يبدو أن أزمة الجفاف ليست وحدها تزيد من متاعب الحكومة، فقد كشفت المعطيات التي أفرج عنها المجلس الأعلى للحسابات في تقريره السنوي برسم 2022-2023، قصورا لافتا بصيانة السدود التي بدأت تنضب أصلا وتتراجع حقينتها، تتحمل مسؤوليته الوزارة الوصية وفقا للمجلس، وفي مقدمة هذه الإشكاليات التي يواجهها المغرب، أن أكثر من نصف السدود الكبيرة، حوالي 81 سدا يفوق عمرها 30 سنة بات يستلزم جهودا كبيرة للصيانة الاعتيادية، وأحيانا إنجاز إصلاحات كبرى لهذه المنشآت المائية”.

وأظهرت المعطيات التي كشفها مجلس العدوي، أن عدم صيانة السدود من الأوحال بالشكل المطلوب بات يشكل عاملا رئيسيا لاستنزاف السدود الوطنية، حيث يقدر الحجم الإجمالي للتوحل بـ2.24 مليار متر مكعب، وهو ما يمثل نحو 12.72 في المائة من إجمالي سعة السدود المقدرة بنحو 17.6 مليار متر مكعب.
وقال المجلس في تقرير إن “صيانة السدود من طرف الوزارة المكلفة تبقى دون مستوى المعايير الموصى بها في هذا المجال، حيث أشار المخطط الوطني للماء -2010 2030 إلى ضرورة الرفع من حجم الإنفاق المخصص لصيانة السدود قصد الاستجابة للمعايير المعتمدة في هذا المجال، وذلك برفعه إلى نسبة 0,5 من حجم الاستثمار بدلا من نسبة %0,3 التي كان معمولا بها”.

وشدد تقرير المجلس الأعلى للحسابات، على أنه على “الرغم من الجهود المبذولة لمكافحة التعرية وأثرها، لا يزال المعدل السنوي لتوحل السدود مرتفعاً، حيث يتسبب سنويا في خسارة سعة تخزينية تقارب 75 مليون متر مكعب، حسب مشروع المخطط الوطني للماء الذي أنجز سنة 2015، وهي نفس الوتيرة التي سبق أن أشارت إليها الاستراتيجية الوطنية للماء سنة 200.
وعلى مستوى مشروع النظام المعلوماتي المتعلق بالماء سجل المجلس الأعلى عدم توفر الوزارة المكلفة بالماء على معطيات بشأن الوضع المائي لما مجموعه 87 سدا من السدود الكبيرة والمتوسطة.

وأكد التقرير أن “هذا الأمر يجعل من الصعب على الأطراف المعنية اتخاذ قرار بشأن إمكانية تثمين هذه المنشآت”.
كما أظهر المجلس في تقريره، تأخرا على مستوى مشروع النظام المعلوماتي المتعلق بالماء، المنصوص عليه في القانون رقم 36.15 المتعلق بالماء.

وهو المشروع الذي تم إطلاقه يضيف المجلس سنة 2016 من قبل الوزارة المكلفة بالماء، دون أن يكون، وإلى غاية متم سنة 2022، قد تم الانتهاء منه، علما أن الأجل الذي كان محددا لإتمام إنجازه هو نونبر 2019 “.
وأرجع المجلس الأعلى للحسابات هذا التأخير إلى “عدم اتخاذ الإجراءات الضرورية للدفع بالأطراف المعنية (قطاعات وزارية ومؤسسات عمومية) للإدلاء بالبيانات اللازمة التي ستمكن المديرية العامة للمياه من إتمام إنجاز هذا المشروع الهام”.

 

 

 

 

كلمات دلالية المغرب جفاف حكومة سدود صيانة مناخ

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: المغرب جفاف حكومة سدود صيانة مناخ المجلس الأعلى صیانة السدود

إقرأ أيضاً:

بعد تقرير ملجس الحسابات.. وزير التعليم العالي يعد بتشديد المراقبة على التعليم الخاص ومراجعة التراخيص

زنقة 20 ا الرباط

في رد على تقرير المجلس الأعلى للحسابات بخصوص ملاحظاته حول المهمة الرقابية التي خصت “نظام مراقبة وتقنين التعليم العالي الخاص”، أكد عز الدين ميداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، اليوم الإثنين، أن “الوزارة تفاعلت بإيجاب واتخذت كافة التدابير والإجراءات المتعلقة بملاحظات المجلس”.

