جدل طبي.. ما هي درجة حرارة الجسم الطبيعية؟
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
طالب خبراء طبيون بـ"خفض" المقياس التقليدي لدرجة حرارة الجسم الطبيعية درجة واحدة، ليصبح 36 درجة مئوية، بينما رأى آخرون ضرورة "عدم اعتماد أي مقياس"، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
ومنذ القرن التاسع عشر جرى اعتماد مقياس يفيد إن درجة الحرارة الطبيعية للإنسان هي 37 درجة مئوية (98.6 درجة فهرنهايت).
وفي هذا الصدد، تستذكر أستاذة الطب وعلم الأوبئة وصحة السكان في جامعة ستانفورد، جولي بارسونيت، أن حماتها، وقبل نحو 20 عاما، كانت تعاني من أوجاع وآلام جراء أصابتها بعدوى بكتيرية في القلب، دون أن ترتفع درجة حرارتها.
وأوضحت بارسونيت أن والدة زوجها كادت أن تفقد حياتها، لو أنها لم تسارع إلى إجراء فحوصات الدم التي أثبتت وجود تلك العدوى الخطيرة.
من جانبها، أوضحت أديل دايموند، أستاذة علم الأعصاب الإدراكي التنموي في جامعة كولومبيا البريطانية، والتي تتحدى أبحاثها الافتراض القائل إن 98.6 درجة فهرنهايت (37 درجة مئوية) هي درجة طبيعية، أنه "منذ التسعينيات، يقول الخبراء إنه يجب عليهم خفض المقياس.. وأنا أرى أن الأمر يجب أن يكون شخصيا بحسب حالة كل مريض".
وترى دايموند أن حالة كل فرد مختلفة تستوجب على الاطباء التعامل معها على حدى، مثلما يحدث مع فحص العلامات الحيوية الأخرى، مردفة: "لا يوجد سبب يمنع الأطباء من القيام بذلك بشكل روتيني".
ما أهمية تغير درجة حرارة الجسم
تعتبر درجة حرارة الجسم أداة مهمة جدا للكشف عن الأمراض، فالحمى (ارتفاع درجة حرارة الجسم) هي إحدى الطرق التي يستجيب بها جهاز المناعة لدينا لوجود ميكروب في الجسم.
ويعتبر الخبراء أن ارتفاع الحرارة إلى أكثر من 100 درجة فهرنهايت (37,78 درجة مئوية) هو مؤشر موثوق للحمى.
كما يمكن أن تشير درجة الحرارة المنخفضة بشكل غير طبيعي إلى وجود حالة خطيرة.
قول الخبراء إن درجات حرارة الجسم، مثل التغيرات الجسدية والعقلية والسلوكية الأخرى، تتغير خلال الأوقات المختلفة على مدار 24 ساعة، ولهذا السبب تتقلب خلال النهار.
وفي هذا المنحى، تقول إيفايلا جنيف، الطبيبة في مستشفى كروس وجامعة ولاية نيويورك، والتي ركزت أبحاثها على إيقاعات الساعة البيولوجية لدرجة حرارة الجسم: "تستمر درجة الحرارة في الارتفاع خلال النهار، وتبلغ ذروتها قبل حوالي ساعتين من النوم، بينما تكون في أدنى مستوياتها قبل ساعتين من الاستيقاظ".
وأجرت بارسونيت وزملاؤها دراسة نُشرت في الخريف الماضي، حللت 618306 قراءات لدرجة حرارة الفم من مرضى بالغين في مركز ستانفورد للرعاية الصحية بين عامي 2008 و2017، ووجدت أن درجات الحرارة الطبيعية لديهم تراوحت بين 97.3 فهرنهايت (36,28 درجة مئوية) إلى 98.2 درجة فهرنهايت (36,78 درجة مئوية)، بمتوسط 97.9 درجة فهرنهايت (36,61 درجة مئوية).
وقام الباحثون بتتبع الوقت من اليوم الذي تم فيه قياس درجات الحرارة، بالإضافة إلى عمر كل مريض وجنسه ووزنه وطوله ومؤشر كتلة الجسم والأدوية والظروف الصحية.
ولتجنب تحريف النتائج، استبعد العلماء المشاركين الذين يتناولون الأدوية التي تؤثر على درجة حرارة الجسم، وأولئك الذين كانوا مصابين بأمراض.
ووجدت الدراسة أن الرجال يميلون إلى أن تكون درجة الحرارة لديهم أقل من النساء، وأن القراءات الطبيعية تنخفض مع تقدم العمر، لافتة إلى أن درجات الحرارة تكون أدنى في الصباح الباكر وأعلى في وقت متأخر بعد الظهر.
أوضحت بارسونيت: "كل يوم لدي مرضى تبلغ درجة حرارتهم 98.6 (37 درجة مئوية) يخبرونني أنهم يشعرون بالحمى.. وبالتالي يجب أخد كلامهم على محمل الجد".
ومقياس 98.6 درجة فهرنهايت هو المعيار الذي اعتماده في عام 1868 بعد أن نشر الطبيب الألماني، كارل رينهولد أوغست فوندرليش، كتابًا يحتوي على بيانات من آلاف المرضى وأكثر من مليون قراءة لدرجة الحرارة، واصفًا 98.6 درجة بأنها "المتوسط" لدرجة الحرارة العادية.
لكن بعض الأبحاث أشارت إلى أن درجة حرارة الجسم الطبيعية انخفضت من 98.6 درجة بنحو 0.05 درجة كل عقد منذ القرن التاسع عشر، إلى حوالي 97.9 درجة، وربما يكون ذلك نتيجة تحسن الظروف المعيشية والرعاية الصحية التي تقلل الالتهابات المسببة لارتفاع درجة الحرارة.
