لبنان ٢٤:
2025-04-18@00:44:19 GMT

هل ما يجمع بين اللبنانيين أكثر مما يفرّقهم؟

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

هل ما يجمع بين اللبنانيين أكثر مما يفرّقهم؟

بدأ السجال على المستوى الشعبي بما يخصّ أحقية مساندة "المقاومة الإسلامية" ("حزب الله") صمود فلسطينيي قطاع غزة يأخذ أبعادًا لا علاقة لها بمجرد إبداء الرأي، إذ ان لكل من اللبنانيين المنتمين طبيعيًا إلى أحزاب وتيارات مختلفة في التوجهات السياسية وفي الخيارات المستقبلية رأيًا مغايرًا عمّا يعتقده هذا الفريق أو ذاك صوابًا لا يحتمل الخطأ، فيما الصحيح، وفق ما يقوله الامام الشافعي، أن يكون كل فريق على خطأ قابل لأن يكون في بعض ما يقوله صحيحًا.

  
فإذا توافق اللبنانيون على نظرية الصواب – الخطأ، والخطأ – الصواب، وتوصّلوا إلى تحديد القضايا التي يختلفون عليها، أو تلك التي يتفقون عليها، لأصبح أمر تقريب وجهات النظر بينهم عملية سهلة، خصوصًا بالنسبة إلى الذين حاولوا ويحاولون تجميع القواسم المشتركة المتفق عليها كعناوين رئيسية لا يصلح أي حوار ممكن من دون اعتمادها كأسس لازمة للنجاح. 
ويضاف الخلاف على أحقية مساندة الصمود الفلسطيني إلى سلسلة من الخلافات، التي تباعد بين اللبنانيين، وعلى رأس هذه الخلافات المتجذّرة في الممارسة وفي طريقة التعاطي مع بعضهم البعض، يأتي موضوع قرار الحرب والسلم ليزيد من حدّة نتوءات هذا التباعد كأولويات يتمسّك بها كل فريق، ولا يحيد عمّا هو مقتنع به قيد أنملة، من دون أن يكون أي منهما على استعداد لتقديم أي تنازل، حتى ولو كان هذا التنازل رمزيًا أو هامشيًا. وهذا ما يجعل الفراغ "يتربّع" على كرسي بعبدا، وهو يزحف شيئًا فشيئًا ليشمل مختلف المواقع الحسّاسة في البلد، باستثناء المؤسسة العسكرية، التي حصّنها قانون التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون وسائر القادة الأمنيين. 
فلو تنازل كل فريق عن بعض ما يعتقده صوابًا في المطلق لكان للبنان رئيس منذ ما قبل أن يترك الرئيس السابق ميشال عون القصر الجمهوري، ولكان هذا الرئيس هو الممسك بناصية "الحق والصواب" من خلال رعايته الحكيمة والجريئة لأي حوار ممكن بين اللبنانيين المختلفين على أمور كثيرة، ولكنهم متفقون في الوقت نفسه على أمور أخرى، وإن لم تكن أعدادها أكثر من أعداد الاختلافات. 
فلو كان للبنان اليوم رئيس، أيًّا يكن هذا الرئيس، ولكن ليس بالطبع ذاك الرئيس الذي تحدّث عنه الرحابنة مستهزئين في أكثر من مسرحية من مسرحياتهم التاريخية، لكان هذا "اللبنان"، الذي لطالما تمنينا أن يكون على صورة "لبنان الرحابنة"، أفضل بكثير عمّا هو عليه اليوم، أقّله بالنسبة إلى انتظام العمل المؤسساتي كمقدمة لتحقيق إصلاحات لن تقوم قيامة حقيقية للوطن من دونها، ولن يتمّ القضاء على كل ما هو فاسد في دولة ينخرها الفساد حتى العظم إذا لم تُقدم الحكومات الكاملة مواصفاتها المنبثقة عن استشارات نيابية ملزمة وتوافق وطني على تحويل مشاريع قوانين إصلاحية إلى مجلس النواب لدرسها وإقرارها في إطار تكاملي وإيجابي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.   
فالمسألة المطروحة اليوم في واقعها المأزوم هي غير ما تتمناه الأغنية الفرنسية الشهيرة، والتي تقول كلماتها: Si j'étais président de la République، بل هي ما يتمناه كل الشعب اللبناني بأن يكون على رأس جمهوريته رئيس. فهذا الفراغ هو حال شاذة في الحياة السياسية. والنقيض لهذا الشذوذ هو ما يحصل طبيعيًا في بلاد العالم، حتى تلك التي تنتمي إلى العالم الثالث. لم أسمع أن هناك بلدًا في العالم، وحتى في مجاهل أفريقيا ليس له رئيس. إنه أمر طبيعي، ولكن ما ليس طبيعيًا هو ما يمرّ به لبنان. 
وقد يسأل من لم يفهم بعد لماذا هذا التأخير في انتخاب رئيس لجمهورية تعاني ما تعانيه: كيف تسير أمور هذه الجمهورية في غياب من يُفترض به أن يكون المحرّك لكل السلطات، وكيف يقدر اللبنانيون أن يعيشوا طبيعيًا في غياب الحكم. وهل رأيتم مباراة رياضية بين فريقين من دون حكم؟ 
تخّيلوا كيف ستكون عليه وضعية المباراة، وكيف يمكن أن يدخل الحابل بالنابل، وكيف ستدّب الفوضى في الملاعب وعلى المدرجات.  
فالمشكلة الجديدة – القديمة هي في إمكانية توافق اللبنانيين على بعض الثوابت أو عدمه. ومن بين هذه الثوابت أن ثمة فئة تؤمن بأن ما تقوم به هو لمصلحة كل الوطن، فيما ترى فئة أخرى أن احتكار قرار الحرب والسلم يدخل لبنان في متاهات هو في غنىً عنها. وهذا كان محور لقاءات وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مع المسؤولين اللبنانيين.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: طبیعی ا أن یکون

