أعلنت بعض السفن التجارية تحويل مسارها لتسلك مسار طريق رأس الرجاء الصالح، وهو الأمر الذي يتسبب في زيادة فترة الرحلة وتكبد تكاليف إضافية، وجاء ذلك عقب اعلان قوات صنعاء قرارا بحظر أية سفن اسرائيلية او سفن متجهة إلى الموانئ إسرائيلية، بدوافع انسانية مشروطة بايقاف العدوان الاسرائيلي على غزة وادخال ما تحتاجه من الغذاء والدواء، نظرا لما تتعرض من القصف والعدوان الاسرائيلي والحصار والتجويع الذي لا مثيل له في التاريخ الحديث، بحسب اعلان قوات صنعاء.

ويعتبر «رأس الرجاء الصالح» طريقًا تجاريًا بحريًا بين أوروبا وآسيا عبر المحيطين الأطلسي والهندي، والذي مر على اكتشافه 525 عامًا حتى العام الجاري، عُرف باسم «مقبرة السفن».. فلماذا سمى بهذا الاسم؟

اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح

رأس الرجاء الصالح هو نتوء صخري في الطرف الجنوبي من شبه جزيرة كيب، مقاطعة كيب الغربية، جنوب إفريقي، كان أول أوروبي يكتشف «طريق رأس الرجاء الصالح» هو الملاح البرتغالي بارتولوميو دياس، عام 1488، خلال عودته إلى البرتغال بعد انتهاء رحلته في الحدود الجنوبية للقارة الأفريقية، ويُعتبر الطريق جزءا من محمية رأس الرجاء الصالح الطبيعية، التي أنشئت عام 1939، والتي تشمل الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة، إذ يشتهر الرأس بالطقس العاصف والبحار الهائجة التي تصادفها هناك، ويقع عند التقاء تيار موزمبيق-أجولهاس الدافئ من المحيط الهندي، وتيار بنغويلا البارد من مياه القطب الجنوبي.

كم التي تستغرقها رحلة السفن عبر طريق رأس الرجاء الصالح؟

تستغرق رحلات السفن التجارية عبر طريق رأس الرجاء الصالح وقتًا أطول من عبورها من خلال باب المندب ثم قناة السويس، فعلى سبيل المثال في حال انطلاق سفينة من الخليج العربي إلى ميناء روتردام ستستغرق ما يقرب من 18 يومًا عبر قناة السويس، وبالمقارنة ستستغرق أكثر من 31 يومًا عبر رأس الرجاء الصالح لسفينة تسافر بسرعة 15 عقدة، وفقا لورقة نُشرت عام 2019 في مجلة الهندسة البحرية والتكنولوجيا، لكن سفن الحاويات الحديثة تسافر عادة بسرعات أعلى تصل إلى 22.5 عقدة، وفقًا لورقة أخرى نشرت عام 2020.

تكلفة عبور السفن عبر طريق رأس الرجاء الصالح:

وفقًا لخبراء قطاع النقل والخدمات اللوجستية، تجنب البحر الأحمر سيؤدي إلى ارتفاع التكاليف بسبب وقت السفر الأطول، إذ تضيف عمليات العبور عبر رأس الرجاء الصالح ما لا يقل عن 10 أيام وأكثر من 15% إلى تكاليف الشحن.

بضائع لا تحتمل رأس الرجاء الصالح

سيكون نقل البضائع ذات العمر الافتراضي القصير صعبًا على الطرق البديلة الأطول -ومنها رأس الرجاء الصالح- التي يجب أن تسلكها السفن في الوقت الحالي بدلًا من البحر الأحمر، فالسلع القابلة للتلف بما في ذلك منتجات الألبان قد لا تكون قادرة على تحمل الطرق الأطول، كما ستواجه السلع الاستهلاكية تضررا كبيرًا حال سلوك سفن الشحن مسارات أطول.

