السنيورة : حزب الله يأخذنا إلى حافة الهاوية
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
قال الرئيس فؤاد السنيورة في حديث الى" الراي الكويتية": العالم كله غير راغب في توسيع الحرب، وإيران كانت واضحةً منذ البداية عندما قالت إن لا عِلْمَ لها بما حَدَثَ (طوفان الأقصى) ولا علاقة لها"، مذكّراً بما قالته حكومته في 12 تموز 2006 بعد أسْر حزب الله جنود إسرائيليين من"أننا لم نكن نعلم بذلك ونحن لا نتبنى، أي أخذْنا كدولة مسافةً عن المقاومين.
ويضيف: "ما يَجْري الآن فعلياً أن حزب الله يوحي بأنه صحيح أنه لم يدخل الحرب إلا أنه يُشاغِل القوات الإسرائيلية التي اضطُرت إلى سحْب ثلث جيشها إلى قبالة الحدود مع لبنان في الوقت الذي يسود الانطباع بأن إسرائيل ارتكبت كل ما يمكن ارتكابه في غزة وليس في وسعها أن تفعل أكثر مما تقوم به، ولذا فإن الادعاءَ بمُشاغَلة القوات الإسرائيلية جزءٌ من عملية إنقاذ ماء الوجه، وتالياً فإن الحزب يأخذنا إلى حافة الهاوية. وهنا لا بد من الانتباه إلى أنه صحيح أن إيران لا تريد التورط وأن حزب الله لا يريد الذهاب أبعد في تدخّله، وكذلك إسرائيل وأميركا، لكن هناك سوابق غير قليلة في التاريخ تقول إن الأطراف المنخرطة في معارك ومزايداتٍ ولم تكن تريد نشوب الحروب ولكنها وصلت إلى نقطة تدحرجت فيها الأمور. وما أخشاه هو أن يحصل ذلك بسوء حساب أو تقدير، أو كما يقال «فمَن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه".
وحين نقول له "من الواضح أننا أمام فكي كماشة... تهديدات إسرائيلية بما هو أدهى وسط ارتقاءٍ في المواجهات العسكرية وحركة ديبلوماسية ضاغطة عنوانها تنفيذ القرار 1701 بحذافيره، فأيّ أفق أمام لبنان ؟ يردّ "يجب أن نكون واضحين وأن يكون للحكومة اللبنانية ورئيسها موقف أكثر وضوحاً وتأكيداً أن لبنان لا يستطيع الدخول في المعركة، لاعتبارات عدة ليس أقلها أننا لا نملك شبكة الحماية التي كنا نتمتع بها في الـ2006، لا سياسياً ولا وطنياً ولا مالياً ولا اقتصادياً. ورغم مرور ثلاثة أعوام وأربعة أشهر على وقوع انفجار المرفأ، لم نستطع التعويض على جميع المتضررين حتى اليوم، ومعالجة انهيار مبنى في منطقة المنصورية أخيراً استغرقت نحو أسبوع. ولو كان انخراط لبنان في الحرب سيغيّر مجريات الأحداث ويقلب الموازين، ربما لاستأهل الأمر التضحية، أما غير ذلك فإنه سيعرّض بلادنا وناسنا لأخطار وأضرار غير محسوبة".
ونسأله: من الواضح أن الوضع في الجنوب بات مرتبطاً حُكْمياً بالترتيبات التي تُعد لمرحلة ما بعد انتهاء حرب غزة. وإسرائيل واضحة في مطالبتها بتنفيذ الـ1701 بحذافيره وعلى نحو يبعد حزب الله إلى شمال الليطاني، فكيف يمكن إدارة هذا التحدي؟ يقول السنيورة: "لا بد من العودة إلى(الكتاب). نحن لدينا الـ 1701 الذي لم تطبّقه إسرائيل وكذلك حزب الله لم يتقيّد به".
وحين نقاطعه: "ألم يَكن من مصلحة لبنان صدور الـ 1701 تحت البند السابع؟".
يجيب: "في الـ 2006 كان هذا الأمر سيؤدي إلى مشكلة داخلية. وهمّي الأساسي فعلياً يومها كان إنهاء الحرب وإعادة الناس إلى قراهم. وكنتُ أمام تحدي الحفاظ على وحدة البلاد والتوصل إلى القرار قبل حصول انهيار جبهة حزب الله... وقبل ثلاثة أشهر من وفاته، قال هنري كيسنجر إنه عندما وقعتْ حرب الـ 1973 اتخذنا قراراً بأنه ممنوع هزيمة إسرائيل، وتالياً انطلق جسر جوّي لتزويدها بكل ما تريده من دعم عسكري، لوجستي، مخابراتي وسوى ذلك لإحداث ما سمي حينه بـ "الدفرسوار"، ولذا علينا الانتباه".