وقالت بارسونيت إنه "في ستينيات القرن التاسع عشر، كان متوسط العمر المتوقع في الأربعينيات"، مردفة: "كان الناس يتجولون وهم مصابون بالسل، وآلام الأسنان الرهيبة، وأمراض القلب الروماتيزمية، والتهابات الجلد، والكثير من الوعكات الأخرى".
وأردفت: "الصحة الجيدة تخفض درجة حرارتك، وكلما قلت الحاجة إلى الجهد، انخفضت درجة حرارة جسمك".
قس حرارتك مرتين في اليوم
يرى خبراء صحة أنه يجب على المرء أن يقيس درجة حرارته مرة في الصباح وأخرى في المساء لعدة أيام، للتعرف على النطاق الطبيعي لديه.
ويعتقد الخبراء أن قياس درجة الحرارة عن طريق الشرج هو الأكثر دقة عادة، لافتين أيضا إلى أن مقياس الحرارة عن طريق الفم أكثر موثوقية من قياس الحرارة بواسطة ميزان يوضع تحت الإبط.
كما أكدوا على ضرورة عدم تناول أطعمة باردة أو ساخنة قبل قياس درجة الحرارة عن طريق الفم.
عوامل تؤثر على درجة حرارة الجسم
هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن تؤثر على درجة حرارة الجسم، مثل شرب الكحول، والطقس البارد أو الحار، وممارسة الرياضة، والغطس في حوض استحمام ساخن أو السباحة في الماء البارد، وتناول بعض الأدوية مثل حاصرات بيتا (أدوية الضغط) ومضادات الذهان (الانفصال عن الواقع).
ويمكن لبعض الحالات — مثل قصور الغدة الدرقية، وهو قصور في نشاط الغدة الدرقية — أن تؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الجسم.
ويقول الخبراء إن درجة الحرارة يمكن أن تصل أيضًا إلى مستويات منخفضة بشكل خطير مع وجود الإنتان، وهو عدوى تهدد الحياة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة حرارة الجسم الأطباء الأمراض الصحة صحة الأطباء الأمراض حرارة الجسم المزيد في صحة صحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة درجة حرارة الجسم درجة فهرنهایت درجة الحرارة درجة مئویة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الطريقة المثلى لتوزيع الطعام في الثلاجة
إنجلترا – كشفت دراسة جديدة من خبراء Which؟ (موقع ومنظمة بريطانية مستقلة) عن الطريقة المثلى لتوزيع الطعام في الثلاجة، وكيف يمكن أن يؤثر هذا على الصحة وجودة الطعام.
وأوضح خبراء Which؟ أنه يفضل تخزين اللحوم الجاهزة للأكل، مثل اللحوم المقددة، وبقايا الطعام والكعك المحشو بالكريمة في الرف العلوي. فهذه الأطعمة لا تحتاج إلى طهي إضافي، ويمكن أن تتلف بسرعة إذا وضعت في مكان غير مناسب.
ويقول الخبراء إن الرف الأوسط يعد المكان المثالي لتخزين منتجات الألبان، مثل الزبدة والجبن والزبادي وكذلك البيض. وينصح أيضا بتخزين الحليب في هذا الرف، حيث تكون درجة الحرارة فيه مثالية للحفاظ على هذه المنتجات.
أما بالنسبة للرف السفلي، فيتميز بأبرد درجات الحرارة، لذلك ينصح بتخزين اللحوم النيئة والدواجن والمأكولات البحرية فيه. ويجب وضع هذه الأطعمة في علب محكمة الإغلاق لتجنب تلامسها مع الأطعمة الأخرى.
وقال خبراء Which؟ إنه يمكن تخصيص الأدراج للفواكه والخضروات، إلا أنه ينبغي الحذر من تخزينها معا. فالفواكه تنتج غاز الإيثيلين الذي قد يؤدي إلى نضوج الخضروات بشكل أسرع، لذا من الأفضل فصلها.
وبالنسبة لرف الباب، يعتبر هذا الجزء الأقل برودة في الثلاجة، ما يجعله المكان الأمثل لتخزين بعض التوابل مثل الكاتشب والمايونيز وصلصات مختلفة، بما أن هذه المنتجات تحتوي على مواد حافظة طبيعية مثل الخل، ما يسمح بتخزينها في درجة حرارة الغرفة.
– أطعمة لا ينبغي تخزينها في الثلاجة
الخبز: يصبح الخبز رطبا سريعا في الثلاجة ويفقد نكهته. ومن الأفضل تخزينه في خزانة.
الخيار والطماطم: يجب تخزين هذه الخضروات في مكان جاف بعيدا عن الثلاجة.
الكاتشب والتوابل: رغم أن الكثيرين يضعون الكاتشب في الثلاجة، إلا أنه في الواقع لا يحتاج إلى ذلك بفضل الخل والطماطم الحمضية التي تمنع فساده في درجة حرارة الغرفة.
– درجة الحرارة المثلى للثلاجة
يوصي يوصي خبراء Which؟ بضبط درجة حرارة الثلاجة بين 0 إلى 5 درجات مئوية لضمان الحفاظ على الطعام طازجا وآمنا. وإذا ارتفعت درجة الحرارة في الثلاجة فوق 8 درجات مئوية، قد تبدأ البكتيريا الضارة في النمو بسرعة، ما يعرض الطعام لمخاطر صحية.
المصدر: ديلي ميل