«مقبرة السفن».. الطريق البديل لاسرائيل.. لماذا يعرف طريق رأس الرجاء الصالح بهذا الاسم؟
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
أعلنت بعض السفن التجارية تحويل مسارها لتسلك مسار طريق رأس الرجاء الصالح، وهو الأمر الذي يتسبب في زيادة فترة الرحلة وتكبد تكاليف إضافية، وجاء ذلك عقب اعلان قوات صنعاء قرارا بحظر أية سفن اسرائيلية او سفن متجهة إلى الموانئ إسرائيلية، بدوافع انسانية مشروطة بايقاف العدوان الاسرائيلي على غزة وادخال ما تحتاجه من الغذاء والدواء، نظرا لما تتعرض من القصف والعدوان الاسرائيلي والحصار والتجويع الذي لا مثيل له في التاريخ الحديث، بحسب اعلان قوات صنعاء.
ويعتبر «رأس الرجاء الصالح» طريقًا تجاريًا بحريًا بين أوروبا وآسيا عبر المحيطين الأطلسي والهندي، والذي مر على اكتشافه 525 عامًا حتى العام الجاري، عُرف باسم «مقبرة السفن».. فلماذا سمى بهذا الاسم؟
اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح
رأس الرجاء الصالح هو نتوء صخري في الطرف الجنوبي من شبه جزيرة كيب، مقاطعة كيب الغربية، جنوب إفريقي، كان أول أوروبي يكتشف «طريق رأس الرجاء الصالح» هو الملاح البرتغالي بارتولوميو دياس، عام 1488، خلال عودته إلى البرتغال بعد انتهاء رحلته في الحدود الجنوبية للقارة الأفريقية، ويُعتبر الطريق جزءا من محمية رأس الرجاء الصالح الطبيعية، التي أنشئت عام 1939، والتي تشمل الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة، إذ يشتهر الرأس بالطقس العاصف والبحار الهائجة التي تصادفها هناك، ويقع عند التقاء تيار موزمبيق-أجولهاس الدافئ من المحيط الهندي، وتيار بنغويلا البارد من مياه القطب الجنوبي.
كم التي تستغرقها رحلة السفن عبر طريق رأس الرجاء الصالح؟
تستغرق رحلات السفن التجارية عبر طريق رأس الرجاء الصالح وقتًا أطول من عبورها من خلال باب المندب ثم قناة السويس، فعلى سبيل المثال في حال انطلاق سفينة من الخليج العربي إلى ميناء روتردام ستستغرق ما يقرب من 18 يومًا عبر قناة السويس، وبالمقارنة ستستغرق أكثر من 31 يومًا عبر رأس الرجاء الصالح لسفينة تسافر بسرعة 15 عقدة، وفقا لورقة نُشرت عام 2019 في مجلة الهندسة البحرية والتكنولوجيا، لكن سفن الحاويات الحديثة تسافر عادة بسرعات أعلى تصل إلى 22.5 عقدة، وفقًا لورقة أخرى نشرت عام 2020.
تكلفة عبور السفن عبر طريق رأس الرجاء الصالح:
وفقًا لخبراء قطاع النقل والخدمات اللوجستية، تجنب البحر الأحمر سيؤدي إلى ارتفاع التكاليف بسبب وقت السفر الأطول، إذ تضيف عمليات العبور عبر رأس الرجاء الصالح ما لا يقل عن 10 أيام وأكثر من 15% إلى تكاليف الشحن.
بضائع لا تحتمل رأس الرجاء الصالح
سيكون نقل البضائع ذات العمر الافتراضي القصير صعبًا على الطرق البديلة الأطول -ومنها رأس الرجاء الصالح- التي يجب أن تسلكها السفن في الوقت الحالي بدلًا من البحر الأحمر، فالسلع القابلة للتلف بما في ذلك منتجات الألبان قد لا تكون قادرة على تحمل الطرق الأطول، كما ستواجه السلع الاستهلاكية تضررا كبيرًا حال سلوك سفن الشحن مسارات أطول.
