كيف تترصد وزارة الصحة واقع الأمراض التنفسية؟
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
دمشق-سانا
يصاحب قدوم فصل الشتاء ازدياد عدد من الأمراض التنفسية بعضها موسمية والأخرى قد تكون موجودة بالفعل، لكن برودة الجو تفاقم من خطورتها، خاصة لدى الأطفال أو الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، حسب مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتور زهير السهوي.
وبين السهوي في تصريح لمراسلة سانا أن الوزارة تتابع التقرير الوبائي الصادر من مديريات الصحة عبر شعب الأمراض السارية والمزمنة بشكل يومي والذي يرصد الحالات المرضية المراجعة للمؤسسات الصحية والذي يظهر من خلاله معدل انتشار وشدة الأمراض الشتوية، مؤكداً أن زيادة حالات الأمراض التنفسية بداية فصل الشتاء هي السمة الطبيعية لهذا الوقت من العام.
وأوضح الدكتور السهوي أنه من خلال الترصد والمتابعة عبر مخابر الصحة العامة لم يتم رصد ارتفاع بحالات كوفيد- 19، وأن المنحنى الوبائي في استقرار، والحالات المؤكدة مخبرياً هي حالات بسيطة تلقت علاجها بالمنزل ولم يتم تسجيل أي حالة وفاة.
وفيما يخص حالات الأنفلونزا، أشار السهوي إلى أنها ضمن الحدود الطبيعية ويتم الترصد والتحري عن الحالات المشتبهة بالطرق المرجعية المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية.
وحذر الدكتور السهوي من الاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية التي قد يكون لها مفعول عكسي من خلال إضعاف المناعة، وشدد على أن العلاج الدوائي حصراً يجب أن يكون عبر طبيب مختص.
وعن العوامل المسببة لأمراض الجهاز التنفسي، فأبرزها الأنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي والفيروس الغدي والالتهاب الرئوي الجرثومي.
أما أبرز الأمراض التنفسية فهي: الإنفلونزا والزكام والتهابات الجيوب الأنفية والتهاب الحنجرة والتهابات الشعب الهوائية والالتهابات الرئوية والربو.
وتشمل الأعراض الحمى والصداع والسعال الجاف والوهن العام والرشح وانسداد واحتقان الأنف والتهاب الحلق وبحة الصوت وألما عضليا وضيق التنفس.
ما هي العوامل المسببة للإصابة؟
إغلاق النوافذ والأبواب في فصل الشتاء لمنع دخول الهواء البارد يسهم بارتفاع فرصة انتقال الفيروس بين الأشخاص، وهو ما ينطبق أيضاً على وسائل النقل العام، والهواء الجاف في فصل الشتاء يؤدي إلى بطء إنتاج المادة المخاطية في الأنف والمسالك الهوائية بشكل عام، ما يسهل من دخول الفيروس إلى الجسم، وقدرة الخلايا المناعية على بلعمة الأجسام الممرضة تنخفض في الشتاء، ونشاط الفيروسات وقدرتها على تخطي جدار الخلايا يرتفع في فصل الشتاء.
ويجب اتباع الإجراءات الوقائية حال الشعور بأي أعراض للمرض وهي: الحرص على تهوية المنزل بشكل جيد وممارسة آداب السعال والعطاس الصحيحة وارتداء الكمامة والحفاظ على التباعد المكاني في حال وجود أشخاص تظهر عليهم أعراض العدوى وغسيل اليدين بالماء والصابون قبل تناول الطعام والراحة في المنزل في حال تشخيص الإصابة بالمرض ومراجعة الطبيب في حال ظهور أعراض قد تدل على الإصابة بالمرض والبقاء والراحة بالمنزل للأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض واستخدام معدات الحماية الشخصية المناسبة، مثل القفازات والأقنعة أثناء العناية بالشخص المصاب ومراجعة أقرب منشأة صحية فور الشعور بالأعراض وتناول غذاء صحي غني بالفيتامينات خاصة فيتامين سي والإكثار من شرب السوائل الدافئة وممارسة الرياضة لتنشيط الدورة الدموية.
وأكد الدكتور السهوي أن وزارة الصحة تحرص كل الحرص على اتخاذ وتنفيذ كل الإجراءات الوقائية والاحترازية في حال أي تغير بالمنحنى الوبائي لأي مرض كان، وزيادة الاستعدادات لتعزيز الاستجابة لأي مستجدات صحية مرتبطة بالأمراض السارية، وأنها تحرص على متابعة كل المستجدات والتطورات التي تتعلق بالترصد والتقصي الوبائي والتصدي لمكافحة الأمراض السارية وتطوراتها عالمياً، وذلك انطلاقاً من التزامها بتعزيز كفاءة المنظومة الصحية بشكل شامل واستدامتها بما يضمن الحفاظ على صحة وسلامة المجتمع والحفاظ على السلامة العامة، إلى جانب العمل على تعزيز خطط الترصد الوبائي ومتابعة تنفيذ التوصيات والبرتوكولات الصحية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بهذا الشأن.
راما رشيدي
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الأمراض التنفسیة الأمراض الساریة فصل الشتاء فی حال
إقرأ أيضاً:
الأبيض أطلق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأمراض المعدية
أطلقت وزارة الصحة العامة الحملة الوطنية للتلقيح ضد شلل الأطفال وأمراض الحصبة والحصبة الألمانية و"أبو كعب"، وذلك بالتعاون مع "اليونيسف" ومنظمة الصحة العالمية والشركاء في الجمعية اللبنانية لأطباء الأطفال في بيروت والشمال ومؤسسات القطاع الأهلي.