ويضيف: "المهم أنه في الـ2006 حصلنا على القرار 1701، الذي ينصّ على انسحاب إسرائيل من جميع المناطق التي احتلتْها، والبقية هي قرية الماري شمال الغجر. وقرية الغجر هي أساساً في الجولان السوري، والإسرائيليون يقولون إن عند احتلالهم لها في 1967 كانت تتمركز فيها الجندرما السورية. والواقع عملياً أن الحدود اللبنانية مع فلسطين تم تحديدها بفعل المشاحنات الفرنسية – البريطانية آنذاك، لكن لبنان وسورية كان كلاهما واقعاً تحت الانتداب الفرنسي فلم يَجْرِ تحديد الحدود بينهما كما حصل بين لبنان وفلسطين، فبقيتْ تلك المناطق غير محسومة، وكانت سائدة نظرية اعتبار مجرى المياه معياراً فإذا كان إلى الغرب فالأرض لبنانية وإذا لجهة الشرق فالأرض سورية".
ويتابع: "عندما انسحبتْ إسرائيل في العام 2000 انبرى البعض في عهد اميل لحود للقول إن مزارع شبعا لبنانية لجعْلها مسمار جحا، في الوقت الذي استمرّت سورية في القول إنها أرض سورية. المرة الوحيدة التي وقف فاروق الشرع يوم كنا في برشلونة وقال إن مزارع شبعا أرض لبنانية، لم يسمعه أحد ولم يتبن كلامه أحد بل على العكس رفض محمد ناجي العطري (رئيس الوزراء السوري آنذاك) هذا الأمر وأرسل لي كتاباً في هذا الخصوص. وتالياً فإن أمر المزارع والسيادة عليها غير محسوم".
ويشدد السنيورة على أنه "بصرف النظر عن لبنانية مزارع شبعا أو اذا كانت سورية، فهي بالتأكيد ليست إسرائيلية، ومن هنا كان الطرح الذي قدّمتُه بأن توضع تحت ولاية الأمم المتحدة إلى أن تُحسم السيادة عليها بين لبنان وسورية. وهذا ما تتضمّنه خطة النقاط السبع التي تَقَدّمتْ بها في 2006 الحكومة التي كنتُ أترأسها (إبان حرب يوليو وقبل أن يصدر القرار 1701). وتالياً على إسرائيل اليوم أن تنسحب من قرية الماري ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتسهّل حلّ النقاط المتنازَع عليها (على الخط الأزرق)، وفي المقابل على (حزب الله) أن يسحب قواته وأسلحته الثقيلة من جنوب الليطاني".
ويشير إلى أن المؤشرات تدلّ على أن مثل هذا الأمر ليس من السهل أن يَتحقق"لأن حزب الله لن يتخلى بسهولة عن ذرائع لبقاء وضعيّته خارج الدولة، كما أن إسرائيل عدو لا يمكن الركون إلى نياته وما يضمره، وهذا ما يفسر خطورة الوضع حالياً".
وعن تفسيره لزيارة آموس هوكشتاين لبيروت عشية حرب غزة وخلالها، وسط كلام عن مهمةٍ يضطلع بها في موضوع الحدود البرية مع إسرائيل على قاعدة بتّ النقاط الخلافية على الخط الأزرق بالتوازي مع تسريباتٍ عن أفكار يتم بحثها وبينها وضْع مزارع شبعا في عهدة الأمم المتحدة، يقول السنيورة: "هناك كلام يَجْري تداوله في الأروقة حول كيفية إيجاد مَخارج لهذا الملف. ولا شكّ في أن وضْع الجنوب بات مرتبطاً بمآلات حرب غزة التي رُبط بها بالنار. وهناك رؤوس حامية في إسرائيل تريد لهذه الحرب أن تستمرّ، ناهيك عن بنيامين نتنياهو الذي يدرك تماماً أن رأسه بات تحت المقصلة ما أن تنتهي. ولكن في الوقت نفسه تعيش إسرائيل ظروفاً صعبة. من ملف المخطوفين لدى(حماس) الذي تمارس عائلاتهم ضغطاً داخلياً يضع حكومة نتنياهو أمام موجبات تقديم تنازلات، إلى الرأي العام الدولي الذي يشكّل بدوره عنصراً ضاغطاً في ضوء المآسي الكبرى التي تشهدها غزة والجرائم المرعبة التي ترتكبها إسرائيل. وكل هذه المعطيات تتشابك في خلفية الحرب في غزة التي تتكثّف بالتوازي مع وقائعها الميدانية الاتصالاتُ غير المعلنة، وبينها مثلاً لقاء مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي ايه» مع رئيس الوزراء القطري في وارسو، ولقاءاتٌ أخرى تشكل القاهرة محورَها، من دون أن يكون ممكناً استشرافُ الأفق بوضوح".
ونقول للسنيورة: في ضوء إفراغ المستوطنات ونقْل سكانها إلى مناطق أخرى، وما ظهّرتْه المواجهاتُ على الحدود الجنوبية من أن حزب الله موجودٌ بقوة على الحافة الأمامية، تتعزّز المخاوفُ من أن يَفرض الإسرائيلي أمراً واقعاً على الأميركيين، في ظلّ الوجود العسكري لأكثر من دولة من الناتو في المتوسط وذلك في محاولة لفرض تنفيذ الـ 1701 تحت ضغط النار وعلى قاعدة أن الديناميةَ العسكريةَ بحدودها الحالية جنوباً غير كافية لتحقيق هذا الهدف، فيجيب: "هذا غير مستبعَد. والأمور وصلتْ إلى نقطة تستوجب الكثير من التبصر من حزب الله الذي لا يمكنه المضيّ في المعاندة على أساس أنّ إسرائيل لا يمكنها وغير قادرة. مع العلم أن القرار في ما خص وضعيته وما يقوم به في الجنوب ليس عنده بل في يد إيران التي يتعيّن عليها أن تقيس الأمور بدقة. ويجب عدم إغفال العامل الذي يشكّله رفْض أكثر من 70 ألف مستوطن العودة الى مستوطنات الشمال بحال بقي الوضع على ما كان عليه قبل 7 أكتوبر، وهذا يَضغط أيضاً على القيادة الإسرائيلية ويدخل في حساباتها".