مقبرة السفن:

يرجع سبب تسمية طريق رأس الرجاء الصالح بـ«مقبرة السفن»، إلى غرق الكثير من السفن على مدار تاريخه، إذ أنه في الفترة بين العام 1682 إلى عام 1992 واجهت 120 سفينة على الأقل «الهلاك» أثناء عبورها خلاله، ومن أشهر السفن التي غرقت بـ مقبرة السفن، هي «لوسيتانا» التي كانت تُلقب بـ«فخر البرتغال»، والتي انقلبت عند عودتها إلى لشبونة، بعد أن استخدم قبطان السفينة المنارة كدليل للعودة إلى الوطن ومع ذلك، تسببت الظروف الجوية السيئة والسحب المنخفضة المعلقة في مشاكل في الرؤية، وانزلقت «لوسيتانا» بعد يومين من محاولات النجاة، وتقع الآن على عمق 37 مترًا تحت مستوى سطح البحر.

ومع ان صنعاء أكدت مرارا وتكرارا ان منع الابحار في البحر الاحمر والعربي لا يستهدف سوى السفن الاسرائيلية او المتجهة الى اسرائيل، فإن عدد من شركات الشحن البحري اعلنت تعليق رحلاتها التجارية عبر البحر الاحمر، رغم ان قوات صنعاء لم تخطئ مطلقا في استهداف اي سفينة اخرى غير تلك المتجهة الى إسرائيل، ولم تتعرض ما سواها للخطر وهو ما يثير علامة الاستفهام حول قرار تلك الشركات ووقوف دوافع سياسية وليست أمنية وراء قرارها.

مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: اسرائيل البحر الاحمر باب المندب طريق راس الرجاء الصالح قناة السويس طریق رأس الرجاء الصالح

إقرأ أيضاً:

زوكربيرج يتنبأ بنهاية الموبايلات.. وهذه التكنولوجيا ستكون البديل

لأكثر من ثلاثة عقود، كانت الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، لكن إذا كان مارك زوكربيرج مُحقًا، فإن هذا العصر يوشك على الانتهاء. 

يتوقع زوكربيرج أنه في غضون أقل من عشر سنوات، ستصبح النظارات الذكية وسيلتنا الأساسية للتواصل مع العالم الرقمي، لتُصبح الهواتف الذكية شيئًا من الماضي.

قد يبدو الأمر خياليًا، لكن السباق نحو هذا المستقبل بدأ بالفعل، حيث  تضخ شركات التكنولوجيا العملاقة مثل "ميتا" و"آبل" مليارات الدولارات في تطوير تكنولوجيا الواقع المعزز (AR) و الذكاء الاصطناعي (AI) لتحقيق هذه الرؤية.

لماذا الهواتف الذكية لم تعد جذابة؟

يتخيل زوكربيرج عالمًا لن تحتاج فيه إلى إخراج جهاز من جيبك مرة أخرى. بدلًا من ذلك، ستُعرض جميع تفاعلاتك الرقمية الرسائل والمكالمات والملاحة وحتى الترفيه ستكون مباشرةً أمام عينيك عبر نظارات ذكية.

رؤية زوكربيرج ليست مجرد تكهنات، بل بدأت تأخذ شكلًا واقعيًا. خلال حدث "Meta Connect 2024"، كشفت الشركة عن مشروع Orion، الذي وُصف بأنه الأكثر تقدمًا في عالم النظارات الذكية.

تتميز نظارات Orion بشاشات هولوجرافية تعرض صورًا افتراضية فوق العالم الحقيقي، ما يسمح لك بإرسال الرسائل وإجراء المكالمات والتنقل في الخرائط دون الحاجة إلى لمس الهاتف،  بخلاف المحاولات السابقة لتطوير نظارات الواقع المعزز، فإن Orion ليست مجرد أداة مساعدة بل مصممة لتكون بديلًا حقيقيًا للهاتف الذكي.