إقرأ أيضاً:

"احتواء وتمكين".. معرض يجمع 25 جهة لدعم ذوي الإعاقة بالدمام

افتتح صباح اليوم الأربعاء، معرض ”احتواء وتمكين“ الذي تنظمه ”شمعة التوحد للتأهيل الشامل“، وذلك في مقر جمعية مشاعل الخير لتنمية المرأة بمدينة الدمام.
وتستمر فعاليات المعرض على مدار ثلاثة أيام متتالية، حتى مساء يوم الجمعة المقبل.
أخبار متعلقة رئيس بلدية النعيرية يتفقد أعمال التطوير والمشاريع التنموية بالمحافظة”معاذ“ يعزز ثقافة السلامة الإسعافية في جسر الملك فهد بفرضية وتدريبويشهد المعرض مشاركة واسعة لأكثر من 25 جهة متنوعة متخصصة وداعمة لقضايا احتواء وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث تعرض هذه الجهات خدماتها ومبادراتها، بالإضافة إلى عرض منتجات قام بإعدادها أشخاص من ذوي الإعاقة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } معرض يجمع 25 جهة لدعم ذوي الإعاقة بالدمامأركان هادفة
يضم المعرض عدداً من الأركان الهادفة والمشوقة التي تخدم أهداف الشمولية والتوعية التي يسعى المعرض لتحقيقها.
وشهد اليوم الأول لافتتاح المعرض إقبالاً جيداً من الزوار والمهتمين، ومن المتوقع أن تتزايد أعداد الحضور خلال الفترات القادمة، وخاصة الفترة المسائية، حيث يستقبل المعرض زواره يومياً حتى الساعة السابعة مساءً من يوم الجمعة.
وأوضحت فيحاء الفيحاني، مديرة مركز شمعة التوحد للتأهيل الشامل، أن جميع البرامج والمعارض التي تندرج ضمن الخطة التشغيلية للمركز تضع في مقدمة أولوياتها تحقيق جانبي الاحتواء والتمكين للأشخاص ذوي الإعاقة.
وأشارت إلى أن من أبرز الخدمات التي يقدمها مركز ”شمعة التوحد“ تشمل العلاج المائي، والاستشارات الأسرية، والعلاج السلوكي، وعلاج النطق والتخاطب، والعلاج المهني، بالإضافة إلى الدورات التدريبية المتخصصة، والعلاج الوظيفي والحسي، والعلاج الطبيعي.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } معرض يجمع 25 جهة لدعم ذوي الإعاقة بالدمامدعم مبادرات المرأة
فيما أكدت مريم اليحيى، المدير التنفيذي لجمعية مشاعل الخير لتنمية المرأة، على الحرص الدائم الذي توليه صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت نايف بن عبدالعزيز، رئيسة مجلس إدارة الجمعية، لدعم مختلف القطاعات والمبادرات التي تُعنى بتنمية المرأة وتمكينها في المجتمع.
وأشارت إلى أن التعاون البناء مع مركز شمعة التوحد هو أحدث صور هذا الدعم.
وأضافت اليحيى أن جمعية ”مشاعل الخير“ أصبحت، بفضل الله ثم بدعم سمو رئيسة مجلس الإدارة، بيئة جاذبة ومحفزة لشركاء النجاح، سواء لتنظيم الفعاليات والمعارض أو للمشاركة فيها، مما يعزز دور الجمعية كمنصة رائدة للتنمية المجتمعية.
وأشارت إلى أن الجمعية بصدد إطلاق عدد من البرامج النوعية وذات الأثر المستدام في المستقبل القريب.

مقالات مشابهة

  • "احتواء وتمكين".. معرض يجمع 25 جهة لدعم ذوي الإعاقة بالدمام
  • رئيس البرلمان العربي يدين المخططات التخريبية التي تستهدف أمن الأردن
  • الجمارك تضبط أكثر من 17 طناً من الفواكه المهرّبة إلى لبنان
  • التثاؤب المتكرّر قد يكون أكثر خطورة مما تظن..ما أسبابه؟
  • ماذا يحدث في الأردن؟ ومن هي الجماعة التي تلقت تدريبات في لبنان؟
  • رئيس الجمعية العامة: يجب مكافحة العبودية الحديثة التي يرضخ لها 50 مليون شخص حول العالم
  • سلام في اتصال مع نظيره الاردني: لبنان يرفض أن يكون مقراً لأي عمل من شأنه تهديد أمن اي من الدول الشقيقة
  • نهاية عليزا ماغن.. نائبة رئيس الموساد التي صنعت مجدها بالتجسس على العرب
  • الرئيس عون: حزب الله لن يكون وحدة مستقلة داخل الجيش
  • الحوار حول حصرية السلاح الى الواجهة.. حزب الله:يجب ان يكون مع من يعتقد ان اسرائيل عدو لبنان