إبعاد "حزب الله"
وفي موازاةِ الحملة الديبلوماسية التي تقوم بها تل أبيب تحت عنوان إبعاد "حزب الله" عن جنوب الليطاني والحضّ على تطبيق الـ 1701 ونجاحها في تشكيل وعاءٍ دولي يحتضن طروحاتها في هذا السياق، يَبرز ارتباكٌ لدى لبنان الرسمي وديبلوماسيته وغيابٌ عما يُرسم للبلد وجنوبه. ويقول السنيورة عن ذلك: "لم يَعُد جائزاً الركونُ إلى المواقف الرمادية. يجب أن نكون واضحين، فنحن دولة مسؤولة أمام المجتمع والرأي العام الدولي، وقد وافقْنا على القرار 1701". ومَن يعُد إلى مَحاضر ليلة 12 آب 2006 ومداولات مجلس الوزراء التي استمرّتْ نحو 5 ساعات (قبل الموافقة على الـ 1701) يجد أنني قلتُ صراحة: "لا مَكان للتذاكي على المجتمع الدولي، فإذا فعلْنا ذلك تَذاكى علينا. وهذا اتفاقٌ تقولون عنه إنه ظالِم، وربما يكون كذلك لأننا لم نحصل على كامل حقوقنا بموجبه، ولكن الآن صرْنا أمام قرارٍ وافقتْ عليه 15 دولة (في مجلس الأمن). وإذا كان هناك طرفٌ لن يقبل بالقرار، فسأكون قبْله وأقول لستُ موافقاً ولا نسير به، ولا أحد يزايد عليّ وعلى الدولة في هذا الشأن، فإما نوافق جميعاً على القرار وإما نرفضه". ويضيف: "علينا أن نكون حريصين على بلدنا وشعبنا وعلى عروبتنا كما على الفلسطينيين، فلا يخوض البعضُ مَعارك تؤدي إلى المزيد من الخسائر".
وفي غمرة الأزمات التي يعيشها لبنان، مالياً وسياسياً، جاء الخطر العسكري على الحدود مع إسرائيل، لترتسم معه مجدداً مشهدية سوريالية تتمثل في أنه رغم كل هذه المَخاطر لم يجد الأطراف الوازنون أرضيةً لإنهاء الشغور الرئاسي وتصفيح الواقع السياسي بوجه عواصف "طرقتْ الباب" من الجنوب. ولا يستغرب الرئيس السنيورة هذا الواقع المؤلم، معتبراً أنّ "حرب غزة جعلتْ احتمالات الإفراج عن الاستحقاق الرئاسي، الذي يشكّل مدخلَ الخروج من الأزمات، تتراجع في ضوء تبدّل أولويات المجتمع الدولي وتركيزه على هذه الحرب وتداعياتها التي لا تنفكّ تتمدد وليس أقلّها ما يجري في البحر الأحمر".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: أن حزب الله مزارع شبعا القرار 1701 حرب غزة التی ت الـ 1701
إقرأ أيضاً:
نعيم قاسم: إسرائيل خسرت في امتحان الشرف وانهزمت في لبنان وغزة
قال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم إن “العدوان على لبنان كما غزة، كان عدوانا بدعم عالمي أمريكي غربي لا يخضع لقوانين ولا يراعي حرمة، يقتل البشر ويدمر الحجر والشجر والحياة بلا ضوابط”، ولفت إلى أن “هناك فارق شاسع بين القدرة العسكرية الإسرائيلية الأمريكية الضخمة وبين قدرة المقاومة”.
وأكد على أن الاحتلال الإسرائيلي فشل أخلاقيا وإنسانيا في محاولته القضاء على حماس والمقاومة اللبنانية، وظهر كقوة ضعيفة يعتمد على الدعم الأمريكي اللامحدود.
وأشاد بصمود الشعب الفلسطيني وتضحياته، أنه يستحق الحياة والتحرر الكامل من البحر إلى النهر. كما عبر عن فخره بالمسيرة الشعبية العظيمة من جنوب غزة إلى شمالها، مهنئاً بالإفراج عن الأسرى وموجهاً التحية للشهداء والجرحى والصامدين.
وأضاف في كلمة متلفزة له مساء الاثنين حول آخر التطورات “مهما راكمت المقاومة من قدرات، يجب أن نعترف ونكون واضحين جدا، يوجد تفوق عسكري استثنائي إسرائيلي أمريكي في مقابل القدرات العسكرية الموجودة عند المقاومة”، وتابع “في المقابل، المقاومة خيار، خيار عقائدي وسياسي ووطني وإنساني لمواجهة الاحتلال ومواجهة أطماعه، وتحرير الأرض المحتلة”، ولفت إلى أن “هناك فارق شاسع بين حق المقاومة وقوة مشروعها المقدس، وبين باطل الاحتلال والعدوان وعدم مشروعيته”.
