أزمتي “باب المندب” و”قناة بنما” وجها لوجه امام التجارة العالمية
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
الولايات المتحدة – بدأت شركات شحن عالمية، تحويل مسار سفنها بعيدا عن مضيق باب المندب جنوبي البحر الأحمر، باتجاه رأس الرجاء الصالح جنوبي دولة “جنوب إفريقيا”، فإن أزمة أخرى تواجهها التجارة العالمية، قادمة من مضيق بنما.
ومنذ عدة شهور، تشهد قناة بنما بين الأمريكيتين، تراجعا في منسوب المياه، الأمر الذي دفع إلى تقليل عدد السفن العابرة للقناة، إلى جانب تحديد نوعيتها، تجنبا لاصطدام أ سفلها بقاع القناة.
وأدى الجفاف في بنما، والذي تفاقم بسبب ظاهرة النينو المناخية التي ترفع درجة حرارة المحيط الهادئ، إلى ارتفاع الرسوم وحركة المرور في القناة بعد انخفاض المنسوب، مما أجبر ناقلات الوقود وشاحنات الحبوب على اتخاذ طرق أطول لتجنب الازدحام.
وهناك طريق بديلة تأخذ السفن عبر ساحل المحيط الأطلسي بأكمله في أمريكا الجنوبية، ويعبر مضيق ماجلان عند الطرف الجنوبي الجليدي للقارة ويتجه عائداً إلى مسارات ساحل المحيط الهادئ.
وبحسب بيانات منظمة التجارة العالمية، تشكل قناة بنما ما نسبته 5 بالمئة من حركة التجارة المنقولة بحراً، وترتفع في شهور الذروة (الصيف) إلى 7 بالمئة من إجمالي التجارة العالمية.
وبحسب تقرير لمعهد التصدير والتجارة الدولية، فإنه وبدون عمل قناة بنما بسلاسة، إلى جانب التطورات الأمنية والعسكرية على مضيق باب المندب، فإن تأثير الدومينو للأضرار وتعطيل سلاسل التوريد الناجم عن تأخر السفن وفي الأماكن الخاطئة، سيكون كبيرا.
ويقول مشغلو القناة إن القيود المفروضة على السفن التي تستخدم القناة من المحتمل أن تظل قائمة حتى العام المقبل.
ووفقا لتوقعات خبراء أوردتها وكالة بلومبرغ، فإن ظاهرة النينو وتغير المناخ وارتفاع درجات حرارة المحيطات، سيجتمعان في مواسم الجفاف الممتدة في جميع أنحاء أمريكا الوسطى، حتى عام 2024.
ومنذ الصيف الماضي حتى اليوم، ارتفعت أسعار شحن البضائع بين الصين والولايات المتحدة بنسبة 36 بالمئة كنتيجة مباشرة؛ دون احتساب الخسائر الناتجة عن تأخير نقل البضائع.
وفي نهاية أغسطس/آب الماضي، كانت 135 سفينة مصطفة في الطابور، أي أكثر بنسبة 50 بالمئة من المعتاد لهذا الوقت من العام.
وتعتمد نحو 10 – 12 بالمئة من التجارة العالمية على مضيق باب المندب، وفق تصريحات صادرة عن ماركو فورجيوني، المدير العام لمعهد التصدير والتجارة الدولية، في مذكرة بحثية صدرت في 16 ديسمبر/كانون أول الماضي.
واليوم، تستعيد صناعة الملاحة البحرية، ما جرى في مارس/آذار 2021 عندما جنحت سفينة إيفرجرين بقناة السويس، والخسائر الاقتصادية الناتجة عن عرقلة الملاحة في القناة مدة 6 أيام.
تلك أزمة، أخرجت السفن عن الجدول الزمني لعدة أشهر، فيما تشير تقديرات شركة “vessel tracking” المتتبعة لحركة الملاحة العالمية، أن أزمة مضيق باب المندب الحالية، ستؤدي إلى تراجع الحركة بنسبة 20 – 30 بالمئة عبر البحر الأحمر.
وتظهر بيانات منشورة على موقع “vessel tracking، أن متوسط عدد القطع (سفن وقوارب) البحرية العابرة للمضيق سنويا بلغ نحو 22 ألف قطعة بحرية، أي قرابة 60 قطعة يوميا.
وحتى اليوم، لم تنشر أي من المؤسسات الاقتصادية الدولية، أية تقديرات حول خسائر التجارة العالمية، الناتجة عن تعليق الملاحة في البحر الأحمر من جانب عمالقة الشحن، واتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح.
لكن فيليب لين كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي، قال الأربعاء، إن البنك يراقب الوضع في البحر الأحمر، لكن من غير الواضح ما إذا كانت الهجمات على السفن ستؤثر على التضخم وفي أي اتجاه.