وتعتبر هذه الحملة، التي أطلقت من مركز جمعية فرح العطاء لاستضافة النازحين في الكرنتينا – بيروت، في ظل توسع العدوان الاسرائيلي على لبنان، أساسية في حماية الأطفال من الأمراض المعدية والسريعة الانتشار بخاصة بعد نزوح أكثر من مليون ومئتي ألف شخص، وما ينتج عنه من اكتظاظ في مراكز الضيافة. وسيقوم فريق صحي متخصص من دائرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة العامة بزيارة مراكز الضيافة المنتشرة على كافة الأراضي اللبنانية، لتقديم خدمات التلقيح الضرورية ضد مرض شلل الأطفال، وأمراض الحصبة والحصبة الألمانية و"أبو كعب"، لجميع الأطفال بين عمر صفر وعشر سنوات ابتداء من اليوم وحتى نهاية العام الحالي.
ستركز المرحلة الأولى من الحملة على الأطفال في مراكز الضيافة، وبعدها تبدأ المرحلة الثانية التي ستشمل الأطفال في أماكن وجودهم في مختلف المناطق اللبنانية.
حضر حفل الإطلاق ممثل منظمة اليونيسف في لبنان إدوارد بيجبيدر ومديرة البرامج في منظمة الصحة العالمية الدكتورة إليسار راضي وممثل الجمعية اللبنانية لأطباء الأطفال الدكتور برنار جرباقة والمديرة العامة لمستشفى بيروت الجامعي الحكومي – الكرنتينا كارين صقر ورئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة العامة الدكتورة رندى حمادة ورئيس جمعية فرح العطاء مارك طربيه ومسؤولة مركز الجمعية لاستضافة النازحين الأستاذة ماري ضو ومعنيين.
وأعلن وزير الصحة العامة فراس الأبيض "أن إطلاق الحملة يأتي من من ضمن خطة وزارة الصحة العامة للسيطرة على أي أوبئة في لبنان وحماية أطفالنا منها، نازحون أم غير نازحين، لأن الوباء في حال حصوله لا يوفر أحدا".
أضاف :" أن الوزارة ستطلق أيضا بداية الأسبوع المقبل حملة خاصة بالإنفلونزا لحمايةأهلنا ولا سيما كبار السن والذين يعانون من الأمراض".
وأوضح الأبيض "أن الحملة ستشمل مراكز الضيافة ومراكز الرعاية الصحية الأولية في كل الأراضي اللبنانية بالتعاون مع الشركاء ولا سيما اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين وغيرها من منظمات الأمم المتحدة وعدد من الجمعيات الأهلية".
وتناول الوزير الأبيض رمزية مركز جمعية فرح العطاء، لافتا إلى "أن منطقة الكرنتينا حيث يوجد المركز عكست قدرة لبنان على تجاوز تداعيات انفجار مرفأ بيروت الذي اعتبر واحدا من أكبر الإنفجارات غير النووية في العالم. كما أنه يرمز إلى الحجم الكبير للتضامن بين المجتمع اللبناني وهمة شبابنا المتطوعين الذين يعملون مع جمعية فرح العطاء لتسيير العمل في هذا المركز الذي انطلق لمساعدة أهلنا النازحين".
أضاف: "أن الجانب المظلم المتمثل بالجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي تجاه المدنيين والعزل، يقابله جانب مضيء تقوم به الجمعيات الأهلية بالتعاون مع الدولة ووزارة الصحة العامة في العدد الأكبر من مراكز الرعاية والضيافة، ونأمل أن يساعد هذا الجانب الإيجابي المجتمع والبلد على تجاوز الصعاب".
بدوره، قال ممثل منظمة اليونيسف في لبنان إدوارد بيجبيدر: " اليوم، يجمعنا إلتزامنا الثابت بحماية أطفال لبنان. ففي زمن الأزمات المتعددة والمتداخلة، أصبح لبنان عُرضة لتهديد جديد ــ تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات. وهذه الحملة هي استجابتنا العاجلة، لحماية ليس فقط الأطفال بخاصة في الاماكن المكتظّة، ولكن أيضًا في مجتمعنا بأسره من خطر تفشي الأمراض". وأضاف: "ندعوجميع الأهل إلى عدم التردد في تلقّي أطفالهم اللقاح. اللقاحات الروتينة ضرورية لحماية أطفالكم، وهي مجانية وآمنة وفعالّة".
كذلك، نوهت مديرة البرامج في منظمة الصحة العالمية الدكتورة إليسار راضي باستجابة وزارة الصحة العامة للطوارئ الصحية، وقالت : "أن هذه الإستجابة محل تقدير في كل المحافل الدولية لأن الموارد قليلة والإحتياجات كبيرة".
وأكدت "أن المنظمة تدعم الوزارة بشكل مباشر فيما تتولى الجمعيات الأهلية تقديم الخدمات الأساسية على الأرض"، منوهة ب"دور المجتمع المدني والجمعيات ومراكز الإيواء الحالية والذي بات أمثولة يحتذى بها في كل دول العالم".
وأوضحت الدكتورة راضي "أن من شأن الحملة التي يتم إطلاقها حماية الأطفال بالدرجة الأولى وكذلك رفع معدل لبنان للتغطية باللقاحات بعد تراجعه في الآونة الأخيرة".
وكانت كلمة لممثل الجمعية اللبنانية لأطباء الأطفال الدكتور برنار جرباقة الذي أكد "أن اللقاح متوافر على كل مساحة لبنان بما فيها مراكز الإيواء والرعاية الصحية وعيادات الأطباء". وقال:" لا ينفع الندم، متوجها بنداء للأطباء ليذكروا الأهل بتلقيح أولادهم".