وأوضح قاسم “الحق ينتصر على الباطل والحق أقوى من الباطل”، وتابع “إذا نحن أمام مشهدين: مشهد تفوق عسكري إسرائيلي، ومشهد تفوق حق المقاومة وإرادة المقاومة على باطل الاحتلال”، واكد “نحن أقوى بإيماننا وخيارنا وحقوقنا من احتلالهم وعدوانيتهم”، واعتبر انه “من الخطأ أن نركز على القوة العسكرية كمقارنة بل يجب أن نركز على قوة الإيمان والالتزام والإرادة والمقاومة والمواجهة والتضحية والقدرة على تحمل كل الصعوبات في مواجهة إسرائيل”.
وقال: “سجلوا لديكم، هذا نصر وقد أرادت إسرائيل وأمريكا إنهاء المقاومة”، واشار إلى أن “إسرائيل جاءت بخمس فرق، بتعداد حوالي 75,000 جندي وضابط مع إجرام وقوة مفرطة من أجل تحقيق هذا الهدف”، واضاف “تصدت المقاومة، المقاومة بكل أطيافها. المقاومة الإسلامية، مقاومة حزب الله، مقاومة حركة أمل، الجماعة الإسلامية، الحزب السوري القومي الاجتماعي، وكل المقاومين الآخرين من الأطراف المختلفة، الذين واجهوا، تصدت المقاومة بثبات أسطوري وشجاعة استثنائية، وتصميم استشهادي”، وأكد أن “هذا التصميم الاستشهادي الحسيني للمقاومين والمجاهدين أثبت نفسه في الميدان، كل الناس كانوا يرون”.
وعن مقاتلي وعناصر المقاومة، قال قاسم “هم شجعان المقاومة الثابتون على الأرض، الذين أعاروا جماجمهم لله تعالى وتحملوا تضحيات شعبنا الكثيرة والكبيرة وارتقى قادة شهداء على رأسهم سيد شهداء المقاومة والأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه”، واضاف “هذه المقاومة برزت متماسكة وقوية، واستعادت القيادة والسيطرة”، وتابع “ملأت الشغور على مستوى القيادة بعد عشرة أيام من الزلزلة التي حصلت، حيث تم انتخاب أمين عام وتكليف بدائل من القيادات المختلفة في كل المواقع الجهادية دون استثناء”، واوضح “من 27 أيلول إلى 7 تشرين الأول، عشرة أيام عشنا أصعب الأيام، وهي نتاج خطة إسرائيلية محكمة بتسديد ضربة قاضية لحزب الله، لكننا استعدنا حضورنا بقوة الإيمان وخيار المقاومة استعدنا حضورنا بهذا الزخم الذي أعطانا إياه سيد شهداء الأمة”.
وأكد: “استعدنا حضورنا بالترتيبات التي قمنا بها وبملء الفراغات القيادية وبالثبات في الميدان”، واضاف “نحن مع هذه الآية الكريمة نكون قد جسدنا وحددنا وضعنا في تلك اللحظات، قال تعالى: ألم يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله؟ ألا إن نصر الله قريب”، وتابع “سجلوا لديكم هذا نصر”، واوضح “تصاعدت عمليات المقاومة ولم يتقدم الإسرائيلي على الحافة الأمامية إلا مئات الأمتار، كل ذلك بفضل ثبات المقاومين والمجاهدين الأسطوريين”.
وقال قاسم “كان أهلنا النازحون متماسكين متوكلين على الله يشكلون دعماً حقيقياً للجبهة”، وأكد أن “المجاهدين في الجبهة كانوا مطمئنين إلى أهلهم الثابتين، والأهل كانوا مطمئنين للمقاومين الثابتين في داخل الجبهة”، وتابع “الشعب اللبناني بطوائفه ومناطقه كان وفياً وحاضناً، كما قدم الجيش اللبناني التضحيات والدفاع المدني والهيئات الصحية وذلك بشجاعة مميزة، وكذلك قام الإعلام بدور مهم في هذا المجال”، واضاف “لا ننسى مساندة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والشعب الإيراني بالدعم للنزوح وكذلك الشعب العراقي بهذا الدعم مع كل المسؤولين والمعنيين في هذين البلدين، إضافة لمن قدم مساعدات من هنا وهناك”.
ولفت إلى أنه “النتيجة كانت انسداد الأبواب أمام العدو الإسرائيلي، فلم يستطع أن يتقدم على الجبهة ولم يتمكن من إحداث فتنة داخلية بين الطوائف في لبنان ولم يتمكن من إنهاء المقاومة واستمرت قوية في الجبهة مع خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي وخسائر في كل الكيان الإسرائيلي”، وأشار إلى انه “لا أمن ولا استقرار مع تداعيات اقتصادية واجتماعية وسياسية وعملية ونفسية وهذا كله كان يبرز في الميدان”، وذكر انه “أمام هذا الاستنزاف وأمام هذه المراوحة، جاء طلب إسرائيل من خلال أمريكا بوقف إطلاق النار”، وتابع “وافقنا مع الدولة اللبنانية على وقف إطلاق النار، وهذا انتصار، سجلوا هذا نصر”.