مقبرة السفن:
يرجع سبب تسمية طريق رأس الرجاء الصالح بـ«مقبرة السفن»، إلى غرق الكثير من السفن على مدار تاريخه، إذ أنه في الفترة بين العام 1682 إلى عام 1992 واجهت 120 سفينة على الأقل «الهلاك» أثناء عبورها خلاله، ومن أشهر السفن التي غرقت بـ مقبرة السفن، هي «لوسيتانا» التي كانت تُلقب بـ«فخر البرتغال»، والتي انقلبت عند عودتها إلى لشبونة، بعد أن استخدم قبطان السفينة المنارة كدليل للعودة إلى الوطن ومع ذلك، تسببت الظروف الجوية السيئة والسحب المنخفضة المعلقة في مشاكل في الرؤية، وانزلقت «لوسيتانا» بعد يومين من محاولات النجاة، وتقع الآن على عمق 37 مترًا تحت مستوى سطح البحر.
ومع ان صنعاء أكدت مرارا وتكرارا ان منع الابحار في البحر الاحمر والعربي لا يستهدف سوى السفن الاسرائيلية او المتجهة الى اسرائيل، فإن عدد من شركات الشحن البحري اعلنت تعليق رحلاتها التجارية عبر البحر الاحمر، رغم ان قوات صنعاء لم تخطئ مطلقا في استهداف اي سفينة اخرى غير تلك المتجهة الى إسرائيل، ولم تتعرض ما سواها للخطر وهو ما يثير علامة الاستفهام حول قرار تلك الشركات ووقوف دوافع سياسية وليست أمنية وراء قرارها.
مرتبطالمصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: اسرائيل البحر الاحمر باب المندب طريق راس الرجاء الصالح قناة السويس طریق رأس الرجاء الصالح
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: الإيمان باسم الرقيب يدفع المسلم إلى التزام التقوى واجتناب الفواحش
أكَّد فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال حديثه اليوم بالحلقة السابعة عشر من برنامج «الإمام الطيب»، أن اسم الله تعالى "الرقيب" من الأسماء الحسنى الثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية.
واستشهد شيخ الأزهر، بقوله تعالى: (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا) في سورة الأحزاب، وقوله سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) في سورة النساء، بالإضافة إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي ضمّن الأسماء التسعة والتسعين المُجمع عليها بين المسلمين، موضحا أن هذا الاسم يُعدُّ دليلاً على سعة علم الله تعالى المُحيط بكل شيء، ورقابته الدائمة على خلقه.
وفي إجابة عن سؤال حول الميزان الصرفي لاسم "الرقيب"، أوضح شيخ الأزهر أن صيغة "فعيل" في اللغة العربية قد تأتي بمعنى "فاعل"، مثل "عليم" (عالم) و"سميع" (سامع)، لكنَّ اسم "الرقيب" خرج عن هذا السياق اللغوي لثبوته شرعاً، قائلا: "لو قِسنا على القاعدة اللغوية لكانت الصيغة «راقب»، لكن النصوص الشرعية جاءت بـ«رقيب»، فتمسكنا بها وغضينا الطرف عن القياس"، مبيناً أن الاسم تفرَّد بمعنى المراقبة الإلهية الشاملة التي لا تشبه رقابة البشر.
وأشار الإمام الطيب، إلى أن اسم "الرقيب" يجمع بين صفتي العلم المطلق والحفظ الرباني، موضحاً أن الله تعالى يعلم الأشياء في حال وجودها وعدمها، ولا يشغله شأن عن شأن، مستشهداً بقوله تعالى: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ) وقوله: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، مؤكداً أن العلم الإلهي لا حدود له، وأنه يُمثِّل ركيزةً لإيمان المسلم بأن الله مُطَّلع على كل صغيرة وكبيرة.
واختتم شيخ الأزهر حديثه بتوصية للمسلمين بالاستفادة من هذا الاسم الكريم في حياتهم العملية، داعياً إلى مراقبة الله في السر والعلن، ومحاسبة النفس التي تُعدُّ "أعدى الأعداء".
وقال: "الإنسان الذي يستشعر معنى الرقيب الإلهي لا يُقدم على ما يُغضب الله"، مُحذراً من وساوس الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، مؤكداً أن الإيمان باسم "الرقيب" يدفع المسلم إلى التزام التقوى واجتناب الفواحش، تحقيقاً لقوله تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ).