تجنّبت سفن عدة تحمل غازاً طبيعياً مسالاً في الأيام الماضية، منطقة البحر الأحمر، في ظل هجمات بحرية يشنها الحوثيون في اليمن على طريق التجارة الرئيسي بين الشرق والغرب.

ويؤكد الحوثيون أنهم يستهدفون السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية تضامناً مع غزة. وفي الأسابيع الأخيرة، صعّدوا من هجماتهم على سفن الشحن التجارية المتعاونة مع إسرائيل التي تمر عبر البحر الأحمر وقناة السويس رداً على الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة.



لقد أدى التهديد إلى توقف حركة التجارة عبر البحر الأحمر، علما أن تطوير حقول النفط في الشرق الأوسط والطلب العالمي المتزايد على الطاقة جعل من البحر الأحمر شرياناً مهماً لشحنات النفط والغاز الطبيعي المسال من الخليج العربي إلى الأسواق في أوروبا وخارجها.

وبحسب صحيفة"ذا غارديان" البريطانية تكمن أهمية البحر الأحمر في اعتماد العالم بشكل كبير على أمن المضيق المائي الضيق، الذي يبلغ عرضه 32 كيلومتراً فقط بين جيبوتي واليمن، وهو مضيق باب المندب.

وقال كبير مديري البيئة والتجارة في الغرفة الدولية للشحن، التي تمثل 80% من العالم، جون ستاوبرت، لموقع "فوا نيوز" إن كمية هائلة من إمدادات الطاقة الأوروبية، بما في ذلك النفط ووقود الديزل، تمر عبر هذا الممر المائي. وكذلك المنتجات الغذائية مثل زيت النخيل والحبوب، وكذلك أي شيء آخر يتم جلبه على متن سفن الحاويات، وهو معظم المنتجات المصنعة في العالم. ويتمثل التأثير الأكثر إلحاحاً لهجمات الحوثيين في ارتفاع تكلفة التأمين على السفن المستهدفة التي تمر عبر قناة السويس والبحر الأحمر وصولاً إلى السوق الإسرائيلية.
وهناك 6 شركات شحن وهي MSC، Maersk، Hapag Lloyd، CMA CGM، وYang Ming Marine Transport، وEvergreen قالت إنها ستحول كل الرحلات المجدولة على الفور لضمان سلامة البحارة والسفن. وتمثل هذه الناقلات البحرية مجتمعة حوالي 60% من التجارة العالمية.كما أعلنت شركة إيفرغرين أنها ستتوقف مؤقتاً عن قبول أي شحنة متجهة إلى إسرائيل، كما توقفت شركة Orient Overseas Container Line (OOCL)، وهي جزء من مجموعة COSCO Shipping Group المملوكة للصين، عن قبول البضائع الإسرائيلية.

ويمكن القول إن استهداف الحوثيين السفن الإسرائيلية أو السفن المتوجهة إلى كيان العدو سيشكل ضغطاً كبيراً على الأخير، إذا ما استمرت الأوضاع على ما هي عليه، ومرد ذلك طول الرحلات مع سلوك الطريق الأطول حول أفريقيا ورأس الرجاء الصالح،وارتفاع كلفة التأمين، ما سيرفع الأسعار في الأسواق الإسرائيلية. ووسط ما تقدم يُتوقع أن يتراجع نمو الاقتصاد الإسرائيلي بشكل حاد بسبب الحرب في غزة.

استاذ الاقتصاد السياسي في الجامعة اللبنانية والخبير والمالي الدكتور محمد موسى يقول لـ"لبنان24" إن ما يجري في البحر الأحمر هو خطوة بالغة الخطورة وذات دلالات عميقة في كل الاتجاهات الاقتصادية والمالية والسياسية سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي ولعل أبرز السمات تتمثل بربط خطوط التماس الحربي من غزة إلى اليمن. وعليه يترتب ما يلي:

أولا: وضع كل التجارة الدولية على المحك لاسيما تجارة النفط التي تعتبر الشريان الحيوي العالمي لكل الصناعات خاصة على الدول الصناعية الكبرى في الولايات المتحدة وأوروبا والصين ضمناً ومعها كل جنوب شرق آسيا خاصة وأنه يعبر من خلال باب المندب نحو خُمس الاستهلاك العالمي من النفط. وهنا يكمن الاهتمام الدولي من جهة وزرع القواعد العسكرية لأغلب الدول الكبرى على بابه وفي محيطه، كما تمر نحو 10% من تجارة النفط، و8% من تجارة الغاز المسال عبر قناة السويس، بينها نحو ثلثي النفط الخام القادم من منطقة الخليج، وفقا لبيانات وكالة "بلومبيرغ" الأميركية. ويمر نحو 30% من حاويات الشحن في العالم يومياً عبر قناة السويس -البالغ طولها 193 كيلومترا- ونحو 12% من إجمالي التجارة العالمية من كل السلع . وتمر نحو 98% من البضائع والسفن الاتية من جنوب قناة السويس في مصر من خلال مضيق باب المندب باليمن

ثانياً: ربط ملفات المنطقة بالمعنى السياسي الأمني من اليمن وصولاً إلى غزة والإصرار على أن تجارة العالم اليوم أصبحت مرهونة بمجريات غزة.

ثالثاً: رسالة واضحة أن الإقليم يتصل ببعضه البعض وأن الحل السياسي لابد أن يطال الجميع وإلا لن يسلم لا الإقليم ولا العالم من الارتدادات الحاصلة في غزة وربما نكون أمام جبهات مفتوحة ما لم يتفق الرعاة الإقليميون والدوليون في أسرع وقت ممكن.

رابعاً: رسالة إلى إسرائيل المنهكة اقتصادياً مفادها أن مع استمرار الحرب ستضيق أمام تجارتها الأفاق خاصة وأن ميناء عسقلان النفطي (75% من نفط إسرائيل) مغلق بفعل العدوان، وميناء ايلات بات تحت مرمى الضربات مما عقد الشحن والتأمين وتكاليفهما وفاقم الأزمة الإسرائيلية حيث أصبح ميناء حيفا تحت الضغط وارتفعت أسعار السلع المتجة إلى إسرائيل والأكثر من ذلك ضُربت تجارة إسرائيل مع اسيا والتي تشكل حوالي 20 إلى 25 % بين الاستيراد والتصدير وتالياً ضُرب الاقتصاد الإسرائيلي في الصميم بحوالى مليارات الدولارات.

خامسا": لا مفر من تحالف دولي لضمان أمن الممرات الدولية ومنها باب المندب ولكن من يضمن ماذا سيكون، بعد التحالف الدولي في وجه الحوثيين وهل سيقبلون بذلك ثم ماذا لو ضرب التحالف عسكرياً.... فتصبح الممرات تحت رحمة الصواريخ؟؟

اما على خط قناة السويس الشريان الحيوي للاقتصاد المصري والممر المائي الدولي الأساسي للربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، والتي تختصر المسار التجاري البحري بين كل من أوروبا وآسيا دون الحاجة إلى اتخاذ طريق أطول حول القارة الأفريقية،فإن الانعكاسات السلبية لتجنب سفن عدة الطريق الذي يمر عبر قناة السويس في الشمال للوصول إلى البحر المتوسط، بحسب الدكتور موسى، ستكون كارثية. والكثير من الصحف الكبرى (لوفيغارو ومعها وكالة بلومبيرغ) حذرت من أن تفاقم الأمور قد يودي إلى بداية ركود اقتصادي العالم بغنى عنه.

وعلى الصعيد المصري للانعكاسات يتحدث موسى عن خسائر قد تُقارب قياساً على اغلاقات سابقة ما يلي:

• إغلاق القناة لمدة أسبوع يؤدي إلى خسارة للتجارة العالمية قد تبلغ نحو 10 مليارات دولار يوميا.

•خسائر هيئة قناة السويس 14 مليون دولار يوميا بتقريب في حال اغلاق القناة، ويرتفع الرقم إلى 28 مليون دولار يوميا ونحو 200 مليون دولار أسبوعيا. ولكن حتى الساعة لازالت الأمور شبه طبيعية

•مضاعفة أسعار التامين إلى حدود تصل إلى عشرة اضعاف

•زيادات هائلة على أسعار النقل والشحن وتاليا" زيادة أسعار السلع عالميا" وخاصة على الكيان الإسرائيلي (شركة ميرسك الدنماركية مثال) والبعض حول الطريق عبر راس الرجاء الصالح وتاليا" تكاليف اضافية بنسبة 45% .

•من المحتمل،في حال اشتداد الازمة، ارتفاع أسعار الغاز والنفط على مصر وكل العالم وتاليا" انعكاس على كل العالم الاقتصادي المنهك أساسا" بالتضخم وأسعار الفائدة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: عبر قناة السویس البحر الأحمر تجارة العالم باب المندب

إقرأ أيضاً:

اتحاد طلاب جامعة قناة السويس ينظم حفل إفطار جماعي بحضور قيادات الجامعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظم اتحاد طلاب جامعة قناة السويس حفل إفطار جماعي مميز بمناسبة شهر رمضان المبارك، تحت رعاية الدكتور ناصر مندور، رئيس الجامعة.

وبإشراف عام الدكتور محمد عبد النعيم، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب.