وفي سياق متصل، قال قاسم “وجهة نظرنا بما حصل ونحن نريد أن نشارك الناس وهذا خطاب لجمهور المقاومة”، وأضاف “هنا أود أن ألفت النظر لجمهور المقاومة، أعني بذلك بيئة المقاومة المباشرة، التي تشمل كل المقاومين دون استثناء، وأيضاً كل الذين يؤيدون ويدعمون، سواء كانوا في لبنان أو في العالم أو في المنطقة”، ولف إلى ان “هؤلاء كلهم يشكلون جمهور المقاومة، لأن المقاومة ليست مجرد مجموعة من الأفراد، بل هي جماعة كبيرة ممتدة، رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخا تعطي في كل المجالات”، واضاف “هنا، سأتحدث عن المصارحة، جمهور المقاومة صلب ومصمم وأنا واثق بهذا الجمهور لأنه جمهور التربية الحسينية التي تعطي وتضحي، جمهور الإمام الخميني قدس الله روحه الشريف، الذي كسر الشاه وأحدث زلزالاً في المنطقة وفي العالم بانتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران”، وتابع “جمهور الإمام الصدر الذي فتح الباب ليكون إماماً للمقاومة، وجمهور السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، الذي دخل القلوب والبيوت وكل الأماكن، من دون أي حواجز”.
وأشار إلى أن “بعض هذا الجمهور لديه تساؤلات وتفاجأ بما حصل، وهذا حق مشروع، إذ أن الحادث كان كبيراً جداً والحرب كانت كبيرة جدا”، وأوضح أن “بعض النتائج لم تكن متوقعة، ومن الطبيعي أن تحصل هناك أسئلة. سأوضح الإجابة عن هذه الأسئلة: الإمكانات التي راكمناها كمقاومة، لدينا صواريخ وطائرات مسيرة والمناورات التي أبرزت قوتنا الاستثنائية”، واضاف “ظن الكثيرون أننا سنهزم إسرائيل عسكرياً بالضربة القاضية إذا حصلت معركة بيننا وبينها واعتبروا أن هذه القوة كافية لهزيمة إسرائيل عسكرياً، وهذا كان موجوداً في العقل الباطني”.
وقال قاسم “قدرة الردع التي حققناها خلال 17 سنة، حيث لم يستطع الإسرائيلي أن يقوم بأي إجراء بسبب خوفه من ردة الفعل، جعل ذلك الناس يعتبرون أن قوتنا العسكرية بمستوى الردع الكبير والحقيقي”، وتابع “التحرير سنة 2000 وانتصارنا في حرب تموز سنة 2006، بالإضافة إلى انتصارنا على داعش والتكفيريين سنة 2017، أعطت انطباعاً بأننا دائماً منتصرون عسكرياً، بسبب التفوق الموجود لدينا”، ولفت إلى أن “جمهورنا لم يتوقع أن نخسر هذا العدد الكبير من القيادات وعلى رأسهم سيد شهداء المقاومة في فترة زمنية قصيرة وبانتشار كبير، لم يتوقعوا أن يحصل هذا وحتى نحن لم نتوقع”، وتحدث عن “الانكشاف المعلوماتي وسيطرة العدو على الاتصالات والذكاء الاصطناعي وسلاح الجو الذي غطى لبنان بكامله كانت من العوامل المؤثرة في الضربات التي وجهت للمقاومة”، وأشار إلى أن “هذه ثغرة كبيرة جداً، ونحن نجري الآن تحقيقاً لأخذ الدروس والعبر واتخاذ الإجراءات اللازمة”.
وأوضح أنه “بالاستنتاج، المقاومة لا يمكن أن تكون أقوى عسكرياً، ولا يمكن الاعتماد على غلبتها كغلبة عسكرية”، وأكد أن “المقاومة غلبتها على إسرائيل بإيمانها، بشبابها، بنسائها، بأطفالها، بشيوخها، بعطاءاتها، بدماء قادتها وبالتضحيات التي تقدم، هكذا تنتصر المقاومة”، وتابع “المقاومة قوية بقراراتها، بإرادتها، وبالمؤمنين بها، كما أنها أقوى بصمودها وتحمل التضحيات الكبرى واستمراريتها”، واضاف “لقد حصدنا في هذه المعركة الحسنيين: الشهادة والنصر”، وقال “استشهد لدينا قادة وأعزاء ومجاهدون ونساء وأطفال ورجال، وفي آن معاً، الباقي انتصر لأنه بقي في الميدان، ولأن المقاومة مستمرة”، وشدد على ان “هذا النصر هو بصمودنا واستمرارنا، سجلوا لديكم هذا نصر”.
