وتحقيق ارتفاع في الأعمال غير المنجزة، فيما ظلت توقعات النشاط التجاري للاثني عشر شهرا المقبلة إيجابية. ورغم الضغوط المرتفعة على الأجور، انخفض إجمالي تضخم التكاليف مجددا من أعلى مستوى له في أربع سنوات والذي سجل في أكتوبر 2024، بينما خفضت الشركات أسعار سلعها وخدماتها بشكل طفيف.

ويتم تجميع مؤشرات مديري المشتريات لقطر من الردود على أسئلة الاستطلاع، الواردة من لجنة تضم حوالي 450 شركة من شركات القطاع الخاص غير المرتبط بالطاقة. وتغطي هذه اللجنة عدة مجالات تشمل الصناعات التحويلية والإنشاءات والبيع بالتجزئة والجملة إلى جانب الخدمات، كما أنها تعكس هيكل الاقتصاد غير المرتبط بالطاقة وذلك وفقا لبيانات الحسابات الوطنية الرسمية.

ومؤشر مديري المشتريات الرئيسي التابع لمركز قطر للمال هو مؤشر مركب مكون من رقم واحد يشير إلى أداء شركات القطاع الخاص غير المرتبط بالطاقة في قطر. ويحتسب مؤشر مديري المشتريات الرئيسي لقطر على أساس مؤشرات الطلبات الجديدة والإنتاج والتوظيف ومواعيد تسليم الموردين ومخزون المشتريات.

استقرار نمو القطاع الخاص غير النفطي

ولم يشهد مؤشر مديري المشتريات أي تغيير في ديسمبر 2024، حيث سجل 52.9 نقطة، مشيرا إلى نمو إجمالي في النشاط التجاري لشركات القطاع الخاص غير النفطي. وبلغ متوسط القراءة الرئيسية لمؤشر مديري المشتريات 52.9 نقطة خلال الربع الأخير من العام 2024، وكان أعلى من متوسط الربع الثالث الذي بلغ 52.0 نقطة، وأعلى من متوسط الدراسة على المدى الطويل البالغ 52.3 نقطة، منذ أبريل 2017.

ارتفاع معدلات التوظيف 

وظل النشاط في سوق العمل لشركات القطاع الخاص غير النفطي في قطر قويا جدا في نهاية العام 2024. وارتفعت معدلات التوظيف والأجور خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من العام بوتيرة أسرع من أي وقت آخر في تاريخ الدراسة. وعكست أنشطة التوظيف الجهود المبذولة لزيادة مستوى الإنتاج، وتحسين الخدمات، واستقطاب أعمال جديدة، وإنجاز الأعمال المتراكمة.

الأعلى منذ 9 شهور .. نمو القطاع الخاص غير النفطي في دبيهيئة تنشيط السياحة تدرس المشاركة في معرض EPEX 2025 بـ دبي

تراجع التضخم

ورغم استمرار ارتفاع الضغوط على الأجور في ديسمبر 2024، تراجع تضخم إجمالي أسعار مستلزمات الإنتاج من أعلى مستوى له في أربع سنوات في أكتوبر. وخفضت الشركات القطرية أسعار سلعها وخدماتها للشهر الخامس على التوالي سعيا إلى زيادة مبيعاتها من خلال تخفيض الأسعار ولكن بمعدل طفيف.

ورغم أن التوظيف قدم المساهمة الأكبر في قراءة المؤشر الرئيسي في ديسمبر 2024، فإن قراءة المؤشر الرئيسي تأثرت إيجابا بمؤشرات الإنتاج والطلبات الجديدة ومخزون المشتريات. وكان معدل نمو الطلبات الجديدة كافيا لزيادة الأعمال غير المنجزة للمرة الثالثة في الأشهر الأربعة الأخيرة. وفي الوقت ذاته، كان معدل نمو مخزون مستلزمات الإنتاج ثالث أعلى معدل في تاريخ الدراسة، حيث توقعت الشركات نمو النشاط التجاري والعقود الجديدة في عام 2025.

توقعات إيجابية

وقدمت الشركات القطرية مجددا توقعات إيجابية بشأن النشاط التجاري للاثني عشر شهرا المقبلة في ديسمبر 2024. وظل مستوى الثقة مرتفعا في ديسمبر الماضي رغم انخفاضه بدرجة طفيفة مقارنة بشهر نوفمبر. وربط المشاركون في الدراسة التوقعات الإيجابية باستقرار ظروف السوق، وزيادة الطلب في قطاعي الإنشاءات والسياحة، ونمو عدد السكان، والتنمية الصناعية، والاستثمار في البنية التحتية.

مقالات مشابهة

  • عهد جديد.. لبنان يحتاج عمل مضاعف في الفترة المقبلة
  • «المقريف» يعلن موعد الفصل الدراسي الثاني ويحدد «أجور المدارس الخاصة»
  • %6 زيادة في أعداد طلبة المدارس الخاصة بدبي
  • 6% زيادة في أعداد طلبة المدارس الخاصة بدبي العام الدراسي الحالي
  • المدارس الخاصة في دبي تسجل نمواً في أعداد الطلبة
  • 6 % نمو أعداد طلبة المدارس الخاصة في دبي
  • %6 زيادة أعداد طلبة المدارس الخاصة في دبي هذا العام
  • 6 % زيادة في أعداد طلبة المدارس الخاصة بدبي العام الدراسي الحالي
  • وزير الاستثمار: الدولة تعمل على إيجاد مراكز لوجستية داخل الدول الأفريقية (فيديو)
  • أداء قوي لشركات القطاع الخاص غير النفطي في قطر نهاية 2024