وقال لين أمام فعالية اقتصادية في دبلن: “من الواضح أن الاختناقات من أي نوع تمثل مشكلة كبيرة.. لكن فيما يتعلق بالتأثير الصافي على التضخم، هناك ضغوط في كل اتجاه هناك”.
وفي سوق النفط العالمية، ارتفعت أسعار العقود الفورية لخام برنت، بمقدار دولارين اثنين، منذ بداية تعاملات الأسبوع الجاري بتاريخ 18 ديسمبر/كانون أول الجاري، بسبب التوترات القائمة على مضيق باب المندب.
وتشكل العقود الفورية للنفط ما نسبته 30 بالمئة من مجمل الطلب اليومي للخام البالغ 102 مليون برميل يوميا، أي نحو 34 مليون برميل، صعدت أسعارها بمقدار دولارين لكل برميل واحد، مقارنة مع إغلاق جلسة الجمعة، إلى 79 دولارا للبرميل.
وفي 19 نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، الاستيلاء على سفينة الشحن “غالاكسي ليدر”، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني.
وتوعدت جماعة “الحوثي” في أكثر من مناسبة، باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، “تضامنا مع فلسطين”، ودعت الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.
وتوالت الهجمات ضد سفن تقول الجماعة إنها مرتبطة بإسرائيل، الأمر الذي دفع عدة شركات شحن حاويات، لتعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
أبرز هذه الشركات، ثلاث تصنف أنها أكبر شركات شحن الحاويات عالميا، وهي: شركة MSC، وشركة إيه.بي مولر-ميرسك، إلى جانب شركة CMA-CGM، إلى جانب شركة بريتش بتروليوم للنفط والغاز.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: التجارة العالمیة مضیق باب المندب البحر الأحمر قناة بنما بالمئة من إلى جانب
إقرأ أيضاً:
“الصليب الأحمر” يعرب عن صدمته لقتل إسرائيل 14 مسعفا في رفح
غزة – أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، امس الأحد، عن “صدمتها البالغة” إثر مقتل 8 مسعفين من طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني و5 من الدفاع المدني وموظف أممي بعد انتشال جثامينهم بعد قصف إسرائيلي برفح جنوبي قطاع غزة منذ نحو أسبوع.
جاء ذلك في بيان للصليب الأحمر، بعد إعلان جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الأحد، انتشال 14 جثمانا بعد قصف إسرائيلي في مدينة رفح قبل نحو أسبوع، بينهم 8 من طواقمها و5 من الدفاع المدني وموظف يتبع لوكالة أممية.
وأعرب الصليب الأحمر عن “صدمته البالغة إثر مقتل ثمانية مسعفين من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في أثناء تأديتهم عملهم، إلى جانب خمسة مستجيبين أوائل من الدفاع المدني في غزة وأحد الموظفين التابعين للأمم المتحدة”.
وأضاف البيان: “جرى التعرف على جثامينهم امس الأحد وانتشالها لدفنها دفناً كريماً. لقد خاطر هؤلاء العاملون والمتطوعون بحياتهم لتقديم الدعم للآخرين. وإننا نعرب عن حزننا العميق ونشارك عائلاتهم وأحباءهم وزملاءهم في مصابهم الجلل”.
وأردف: “انقطع الاتصال بمتطوعي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في 23 مارس/ آذار عندما كانوا يُسعفون المصابين”.
وتابع البيان: “ومنذ ذلك اليوم، واصلت اللجنة الدولية اتصالاتها المنتظمة مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وأطراف النزاع، طالبةً السماح لها بالوصول إلى هؤلاء المتطوعين والتنسيق لتحديد أماكنهم، كما قدّمت إرشادات فنية ميدانية للجهات المحلية المُكلّفة بانتشال الرفات البشري في غزة”.
وتعليقا على الحادثة، طالبت وزارة الصحة بغزة، في بيان، المنظمات الأممية والجهات الدولية، بإجراء “تحقيق دولي عاجل في هذه الجرائم ومحاسبة الاحتلال على ارتكابها”.
وأكدت أن “جزءا من هذه الجثامين كانت مقيدة وتعرضت لإطلاق نار في الصدر، ودفنوا عبر حفرة عميقة لعدم الاستدلال عليهم”.
كما طالب الهلال الأحمر الفلسطيني بـ”محاسبة مرتكبي جريمة الحرب هذه، وإجراء تحقيق فوري وعاجل لضمان العدالة لضحايا هذه المجزرة والكشف عن مصير المسعف المفقود أسعد النصاصرة، الذي لا زال مصيره مجهولا حتى اللحظة”.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة، في 18 مارس الجاري، قتلت إسرائيل حتى صباح السبت 921 فلسطينيا وأصابت 2054 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
الأناضول