وبحضور رفيع المستوى من قيادات الجامعة، مما يعكس اهتمام الجامعة بدعم الأنشطة الطلابية التي تعزز من الروابط الاجتماعية بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

شهد حفل الإفطار الدكتور محمد سعد زغلول، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور عادل حسن، نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية لجامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية، والدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، إلى جانب الأستاذ شريف فاروق، أمين عام الجامعة، والدكتورة سهير أبو عيشه، أمين عام جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية، والمهندس عادل ألبير، أمين عام الجامعة المساعد، والعقيد نادر عبد الحافظ مدير إدارة التربية العسكرية.

كما حضر الحفل عدد من عمداء الكليات، ووكلاء الكليات، وأعضاء هيئة التدريس، والمديرين العموم، والإداريين وسط أجواء احتفالية متميزة.

جاء تنظيم الإفطار تحت إشراف تنفيذي من الدكتور محمود شعيب، منسق عام الأنشطة الطلابية، وبمشاركة مستشاري الأنشطة في اللجان السبع.

كما قام اتحاد طلاب الجامعة بالإشراف المباشر على الحفل، بقيادة الطالب محمد محمود، رئيس اتحاد الطلاب، والطالب عبد الله حمدي، نائب رئيس اتحاد الطلاب، واللذين حرصا على توفير أجواء تعكس روح التعاون والتلاحم بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

وفي كلمته، أكد الدكتور ناصر مندور أن الجامعة تدعم بقوة الأنشطة الطلابية التي تعزز من روح المبادرة والتكافل، مشيرًا إلى أن تنظيم اتحاد الطلاب لهذا الإفطار الجماعي يعكس مدى وعيهم وإدراكهم لأهمية تعزيز العلاقات الإنسانية داخل المجتمع الجامعي، وهو ما يتماشى مع رؤية الجامعة في بناء بيئة تعليمية متكاملة.

من جانبه، أوضح الدكتور محمد عبد النعيم أن مثل هذه الفعاليات تسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، مما يخلق بيئة جامعية قائمة على التعاون والاحترام المتبادل، مشددًا على أهمية استمرار هذه المبادرات التي تساهم في تنمية الشعور بالانتماء لدى الطلاب.

كما أشار الدكتور محمود شعيب إلى أن النجاح الذي حققه الإفطار الجماعي يعكس الجهود الكبيرة التي بذلها اتحاد الطلاب ومستشاري اللجان، مؤكدًا أن دعم الأنشطة الطلابية هو أحد أولويات الجامعة لما لها من دور في تنمية مهارات القيادة والعمل الجماعي لدى الطلاب.

وفي كلمته، أعرب الطالب محمد محمود، رئيس اتحاد الطلاب، عن سعادته بنجاح الحفل، مشيرًا إلى أن الاتحاد يحرص على تنظيم فعاليات تجمع بين الجوانب الاجتماعية والثقافية والترفيهية، وتساهم في خلق بيئة جامعية أكثر تفاعلًا وانسجامًا، مؤكدًا أن دعم إدارة الجامعة المستمر هو أحد العوامل الرئيسية في نجاح مثل هذه الفعاليات.

جاء حفل الإفطار بالتنسيق مع الإدارة العامة لرعاية الشباب بإشراف الأستاذ عبد الله عامر مدير عام الإدارة ، والأستاذ ياسر عبد المجيد مدير مكتب الاتحادات الطلابية ، الذين ساهموا في الإعداد والتنظيم لضمان نجاح الفعالية.

كما حرص على المشاركة مديري الإدارات برعاية الشباب.

واختتم الحفل وسط أجواء رمضانية دافئة، حيث سادت روح الألفة بين الحضور، ليؤكد الحدث على دور اتحاد طلاب جامعة قناة السويس في تنظيم فعاليات طلابية ناجحة، وعلى التزام الجامعة بدعم المبادرات التي تعزز من الترابط والتكافل بين أفراد المجتمع الجامعي.

مقالات مشابهة

  • جامعة قناة السويس تطلق منافسات الشطرنج لطلابها ضمن أنشطة شهر رمضان
  • أوكرانيا تبحث أوضاع المحتجزين لدى روسيا مع الصليب الأحمر
  • قناة السويس تعلن نجاح سحب ناقلة تعرضت لهجوم حوثي
  • مصر تقطر ناقلة نفط يونانية بقناة السويس استهدفها الحوثيون
  • مصر تقطر ناقلة نفط يونانية بقناة السويس استهدفها الحوثيين
  • تفسير علمي لمعجزة شق البحر الأحمر أمام النبي موسى
  • صور.. قطْر ناقلة بترول عبر قناة السويس بعد تعرضها لهجوم حوثي
  • مدرب كوريا الجنوبية يستدعي قائمة قوية لمواجهة "الأحمر العماني"
  • اتحاد طلاب جامعة قناة السويس ينظم حفل إفطار جماعي بحضور قيادات الجامعة
  • البحرية الأمريكية في مأزق .. استنزاف غير مسبوق أمام تكتيكات صنعاء