وعن وقف إطلاق النار، قال “وافقنا على وقف إطلاق النار لأنه معتدى علينا والمعتدي طلب أن يوقف اعتداءه بشروط”، وتابع “نحن وافقنا لأننا لا نريده بالأصل ولم نقرر الحرب ابتداء ومن الطبيعي أن نقبل بوقف إطلاق النار، بصرف النظر عن بعض الشروط التفصيلية”، واوضح “وافقنا على الاتفاق على قاعدة وقف إطلاق النار لأن الدولة قررت التصدي لحماية الحدود وإخراج إسرائيل”، ورأى ان “هذه فرصة لتؤدي الدولة واجباتها وتختبر قدرتها على المستوى السياسي”، واضاف “وافقنا لأن العدوان بدأ على حزب الله لكنه تجاوز إلى كل لبنان”، واعتبر ان “على لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته ودولته وكل القوى السياسية أن يتحملوا مسؤوليتهم في إخراج المحتل وحماية السيادة الوطنية. هذه مسؤولية على الجميع”.
ولفت قاسم إلى انه “مع الاتفاق، أصبحنا في مرحلة جديدة، التزمنا كحزب الله ومقاومة إسلامية وكل المقاومين معنا التزمنا بالكامل بعدم خرق الاتفاق”، وتابع “لكن إسرائيل خرقت الاتفاق حوالي 1350 مرة جوّاً وبراً وبحراً، سواء بالقصف أو الاعتداء أو تدمير البيوت أو تدمير الحياة”، واضاف “نحن التزمنا كحزب الله وكان هناك تداول بيننا وبين السلطة السياسية بشكل دائم”، واشار إلى انه “في مرحلة من المراحل، فكرنا أن نرد على الخروقات، لكننا اعتبرنا أنه من الأفضل أن نصبر قليلا رغم حالة الشعور بالمهانة لان إسرائيل تصرفت بطريقة فيها إزعاج ومحاولة انتقام، لكننا التزمنا، وإسرائيل لم تلتزم”، وقال “اعتبرنا أن الستين يوماً ستمر وبصبرنا وإن شاء الله سيكون الوضع أفضل. الحمد لله، مشهد العودة الذي كان أثناء الاتفاق يعني في 27 تشرين الثاني الساعة 4:00 صباحا شهدنا سيل السيارات والعائدين إلى الجنوب، إلى الضاحية، إلى البقاع، وإلى كل مكان”، وذكّر “كانت أفراح النصر موجودة بشكل واسع جداً، حتى في ذلك اليوم، قلت لكم إنني تأخرت يومين عن الكلام، وفضلت أن أرى إعلان الناس عن النصر”.
وقال: “نعم انتصرنا لأننا استعدنا هذه الأرض ولأن المحتل توقف عند حد ولأن المحتل سيخرج وسينسحب غصباً عنه بسبب هذا الصمود وبسبب هذه التضحيات من المقاومة ومن الناس”، وتابع “احتفالات النصر عمت كل المناطق وكان واضحاً أن المقاومين في الميدان لم يغادروا الميدان لحظة واحدة ورؤوسهم مرفوعة”، وأكد “المقاومة قوية وثابتة، سجلوا لديكم هذا نصر”.
وعن الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف اطلاق النار، قال إن “مشهد الخروقات الإسرائيلية كان مؤلما، لكننا قررنا أن نصبر وأن تتحمل الدولة مسؤوليتها”، وتابع “للأسف، الراعي الأمريكي للاتفاق هو نفسه الراعي للإجرام الإسرائيلي والموجه للإجرام الإسرائيلي، لم يمارس أي دور تحذيري، بالعكس، كان يسهل لإسرائيل ويبرر لها”، واضاف “طالبنا الدولة أن تضغط، تحركت الدولة على كل مستوياتها، ولكن أميركا تعمل كما يحلو لها ومع ذلك، لم نعط أي ذريعة واعتبرنا أن الدولة هي المعني الوحيد والأساس في مواجهة هذه الفترة في مواجهة إسرائيل”.
وقال: “كثيرون من السياديين لم ينتقدوا، لم نسمع خلال 60 يوماً انتقاداً للخروقات الإسرائيلية، مع العلم أن أصواتهم تعلو فقط عندما يتعلق الأمر بشيء يهم أمريكا أو اتجاههم المعادي للمقاومة”، واضاف “عجيب أمرهم هذا لبنان لنا ولهم وهو وطن الجميع”، وتابع “دائماً نقول إن شركائنا في الوطن هم حتى الذين يختلفون معنا، ما سمعنا منهم شيئاً، مع أن إسرائيل لم تتوقف عن خروقاتها، لم يطالبوا أميركا ولم يرفعوا الصوت ولم يساعدوا الدولة على هذا الأمر” ورأى “أنهم مسؤولون فقط عن وضع العقبات، لكنهم شاطرون حينما يقولون إنه لا يمكننا الانتصار، انتصرنا، ومن يعجبه فليعجبه”.
وأشار إلى أن “الاتفاق على سكة الدولة ونحن كنا على الموجة ذاتها وهنا السؤال الكبير، ماذا فعلتم أنتم؟ ما جرى؟ في خرق الاتفاق ما يؤكد حاجة لبنان للمقاومة”، وتابع “شنت علينا حملة مضادة، حتى أثناء الحرب وكان أغلب هذه الحملة داخلية وقسم منها خارجي، حتى يصوروا أننا مهزومون”، وسأل: “لماذا مصلحتكم أن تصوروا النصر هزيمة؟ إنهم يسعون لإضعاف معنويات جمهورنا”، واضاف “لكنني أقول لكم، هذا الهدف بإحباط المعنويات لن يتحقق، فالمقاومة انتصرت والمقاومة دائماً منصورة بشهدائها، منصورة بتضحياتها، منصورة بنصرها المادي، منصورة باستمراريتها، انتصرت بإيمانها وإرادتها وهي ثابتة في حضورها واستمراريتها”.
