تغير المناخ يلقي بظلاله على مستقبل قناة بنما والتجارة العالمية
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
حذر خبراء اقتصاديون من أن تغيرات المناخ ستؤثر سلبا، من خلال الجفاف الذي تسببه، على حركة النقل البحري في قناة بنما، وهو ممرّ إلزامي لنحو 6 بالمئة من حركة الملاحة التجارية العالمية بين المحيطين الأطلسي والهندي، وفقا لما ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية.
وبحسب الصحيفة، فقد أحدثت القناة، التي تربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ، ثورة في الشحن العالمي عندما افتتحت عام 1914، مما أدى إلى إلغاء الحاجة إلى السفر حول الطرف الجنوبي الخطير لأميركا الجنوبية، وتقصير الرحلة بأكثر من 13 ألف كيلومتر.
وعام 2022، عبرت القناة أكثر من 14 ألف سفينة، لنقل الوقود والحبوب والمعادن والسلع من مصانع شرق آسيا إلى المستهلكين في نيويورك وخارجها، علما أنه يجري نقل أكثر من 40% من السلع الاستهلاكية المتداولة بين شمال شرقي آسيا والساحل الشرقي للولايات المتحدة عبر القناة.
وأوضح الباحث في معهد سميثسونيان للأبحاث الاستوائية، ستيف باتون، للصحيفة البريطانية، أن نقص هطول الأمطار أدى إلى تباطأ المرور عبر قناة بنما، وبالتالي ازداد طابور الناقلات المنتظرة في الخليج للمرور عبر القناة.
ومع التحذيرات من أن الوضع من المتوقع أن يصبح "أسوأ بكثير"، يقول خبراء إن الآثار السلبية للقيود على مرور سفن الشحن عبر قناة بنما، يمكن الشعور بها في جميع أنحاء العالم.
وتزود بحيرتان اصطناعيتان، هما بحيرة ألاخويلا وغاتون، القناة بالمياه اللازمة لتشغيل بوابات التحكّم بمرور المياه والسفن، لكن مستوى المياه انخفض بشكل كبير بسبب الجفاف.
وأمام هذا الوضع، اضطرت هيئة قناة بنما، للمرة الخامسة خلال هذا الموسم الجاف، إلى تقييد الوصول إلى القناة التي تمر عبرها بشكل أساسي سفن من الولايات المتحدة والصين واليابان.
وتوفّر البحيرتان المياه التي تسمح بتشغيل البوابات الضخمة لمرور المياه التي ترفع السفن، من جانبَي الهادئ والأطلسي، إلى مستوى القناة، أو تُنزلها إلى مستوى المحيطات.
ومع كلّ مرور سفينة، يُصرّف نحو 200 مليون لتر من المياه العذبة في البحر.
وأوضح المسؤول في هيئة قناة بنما، إريك كوردوبا، في وقت سابق لوكالة فرانس برس: "تؤثر قلة الأمطار أولًا على مخزون المياه لدينا، وبالتالي لم يعد بإمكان السفن من فئة نيوبنماكس (Neopanamax)، وهي الأكبر ويزيد طول غاطسها عن 15 مترًا، المرور".
وفي السنة المالية 2022، مرت أكثر من 14 ألف سفينة تحمل ما مجموعه 518 مليون طن من البضائع عبر القناة، مما جلب 2,5 مليار دولار إلى دولة بنما.
و 2019، دقّ ناقوس الخطر للمرة الأولى، إذ لم تعد القناة تتلقى إلا 3 مليارات متر مكعب من المياه العذبة، فيما هي بحاجة إلى أكثر من 5,2 مليارات لتعمل.
ومنذ ذلك الحين، تخشى سلطات بنما من أن يبحث أصحاب السفن عن طرق أخرى بديلة بسبب حالة عدم اليقين بشأن إمكانية المرور عبر القناة.
وأقّر مدير هيئة قناة بنما، ريكاورتي فاسكيس، في حديث مع موقع "إس إن إي بي نوتيثياس" الإخباري البَنمي، بأن النقص في المياه "هو التهديد الرئيسي" لحركة المرور عبر القناة الرابطة بين المحيطين.