وأوضح ميداوي في الجلسة العامة لمناقشة العرض الذي تقدمت به زينب العدوي الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات أمام مجلس المستشارين مؤخرا، أنه “بخصوص مراجعة الإطار القانوني والمؤسساتي تعمل الوزارة حاليا على مراجعة القانون 01.00 المنظم للتعليم العالي والتي ستاخذ بعين الإعتبار التطورات التي عرفها قطاع التعليم العالي الخاص خلال السنوات الأخيرة والهيكلة الجديدة لهذا القطاع، وكذا متطلباته لتحقيق عناصر الجودة من خلال مراجعة المراسيم والقرارات الخاصة بالترخيص والاعتراف بجامعة أو مؤسسة خاصة وباعتماد مسالك التكوين”.

ومضى قائلا أنه “سيتم مراجعة نظام الترخصي والاعتراف عبر وضع معايير جديدة وأكثر دقة تخص مقرات المؤسسات وجودة التكوين وكفاءة الأطر البيداغوجية وتحسين نسبة التأطير البيداغوجي الخاصة بالأساتذة القارين وكذا وضع معايير تخص البحث العلمي وحكماة المؤسسات إلى جانب تحديد معايير خاصة تتعلق بالمؤسسات التي تنظم تكوينات مرتبطة بمهن الطب وطب الأسنان والصيدلة وما إلى ذلك”.

وبالنسبة للنصوص القانونية الخاصة، يضيف الوزير ميدالوي، المتعلقة باعتماد مسالك التكوين بالجامعات والمؤسسات الخاصة فـ”سيتم التركيز على تحقيق الإنسجام مع المؤسسات العمومية فيما يخص الضوابط البيداغوجية الوطنية ومدة اعتماد المسالك مع الحفاظ على خصوصيات مؤسسات التعليم العالي الخاص”.

أما فيما يخص صياغة وبلورة رؤية واضحة واستراتيجية تخص تطوير قطاع التعليم العالي وتنفيذا لتوصيات المجلس الأعلى للحسابات، شدد ميدواي على أن “الوزارة تعمل حاليا بالتشاور مع ممثلي القطاع على بلورة استراتيجية تكميلية خاصة بقطاع التعليم الخاص تأخذ بعين الاعتبار مقتضيات القانون الإطار رقم71/17”.

وفيما يتعلق بتقييم ومراقبة مؤسسات التعليم العالي الخاص، أكد المسؤول الحكومي أن “الوزارة منكبة حاليا على تعزيز المراقبة الإدراية والبيداغوجية لمؤسسات التعليم العالي من خلال التركيز أكثر على الجوانب الخاصة بجودة المقرات والتكطوينات والتأطير البيداغوجية، بالإضافة إلى المراقبة الإدراية البيداغوجية”.

مقالات مشابهة

  • القضاء العراقي يعيد التوازن بين السلطات وينهي أزمة القوانين الثلاثة
  • المجلس الأعلى للحسابات يطلق عملية تجديد التصريح الإجباري بالممتلكات
  • رداً على تقرير الحسابات.. الوزير برادة يحمل الحكومات السابقة فشل برامج التعليم الأولي
  • بعد تقرير ملجس الحسابات.. وزير التعليم العالي يعد بتشديد المراقبة على التعليم الخاص ومراجعة التراخيص
  • لقجع: وزارة الميزانية تفاعلت في الحين مع تقرير المجلس الأعلى للحسابات
  • فريق "الأحرار" بالغرفة الثانية يشدد على "تخليق الحياة البرلمانية العامة" خلال مناقشة تقرير المجلس الأعلى للحسابات
  • غياب جماعي للمستشارين مقابل حضور الوزراء في جلسة مناقشة تقرير مجلس الحسابات بالغرفة الثانية
  • مناقشة رواية من سلسلة إبداعات التفرغ بالمجلس الأعلى للثقافة
  • بعد الاعتماد السامي.. "الأعلى للقضاء" يستعرض الهيكل التنظيمي للمجلس
  • الأعلى للقضاء يستعرض تطوير البنية الرقمية للقطاع