وأكد قاسم “انتصرنا بوقف إطلاق النار وبسبب الصمود والثبات والمواجهة من المقاومين، انتصرنا بعدم تحقيق هدف العدو في إنهائنا، انتصرنا بهذا الشعب الأشرف والأعظم الذي زحف إلى القرى الأمامية في اللحظة الأولى لوقف إطلاق النار في الساعة 4:00 صباحاً في 27 تشرين الثاني”، واضاف “المقاومة انتصرت مجدداً بهذا الشعب الذي زحف مجدداً إلى القرى الأمامية، رغم عدم الانسحاب الإسرائيلي، وفي مواجهة مباشرة معه”.
وقال “مشهد الشعب المقاوم، ألا نسجل له الانتصار؟”، وتابع “رأينا أن القرى المختلفة تعج بسكانها وسكان آخرين ذهبوا إلى أرضهم، يقفون بالصدور العارية في مواجهة المحتل”، وذكر “بالآية الكريمة التي تحمل شعارهم: ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، هي تجسيد لصمودهم”، واضاف “شاهدتم المشهد، زحف الناس التحريري وزحف هذا الشعب المقاوم الشريف النبيل ولاحظتم المرأة بعباءتها تقف متحدية الدبابات والرشاشات والجنود، لاحظتم الرجال والنساء والشباب كيف يقبلون مع أطفالهم لا يخشون إطلاق النار ويتصدون متحدين”، وأكد ان “هؤلاء الناس لديهم كرامة والذي لديه كرامة يقف ويزحف لمواجهة إسرائيل”، ورأى ان “هذا الشعب جدير بالحياة واستعادة الأرض ولا يمكن هزيمته ولا يمكن الاستمرار في احتلال أرضه حتى لو تآمرت إسرائيل وأمريكا”، وشدد على انه “يجب أن تخرج إسرائيل من أرضنا المحتلة”.
ولفت إلى ان “المقاومة ليست فقط من تقاتل بسلاحها، بل هي الحضور المواجه للعدو الإسرائيلي في المواقع المختلفة”، وأكد ان “ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وضعت حدًا لإسرائيل من أن تصل إلى بيروت أو جنوب نهر الليطاني”، واضاف “الجميع مسؤول في مواجهة هذا الاحتلال، الحكومة، الشعب، المقاومة، جميع الأطياف السياسية والطوائف”، وتابع “نحن أمام احتلال يعتدي ويرفض الانسحاب وللمقاومة الحق في أن تتصرف بما تراه مناسباً حول شكل وطبيعة المواجهة وتوقيتها”.
وفي الشأن الداخلي اللبناني، قال قاسم “أثناء الحرب أنا صرّحت بشكل مباشر مرتين، قلت أنّنا تحت سقف الطائف والدستور وأنّنا متمسكون بأن يتم انتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني”، واوضح “هذا كان رد مباشر على كل الذين ينعون وجود الحزب، وأيضًا على أنّنا في الوقت الذي نُقاتل فيه إسرائيل عندنا اهتمامات داخلية، لكن هذا سقفنا”، ولفت إلى ان “الثنائي أنجز الخيار الرئاسي التوافقي من خلال انتخاب فخامة الرئيس جوزيف عون، وطبعًا لولا مشاركة الثنائي لما كُنّا في حالة توافقية ولا ما تم انتخاب الرئيس في هذا الموعد بهذه الصورة النبيلة الممتازة التي تُعبّر عن وحدة وطنية”، وتابع “نحن هذه مساهمتنا، نحن نساهم عندما يكون هناك وحدة، نساهم عندما يكون هناك توافق ونُنجز وهذه قوة، قوة للثنائي الشيعي الوطني، نعم قوة، لكن هذه قوة مشكورة، قوة مأجورة”.
وأشار إلى أن “البعض حاول في خلوة معينة محاولة تعسير وضع العهد ومحاولة الإتيان برئيس للحكومة تحت عنوان أنهم سيضعوه في وجهنا أو سيفتعلوا مشكلة معنا”، واضاف “طبعًا مرّ يومين ثلاثة كانوا صعبين قليلا، مُزعجين على المستوى النفسي، لكن نحن تصرّفنا بحكمة لأنّه نريد توافق ونريد بلد ونريد حكومة ودولة تقف على قدميها ونريد وفاق وطني والتعاون مع الرئيس المُكلّف والحمد لله الأمور بيننا وبينه سالكة”، ولفت إلى ان “تعقيدات التأليف ليست عندنا بل عند الآخرين الذين خرجوا أول ما سمّوا وقالوا لا نريد وزراء ولا نري أن نتدخل وسنترك يده مفتوحة”، واوضح “كل شخص منكم أصبح يريد حصة وأصبحتم تقيسون الحصص مع الآخرين وتريدون أن تأخذوا مكتسبات ولا أحد يرضى، المشكلة عند الآخرين”، وتابع “أنا أقول لكم بيننا وبين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية الأمور سالكة بحمد الله تعالى وليس عندنا مشكلة ولا توجد عقبات”.