ويقول المدير السابق لهيئة قناة بنما، خورخيه خويكانو، لوكالة فرانس برس: "من دون توفير كميات جديدة من المياه، سيمنع الوضع نمو نشاط القناة".
وتابع: "من الأساسي إيجاد مصادر جديدة للمياه، في وقت بدأنا نشعر بالتغير المناخي، ليس فقط في بلدنا، بل في جميع أنحاء العالم".
من جانبه، يقول نيتين شوبرا، قبطان ناقلة النفط السابق الذي يشغل الآن منصب كبير مستشاري المخاطر البحرية في شركة "أليانز كوميرشيال آسيا"، إن التأثير على الشحن لم يكن قط "شديدا إلى هذا الحد".
وبالتالي فإن أولئك الذين يعتمدون ذلك المسار الملاحي، لا يجدون أمامهم خيارات جيدة؛ حيث يمكنهم الانتظار لمدة تصل إلى أسابيع في كل مرة حتى يُسمح لهم بالعبور في القناة، أو دفع ما يصل إلى 4 ملايين دولار للتقدم في الطابور، أو القيام بما اضطرت العديد من شركات الشحن إلى فعله، وهو تجنب المسار تمامًا، مما يضيف أيامًا أو أسابيع إلى رحلتهم.
وكل خيار من هذه الخيارات يأتي بتكلفة مالية خطيرة للتجار، فقد حذر بعض المشغلين من أنه بسبب التأخير، قد لا تكون بعض البضائع التي يتم نقلها من الصين متاحة للمتسوقين في فترة عيد الميلاد، على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: عبر القناة قناة بنما أکثر من
إقرأ أيضاً:
موثق قناة السويس الجديده يرد على ترامب حول مطالبه بعبور السفن الامريكيه في قناه السويس مجانا: خزعبلات وتعكس جهله بالتاريخ
هاجم هانى عبدالرحمن موثق قناة السويس الجديدة تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب حول مطالبته بعبور السفن الأمريكية مجانا فى قناة السويس.
وقال موثق قنا السويس الجديد، ردا على هذه التصريحات ان فرض رسوم العبور بقناه السويس هو نوع من انواع ممارسه السياده المصريه للدوله المصريه وهى مقابل خدمات تقدمها للسفن العابرة، لافتا ان حركه العبور في قناه السويس تنظمها اتفاقيه القسطنطينه في 29 اكتوبر 1888 والتي تتيح حريه الملاحه وان الرسوم هي مقابل خدمات تقدمها هيئه قناه السويس في السفره العبيره فيما يتعلق بالدعم الفني واللوجستي واعمال التامين البدني والجوي والبحري الذي تقوم بها الدولة المصرية.
واضاف هاني، ان دونالد ترامب يلقي ببالونه اختبار ليرى رد الفعل المصري وان هذه سياسه ثابته لديه خلال المرحله الماضيه أو منذ تولى الحكم في فترته الثانيه لافتا إلى ان قضيه التهجير التي طرحها للفلسطينيين في غزه اعلن في بدايه الغزو ان مصر ستستقبل ابناء غزه من الشعب الفلسطيني في سيناء وكررها اكثر من مره لكن الرئيس السيسي كان قاطعا في رضوى بان التهجير ظلم لا يمكن ان تشارك فيه مصر وتصدى الرئيس السيسي لهذا المخطط بشكل حاسم وكانت نقطه فارغه في تاريخ القضيه الفلسطينية.
واضاف موثق قنا السويس، ان ترامب يجس نبض أو رد الفعل المصري والعالمي حول مقترحه بعبور السفن الامريكية مجانا في قناه السويس وفي قناه بنما وهو يعلم واركان ادارتها الحاكمه تعلم جيدا ان هذا نوع من انواع المستحيل.
واشار هاني ان قناه بنما تختلف تماما عن قناه السويس والمتغيرات الجيو السياسيه التي تقع بها قناه بنما والنفوذ الصينى بها تختلف تماما عن وضع قناه السويس
واشاد هاني برد الفعل الشعبي الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي للمصريين فور اعلان تصريح ترامب والتي كانت رافضه رفضا قاطعا وسخر منها المصريون بعبارات مختلفه منها ما كانتش عزبه ابوه وهي لغه عاميه مصرية.