موقف محرج .. مساعد برمجة بالذكاء الاصطناعي يرفض مساعدة مبرمجالذكاء الاصطناعي في يد الهاكرز.. ديب سيك R1 يمكنه تطوير برامج الفدية الخبيثةعصر جديد لهذا النوع من الكمبيوتر .. الذكاء الاصطناعي هيخلي اللابتوب أقوى بكتيرالجديد وصل .. جوجل تتحدى آبل في مجال الذكاء الاصطناعي الشخصيالكشف عن مولد الفيديو الجديد بالذكاء الاصطناعي في Gemini من جوجل خطوة نحو الانتشار

لم تكتفِ "ميتا" بـ Orion فقط، بل عقدت شراكة مع علامة Ray-Ban الشهيرة لتقديم نظارات ذكية أكثر انتشارًا في الأسواق. تجمع نظارات Ray-Ban Meta بين تصميم Ray-Ban الكلاسيكي وتقنيات الذكاء الاصطناعي من "ميتا"، حيث تحتوي على كاميرات ومكبرات صوت وتحكم صوتي، ما يجعلها أنيقة وعملية في نفس الوقت.

رغم أنها ليست متطورة مثل Orion، فإنها تمثل خطوة مهمة في جعل هذه التقنية مألوفة لدى المستخدمين، بحيث يصبح الانتقال من الهاتف إلى النظارات الذكية أكثر سلاسة.

المنافسة تشتعل آبل تدخل السباق

ليست "ميتا" الوحيدة في هذا السباق؛ فقد كشفت "آبل" مؤخرًا عن نظارات Vision Pro، التي تعد مؤشرًا واضحًا على أن عصر الهواتف الذكية يقترب من نقطة تحول. ورغم أن جهاز آبل الحالي أكبر حجمًا ويركز على تجارب الواقع المختلط، إلا أنه يؤكد أن الشركة تستثمر بقوة في مستقبل ما بعد الهواتف.

فيما تعمل شركات أخرى مثل جوجل وسامسونج بدورها على تطوير نظارات ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وكلها تسعى لتحقيق نفس الهدف: تحرير المستخدمين من عبء الهواتف الذكية.

هل يمكن للذكاء الاصطناعي والواقع المعزز أن يجعلا ذلك ممكنًا؟

النظارات الذكية لن تكون مجرد شاشات معلقة أمام عينيك، بل ستصبح مساعدك الشخصي المدعوم بالذكاء الاصطناعي ، يحسي ستسبتدل الأوامر الصوتية باللمس، و الترجمة الفورية ستزيل حواجز اللغة في الوقت الحقيقي، فيما ستُظهر لك طبقات من المعلومات أمامك مباشرةً دون الحاجة للسؤال.

تخيل أنك تمشي في الشارع، فتظهر الاتجاهات في مجال رؤيتك دون الحاجة للنظر إلى خرائط Google، أو عند مرورك بجانب مطعم، تظهر لك قائمته وآراء الزبائن على الفور. وحتى الرسائل من الأصدقاء ستظهر في طرف مجال رؤيتك دون الحاجة لإخراج الهاتف.

هل سنودع الهواتف الذكية قريبًا؟

 رغم الحماس، تواجه النظارات الذكية تحديات ضخمة، مثل  عمر البطارية، قوة المعالجة، والقلق الكبير حول الخصوصية

علاوة على ذلك، التاريخ يقول إن التقنيات القديمة لا تختفي بين ليلة وضحاها، حيث استمرت الهواتف الأرضية لعقود بعد انتشار الهواتف المحمولة، ولا يزال البعض يفضل الحواسيب المكتبية على المحمولة، قد لا تختفي الهواتف الذكية تمامًا، لكنها قد تصبح أقل حضورًا في حياتنا مع صعود النظارات الذكية.

مقالات مشابهة

  • فيديو.. وصول "الطاقم البديل" لحل أزمة رائدي الفضاء العالقين
  • عودة الحرب "على مراحل".. خيار إسرائيل البديل إن فشلت المفاوضات
  • السؤال الذي يعرف الغرب الإجابة عنه مسبقا
  • الحلقة 15 من مسلسل “إش إش”..ماجد المصري يعرف بسر زواجه من مي عمر
  • لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟
  • زوكربيرج يتنبأ بنهاية الموبايلات.. وهذه التكنولوجيا ستكون البديل
  • الاتحاد الآسيوي يضع خارطة طريق توضح المعايير التي ينبغي الالتزام بها
  • قاصر غادرت منزل والديها ولم تعد... هل من يعرف عنها شيئاً؟
  • أسماء مواليد مستوحاة من فصل الربيع
  • أسماء بنات مستوحاة من ليلة القدر