ورأى أن “أول مهمة لهذه الحكومة، الوحدة الوطنية على مستوى الوطن وليس على مستوى التشكيل، فالرئيس هو يختار طريقة التشكيل – حتى تُواجه التحديات الداخلية والخارجية”، واضاف “ثاني مهمة إخراج إسرائيل بكل الوسائل من لبنان، ثالث مهمة إعادة الإعمار”، واوضح “أنتم تعرفون أنه لحد الآن الحزب استطاع أن يُجري مسحًا لـ 270 ألف وحدة سكنية واستطاع أن يُقدّم مساعدة ترميم وما شابه وإيواء لحوالي 200,000، هذا إنجاز كبير جدًا، طبعًا نحتاج بعد لقليل من الوقت، أنا أطلب من الناس ألا يضوجوا، الرقم كبير والذي قمنا به الآن أحسن بمرات من الذي عُمل به في عام 2006″، وشكر “لجنة الإعمار وجهاد البناء ولجنة وعد والتزام، مع التنفيذ، مع المناطق، مع كل الذين عملوا في هذا الإطار، لأنّه في الحقيقة أنجزوا إنجازًا عظيمًا”، واشار إلى ان “الموضوع الرابع يجب أن نستكمل بناء المؤسسات من أجل مشروع النهوض والإنقاذ، والخامس يجب أن نعيد الحقوق إلى أصحابها والسادس يجب أن نواجه الفساد والمفسدين”.
من جهة ثانية، بارك قاسم “للشعب الفلسطيني المجاهد ومقاومته في غزة والضفة الغربية، وأراضي 48، على إنجاز وقف إطلاق النار”، واضاف “لا بد من التبريك لشركاء النصر للجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخامنئي دام ظله على كل الدعم الذي قدم لهذا الشعب وهذه المقاومة”، وتابع “الشكر لليمن العزيز الذي قدم وضحى ولا يزال حتى الآن وللعراق العزيز بشعبه ومرجعيته وحشده وللبنان الذي قدم عطاءات باسلة ومهمة، ودماءً وتضحيات، قدم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه في مشروع مساندة غزة”، وأكد ان “هذا النصر هو نصر للشعب الفلسطيني ولكل شعوب المنطقة التي واجهت وجاهدت، ولكل أحرار العالم الذين أيدوا ودعموا”، وأشار إلى ان “هدف طوفان الأقصى تحقق بعودة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد على المستوى العام في العالم، حتى في الغرب وثبتت مشروعيتها واستمراريتها، وها هي تحرر أسراها، وهذا انتصار حقيقي للشعب الفلسطيني”.
وشدد على أن “إسرائيل سقطت في امتحان الشرف والإنسانية وانهزم مشروعها في محاولة تدمير حماس والمقاومة”، وتابع: “برزت إسرائيل كمجموعة مجرمة، محاربة تعمل على إبادة الجنس البشري. ولم تستعد محتجزيها إلا باتفاق، وتبين أنها ضعيفة جداً، لأنها لم تكن لتستمر أسبوعاً واحداً لولا الدعم الأمريكي المفتوح جواً وبحراً وبراً بكل الإمكانات”، وأكد ان “هذا الشعب الفلسطيني جدير بالحياة وجدير بالتحرير، وسيصل إن شاء الله إلى تحرير أرضه من البحر إلى النهر”، وسأل “ما هذا الزحف الهادر الذي انطلق من جنوب غزة إلى شمال غزة؟”، واضاف “هذا تعبير عن التحرير الشعبي وعن هذا الشعب العظيم الذي قدم التضحيات”، وتابع “مبارك الإفراج عن الأسرى بأعداد كبيرة وبرؤوس مرفوعة والتحية للشهداء والجرحى والصامدين من الرجال والنساء والأطفال”.
في سياق آخر، قال قاسم “استشهد لنا أخ عزيز وهو الشهيد القائد الشيخ محمد حمادي، مسؤول قطاع البقاع الغربي في حزب الله”، واضاف “الشهيد هو من مواليد سنة 1963، ولد في بيت متدين. وكان لصيقاً بالشهيد محمد بجيجي، القائد المهم في تلك المنطقة وقد حمله المسؤولية الإعلامية في سنة 1991، ثم بعد ذلك المسؤولية الثقافية، وهو منذ سنة 1992 مسؤول لقطاع البقاع الغربي”، وتابع “الشهيد محمد حميدي هو قائد بكل ما للكلمة من معنى، وهو رفيق الشهداء، مع الشهيد محمد بجيجي ومع الشهداء الآخرين، هو دائماً يرعى المقاومين في تلك المنطقة ويقدم لهم العون والمساندة”، واشار إلى أن “الشيخ حمادي كان صاحب خلق رفيع، لا يرد سائلاً ولا محتاجاً، محباً للناس، وله شبكة علاقات واسعة جداً مع الطوائف في المنطقة”، وأكد “اغتالته الأيدي الغادرة في تلك المنطقة، تتوجه الأنظار إلى الصهاينة، ولكن لم يكتمل التحقيق بعد، لكن هذا هو المرجح، على كل حال، هذا الشهيد القائد هو واحد من هذه القافلة العظيمة التي قدمت لمصلحة الإسلام”.